قبور تعود لعصور ما قبل التاريخ تتعرض لنهب ، ونقوش صخرية أقدم من 'الطاسيلي' تشوه بيد الإنسان ببسكرة

[right]كشف مصدر محلي مهتم بالآثار والتاريخ
أن الموقع الأثري الذي يمتد محوره عبر كل بلديات البسباس، رأس الميعاد، سيدي
خالد في أقصى غرب الولاية والمتمثل في انتشار قبور حجرية في شكل أهرامات
صغيرة تعرف محليا باسم " الاجدار" تعود لعصور ما قبل التاريخ، حيث
لا تزال لحد اليوم خارج مجال التصنيف من الجهات المختصة المكلفة بحماية الآثار ضمن
التراث الوطني، في الوقت أوضح نفس المصدر عن استفحال مظاهر نهب بعض الحجارة
الأثرية للموقع خاصة في ضاحية بلدية البسباس، على اعتبار القبور الأثرية الحجرية
الموجودة بهذه البلدية تبعد عشرات الكيلومترات عن المناطق السكانية، وهو ما جعل
الموقع الأثري عرضة للسرقة حجارته من طرف غرباء وأحيانا من بعض المقاولات النشطة
إقليميا بدافع الاستعانة بحجارة القبور التاريخية في انجاز بعض مشاريعهم المحلية
بالولاية.

واستناد لنفس المصدر فإن الوضع السائد بهذه الضاحية
المليئة بالمعالم الأثرية اخطر من بكثير من يعرف عن المنطقة بفعل تعرض عدة مواقع
أثرية تاريخية أخرى تحتوي على مجموعة من النقوش والكتابات الحجرية، لتخريب لعوامل
طبيعية بسبب غياب وسائل الحماية العمومية للآثار، وأخرى لسبب طلتها يد الإنسان
وعاثت فيها فساد وتشويه يقتضي الأسرع بتدخل المصالح الوصية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
من لاضمحلال، وعن دلالة الكتابات والنقوش الصخرية و الحائطية المكتشفة خاصة ببلدية
سيدي خالد فقد أوضح مصدرنا أن جزء من هذه الكتابات باللغة اللاتينية القديمة الذي
وقف عندها قد عرض على مترجمين مختصين في علم الآثار، حيث تأكد أن إحدى العبارات
المكتوبة تحمل شرح حول مرور قائد روماني يدعى " اوكتافيوس" من المكان،
وأما بالنسبة للرسومات المنتشرة بعدة نقاط وكهوف صغيرة فيتوقع مكتشفي هذه المواقع
العريقة والخفية في باطنها لحقائق تاريخية أثرية كبيرة ترجحها أن تكون أقدم من تلك
الموجودة بالطاسيلي بأقصى الصحراء الجزائرية المصنف فقد سنة 1982، رغم أن التحريات
والمعلومات المحلية من الجهات المختصة عن الموقع لا تزال شحيحة لعدم حصول هذه
المواقع على تصنيف يحميها من أيادي التشويه المتعددة والسرقة، " الجزائر"
وفي سعيها لبحث حقيقة هذه المواقع المنسية من الجهات العمومية وحماة الآثار ،
اتصلنا برئيسة مصلحة الآثار بمديرية الثقافة بالولاية السيدة ربيعة حبة حيث أوضحت
المسؤولة أن حقيقة الزخم الأثري والتاريخي الغابر للمواقع المعنية وقلة المعلومات
المتوفرة على هذه المناطق بشكل دقيق، وأكدت شروع مديرية الثقافة في تحبين مشروع
لمنح التصنيف القانوني لتوفير الحماية القانونية لقبور الصخرية "
الاجدار" بكل من الثلاث بلديات المذكورة كما هو الشأن بالنسبة للنقوشات
الحائطية بمنطقة " النعيمة "، بعد استلامها طلب وملف كامل عن المعالم
الأثرية من طرف رئيس بلدية وجمعية مختصة في هذا الإطار الثقافي التاريخي ، و
وبخصوص ظاهرة التعدي وسرقة الحجارة بهذه المواقع، وقالت أن مظاهرها سجلت بوقت سابق
وتلقت المديرية شكاوى من رؤساء مجالس بلدية لكن بالفترة الأخيرة لم تصلها شكاوى من
هذا القبيل، كما أكدت مصلحة حماية التراث على صعوبة توفير الحماية لعدد كبير من
المواقع ولاسيما منها القبور الحجرية المنتشرة على مساحات شاسعة وبمناطق نائية لا تستطيع
الجهات الأمنية تغطيتها بعدد صغير من الأفراد خاصة أن محاور هذه المواقع كانت
محظورة على حركة التنقل في سنوات التسعينيات نتيجة الظروف الأمنية الغير مستقرة
الذي عاشتها الجزائر حينها، و تحاول السلطات إعادة تنمية وإحياء تاريخ المواقع
الأثرية بهذه البلديات الثلاث عن طريق برامج مدرجة لا تزال في مهدها لجعلها شبه
قطب سياحي مستقبلا، ومعلوم أن الضاحية الغربية ببسكرة تحتوى لجانب المواقع الأثرية
المهددة من طرف الإنسان والعوامل الطبيعية عدد من المواقع الأخرى تنتظر التفاتة
المختصين لإعادة لها روح الحياة والتعريف بتاريخها الذي تحدث عنه الرحالة العرب
ببلاد المغرب العربي عن هذه المواقع منها، القلعة، الغوار، البورادة وغيرها .

[/right]

الموضوع الأصلي : قبور تعود لعصور ما قبل التاريخ تتعرض لنهب ، ونقوش صخرية أقدم من 'الطاسيلي' تشوه بيد الإنسان ببسكرة

المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب