ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  Empty الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الأحد 15 مايو - 18:10:13

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B2






وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ
اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ
أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا
وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ







(265) الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B1
< 1-695 >

وهذا مثل المؤمنين المنفقين ( أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ
اللَّه ) عنهم في ذلك ( وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) أي: وهم متحققون
مُثَبتون أن الله سيجزيهم على ذلك أوفر الجزاء، ونظير هذا في المعنى، قوله
عليه السلام الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP في الحديث المتفق على صحته: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا. . . " أي: يؤمن أن الله شرعه، ويحتسب عند الله ثوابه.
قال الشعبي: ( وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) أي: تصديقا ويقينا الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . وكذا قال قتادة، وأبو صالح، وابن زيد. واختاره ابن جرير. وقال مجاهد والحسن: أي: يتثبتون أين يضعون الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP صدقاتهم.
وقوله: ( كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ) أي: كمثل بستان بربوة. وهو عند
الجمهور: المكان المرتفع المستوي من الأرض. وزاد ابن عباس والضحاك: وتجري
فيه الأنهار.
قال ابن جرير: وفي الربوة ثلاث لغات هن ثلاث قراءات: بضم الراء، وبها
قرأ عامة أهل المدينة والحجاز والعراق. وفتحها، وهي قراءة بعض أهل الشام
والكوفة، ويقال: إنها لغة تميم. وكسر الراء، ويذكر أنها قراءة ابن عباس.
وقوله: ( أَصَابَهَا الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وَابِلٌ ) وهو المطر الشديد، كما تقدم، ( فَآتَتْ أُكُلَهَا ) أي: ثمرتها الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
( ضِعْفَيْن ) أي: بالنسبة إلى غيرها من الجنان. ( فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا
وَابِلٌ فَطَلٌّ ) قال الضحاك: هو الرَّذَاذ، وهو اللين من المطر. أي: هذه
الجنة بهذه الربوة لا تمحل أبدًا؛ لأنها إن لم يصبها وابل فطل، وأيا ما كان
فهو كفايتها، وكذلك عمل المؤمن لا يبور أبدًا، بل يتقبله الله ويكثره
وينميه، كل عامل بحسبه؛ ولهذا قال: ( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
أي: لا يخفى عليه من أعمال عباده شيء.
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B2






أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ
فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ







(266) الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B1
قال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام -هو ابن يوسف -عن ابن جريج: سمعت عبد الله الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
بن أبي مُلَيكة، يحدث عن ابن عباس، وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث
عن عبيد بن عُمَير قال: قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم: فيمن ترون هذه الآية نـزلت: ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ
لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) ؟ قالوا: الله أعلم. فغضب عمر
فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. فقال عمر: يا ابن
أخي، قل ولا تحقر نفسك. فقال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل. قال عمر: أيُّ
عملٍ؟ قال ابن عباس: لعمل. قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله. ثم بعث الله
له الشيطان فعمِل بالمعاصي < 1-696 >
حتى أغرق الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP أعماله الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
ثم رواه البخاري، عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج، فذكره الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . وهو من أفراد البخاري، رحمه الله.
وفي هذا الحديث كفاية في تفسير هذه الآية، وتبيين ما فيها من المثل
بعمل من أحسن العمل أولا ثم بعد ذلك انعكس سيره، فبدل الحسنات بالسيئات،
عياذًا بالله من ذلك، فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم من الصالح الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق الأحوال، فلم يحصل له منه شيء، وخانه
أحوجَ ما كان إليه، ولهذا قال تعالى: ( وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ
فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ ) وهو الريح الشديد الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ( فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ) أي: أحرق الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ثمارَها وأباد أشجارها، فأيّ حال يكون حاله.
وقد روى ابن أبي حاتم، من طريق العَوْفي، عن ابن عباس قال: ضرب الله له
مثلا حسنًا، وكل أمثاله حسن، قال: ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ
لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ
لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) يقول: ضيّعَه في شيبته (
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ ) وولده وذريته ضعاف عند آخر عمره، فجاءه إعصار فيه
نار فأحرق الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
بستانه، فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خير يعودون به
عليه، وكذلك الكافر يوم القيامة، إذ ردّ إلى الله عز وجل، ليس له خير
فيُسْتَعْتَب، كما ليس لهذا قوة فيغرس مثل بستانه، ولا يجده قدم لنفسه خيرا
يعود عليه، كما لم يُغْن عن هذا ولدُه، وحُرم أجره عند أفقر ما كان إليه،
كما حرم هذا جنة الله عند أفقر ما كان إليها عند كبره وضعف ذريته.
وهكذا الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
، روى الحاكم في مستدركه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في
دعائه: "اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقضاء عمري" الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2
؛ ولهذا قال تعالى: ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) أي: تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني،
وتنـزلونها على المراد منها، كما قال تعالى:
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B2 وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B1
[العنكبوت:43] .
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B2






يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا
فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ







(267)






الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ
وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ







(268)






يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ
أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ







(269) الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B1
< 1-697 >

يأمر تعالى عباده المؤمنين بالإنفاق -والمراد به الصدقة هاهنا؛ قاله
ابن عباس -من طيبات ما رزقهم من الأموال التي اكتسبوها. قال مجاهد: يعني
التجارة بتيسيره إياها لهم.
وقال علي والسدي: ( مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُم ) يعني: الذهب والفضة، ومن الثمار والزروع التي أنبتها لهم من الأرض.
قال ابن عباس: أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنفسه، ونهاهم عن
التصدق بِرُذَالَةِ المال ودَنيه -وهو خبيثه -فإن الله طَيْب لا يقبل إلا
طيبًا، ولهذا قال: ( وَلا تَيَمَّمُوا ) أي: تقصدوا ( الْخَبِيثَ مِنْهُ
تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ ) أي: لو أعطيتموه ما أخذتموه، إلا أن
تتغاضوا فيه، فالله أغنى عنه منكم، فلا تجعلوا لله ما تكرهون.
وقيل: معناه: ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) أي:
لا تعدلوا عن المال الحلال، وتقصدوا إلى الحرام، فتجعلوا نفقتكم منه.
ويذكر هاهنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا
أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مُرّة الهَمْداني، عن عبد الله بن
مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم،
كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي
الدين إلا لمن أحبَّ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده، لا
يسلم عَبْدٌّ حتى يُسلِمَ قلبُه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جارُه بوائقه".
قالوا: وما بوائقه يا نبي الله؟. قال: "غَشَمُه وظلمه، ولا يكسب الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عبد مالا من حرام فينفقَ منه فيباركَ له فيه، ولا يتصدقُ به فيقبل الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ
بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث" الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
والصحيح القول الأول؛ قال ابن جرير: حدثني الحسين بن عمرو
العَنْقَزيِّ، حدثني أبي، عن أسباط، عن السدّي، عن عدي بن ثابت، عن البراء
بن عازب في قول الله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ
طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) الآية. قال: نـزلت في
الأنصار، كانت الأنصار إذا كان أيام جذَاذ النخل، أخرجت من حيطانها أقناء
البُسْر، فعلقوه على حبل بين الأسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعْمد الرجل منهم إلى الحَشَف، فيدخله
مع أقناء البسر، يظن أن ذلك جائز، فأنـزل الله فيمن فعل ذلك: ( وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ )
ثم رواه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ابن جرير، وابن ماجه، وابن مَرْدُوَيه، والحاكم في مستدركه، من طريق السدي، عن < 1-698 >
عدي بن ثابت، عن البراء، بنحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا عبيد الله، عن
إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك، عن البراء: ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ
مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ )
قال: نـزلت فينا، كنا أصحاب نخل، وكان الرجل يأتي من نخله بقدر كثرته
وقلته، فيأتي الرجل بالقِنْو فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع جاء فضربه بعصاه، فيسقط منه البسر
والتمر، فيأكل، وكان أناس ممن لا يرغبون في الخير يأتي بالقِنْو فيه
الحَشَف والشِّيص، ويأتي بالقنو قد انكسر فيعلقه، فنـزلت: ( وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا
أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) قال: لو أنّ أحدكم أهدي له مثل ما أعْطَى ما أخذه
إلا على إغماض وحَياء، فكنا بعد ذلك يجيء الرجل منا بصالح ما عنده.
وكذا رواه الترمذي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن عبيد الله
-هو ابن موسى العبسي -عن إسرائيل، عن السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن -عن
أبي مالك الغفاري -واسمه غَزْوان -عن البراء، فذكر نحوه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
ثم قال الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP : وهذا حديث حسن غريب.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سليمان بن
كثير، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر: الجُعْرُور ولون الحُبَيق الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . وكان الناس يَتيمّمون شرار ثمارهم الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ثم يخرجونها في الصدقة، فنـزلت: ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُون ) الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 .
ورواه أبو داود من حديث سفيان بن حسين، عن الزهري [به] الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . ثم قال: أسنده أبو الوليد، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، ولفظه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجُعْرُور ولون الحُبيق الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP أن يؤخذا في الصدقة الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وقد روى النسائي هذا الحديث من طريق عبد الجليل بن حُمَيد اليَحْصُبي، عن الزهري، عن أبي أمامة. ولم يقل: عن أبيه، فذكر نحوه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . وكذا رواه ابن وهب، عن عبد الجليل.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن مَعْقل الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
في هذه الآية: ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُون ) قال:
كسب المسلم لا يكون خبيثًا، ولكن لا يصدّق بالحشف، والدرهم الزّيف، وما لا
خير فيه.
< 1-699 >

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد -هو
ابن أبي سليمان -عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: أُتِي رسول الله
صلى الله عليه وسلم بضب فلم يأكله ولم ينه عنه. قلت: يا رسول الله، نطعمه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP المساكين؟ قال: "لا تطعموهم مما لا تأكلون" الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
ثم رواه عن عفان الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عن حماد بن سلمة، به. فقلت: يا رسول الله، ألا أطعمه المساكين؟ قال: "لا تطعموهم ما لا تأكلون".
وقال الثوري: عن السدي، عن أبي مالك، عن البراء ( وَلَسْتُمْ
بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيه ) يقول: لو كان لرجل على رجل، فأعطاه
ذلك لم يأخذه؛ إلا أن يرى أنه قد نقصه من حقه رواه ابن جرير.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ
تُغْمِضُوا فِيه ) يقول: لو كان لكم على أحد حق، فجاءكم بحق دون حقكم لم
تأخذوه بحساب الجيد حتى تنقصوه. قال: فذلك قوله: ( إِلا أَنْ تُغْمِضُوا
فِيهِ ) فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم، وحقي عليكم من أطيب أموالكم
وأنفسه!!
رواه ابن أبي حاتم، وابن جرير، وزاد: وهو قوله:
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B2 لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B1
[آل عمران:92] . ثم روى من طريق العوفي وغيره، عن ابن عباس نحو ذلك، وكذا ذكر غير واحد.
قوله الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) أي: وإن أمركم بالصدقات
وبالطيب منها فهو غني عنها، وما ذاك إلا ليساوي الغني الفقير، كقوله:
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B2 لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ
الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  B1
[الحج : 37] وهو غني عن جميع خلقه، وجميع خلقه فقراء إليه، وهو واسع الفضل
لا ينفد ما لديه، فمن تصدق بصدقة من كسب طيب، فليَعلمْ أن الله غني واسع
العطاء، كريم جواد، سيجزيه بها ويضاعفها له أضعافًا كثيرة من يقرض غَيْرَ
عديم ولا ظلوم، وهو الحميد، أي: المحمود في جميع أفعاله وأقواله الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وشرعه وقدره، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
وقوله: ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا هَنَّاد بن
السِّرِي، حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهَمْداني، عن
عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن للشيطان
لَلَمّة الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
بابن آدم، وللمَلك لَمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق،
وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق. فمن وجد ذلك فليعلَمْ أنه من
الله، فَلْيحمَد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان". ثم قرأ: (
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ
وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا ) الآية.
وهكذا رواه الترمذي والنسائي في كتابي الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP التفسير من سُنَنَيْهما جميعًا، عن هَنَّاد بن السِّرِي الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
< 1-700 >

وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى الموصلي، عن هَنَّاد، به الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
. وقال الترمذي: حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص -يعني سلام بن سليم -لا
نعرفه مرفوعًا إلا من حديثه. كذا قال. وقد رواه أبو بكر بن مَرْدُويه في
تفسيره، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن رُسْتَه، عن هارون
الفَرْوِي، عن أبي ضَمْرة الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعود، مرفوعًا نحوه.
ولكن رواه مِسْعر، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة، عن ابن مسعود. فجعله من قوله، والله أعلم.
ومعنى قوله تعالى: ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ) أي: يخوفكم
الفقر، لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله، ( وَيَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشَاءِ ) أي: مع نهيه إياكم عن الإنفاق خشية الإملاق، يأمركم
بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخَلاق، قال [الله] الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
تعالى: ( وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ ) أي: في مقابلة ما
أمركم الشيطان بالفحشاء ( وَفَضْلا ) أي: في مقابلة ما خوفكم الشيطان من
الفقر ( وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) وقوله: ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ
مَنْ يَشَاء ) قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعني المعرفة بالقرآن
ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله.
وروى جُوَيْبر، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا: الحكمة: القرآن الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . يعني: تفسيره، قال ابن عباس: فإنه [قد] الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP قرأه البر والفاجر. رواه ابن مَرْدُويه.
وقال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: يعني بالحكمة: الإصابة في القول.
وقال ليث بن أبي سليم، عن مجاهد: ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاء ) ليست بالنبوة، ولكنه العلم والفقه والقرآن.
وقال أبو العالية: الحكمة خشية الله، فإن خشية الله رأس كل حكمة.
وقد روى ابن مَرْدُويه، من طريق بقية، عن عثمان بن زُفَر الجُهَني، عن
أبي عمار الأسدي، عن ابن مسعود مرفوعًا: "رأس الحكمة مخافة الله" الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 .
وقال أبو العالية في رواية عنه: الحكمة: الكتاب والفهم. وقال إبراهيم
النخَعي: الحكمة: الفهم. وقال أبو مالك: الحكمة: السنة. وقال ابن وهب، عن
مالك، قال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل. قال مالك: وإنه ليقع في قلبي أن
الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمْرٌ يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله،
ومما يبين ذلك، أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا ذا نظر فيها، وتجد آخر
ضعيفًا في أمر دنياه، عالمًا بأمر دينه، بصيرًا به، يؤتيه الله إياه ويحرمه
هذا، فالحكمة: الفقه في دين الله.
وقال السدي: الحكمة: النبوة.
< 1-701 >

والصحيح أن الحكمة -كما قاله الجمهور -لا تختص بالنبوة، بل هي أعم
منها، وأعلاها النبوة، والرسالة أخص، ولكن لأتباع الأنبياء حظ من الخير على
سبيل التبَع، كما جاء في بعض الأحاديث: "من حفظ القرآن فقد أدْرِجَت
النبوة بين كتفيه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP غير أنه لا يوحى إليه" الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . رواه الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وَكِيع بن الجراح في تفسيره، عن إسماعيل بن رافع الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عن رجل لم يسمه، عن عبد الله بن عمر الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وقوله.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع ويزيد الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
قالا حدثنا إسماعيل -يعني ابن أبي خالد -عن قيس -وهو ابن أبي حازم -عن ابن
مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا حسد إلا في
اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلَّطه على هَلَكته في الحق، ورجل آتاه الله
حكمة فهو يقضي بها ويعلمها" الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجة -من طرق متعددة -عن إسماعيل بن أبي خالد، به الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وقوله: ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ ) أي: وما ينتفع
بالموعظة والتذكار إلا من له لب وعقل يعي به الخطاب ومعنى الكلام.




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 15:20:11

جزاك الله خيرا على المواضيع القيمة بارك الله فيك



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 18:08:44

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:05:56


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الأمير الثلاثاء 28 يونيو - 17:38:43


الأمير
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 6081
تاريخ الميلاد : 29/10/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء الرابع والخمسون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:42:46

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى