ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 14:59:00

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَقَالُوا
هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلا مَنْ نَشَاءُ
بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ
اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا
يَفْتَرُونَ (138)الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: "الحجْرُ": الحرام، مما حرموا الوصيلة، وتحريم ما حرموا.
وكذلك قال مجاهد، والضحاك، والسُّدِّي، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال قتادة: ( وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ ) الآية:
تحريم كان عليهم من الشياطين في أموالهم، وتغليظ وتشديد، وكان ذلك من
الشياطين، ولم يكن من الله تعالى.
وقال ابن زيد بن أسلم: ( حِجْرٌ ) إنما احتجزوها لآلهتهم.
وقال السدي: ( لا يَطْعَمُهَا إِلا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ) يقولون: حرام أن نطعم إلا من شئنا.
وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 قُلْ
أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ
مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ
تَفْتَرُونَ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [يونس : 59] ، وكقوله تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 مَا
جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ
وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [المائدة : 103] .

وقال السدي: أما ( وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا ) فهي البحيرة
والسائبة والحام، وأما الأنعام التي لا يذكرون اسم الله عليها قال: إذا
أولدوها، ولا إن نحروها.
وقال أبو بكر بن عَيَّاش، عن عاصم بن أبي النَّجُود قال لي أبو وائل: تدري الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
ما في قوله: ( وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا
يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ) ؟ قلت: لا. قال: هي البحيرة، كانوا
لا يحجون عليها.
وقال مجاهد: كان من إبلهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها [ولا]الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP في شيء من شأنها، لا إن ركبوا، ولا إن حلبوا، ولا إن حملوا، ولا إن سحبوا الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ولا إن عملوا شيئا الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
( افْتِرَاءً عَلَيْهِ ) أي: على الله، وكذبا منهم في إسنادهم ذلك إلى
دين الله وشرعه؛ فإنه لم يأذن لهم في ذلك ولا رَضيه منهم ( سَيَجْزِيهِمْ
بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) أي: عليه، ويُسْندون إليه.
الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَقَالُوا
مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ
عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ
سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
قال أبو إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن أبي الهُذَيل، عن ابن عباس: (
وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا )
الآية، قال: اللبن.
وقال العوفي، عن ابن عباس: ( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا ) [الآية]الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
: فهو اللبن، كانوا يحرمونه على إناثهم، ويشربه ذكرانهم. وكانت الشاة إذا
ولدت ذكرًا ذبحوه، وكان للرجال دون النساء. وإن كانت أنثى تركت فلم تذبح،
وإن كانت ميتة فهم فيه شركاء. فنهى الله عن ذلك. وكذا قال السُّدِّي.
وقال الشعبي: "البحيرة" لا يأكل من لبنها إلا الرجال، وإن مات منها شيء
أكله الرجال والنساء، وكذا قال عِكْرِمة، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن
أسلم.
وقال مجاهد في قوله : ( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأنْعَامِ
خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا ) قال: هي السائبة
والبحيرة.
وقال أبو العالية، ومجاهد، وقتادة [في قوله]الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP ( سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ) أي: قولهم الكذب في ذلك، يعني قوله الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَلا
تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا
حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ
عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 الآية [النحل : 116 ، 117].
إنه ( حَكِيمٌ ) أي: في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره، ( عَلِيمٌ ) بأعمال عباده من خير وشر، وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء.

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 قَدْ
خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا
وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى: قد خسر الذين فعلوا هذه الأفعال الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فخسروا أولادهم بقتلهم، وضيقوا عليهم في
أموالهم، فحرموا أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم، وأما في الآخرة فيصيرون
إلى شر المنازل بكذبهم على الله وافترائهم، كما قال تعالى:الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [يونس : 69 ، 70] .
وقال الحافظ أبو بكر بن مَرْدُوَيه في تفسير هذه الآية: حدثنا محمد بن
أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا
أبو عَوَانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، رضي الله عنهما
الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
قال: إذا سَرَّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة
الأنعام، ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ
عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ
ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )
وهكذا رواه البخاري منفردًا في كتاب "مناقب قريش" من صحيحه، عن أبي
النعمان محمد بن الفضل عارم، عن أبي عوَانة -واسمه الوَضَّاح بن عبد الله
اليَشْكُرِي -عن أبي بشر -واسمه جعفر بن أبي وَحْشِيَّة بن إياس، به الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَهُوَ
الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ
وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ
إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ
لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ
الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1
يقول تعالى بيانا لأنه الخالق لكل شيء، من الزروع والثمار والأنعام التي
تصرف فيها المشركون بآرائهم الفاسدة وقسَّموها وجَزَّءوها، فجعلوا منها
حرامًا وحلالا فقال : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ
وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ )
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( مَعْرُوشَاتٍ ) مسموكات. وفي
رواية: "المعروشات": معروشات ما عرش الناس، ( وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ) ما
خرج في البر والجبال من الثمرات.
وقال عطاء الخراساني، عن ابن عباس: ( مَعْرُوشَاتٍ ) ما عرش من الكرم (
وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ) ما لم يعرش من الكرم. وكذا قال السدي.

وقال ابن جُرَيْج: ( مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ) قال: متشابه في المنظر، وغير متشابه في الطعم.
وقال محمد بن كَعْب: ( كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ ) قال: من رطبه وعنَبه.
وقوله الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP تعالى: ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال ابن جرير: قال بعضهم: هي الزكاة المفروضة.
حدثنا عمرو، حدثنا عبد الصمد، حدثنا يزيد بن درهم قال: سمعت أنس بن مالك
يقول: ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال: الزكاة المفروضة.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ
) يعني: الزكاة المفروضة، يوم يُكَال ويعلم كيله. وكذا قال سعيد بن
المسيب.
وقال العَوْفي، عن ابن عباس: ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) وذلك
أن الرجل كان إذا زرع فكان يوم حصاده، لم يخرج مما حصد شيئًا فقال الله: (
وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) وذلك أن يعلم ما كيله وحقه، من كل
عشرة واحدًا، ما يَلْقُط الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الناس من سنبله.
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود في سننه من حديث محمد بن إسحاق: حدثني
محمد بن يحيى ابن حبَّان، عن عمه واسع بن حبان، عن جابر بن عبد الله؛ أن
النبي صلى الله عليه وسلم أمَرَ من كُل جاد عَشْرَة أوسُق من التمر، بقنْو
يعلق في المسجد للمساكين الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP وهذا إسناده جيد قوي.
وقال طاوس، وأبو الشعثاء، وقتادة، والحسن، والضحاك، وابن جُرَيْج: هي الزكاة.
وقال الحسن البصري: هي الصدقة من الحب والثمار، وكذا قال زيد بن أسلم.
وقال آخرون: هو حق آخر سوى الزكاة.
وقال الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
أشعث، عن محمد بن سِيرين، ونافع، عن ابن عمر في قوله: ( وَآتُوا حَقَّهُ
يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال: كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة. رواه ابن مردويه.
وروى عبد الله بن المبارك وغيره. عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن
أبي رباح في قوله: ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال: يعطي من حضره
يومئذ ما تيسر، وليس بالزكاة.
وقال مجاهد: إذا حضرك المساكين، طرحت لهم منه.
وقال عبد الرزاق، عن ابن عيينة الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال:
عند الزرع يعطي القبض، وعند الصرام يعطي القبض، ويتركهم فيتبعون آثار
الصرام.
وقال الثوري، عن حماد، عن إبراهيم [النخعي]الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP قال: يعطي مثل الضغث.
وقال ابن المبارك، عن شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير ( وَآتُوا حَقَّهُ
يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال: كان هذا قبل الزكاة: للمساكين، القبضة الضغث لعلف
دابته.
وفي حديث ابن لَهِيعة، عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن سعيد مرفوعًا: ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) قال: ما سقط من السنبل. رواه ابن مَرْدُويه الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2 .
وقال آخرون: هذا كله شيء كان واجبًا، ثم نسخه الله بالعشر ونصف العشر.
حكاه ابن جرير عن ابن عباس، ومحمد بن الحنفية، وإبراهيم النخعي، والحسن،
والسدي، وعطية العَوْفي. واختاره ابن جرير، رحمه الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الله.
قلت: وفي تسمية هذا نسخًا نظر؛ لأنه قد كان شيئًا واجبًا في الأصل، ثم
إنه فصل بيانه وبَيَّن مقدار المخرج وكميته. قالوا: وكان هذا في السنة
الثانية من الهجرة، فالله أعلم.
وقد ذم الله سبحانه الذين يصومون ولا يتصدقون، كما ذكر عن أصحاب الجنة في سورة "ن": الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 أي: كالليل المدلهم سوداء محترقة الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 أي: قوة وجلد وهمة الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [القلم : 17-33] .
وقوله: ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) قيل: معناه: ولا تسرفوا في الإعطاء، فتعطوا فوق المعروف.
وقال أبو العالية: كانوا يعطون يوم الحصاد شيئًا، ثم تباروا فيه وأسرفوا، فأنـزل الله: ( وَلا تُسْرِفُوا )
وقال ابن جُرَيْج الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
نـزلت في ثابت بن قَيْس بن شَمَّاس، جذَّ نخلا. فقال: لا يأتيني اليوم أحد
إلا أطعمته. فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة، فأنـزل الله: ( وَلا
تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) رواه ابن جرير، عنه.
وقال ابن جريج، عن عطاء: ينهى عن السرف في كل شيء.
وقال إياس بن معاوية: ما جاوزت به أمر الله فهو سرف.
وقال السدي في قوله: ( وَلا تُسْرِفُوا ) قال: لا تعطوا أموالكم، فتقعدوا فقراء.
وقال سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب، في قوله: ( وَلا تُسْرِفُوا ) قال: لا تمنعوا الصدقة فتعصوا.

ثم اختار ابن جرير قول عطاء: إنه نَهْيٌ عن الإسراف في كل شيء. ولا شك
أنه صحيح، لكن الظاهر -والله أعلم -من سياق الآية حيث قال تعالى: ( كُلُوا
مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا
تُسْرِفُوا [إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ] ) الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP أن يكون عائدًا على الأكل، أي: ولا تسرفوا في الأكل لما فيه من مضرة العقل والبدن، كما قال تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا [إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ] الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP [الأعراف : 31] ، وفي صحيح البخاري تعليقًا: "كلوا واشربوا، والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة" الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP2 وهذا من هذا، والله أعلم.
وقوله: ( وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ) أي: وأنشأ لكم من
الأنعام ما هو حمولة وما هو فرش، قيل: المراد بالحمولة ما يحمل عليه من
الإبل، والفرش الصغار منها. كما قال الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص،
عن عبد الله في قوله: ( حَمُولَةً ) ما حمل عليه من الإبل، ( وَفَرْشًا )
وقال: الصغار من الإبل.
رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال ابن عباس: الحمولة: الكبار، والفرش [هي]الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP الصغار من الإبل. وكذا قال مجاهد.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً
وَفَرْشًا ) فأما الحمولة فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل
عليه، وأما الفرش فالغنم.
واختاره ابن جرير، قال: وأحسبه إنما سمي فرشًا لدنوه من الأرض.
وقال الربيع بن أنس، والحسن، والضحاك، وقتادة: الحمولة: الإبل والبقر، والفرش: الغنم.
وقال السدي: أما الحمولة فالإبل، وأما الفرش فالفُصْلان والعَجَاجيل والغنم، وما حمل عليه فهو حمولة.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الحمولة ما تركبون، والفرش ما تأكلون
وتحلبون، شاة لا تحمل، تأكلون لحمها وتتخذون من صوفها لحافًا وفرشا الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP .
وهذا الذي قاله عبد الرحمن في تفسير هذه الآية الكريمة حسن يشهد له قوله تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [يس : 71 ، 72] ، وقال تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَإِنَّ
لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ
بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * [وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ] الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP إلى أن قال: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [النحل : 69 -80] ، وقال تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [غافر : 79 -81] .

وقوله تعالى: ( كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ) أي: من الثمار والزروع والأنعام، فكلها خلقها الله [تعالى]الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  MARGNTIP
وجعلها رزقًا لكم، ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) أي:
طرائقه وأوامره، كما اتبعها المشركون الذين حرموا ما رزقهم الله، أي: من
الثمار والزروع افتراء على الله، ( إِنَّهُ لَكُمْ ) أي: إن الشيطان -أيها
الناس -لكم ( عَدُوٌّ مُبِينٌ ) أي: بَيِّن ظاهر العداوة، كما قال تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [فاطر : 6] ، وقال تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 يَا
بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ
مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا
سَوْآتِهِمَا الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 الآية، [الأعراف : 27] ، وقال تعالى: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B2 أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  B1 [الكهف : 50] . والآيات في هذا كثيرة في القرآن.










الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  Prev



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 20 مايو - 17:41:58

جميل جدا ونشاط مميز شكرا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 18:17:58

منور الموضوع أخي لا تحرمنا ردودك



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام  Empty رد: الجزء التاسع عشر من تفسير سورة الأنعام

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 22:06:16

شكرا على الموضوع
لا تبخل علينا




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى