ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  Empty الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 27 مايو - 15:12:00

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2



يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ




(73)



مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ




(74) الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
.

يقول تعالى منبها على حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها: ( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ ) أي: لما يعبده الجاهلون بالله المشركون
به، ( فَاسْتَمِعُوا لَهُ ) أي: أنصتوا وتفهموا، ( إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ ) أي: لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا < 5-454 >
على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك. كما قال الإمام أحمد.
حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شَرِيك، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زُرْعة، عن أبي هريرة -رفع الحديث-قال: "ومن أظلم ممن خلق [خلقا] الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP كخلقي؟ فليخلقوا مثل خلقي ذَرّة، أو ذبابة، أو حَبَّة" الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وأخرجه صاحبا الصحيح، من طريق عُمَارة، عن أبي زُرْعةَ، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق
كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، فليخلقوا شعيرة" الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
ثم قال تعالى أيضا: ( وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا
يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ) أي: هم عاجزون عن خلق ذباب واحد، بل أبلغ من ذلك
عاجزون عن مقاومته والانتصار منه، لو سلبها شيئًا من الذي عليها من الطيب،
ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك. هذا والذباب من أضعف مخلوقات
الله وأحقرها ولهذا [قال: ( ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) ] الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
قال ابن عباس: الطالب: الصنم، والمطلوب: الذباب. واختاره ابن جرير، وهو
ظاهر السياق. وقال السدي وغيره: الطالب: العابد، والمطلوب: الصنم.
ثم قال: ( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) أي: ما عرفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا معه غيره، من هذه الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها، ( إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) أي: هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء، الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ الروم: 27 ]، الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ البروج: 12 ، 13 ]، الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ الذاريات: 58 ].
وقوله: ( عَزِيزٌ ) أي: قد عز الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP كل شيء فقهره وغلبه، فلا يمانع ولا يغالب، لعظمته وسلطانه، وهو الواحد القهار.
الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2



اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ




(75)



يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ





(76) الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
.

يخبر تعالى أنه يختار من الملائكة رسلا فيما يشاء من شرعه وقَدَره،
ومن الناس لإبلاغ رسالاته، ( إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) أي: سميع
لأقوال عباده، بصير بهم، عليم بمن يستحق ذلك منهم، كما قال: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ الأنعام: 124 ].
وقوله: ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ) أي: يعلم ما يفعل برسله فيما < 5-455 >
أرسلهم به، فلا يخفى عليه من أمورهم شيء، كما قال:

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ ] الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا
الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ الجن: 26 -28 ]، فهو سبحانه رقيب عليهم، شهيد على ما يقال لهم، حافظ لهم، ناصر لجنابهم؛ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ
لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ
الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
الآية [ المائدة: 67 ].
الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ




(77)



وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ
شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ
فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ




(78) الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
.

اختلف الأئمة، رحمهم الله، في هذه السجدة الثانية من سورة الحج: هل هي
مشروع السجودُ فيها أم لا؟ على قولين. وقد قدمنا عند الأولى حديث عقبة بن
عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضلت سورة الحج بسجدتين، فمن لم
يسجدهما فلا يقرأهما".
وقوله: ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) أي: بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم، كما قال تعالى: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ آل عمران: 102 ].
وقوله: ( هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) أي: يا هذه الأمة، الله اصطفاكم واختاركم على سائر الأمم، وفضلكم وشرفكم وخصكم بأكرم رسول، وأكمل شرع.
( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) أي: ما كلفكم
ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء فَشَقَ عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا،
فالصلاة -التي هي أكبر أركان الإسلام بعد الشهادتين-تجب في الحَضَر أربعًا
وفي السفر تُقْصَر إلى ثِنْتَين، وفي الخوف يصليها بعض الأئمة ركعة، كما
ورد به الحديث، وتُصَلى رجالا وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها.
وكذا في النافلة في السفر إلى القبلة وغيرها، والقيام فيها يسقط بعذر
المرض، فيصليها المريض جالسا، فإن لم يستطع فعلى جنبه، إلى غير ذلك من
الرخص والتخفيفات، في سائر الفرائض والواجبات؛ ولهذا قال، عليه السلام الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP : "بُعِثْتُ بالحنِيفيَّة السَّمحة" الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وقال لمعاذ وأبي موسى، حين بعثهما أميرَين إلى اليمن: "بَشِّرا ولا < 5-456 >
تنفرا، ويَسِّرا ولا تُعسِّرَا" الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP . والأحاديث في هذا كثيرة؛ ولهذا قال ابن عباس في قوله: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) يعني: من ضيق.
وقوله: ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) : قال ابن جرير: نصب على
تقدير: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) أي: من ضيق،
بل وَسَّعه عليكم كملة أبيكم إبراهيم. [قال: ويحتمل أنه منصوب على تقدير:
الزموا ملة أبيكم إبراهيم] الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
قلت: وهذا المعنى في هذه الآية كقوله: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
الآية [ الأنعام: 161 ].
وقوله: ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا )
قال الإمام عبد الله بن المبارك، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في
قوله: ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) قال: الله عز وجل.
وكذا قال مجاهد، وعطاء، والضحاك، والسدي، وقتادة، ومقاتل بن حَيَّان.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) يعني: إبراهيم، وذلك لقوله: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ البقرة: 128 ].
قال ابن جرير: وهذا لا وجه له؛ لأنه من المعلوم أن إبراهيم لم يسمّ هذه
الأمة في القرآن مسلمين، وقد قال الله تعالى: ( هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) قال مجاهد: الله سماكم المسلمين
من قبل في الكتب المتقدمة وفي الذكر، ( وَفِي هَذَا ) يعني: القرآن. وكذا
قال غيره.
قلت: وهذا هو الصواب؛ لأنه تعالى قال: ( هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا
جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ، ثم حثهم وأغراهم على ما
جاء به الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، بأنه ملة أبيهم إبراهيم الخليل، ثم
ذكر منته تعالى على هذه الأمة بما نَوّه به من ذكرها والثناء عليها في
سالف الدهر وقديم الزمان، في كتب الأنبياء، يتلى على الأحبار والرهبان،
فقال: ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) أي: من قبل هذا
القرآن ( وَفِي هَذَا ) ، وقد قال النسائي عند تفسير هذه الآية:
أنبأنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن شُعَيب، أنبأنا معاوية بن سلام الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
أن أخاه زيد بن سلام أخبره، عن أبي سلام أنه أخبره قال: أخبرني الحارث
الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا بدعوى الجاهلية
فإنه من جِثيّ جهنم" . قال رجل: يا رسول الله، وإن صام وصلى؟ قال: "نعم،
وإن صام وصلى، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد
الله" الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وقد قدمنا هذا الحديث بطوله عند تفسير قوله: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
من سورة البقرة [ الآية: 21]؛ ولهذا قال: ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) < 5-457 >
أي: إنما جعلناكم هكذا أمة وسطا عُدولا الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
خيارا، مشهودا بعدالتكم عند جميع الأمم، لتكونوا يوم القيامة ( شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ ) لأن جميع الأمم معترفة يومئذ بسيادتها وفضلها الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
على كل أمة سواها؛ فلهذا تقبل شهادتهم عليهم يوم القيامة، في أن الرسل
بلغتهم رسالة ربهم، والرسول يشهد على هذه الأمة أنه بلغها ذلك. وقد تقدم
الكلام على هذا عند قوله: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B2 وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  B1
[ البقرة: 143 ]، وذكرنا حديث نوح وأمته بما أغنى عن إعادته.
وقوله: ( فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) أي: قابلوا هذه
النعمة العظيمة بالقيام بشكرها، وأدوا حق الله عليكم في أداء ما افترض،
وطاعة ما أوجب، وترك ما حرم. ومن أهم ذلك إقامُ الصلاة وإيتاءُ الزكاة، وهو
الإحسان إلى خلق الله، بما أوجب، للفقير على الغني، من إخراج جزء نـزر من
ماله في السَّنة للضعفاء والمحاويج، كما تقدم بيانه وتفصيله في آية الزكاة
من سورة "التوبة" الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وقوله: ( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ ) أي: اعتضدوا بالله الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، واستعينوا به، وتوكلوا الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
عليه، وتَأيَّدوا به، ( هُوَ مَوْلاكُمْ ) أي: حافظكم وناصركم ومُظفركُم
على أعدائكم، ( فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) يعني: [نعم] الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الولي ونعم الناصر من الأعداء.
قال وُهَيْب بن الورد: يقول الله تعالى: ابن آدم، اذكرني إذا غضبتَ
أذكرك إذا غضبتُ، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظُلمتَ فاصبر، وارض بنصرتي،
فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك. رواه ابن أبي حاتم.
والله تعالى أعلم وله الحمد والمنة، والثناء الحسن والنعمة، وأسأله التوفيق والعصمة، في سائر الأفعال والأقوال.
هذا آخر تفسير سورة "الحج"، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
وشرف وكرم، ورضي الله تعالى عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 27 مايو - 15:36:35

شكرا جزيلا على الموضوع




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 27 مايو - 15:44:21

نورتم
الموضوع بردكم شكرا جزيلا




اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء العاشر والأخير من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 23:00:46

جزاك الله خيرا على الموضوع




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى