الجزء السادس من تفسير سورة الأنعام
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير سورة الأنعام
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء السادس من تفسير سورة الأنعام
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(45)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ
وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ
انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ
(46)
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ
(47)
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ
آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
(48)
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
(49)
يقول الله تعالى لرسوله [محمد]
صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء المكذبين المعاندين: ( أَرَأَيْتُمْ إِنْ
أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ ) أي: سلبكم إياها كما
أعطاكموها فإنه
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ [وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ]
[الملك: 23].
ويحتمل أن يكون هذا عبارة عن منع الانتفاع بهما الانتفاع الشرعي؛ ولهذا قال: ( وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ ) كما قال:
أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ
[يونس: 31]، وقال:
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
[الأنفال: 24].
وقوله: ( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ) أي: هل أحد
غير الله يقدر على رد ذلك إليكم إذا سلبه الله منكم؟ لا يقدر على ذلك أحد
سواه؛ ولهذا قال [عز شأنه]
( انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ) أي: نبينها ونوضحها ونفسرها دالة
على أنه لا إله إلا الله، وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال ( ثُمَّ هُمْ
يَصْدِفُونَ ) أي: ثم هم مع هذا البيان يعرضون عن الحق، ويصدون الناس عن
اتباعه.
قال العوفي، عن ابن عباس ( يَصْدِفُونَ ) أي يعدلون. وقال مجاهد، وقتادة: يعرضون: وقال < 3-258 >
السُّدِّي: يصدون.
وقوله: ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً ) أي: وأنتم لا تشعرون به حتى بغتكم وفجأكم.
(أَوْ جَهْرَةً ) أي: ظاهرًا عيانًا ( هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ
الظَّالِمُونَ ) أي: إنما: كان يحيط بالظالمين أنفسهم بالشرك بالله [عَزَّ
وجل] وينجو الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كما قال تعالى
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ]
[الأنعام: 82]..
وقوله: ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ ) أي: مبشرين عباد الله المؤمنين بالخيرات ومنذرين من كفر
بالله النقمات والعقوبات. ولهذا قال [سبحانه وتعالى] ( فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ ) أي: فمن آمن قلبه بما جاءوا به وأصلح
عمله باتباعه إياهم، ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) أي: بالنسبة إلى ما
يستقبلونه ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) أي: بالنسبة إلى ما فاتهم وتركوه وراء
ظهورهم من أمر الدنيا وصنيعها، الله وليهم فيما خلفوه، وحافظهم فيما
تركوه.
ثم قال: ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ
بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) أي: ينالهم العذاب بما كفروا بما جاءت به
الرسل، وخرجوا عن أوامر الله وطاعته، وارتكبوا محارمه ومناهيه وانتهاك حرماته.
قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ
الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا
يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا
تَتَفَكَّرُونَ
(50)
وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ
لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
(51)
وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ
حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ
الظَّالِمِينَ
(52)
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ ) أي: لست أملكها ولا أتصرف
فيها، ( وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) أي: ولا أقول: إني أعلم الغيب إنما ذاك
من علم الله، عَزَّ وجل،لا أطلع منه إلا على ما أطلعني عليه، ( وَلا
أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ) أي: ولا أدعي أني ملك، إنما أنا بشر من < 3-259 >
البشر، يُوحيَ إليَّ من الله، عَزَّ وجل، شرفني بذلك، وأنعم عليّ به؛
ولهذا قال: ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) أي: لست أخرج عنه
قيد شبر ولا أدنى منه.
( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ ) أي: هل يستوي من اتبع
الحق وهُديَ إليه، ومن ضل عنه ولم ينقد له؟ ( أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ ) وهذه
كقوله تعالى:
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ
[الرعد: 19].
وقوله: ( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى
رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ) أي: وأنذر
بهذا القرآن يا محمد
الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ
[المؤمنون: 57] والذين
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ
[الرعد: 21].
(الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ) أي: يوم
القيامة. ( لَيْسَ لَهُمْ ) أي: يومئذ ( مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ
) أي: لا قريب لهم ولا شفيع فيهم من عذابه إن أراده بهم، ( لَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ ) أي: أنذر هذا اليوم الذي لا حاكم فيه إلا الله، عَزَّ وجل (
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله به يوم
القيامة من عذابه، ويضاعف لهم به الجزيل من ثوابه.
وقوله: ( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) أي: لا تبعد هؤلاء المتصفين بهذه الصفة
عنك، بل اجعلهم جلساءك وأخصاءك، كما قال:
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ
زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
[الكهف: 28].
وقوله ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) أي: يعبدونه ويسألونه ( بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ ) قال سعيد بن المسيب، ومجاهد، والحسن، وقتادة: المراد بذلك
الصلوات المكتوبات.
وهذا كقوله [تعالى]
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
[غافر: 60] أي: أتقبل منكم.
وقوله : ( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) أي: يبتغون بذلك العمل وجه الله الكريم، فهم مخلصون فيما هم فيه من العبادات والطاعات.
وقوله: ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ
حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) كما قال نوح، عليه السلام، في جواب
الذين قالوا:
أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ
[قال] وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ
[الشعراء: 112، 113]، أي: إنما حسابهم على الله، عَزَّ وجل، وليس على من حسابهم من شيء، كما أنه ليس عليهم من حسابي من شيء.
وقوله: ( فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) أي: إن فعلت هذا والحالة هذه.
قال الإمام أحمد: حدثنا أسباط -هو ابن محمد -حدثنا أشعث، عن كُرْدُوس، عن ابن مسعود < 3-260 >
قال: مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده: خَبَّاب،
وصُهَيْب، وبلال، وعمار. فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن: ( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ) إلى قوله:
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ
ورواه ابن جرير، من طريق أشعث، عن كردوس، عن ابن مسعود قال: مر الملأ
من قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده: صهيب، وبلال، وعمار، وخباب،
وغيرهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء
الذين من الله عليهم من بيننا؟ ونحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنك، فلعلك
إن طردتهم أن نتبعك، فنزلت هذه الآية: ( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
إلى آخر الآية
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عمرو
بن محمد العنقزي، حدثنا أسباط بن نصر، عن السُّدِّي، عن أبي سعيد الأزدي
-وكان قارئ الأزد -عن أبي الكنود، عن خباب في قول الله، عَزَّ وجل: ( وَلا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) قال:
جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله صلى
الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من
المؤمنين
فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم، فأتوه فخلوا به، وقالوا:
إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب
تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا،
فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت. قال: "نعم". قالوا: فاكتب لنا عليك
كتابا، قال: فدعا بالصحيفة ودعا عليًا ليكتب، ونحن قعود في ناحية، فنزل
جبريل فقال: ( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ [بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ
فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ] ) فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة، ثم دعانا فأتيناه.
ورواه ابن جرير، من حديث أسباط، به.
وهذا حديث غريب، فإن هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر.
وقال سفيان الثوري عن المقدام بن شريح، عن أبيه قال: قال سعد: نزلت هذه
الآية في ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ابن مسعود، قال:
كنا نسبق إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، وندنو منه ونسمع منه، فقالت قريش: يدني هؤلاء دوننا،
فنزلت: ( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ )
< 3-261 >
رواه الحاكم في مستدركه من طريق سفيان، وقال: على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق المقدام بن شريح، به
رد: الجزء السادس من تفسير سورة الأنعام
شكرا على الموضوع الجميل ..
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» الجزء السادس عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء الثالث عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء الخامس عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء الثالث عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء الخامس عشر من تفسير سورة الأنعام
» الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير سورة الأنعام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى