الأخطل :طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الأخطل :طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ
طربتُ إلى ذلفا فالدّمعُ يسفحُ | وهشَّ لذكْراها الفؤادُ المبرَّحُ |
ومِنْ دونِ ذلْفاء المليحَة ِ فاصْطبرْ | من الإرضِ أطوادٌ وبيداءُ صحصحُ |
بها حينَ يستنّ السرابُ بمتنها | لخُوصِ المطيّ إنْ تَذَرَّعْنَ مَسْبحُ |
وقَدْ صاحَ غِرْبانٌ ببَيْنٍ وقد جرَتْ | ظباءٌ بصرمِ العامرية ِ برحُ |
فما شادنٌ يرعى الحمى ورياضَها | يرودهُ بمكحولِ نؤومٌ موشح |
بأحْسَنَ مِنها يوْمَ جدَّ رحيلُنا | مع الجيشِ لا بلْ هي أبضّ وأصبحُ |
وأحسنُ جيداً في السحابِ ومضحكاً | وأنْجَلُ مِنها مُقْلَتَينِ وأمْلَحُ |
بأطْيَبَ مِنْ أرْدانِ ذَلْفاء بعدَما | تغورُ الثريا في السماء فتجنحُ |
إذا الليلُ ولى واسبطرتْ نجومه | وأسْفَرَ مَشْهورٌ مِن الصُّبحِ أفضحُ |
فلا عيبَ فيها غيرَ أنّ حليلها | إذا القَوْمُ هَشُّوا للمروءة ِ زُمَّحُ |
بطيءٌ إلى الداعي، قليلٌ غناؤهُ | إذا ما اجتداهُ سائلٌ يَتكَلّحُ |
أذَلْفاءُ كَمْ مِنْ كاشِحٍ لكِ جاءني | فأحْفَظْتُهُ إذْ جاءني يتَنَصَّحُ |
يقولُ أفقْ عن ذكرِ ذلفاءِ وانسها | فما لكَ مِنْ حَتْفِ المنيّة ِ مَجْمَحُ |
فقلتُ اجتنبتني لا أبا لكَ واطرحْ | ففي الأرضِ عني إذا تباعدتَ مطرحٌ |
فكَيفَ تلومُ النّاسُ فيها وقد ثوى | لها في سوادِ القلبِ حبٌّ مبرحُ |
وحبي جدٌّ ليس فيه مزاحة ٌ | فيرْتاحُ قَلْبي إذْ يراهُ ويفرَحُ |
وإني لأهوى الموتَ من وجدِ حُبها | وللموْتُ مِنْ وجْدٍ ألَذُّ وأرْوَحُ |
وكلُّ هوًى قدْ بانَ منّي ولا أرى | هوى أُمّ عَمْروٍ مِن فؤاديَ يَبرَحُ |
وفتيانِ صِدْقٍ مِن عشيري وجوهُهمْ | إذا شففتهنَّ الهواجرُ وضحُ |
رفَعْتُ لهُمْ يوماً خِباءً تمُدُّهُ | أسِنّة ُ أرْماحٍ يُسِفُّ ويَطمَحُ |
فأدنَيْتُ مِنهُمْ سَبْحَلِيّاً كأنّهُ | قتيلٌ مِن السّودانِ عَبْلٌ مُجَرَّحُ |
فظَلّتْ مُدامٌ مِنْ سُلافة ِ بابلٍ | تَكُرُّ علَيْهِمْ والشِّواءُ المُلوَّحُ |
فلما تروّوا قلتُ قوموا فأسرجوا | عناجيجكُم قد حانَ منا التروحُ |
فقاموا إلى جُرْدٍ طوالٍ كأنّها | مِن الرَّكضِ والإيجافِ في الحرْبِ أقرُحُ |
فشَدُّوا علَيْهِنَّ السّروجَ فأعنقَتْ | بكل فتى يحمي الذمارَ ويكفحُ |
فقال لهم ذاكمْ سوامٌ ودونهُ | كتائبُ فيهنَّ الأسنة ُ تلمحُ |
فلما أغرنا أغنمَ الله منهمُ | وذو العرشِ يعطي من جزيلٍ ويمنحُ |
فلَمْ نَخْتَصِمْ عِنْدَ الغَنيمَة ِ بَيْننا | ولمْ يكُ فينا باخِلٌ يَتشَحّحُ |
فتلكَ المعالي لا تباعُكَ ثلة َ | وبُهْماً عِجاماً للمعيشَة ِ تَكْدَحُ |
فقلْ لبني عمَ الذينَ ببابلٍ | وبالتستري عن أرضكمْ متزحزحُ |
وفي الأرضِ عنْ جوخى ورعية ِ أهلها | وعَنْ نَخَلاتِ السّيْبِ للحيّ مَفْسَحُ |
وحسبُ الفتى مِن شِقوَة ِ العَيشِ قطعة ٌ | يُحاجي بها طَوْراً يُجَحِّحُ |
مواضيع مماثلة
» الأخطل :
» الأخطل :عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ
» الأخطل :بان الشّبابُ، ورُبّما عَلّلْتُهُ
» الأخطل :غدا ابنا وائلٍ ليعاتباني
» الأخطل :إذا ما قلتَ قد صالحتَ بكراً
» الأخطل :عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ
» الأخطل :بان الشّبابُ، ورُبّما عَلّلْتُهُ
» الأخطل :غدا ابنا وائلٍ ليعاتباني
» الأخطل :إذا ما قلتَ قد صالحتَ بكراً
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى