ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 14:57:41

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى: ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ) أي: الذي خلق كل شيء ولا
ولد له ولا صاحبة، ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
فَاعْبُدُوهُ ) فاعبدوه وحده لا شريك له، وأقروا له بالوحدانية، وأنه لا
إله إلا هو، وأنه لا ولد له ولا والد، ولا صاحبة له
ولا نظير ولا عديل ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) أي: حفيظ ورقيب
يدبر كل ما سواه، ويرزقهم ويكلؤهم بالليل والنهار.
وقوله تعالى: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ) فيه أقوال للأئمة من السلف:
أحدها: لا تدركه في الدنيا، وإن كانت تراه في الآخرة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
كما تواترت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ما طريق
ثابت في الصحاح والمسانيد والسنن، كما قال مسروق عن عائشة أنها قالت: من
زعم أن محمدا أبصر ربه فقد كذب. [وفي رواية: على الله]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP فإن الله يقول: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ )
رواه ابن أبي حاتم من حديث أبي بكر بن عَيَّاش، عن عاصم بن أبي
النَّجُود، عن أبي الضحى، عن مسروق. ورواه غير واحد عن مسروق، وثبت في
الصحيح وغيره عن عائشة غير وجه الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2
وقد خالفها ابن عباس، فعنه إطلاق الرؤية، وعنه أنه رآه بفؤاده مرتين. والمسألة تذكر في أول "سورة النجم" إن شاء الله [تعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وقال ابن أبي حاتم: ذكر محمد بن مسلم، حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدَّوْرَقِي، حدثنا يحيى بن مَعِين قال: سمعت إسماعيل بن عُليَّة يقول في
قول الله تعالى: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ )
قال: هذا في الدنيا. قال: وذكر أبي، عن هشام بن عبيد الله أنه قال نحو ذلك.
وقال آخرون: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ) أي: جميعها، وهذا مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له في الآخرة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وقال آخرون، من المعتزلة بمقتضى ما فهموه من الآية: إنه لا يرى في
الدنيا ولا في الآخرة. فخالفوا أهل السنة والجماعة في ذلك، مع ما ارتكبوه
من الجهل بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله. أما الكتاب، فقوله تعالى:الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [القيامة: 22، 23]، وقال تعالى عن الكافرين: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [المطففين: 15].
قال الإمام الشافعي: فدل هذا على أن المؤمنين لا يُحْجَبُون عنه تبارك وتعالى.
وأما السنة، فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وأنس، وجرير،
وصُهَيْب، وبلال، وغير واحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن
المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات، وفي روضات الجنات، جعلنا
الله تعالى منهم بمنه وكرمه آمين.

وقيل: المراد بقوله: ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) أي: العقول. رواه
ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين، عن الفلاس، عن ابن مهدي، عن أبي الحصين
يحيى بن الحصين قارئ أهل مكة أنه قال ذلك. وهذا غريب جدًا، وخلاف ظاهر
الآية، وكأنه اعتقد أن الإدراك في معنى الرؤية، والله [سبحانه وتعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP أعلم.
وقال آخرون: لا منافاة بين إثبات الرؤية ونفي الإدراك، فإن الإدراك أخص
من الرؤية، ولا يلزم من نفي الأخص انتفاء الأعم. ثم اختلف هؤلاء في الإدراك
المنفي، ما هو؟ فقيل: معرفة الحقيقة، فإن هذا لا يعلمه إلا هو وإن رآه
المؤمنون، كما أن من رأى القمر فإنه لا يدرك حقيقته وكنهه وماهيته، فالعظيم
أولى بذلك وله المثل الأعلى.
وقال آخرون: المراد بالإدراك الإحاطة. قالوا: ولا يلزم من عدم الإحاطة
عدم الرؤية كما لا يلزم من عدم إحاطة العلم عدم العلم، قال الله تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [طه: 110]، وفي صحيح مسلم: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ولا يلزم من هذا عدم الثناء، فكذلك هذا.
قال العَوْفي، عن ابن عباس في قوله تعالى: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) قال: لا يحيط بصر أحد الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP بالملك.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعة، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة
القناد، حدثنا أسباط عن سماك، عن عِكْرِمة، أنه قيل له: ( لا تُدْرِكُهُ
الأبْصَارُ ) ؟ قال: ألست ترى السماء؟ قال: بلى. قال: فكلها ترى؟.
وقال سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) هو أعظم من أن تدركه الأبصار.
وقال ابن جرير: حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو عرفجة، عن عطية العوفي في قوله تعالى:الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
[القيامة: 22، 23]، قال: هم ينظرون إلى الله، لا تحيط أبصارهم به من
عظمته، وبصره محيط بهم. فذلك قوله: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الأبْصَارَ )
وقد ورد في تفسير هذه الآية حديث. رواه ابن أبي حاتم هاهنا، فقال:
حدثنا أبو زرعة، حدثنا مِنْجَاب بن الحارث السهمي الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) قال: "لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ
خلقوا إلى أن فَنُوا صُفّوا صفًا واحدًا، ما أحاطوا بالله أبدا".
غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP والله أعلم.
وقال آخرون في [قوله تعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP(
لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ) بما رواه الترمذي في جامعه، وابن أبي عاصم في
كتاب "السنة" له، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن مَرْدُوَيه أيضا، والحاكم
في مستدركه، من حديث الحكم بن أبان قال: سمعت عِكْرِمة يقول: سمعت ابن عباس
يقول: رأى محمد ربه تبارك وتعالى. فقلت: أليس الله يقول: ( لا تُدْرِكُهُ
الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) الآية؟ فقال: لي "لا أم لك. ذلك
نوره، الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء". وفي رواية: "لا يقوم له
شيء".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2
وفي معنى هذا الأثر ما ثبت في الصحيحين، عن أبي موسى الأشعري، رضي الله
عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي
له أن ينام يخفض الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل
الليل، حجابه النور -أو: النار -لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه
بصره من خلقه" الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2
وفي الكتب المتقدمة: إن الله تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية: يا موسى،
إنه لا يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده. أي: تدعثر. وقال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 فَلَمَّا
تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا
فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الأعراف: 143] ونفي هذا الأثر الإدراك الخاص لا ينفي الرؤية يوم القيامة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
يتجلى لعباده المؤمنين كما يشاء. فأما جلاله وعظمته على ما هو عليه -تعالى
وتقدس وتنـزه -فلا تدركه الأبصار؛ ولهذا كانت أم المؤمنين عائشة، رضي الله
عنها، تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا، وتحتج بهذه الآية: (
لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) فالذي نفته
الإدراك الذي هو بمعنى رؤية العظمة والجلال على ما هو عليه، فإن ذلك غير
ممكن للبشر، ولا للملائكة ولا لشيء.
وقوله: ( وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) أي: يحيط بها ويعلمها على ما هي عليه؛ لأنه خلقها كما قال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الملك: 14].
وقد يكون عبر بالأبصار عن المبصرين، كما قال السُّدِّي في قوله: ( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ ) لا يراه شيء وهو يرى الخلائق.
وقال أبو العالية في قوله [تعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) اللطيف باستخراجها، الخبير بمكانها. والله أعلم.
وهذا كما قال تعالى إخبارا عن لقمان فيما وعظ به ابنه: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 يَا
بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي
صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [لقمان: 16].
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
البصائر: هي البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن، وما جاء به الرسول
صلى الله عليه وسلم ( فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ) مثل قوله: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الإسراء: 15] ؛ ولهذا قال: ( وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ) لما ذكر البصائر قال:
( وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ) أي: فإنما يعود وبال ذلك عليه، كقوله: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الحج: 46].
( وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ) أي: بحافظ ولا رقيب، بل أنا مبلغ والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
وقوله: ( وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ) أي: وكما فصلنا الآيات في هذه
السورة، من بيان التوحيد وأنه لا إله إلا هو، هكذا نوضح الآيات ونفسرها
ونبينها في كل موطن لجهالة الجاهلين، وليقول المشركون والكافرون المكذبون:
دارست يا محمد من قبلك من أهل الكتاب وقارأتهم وتعلمت منهم.
هكذا قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جُبَيْر، والضحاك، وغيرهم.
وقد قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا سفيان بن
عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن كيسان، سمعت ابن عباس يقرأ: (
دَارَسْتَ ) تلوتَ، خاصمتَ، جادلتَ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP وهذا كما قال تعالى إخبارا عن كذبهم وعنادهم: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ
عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا [فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIPالجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الفرقان: 4، 5]، وقال تعالى إخبارًا عن زعيمهم وكاذبهم: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [المدثر: 18 -25].

وقوله: ( وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) أي: ولنوضحه لقوم
يعلمون الحق فيتبعونه، والباطل فيجتنبونه. فلله تعالى الحكمة البالغة في
إضلال أولئك، وبيان الحق لهؤلاء. كما قال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا [وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIPالجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [البقرة: 26]، وقال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 لِيَجْعَلَ
مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIPالجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الحج: 53] وقال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَمَا
جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا
عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا
يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ
يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [المدثر: 31].
وقال [تعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الإسراء: 82] وقال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 قُلْ
هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي
آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ
مَكَانٍ بَعِيدٍ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
[فصلت: 44]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى أنـزل القرآن هدى
للمتقين، وأنه يضل به من يشاء ويهدي من يشاء: ولهذا قال هاهنا: (
وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) وقرأ بعضهم: ( وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ )
قال التميمي، عن ابن عباس: "درست" أي: قرأت وتعلمت. وكذا قال مجاهد، والسُّدِّي والضحاك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال عبد الرزاق، عن مَعْمَر، قال الحسن: "وَلِيَقُولُوا دَرَسْت"،
يقول: تقادمت وانمحت. وقال عبد الرزاق أيضا: أنبأنا ابن عيينة، عن عمرو بن
دينار، سمعت ابن الزبير يقول: إن صبيانا يقرؤون هاهنا: "دَرَسَتْ"، وإنما
هي: "دَرَسْتَ".
وقال شعبة: حدثنا أبو إسحاق الهمداني قال في قراءة ابن مسعود: "دَرَسَتْ" بغير ألف، بنصب السين ووقف على التاء.
وقال ابن جرير: ومعناه انمحت وتقادمت، أي: إن هذا الذي تتلوه علينا قد مر بنا قديمًا، وتطاولت مدته.
وقال سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة أنه قرأها: "دُرِسَتْ" أي: قُرئت وتُعُلِّمت.
وقال معمر، عن قتادة: "دُرِسَتْ": قرئت. وفي حرف ابن مسعود "دَرَسَ".
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا حجاج، عن هارون قال: هي في حرف أبي
بن كعب وابن مسعود: "وليقولوا دَرَس". قال: يعنون النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قرأ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وهذا غريب، فقد روي عن أبي بن كعب خلاف هذا، قال أبو بكر بن مَرْدُوَيه:
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن الليث، حدثنا أبو سلمة،
حدثنا أحمد بن أبي بَزَّة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP المكي، حدثنا وهب بن زَمَعَة، عن أبيه، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَلِيَقُولُوا دَرَسْت ) .
ورواه الحاكم في مستدركه، من حديث وهب بن زمعة، وقال: يعني بجزم السين، ونصب التاء، ثم قال: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP صحيح الإسناد ولم يخرجاه الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى آمرا لرسوله الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
صلى الله عليه وسلم ولمن اتَّبع طريقته: ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ ) أي: اقتد به، واقتف أثره، واعمل به؛ فإن ما أوحي إليك من
ربك هو الحق الذي لا مِرْية فيه؛ لأنه لا إله إلا هو.
( وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) أي: اعف عنهم واصفح، واحتمل أذاهم، حتى يفتح الله لك وينصرك ويظفرك عليهم.
واعلم أن لله حكمة في إضلالهم، فإنه لو شاء لهدى الناس كلهم جميعا [ولو شاء الله لجمعهم على الهدى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ) أي: بل له المشيئة والحكمة فيما يشاؤه ويختاره، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
وقوله: ( وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) أي: حافظا تحفظ
أعمالهم وأقوالهم ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) أي: موكل على
أرزاقهم وأمورهم الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 كما قال تعالى:الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الغاشية: 21، 22]، وقال الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الرعد:40]
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَلا
تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ
عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ
ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ (108)الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP إله المؤمنين، وهو الله لا إله إلا هو.
كما قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في هذه الآية: قالوا: يا محمد،
لتنتهين عن سبك آلهتنا، أو لنهجون ربك، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، (
فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: كان المسلمون يسبون أصنام الكفار، فيسب الكفار الله عدوا بغير علم، فأنـزل الله: ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم، عن السُّدِّي أنه قال في تفسير هذه الآية:
لما حضر أبا طالب الموت قالت قريش: انطلقوا فلندخل على هذا الرجل، فلنأمره
أن ينهى عنا ابن أخيه، فإنا نستحيي أن نقتله بعد موته، فتقول العرب: كان
يمنعهم فلما مات قتلوه. فانطلق أبو سفيان، وأبو جهل، والنضر بن الحارث،
وأمية، وأبي ابنا خلف، وعقبة بن أبي مُعِيط، وعمرو بن العاص، والأسود بن
البَخْتَري الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وبعثوا رجلا منهم يقال له: "المطلب"، قالوا: استأذن لنا على أبي طالب،
فأتى أبا طالب فقال: هؤلاء مشيخة قومك يريدون الدخول عليك، فأذن لهم عليه،
فدخلوا عليه فقالوا: يا أبا طالب، أنت كبيرنا وسيدنا، وإن محمدًا قد آذانا
وآذى آلهتنا، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا، ولندَعْه وإلهه. فدعاه،
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو طالب: هؤلاء قومك وبنو عمك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تريدون؟". قالوا: نريد أن تدعنا
وآلهتنا، ولندَعْك وإلهك. قال له أبو طالب: قد أنصفك قومك، فاقبل منهم،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أرأيتم إن أعطيتكم هذا، هل أنتم معطي كلمة
إن تكلمتم بها ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم، وأدت لكم الخراج؟"
قال أبو جهل: وأبيك لنعطينكها وعشرة أمثالها [قال]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
فما هي؟ قال: "قولوا لا إله إلا الله". فأبوا واشمأزوا. قال أبو طالب: يا
ابن أخي، قل غيرها، فإن قومك قد فزعوا منها. قال: " يا عم، ما أنا بالذي
أقول غيرها، حتى يأتوا بالشمس فيضعوها في يدي، ولو أتوا بالشمس فوضعوها في
يدي ما قلت غيرها". إرَادَةَ أن يُؤيسَهم، فغضبوا وقالوا: لتكفن عن شتم
آلهتنا، أو لنشتمنك ونشتم من يأمرك فذلك قوله: ( فَيَسُبُّوا اللَّهَ
عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
ومن هذا القبيل -وهو ترك المصلحة لمفسدة أرجح منها -ما جاء في الصحيح أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ملعون من سب والديه". قالوا يا رسول
الله، وكيف يسب الرجل والديه؟ قال: "يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه
فيسب أمه". أو كما قال، عليه السلام الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وقوله تعالى: ( كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ) أي:
وكما زينا لهؤلاء القوم حبّ أصنامهم والمحاماة لها والانتصار، كذلك زينا
لكل أمة من الأمم الخالية على الضلال عملهم الذي كانوا فيه، ولله الحجة
البالغة، والحكمة التامة فيما يشاؤه ويختاره. ( ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ
مَرْجِعُهُمْ ) أي: معادهم ومصيرهم، ( فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ ) أي: يجازيهم بأعمالهم، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ
بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا
إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى إخبارًا عن المشركين: إنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم، أي:
حلفوا أيمانًا مؤكدة ( لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ ) أي: معجزة وخارق، (
لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا ) أي: ليصدقنها، ( قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ
اللَّهِ ) أي: قل يا محمد لهؤلاء الذين يسألونك الآيات تعنتًا وكفرًا
وعنادًا، لا على سبيل الهدى والاسترشاد: إنما مرجع الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP هذه الآيات إلى الله، إن شاء أجابكم، وإن شاء ترككم، كما قال، قال ابن جرير:
حدثنا هَنَّاد الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
حدثنا يونس بن بُكَيْر، حدثنا أبو مَعْشَر، عن محمد بن كعب القُرَظِي قال:
كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشًا، فقالوا: يا محمد، تخبرنا أن
موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وتخبرنا أن
عيسى كان يحيي الموتى، وتخبرنا أن ثمود كانت لهم ناقة، فأتنا من الآيات حتى
نصدقك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي شيء تحبون أن آتيكم به؟".
قالوا: تجعل لنا الصفا ذهبا. فقال لهم: "فإن فعلت تصدقوني؟". قالوا: نعم،
والله لئن فعلت لنتبعك أجمعين. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو،
فجاءه جبريل، عليه السلام، فقال له: لك ما شئت، إن شئت أصبح الصفا ذهبا،
ولئن أرسل آية فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم، وإن شئت فاتركهم حتى يتوب
تائبهم. فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP بل يتوب تائبهم". فأنـزل الله: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP إلى قوله [تعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP يَجْهَلُونَ
وهذا مرسل الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وله شواهد من وجوه أخر. وقال الله تعالى: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ
بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ [وَآتَيْنَا ثَمُودَ
النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا
تَخْوِيفًا ]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP [الإسراء: 59].
وقوله تعالى: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ
قيل: المخاطب ب وَمَا يُشْعِرُكُمْ المشركون، وإليه ذهب مجاهد كأنه يقول
لهم: وما يدريكم بصدقكم في هذه الأيمان التي تقسمون بها. وعلى هذا
فالقراءة:"إنها إذا جاءت لا يؤمنون" بكسر "إنها" على استئناف الخبر عنهم
بنفي الإيمان عند مجيء الآيات التي طلبوها، وقراءة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP بعضهم: "أنها إذا جاءت لا تؤمنون" بالتاء المثناة من فوق.
وقيل: المخاطب بقوله: ( وَمَا يُشْعِرُكُمْ ) المؤمنون، أي: وما يدريكم أيها المؤمنون، وعلى هذا فيجوز في الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
( أَنَّهَا ) الكسر كالأول والفتح على أنه معمول يشعركم. وعلى هذا فتكون
"لا" في قوله: ( أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ ) صلة كما في قوله:
مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [الأعراف: 12]، وقوله
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ
[الأنبياء: 95]. أي: ما منعك أن تسجد إذ أمرتك وحرام
أنهم يرجعون. وتقديره في هذه الآية: وما يدريكم -أيها المؤمنون الذين تودون
لهم ذلك حرصا على إيمانهم -أنها إذا جاءتهم الآيات يؤمنون الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وقال بعضهمSadإنها) بمعنى لعلها.
قال ابن جرير: وذكروا أن ذلك كذلك في قراءة أبي بن كعب. قال: وقد ذكر عن العرب سماعا: ذهب إلى السوق أنك تشتري لي الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP شيئًا"ب بمعنى: لعلك تشتري.
قال: وقد قيل: إن قول عدي بن زيد العبادي من هذا:

أعــاذل مــا يُــدْريك أنّ مَنيَّتـي


إلـى سَاعَةٍ في اليوم أو في ضُحَى الغَدالجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وقد اختار هذا القول ابن جرير وذكر عليه شواهد من أشعار العرب والله [تعالى]الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP أعلم.
وقوله تعالى: ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) قال العَوفي عن ابن عباس في هذه الآية:
لما جحد المشركون ما أنـزل الله لم تثبت قلوبهم على شيء ورُدَّت عن كل أمر.
وقال مجاهد: ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ [كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ونحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم كل آية، فلا يؤمنون، كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة.
وكذا قال عِكْرِمة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس أنه قال: أخبر الله ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قبل أن يعملوه. قال: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [فاطر: 14]، [وقال] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الزمر: 56 -58] فأخبر سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى، وقال: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
[الأنعام: 28]، وقال ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا
لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) قال: لو ردوا إلى الدنيا لحيل
بينهم وبين الهدى، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا. وقوله: (
وَنَذَرُهُمْ ) أي: نتركهم ( فِي طُغْيَانِهِمْ ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP قال ابن عباس والسُّدِّي: في كفرهم. وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة: في ضلالهم.
( يَعْمَهُونَ ) قال الأعمش: يلعبون. وقال ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، والربيع، وأبو مالك، وغيره: في كفرهم يترددون.



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 20 مايو - 17:41:08

جميل جدا ونشاط مميز شكرا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 18:17:24

منور الموضوع أخي لا تحرمنا ردودك



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 22:07:47

شكرا على الموضوع
لا تبخل علينا




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى