الفرزدق :إني لينفعني بأسي فيصرفني
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الفرزدق :إني لينفعني بأسي فيصرفني
إني لَيَنْفَعُني بَأسِي، فَيَصْرِفُني | إذا أتَى دُونَ شَيْءٍ مرّةُ الوَذَمِ |
وَالشّيْبُ شَرُّ جَدِيدٍ أنْتَ لابِسُهُ، | وَلَنْ تَرَى خَلَقاً شَرّاً مِنَ الهَرَمِ |
ما مِنْ أبٍ حَمَلَتْهُ الأرْضُ نَعلَمُه | خَيرٌ بَنِينَ، وَلا خَيرٌ مِنَ الحَكَمِ |
الحَكَم بن أبي العاصِي الذينَ هُمُ | غَيْثُ البِلادِ وَنُورُ النّاسِ في الظُّلَمِ |
مِنهمْ خَلائِفُ يُستَسقى الغَمامُ بهمْ، | وَالمُقْحِمُونَ على الأبطالِ في القَتَمِ |
رَأتْ قُرَيْشٌ أبَا العاصِي أحَقَّهُمُ | باثنَينِ: بالخاتَمِ المَيْمُونِ وَالقَلَمِ |
تَخَيّرُوا قَبلَ هذا النّاس إذْ خُلقُوا | مِنَ الخَلائِقِ أخْلاقاً مِنَ الكَرَمِ |
مِلْءَ الجِفانِ من الشِّيزَى مُكَلَّلَةً، | وَالضّرْبَ عندَ احمرَارِ المَوْتِ للبُهَمِ |
ما ماتَ بعَدَ ابن عَفّانَ الذي قَتَلوا، | وَبَعْدَ مَرْوَانَ للإسْلامِ وَالحُرَمِ |
مثْلُ ابنِ مَرْوَانَ وَالآجالُ لاقِيَةٌ | بحَتْفِهَا كُلَّ مَنْ يَمْشِي على قدَمِ |
إنْ تَرْجِعوا قد فرَغتمْ من جَنازَتِهِ، | فَما حَمَلْتُمْ على الأعْوادِ من أمَمِ |
خَليفَةً كانَ يُستَسقى الغَمَامُ بِهِ، | خَيرَ الذِينَ بَقُوا في غابِرِ الأُمَمِ |
قالُوا ادْفُنُوهُ فكادَ الطّوْدُ يُرْجِفُهُ | إذْ حَرّكُوا نَعْشَهُ الرّاسِي من العَلمِ |
أمّا الوَليدُ، فَإنّ الله أوْرَثَهُ | بِعِلمِهِ فِيهِ مُلْكاً ثَابِتَ الدِّعَمِ |
خَلافَةً لمْ تَكُنْ غَصْباً مَشُورَتُهَا، | أرْسَى قَوَاعِدَها الرّحَمنُ ذو النِّعَمِ |
كانتْ لعُثمانَ لمْ يَظْلِمْ خِلافَتَها، | فانْتَهَكَ النّاسُ منهُ أعظَم الحُرَمِ |
دَماً حَرَاماً، وَأيْماناً مُغَلَّظَةً، | أيّام يُوضَعُ قَمْلُ القَوْمِ باللِّمَمِ |
فَرّقتَ بَينَ النّصَارَى في كَنائِسِهِمْ، | وَالعابِدِينَ مَعَ الأسْحَارِ وَالعَتَمِ |
وَهُمْ مَعاً في مُصَلاّهُمْ وَأوْجُهُهُمْ | شَتى، إذا سَجَدُوا لله وَالصّنَمِ |
وَكَيفَ يَجتَمِعُ النّاقُوسُ يَضرِبُهُ | أهْلُ الصّليبِ مَعَ القُرّاءِ لمْ تَنَمِ |
فُهّمتَ تَحوِيلَها عَنهُمْ كما فَهما، | إذْ يَحكُمَانِ لهمْ في الحَرْثِ وَالغَنمِ |
داوُدُ وَالمَلِكُ المَهْدِيُّ، إذْ حَكَما | أوْلادَها وَاجْتِزَازَ الصّوفِ بالجَلَمِ |
فَهَمَّكَ الله تَحْوِيلاً لبَيْعَتِهِمْ | عَن مَسجِدٍ فيهِ يُتحلى طَيّبُ الكَلِمِ |
عَسَتْ فُرُوغُ دلائي أنْ يُصَادِفَها | بَعْضُ الفَوائضِ من أنهارِكَ العُظُمِ |
إمّا مِنَ النِّيلِ إذْ وارَى جَزَائِرهُ، | وَطَمَّ فَوْقَ مَنَارِ المَاءِ والأكَمِ |
أوْ من فُرَاتِ أبي العاصِي، إذا التَطمتْ | أثْبَاجُهُ بِمَكانٍ وَاسِعِ الثَّلَمِ |
تَظَلُّ أرْكَانُ عَانَاتٍ تُقَاتِلُهُ | عَنْ سُورِها وَهوَ مثلُ الفالجِ القَطِمِ |
يَخشَوْنَ من شُرُفاتِ السُّورِ سَوْرَتَهُ، | وَهُمْ على مثل فَحلِ الطّوْد من خِيَمِ |
القاتلُ القِرْنَ وَالأبطالُ كَالِحَةٌ، | وَالجوعَ بالشّحمِ يوْم القِطقِط الشَّبِمِ |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى