ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء العشرون من تفسير سورة الأنعام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  Empty الجزء العشرون من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 14:59:10

الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B2






ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ
اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا
اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ







(143)






وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ
حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ
الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ
النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ







(144) الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B1
وهذا بيان لجهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حَرّموا من الأنعام،
وجعلوها أجزاءً وأنواعًا: بحيرة، وسائبة، ووصيلة وحامًا، وغير ذلك من
الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار، فبين الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
أنه تعالى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات، وأنه أنشأ من الأنعام حمولة
وفرشا. ثم بين أصناف الأنعام إلى غنم وهو بياض وهو الضأن، وسواد وهو المعز،
ذكره وأنثاه، وإلى إبل ذكورها وإناثها، وبقر كذلك. وأنه تعالى لم يحرم
شيئًا من ذلك ولا شيئًا من أولاده. بل كلها مخلوقة لبني آدم، أكلا وركوبًا،
وحمولة، وحلبا، وغير ذلك من وجوه المنافع، كما قال [تعالى] الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B2 وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B1
الآية [الزمر : 6] .
وقوله: ( أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأنْثَيَيْنِ ) رَدٌ عليهم في قولهم:
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B2 مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B1

وقوله: ( نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أي: أخبروني عن يقين: كيف حرم الله عليكم الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ما زعمتم تحريمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك؟
وقال العَوْفي عن ابن عباس قوله: ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ
الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ) فهذه أربعة أزواج، (
وَمِنَ الإبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ
حَرَّمَ أَمِ الأنْثَيَيْنِ ) يقول: لم أحرم شيئًا من ذلك ( [أَمَّا
اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأنْثَيَيْنِ ] ) < 3-352 >
يعني: هل يشمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا؟ الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ( نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) يقول: كله حلال.
وقوله: ( أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا )
تهكم بهم فيما ابتدعوه وافتروه على الله، من تحريم ما حرموه من ذلك، (
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ
النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) أي: لا أحد أظلم منه، ( إِنَّ اللَّهَ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
وأول من دخل في هذه الآية: عمرو بن لُحَيّ بن قَمَعَة، فإنه أول من غير
دين الأنبياء، وأول من سيب السوائب، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت
ذلك في الصحيح الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B2






قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ
يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ
خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ







(145) الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى آمرًا عبده ورسوله محمدًا، صلوات الله وسلامه عليه: قل
لهؤلاء الذين حرموا ما رزقهم الله افتراء على الله: ( لا أَجِدُ فِي مَا
أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ) أي: آكل يأكله.
قيل: معناه: لا أجد شيئًا مما حرمتم حرامًا سوى هذه. وقيل: معناه: لا أجد
من الحيوانات شيئًا الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP حرامًا سوى هذه. فعلى هذا يكون ما ورد من التحريمات بعد هذا في سورة "المائدة"، وفي الأحاديث الواردة، رافعًا لمفهوم هذه الآية.
ومن الناس من يسمي ذلك نسخًا، والأكثرون من المتأخرين لا يسمونه نسخًا؛ لأنه من باب رفع مباح الأصل، والله أعلم.
قال العَوْفي، عن ابن عباس: ( أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ) يعني: المهراق.
قال عِكْرِمة في قوله: ( أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ) لولا هذه الآية لتتبع الناس ما في العُرُوق، كما تتبعه اليهود.
وقال حماد، عن عمران بن حُدَير قال: سألت أبا مِجْلَز عن الدم، وما
يتلطخ من الذبح من الرأس، وعن القِدْر يُرَى فيها الحمرة، فقال: إنما نهى
الله عن الدم المسفوح.
وقال قتادة: حرم من الدماء ما كان مسفوحًا، فأما لحم خالطه دم فلا بأس به.
وقال ابن جرير: حدثنا المثنى، حدثنا حجاج بن مِنْهال، حدثنا حماد، عن
يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة: أنها كانت لا ترى بلحوم السباع بأسًا،
والحمرة والدم يكونان على الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP القدر بأسًا، وقرأت هذه الآية. صحيح غريب الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال الحميدي: حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار قال: قلت لجابر بن عبد الله: إنهم يزعمون < 3-353 >
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر،
فقال: قد كان يقول ذلك "الحَكَمُ بنُ عَمْرو" عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولكن أبى ذلك الحبر -يعني ابن عباس -وقرأ: ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا
أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا ) الآية.
وهكذا رواه البخاري عن علي بن المديني، عن سفيان، به. وأخرجه أبو داود
من حديث ابن جُرَيْج، عن عمرو بن دينار. ورواه الحاكم في مستدركه مع أنه في
صحيح البخاري، كما رأيت الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2 .
وقال أبو بكر بن مَرْدُوَيه والحاكم في مستدركه: حدثنا محمد بن على بن
دُحَيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا أبو نُعَيم الفضل بن دُكَيْن، حدثنا
محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس قال: كان أهل
الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا، فبعث الله نبيه وأنـزل كتابه،
وأحل حلاله وحرم حرامه، فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه
فهو عفو، وتلا هذه الآية: ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ
مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ [إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ
دَمًا مَسْفُوحًا ] ) الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP إلى آخر الآية.
وهذا لفظ ابن مَرْدُوَيه. ورواه أبو داود منفردًا به، عن محمد بن داود
بن صبيح، عن أبي نعيم به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبو عَوَانة، عن سِمَاك بن حرب،
عن عِكْرِمة، عن ابن عباس قال: ماتت شاة لسَوْدَة بنت زَمْعَة، فقالت: يا
رسول الله، ماتت فلانة -تعني الشاة -قال: "فلم لا الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
أخذتم مَسْكها؟". قالت: نأخذ مَسْك شاة قد ماتت؟! فقال لها رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إنما قال الله: ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ
مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ
دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنـزيرٍ ) وإنكم لا تطعمونه، أن تدبغوه
فتنتفعوا به". فأرسلت فسلخت مسكها فدبغته، فاتخذت منه قربة، حتى تخرقت
عندها الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
ورواه البخاري والنسائي، من حديث الشعبي، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس، عن سودة بنت زمعة، بذلك أو نحوه الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال سعيد بن منصور: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عيسى بن نُميلَة
الفزاري، عن أبيه قال: كنت عند ابن عمر، فسأله رجل عن أكل القنفذ، فقرأ
عليه: ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ
يَطْعَمُهُ [إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ
خِنـزيرٍ ] ) الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الآية، فقال شيخ عنده: سمعت < 3-354 >
أبا هريرة يقول: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "خبيث من
الخبائث". فقال ابن عمر: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو كما
قال.
ورواه أبو داود، عن أبي ثور، عن سعيد بن منصور، به الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقوله تعالى: ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ ) أي: فمن
اضطر إلى أكل شيء مما حُرّم في هذه الآية الكريمة، وهو غير متلبس ببغي ولا
عدوان، ( فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) أي: غفور له، رحيم به.
وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة البقرة بما فيه كفاية.
والمقصود من سياق هذه الآية الكريمة الرد على المشركين الذين ابتدعوا
ما ابتدعوه، من تحريم المحرمات على أنفسهم بآرائهم الفاسدة من البَحِيرة
والسائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك، فأمر [الله] الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP رسوله أن يخبرهم أنه لا يجد فيما أوحاه الله إليه أن ذلك محرم، وإنما حُرِّم ما ذكر في [هذه] الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
الآية، من الميتة، والدم المسفوح، ولحم الخنـزير، وما أهل لغير الله به.
وما عدا ذلك فلم يحرم، وإنما هو عفو مسكوت عنه، فكيف تزعمون [أنتم] الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP أنه حرام، ومن أين حرمتموه ولم يحرمه [الله] الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
؟ وعلى هذا فلا يبقى تحريم أشياء أخر فيما بعد هذا، كما جاء النهي عن لحوم
الحمر ولحوم السباع، وكل ذي مخلب من الطير، على المشهور من مذاهب الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP العلماء.
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B2






وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ
وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلا مَا حَمَلَتْ
ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ
جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ







(146) الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B1
قال ابن جرير: يقول تعالى: وحرمنا على اليهود ( كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ) وهو البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الأصابع، كالإبل والنعام الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
والأوز والبط. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( وَعَلَى الَّذِينَ
هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ) وهو البعير والنعامة. وكذا قال
مجاهد، والسُّدِّي في رواية الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال سعيد بن جُبَيْر: هو الذي ليس بمنفرج الأصابع، وفي رواية عنه: كل شيء متفرق الأصابع، ومنه الديك.
وقال قتادة في قوله: ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي
ظُفُرٍ ) وكان يقال: البعير والنعامة وأشياء من الطير والحيتان. وفي
رواية: البعير والنعامة، وحرم عليهم من الطير: البط وشبهه، وكل شيء ليس
بمشقوق الأصابع.
وقال ابن جُرَيْج: عن مجاهد: ( كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ) قال: النعامة
والبعير، شقا شقا. قلت للقاسم بن أبي بَزَّة وحدثنيه: ما "شقا شقًا"؟ قال:
كل ما لا يفرج الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP من قول البهائم. قال: وما انفرج أكلته < 3-355 >
اليهود قال: انفرجت قوائم البهائم والعصافير، قال: فيهود تأكلها. قال: ولم
تنفرج قائمة البعير، خفه، ولا خف النعامة ولا قائمة الوز، فلا تأكل اليهود
الإبل ولا النعام ولا الوز، ولا كل شيء لم تنفرج قائمته، ولا تأكل حمار
وَحْش.
وقوله: ( وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا ) قال السُّدِّي: [يعني] الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الثَرْب وشحم الكليتين. وكانت اليهود تقول الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP : إنه حرمه إسرائيل فنحن نحرمه. وكذا قال ابن زيد.
وقال قتادة: الثرب وكل شحم الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP كان كذلك ليس في عظم.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا ) يعني: ما عَلِق بالظهر من الشحوم.
وقال السُّدِّي وأبو صالح: الألية، مما الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP حملت ظهورهما.
وقوله: ( أَوِ الْحَوَايَا ) قال الإمام أبو جعفر بن جرير: ( الْحَوَايَا ) جمع، واحدها حاوياء، وحاوية وحَوِيَّة وهو ما تَحَوي الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP من البطن فاجتمع واستدار، وهي بنات اللبن، وهي "المباعر"، وتسمى "المرابض"، وفيها الأمعاء.
قال: ومعنى الكلام: ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما، إلا ما حملت ظهورهما، أو ما حملت الحوايا الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( أَوِ الْحَوَايَا ) وهي المبعر.
وقال مجاهد: ( الْحَوَايَا ) المبعر، والمربض. وكذا قال سعيد بن جبير، والضحاك، وقتادة، وأبو مالك، والسُّدِّي.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( الْحَوَايَا ) المرابض التي تكون
فيها الأمعاء، تكون وسطها، وهي بنات اللبن، وهي في كلام العرب تدعى
المرابض.
وقوله تعالى: ( أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ) أي: وإلا ما اختلط من الشحوم بالعظام فقد أحللناه لهم.
وقال ابن جُرَيْج: شحم الألية اختلط بالعُصْعُص، فهو حلال. وكل شيء في
القوائم والجنب والرأس والعين وما اختلط بعظم، فهو حلال، ونحوه قال الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP السُّدِّي.
وقوله تعالى: ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ ) أي: هذا التضييق إنما فعلناه بهم وألزمناهم الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP به، مجازاة لهم على بغيهم ومخالفتهم أوامرنا، كما قال تعالى:
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B2 فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  B1
[النساء : 160] .
< 3-356 >

وقوله: ( وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) أي: وإنا لعادلون فيما جزيناهم به.
وقال ابن جرير: وإنا لصادقون فيما أخبرناك به يا محمد من تحريمنا ذلك
عليهم، لا كما زعموا من أن إسرائيل هو الذي حرمه على نفسه، والله أعلم.
وقال عبد الله بن عباس: بلغ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن سَمُرَة
باع خمرًا، فقال: قاتل الله سمرة! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها".
أخرجاه من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن عمر، به.
وقال الليث: حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: قال عطاء بن أبي رباح: سمعت
جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح:
"إن الله ورسوله حَرّم بيع الخمر والميتة والخنـزير والأصنام". فقيل: يا
رسول الله، أرأيت شحوم الميتة، فإنه يدهن بها الجلود ويُطلى بها السفن،
ويَسْتَصبِح بها الناس. فقال: "لا هو حرام". ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عند ذلك: "قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم عليهم شحومها
جَمَلوه، ثم باعوه وأكلوا ثمنه".
رواه الجماعة من طرق، عن يزيد بن أبي حبيب، به الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2 .
وقال الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاتل الله اليهود الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ! حرمت عليهم الشحوم، فباعوها الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP وأكلوا ثمنه".
ورواه البخاري ومسلم جميعًا، عن عبدان، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، به الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال ابن مَرْدُوَيه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا
إسماعيل بن إسحاق، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا وُهَيْب، حدثنا خالد
الحَذَّاء، عن بركة أبي الوليد، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان قاعدا خلف المقام، فرفع بصره إلى السماء فقال: "لعن الله اليهود
-ثلاثًا -إن الله حرم عليهم الشحوم، فباعوها وأكلوا ثمنها، إن الله لم يحرم
على قوم أكل شيء إلا حرم عليهم ثمنه" الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عاصم، أنبأنا خالد الحذاء، عن بركة أبي
الوليد، أنبأنا ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا في
المسجد مستقبلا الحِجْر، فنظر إلى السماء فضحك، ثم < 3-357 >
قال: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه".
ورواه أبو داود، من حديث خالد الحذاء الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وقال الأعمش، عن جامع بن شَدَّاد، عن كلثوم، عن أسامة بن زيد قال:
دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض نعوده، فوجدناه نائما قد
غطى وجهه ببرد عَدني، فكشف عن وجهه وقال الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP : لعن الله اليهود يحرمون شحوم الغنم ويأكلون أثمانها"، وفي رواية: "حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها" الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء العشرون من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 20 مايو - 17:42:07

جميل جدا ونشاط مميز شكرا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء العشرون من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 18:18:06

منور الموضوع أخي لا تحرمنا ردودك



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء العشرون من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 22:06:49

شكرا على الموضوع
لا تبخل علينا




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العشرون  من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء العشرون من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 22:07:25

شكرا على الموضوع
لا تبخل علينا




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى