الجزء السادس من تفسير سورة الانبياء
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير سورة الأنبياء
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء السادس من تفسير سورة الانبياء
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) .
وقوله: ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا ) أي: حطامًا كسرها كلها ( إِلا كَبِيرًا لَهُمْ ) يعني: إلا الصنم الكبير عندهم كما قال: فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ [ الصافات:93] .
وقوله: ( لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ) ذكروا أنه وضع القدوم في
يد كبيرهم، لعلهم يعتقدون أنه هو الذي غَارَ لنفسه، وأنف أن تعبد معه هذه
الأصنام الصغار، فكسرها.
( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ
) أي: حين رجعوا وشاهدوا ما فعله الخليل بأصنامهم من الإهانة والإذلال
الدال على عدم إلهيتها، وعلى سخافة عقول عابديها ( قَالُوا مَنْ فَعَلَ
هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) أي: في صنيعه هذا.
( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
أي: قال من سمعه يحلف أنه ليكيدنهم: ( سَمِعْنَا فَتًى ) أي: شابًا (
يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن قابوس [عن أبيه]
، عن ابن عباس قال: ما بعث الله نبيًا إلا شابًا، ولا أوتي العلم عالم إلا
وهو شاب، وتلا هذه الآية: ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ
لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) .
وقوله: ( قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ) أي: على رءوس
الأشهاد في الملإ الأكبر بحضرة الناس كلهم، وكان هذا هو المقصود الأكبر
لإبراهيم أن يتبين في هذا المحفل العظيم كثرة جهلهم وقلة عقلهم في عبادة هذه الأصنام التي لا تدفع عن نفسها ضرًا، ولا تملك لها نصرًا، فكيف يطلب منها شيء من ذلك؟.
( قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ
بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) يعني: الذي تركه لم يكسره (
فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) وإنما أراد بهذا أن يبادروا من
تلقاء أنفسهم، فيعترفوا أنهم لا ينطقون، فإن هذا لا يصدر عن هذا الصنم،
لأنه جماد.
وفي الصحيحين من حديث هشام بن حسان عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة؛ أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم، عليه السلام، لم يكذب غير
ثلاث: ثنتين في ذات الله ، قوله: ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) وقوله إِنِّي سَقِيمٌ قال: "وبينا هو يسير في أرض جبار من الجبابرة ومعه سارة،
إذ نـزل منـزلا فأتى الجبار رجل، فقال: إنه قد نـزل بأرضك رجل معه امرأة
أحسن الناس، فأرسل إليه فجاء، فقال: ما هذه المرأة منك؟ قال: هي أختي. قال:
فاذهب فأرسل بها إليّ، فانطلق إلى سارة فقال: إن هذا الجبار
سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني عنده، فإنك أختي في كتاب الله،
وأنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك، فانطلق بها إبراهيم ثم قام يصلي. فلما
أن دخلت عليه فرآها أهوى إليها، فتناولها، فأخذ أخذًا شديدًا، فقال: ادعي
الله لي ولا أضرك، فدعت له فأرسل، فأهوى إليها، فتناولها فأخذ بمثلها أو
أشد. ففعل ذلك الثالثة فأخذ، [فذكر] مثل المرتين الأوليين فقال ادعي الله فلا أضرك. فدعت، له فأرسل، ثم دعا أدنى حجابه، فقال: إنك لم تأتني بإنسان، وإنما أتيتني بشيطان، أخرجها وأعطها هاجر، فأخرجت وأعطيت هاجر، فأقبلت، فلما أحس إبراهيم بمجيئها انفتل من صلاته، قال : مَهْيَم؟ قالت: كفى الله كيد الكافر الفاجر، وأخدمني هاجر" قال محمد بن سيرين وكان : أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث قال: فتلك أمكم يا بني ماء السماء
فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) .
يقول تعالى مخبرًا
عن قوم إبراهيم حين قال لهم ما قال: ( فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ )
أي: بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لآلهتهم، فقالوا: ( إِنَّكُمْ
أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ) أي: في ترككم لها مهملة لا حافظ عندها، ( ثُمَّ
نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ ) أي: ثم أطرقوا في الأرض فقالوا: ( لَقَدْ
عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ ) قال قتادة: أدركت القوم حيرة سوء
فقالوا: ( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ ) .
وقال السدي: ( ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ ) أي: في الفتنة.
وقال ابن زيد: أي في الرأي.
وقول قتادة أظهر في المعنى؛ لأنهم إنما فعلوا ذلك حيرة وعجزًا؛ ولهذا
قالوا له: ( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ ) ، فكيف تقول لنا:
سلوهم إن كانوا ينطقون، وأنت تعلم أنها لا تنطق فعندها قال لهم إبراهيم لما
اعترفوا بذلك: ( أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ
شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ ) أي: إذا كانت لا تنطق ، وهي لا تضر ولا تنفع، فلم تعبدونها من دون الله.
( أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) أي:
أفلا تتدبرون ما أنتم فيه من الضلال والكفر الغليظ، الذي لا يروج إلا على
جاهل ظالم فاجر؟ فأقام عليهم الحجة، وألزمهم بها؛ ولهذا قال تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ الآية [ الأنعام:83].
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70) .
لما دَحَضت حجتهم، وبان عجزهم، وظهر الحق، واندفع الباطل، عدلوا إلى
استعمال جاه ملكهم، فقالوا: ( حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ) فجمعوا حطبًا كثيرًا جدًا -قال السدي: حتى إن كانت
المرأة تمرض، فتنذر إن عوفيت أن تحمل حطبًا لحريق إبراهيم-ثم جعلوه في
جَوْبة من الأرض، وأضرموها نارًا، فكان لها شرر عظيم ولهب مرتفع، لم توقد
قط نار
مثلها، وجعلوا إبراهيم، عليه السلام، في كفة المنجنيق بإشارة رجل من أعراب
فارس من الأكراد -قال شُعَيب الجبائي: اسمه هيزن-فخسف الله به الأرض، فهو
يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، فلما ألقوه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" ،
كما رواه البخاري، عن ابن عباس أنه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [ آل عمران: 173] .
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا ابن هشام، حدثنا إسحاق
بن سليمان، عن أبي جعفر، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما ألقي إبراهيم، عليه السلام، في النار
قال: اللهم، إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك" .
ويروى أنه لما جعلوا يوثقونه قال: لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك .
وقال شعيب الجبائي: كان عمره ست عشرة سنة. فالله أعلم.
وذكر بعض السلف أنه عرض له جبريل وهو في الهواء، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا [وأما من الله فبلى] .
وقال سعيد بن جبير -ويروى عن ابن عباس أيضًا-قال: لما أُلقيَ إبراهيم جعل خازن المطر يقول: متى أومر بالمطر فأرسله؟ قال: فكان أمر الله أسرع من أمره، قال الله: [عز وجل] ( يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) قال: لم يبق نار في الأرض إلا طفئت.
وقال كعب الأحبار: لم ينتفع [أحد] يومئذ بنار، ولم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه.
وقال الثوري، عن الأعمش، عن شيخ، عن علي بن أبي طالب: ( قُلْنَا يَا
نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) [قال: بَرَدَتْ عليه
حتى كادت تقتله، حتى قيل: ( وَسَلامًا ) ] ، قال: لا تضرِّيه.
وقال ابن عباس، وأبو العالية: لولا أن الله عز وجل قال: ( وَسَلامًا ) لآذى إبراهيم بَرْدُها.
وقال جُوَيبر، عن الضحاك: ( كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى
إِبْرَاهِيمَ ) قال: صنعوا له حظيرة من حَطَب جَزْل، وأشعلوا فيه النار من
كل جانب، فأصبح ولم يصِبه منها شيء حتى أخمدها الله -قال: ويذكرون أن جبريل
كان معه يمسح وجهه من العرق، فلم يُصِبْه منها شيء غيرُ ذلك.
وقال السدي: كان معه فيها ملك الظل.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا
مِهْران، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن المِنْهَال بن عمرو قال: أخبرت أن
إبراهيم ألقي في النار، فقال: كان فيها إما خمسين وإما أربعين، قال: ما كنت أيامًا وليالي قط أطيب عيشًا إذ كنت فيها، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها.
وقال أبو زُرْعَة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: إن أحسن [شيء] قال أبو إبراهيم -لما رفع عنه الطبق وهو في النار، وجده يرشح جبينه-قال عند ذلك: نعْمَ الربّ ربك يا إبراهيم.
وقال قتادة: لم يأت يومئذ دابة إلا أطفأت عنه النار، إلا الوَزَغ -وقال الزهري: أمر النبي صلى الله عليه وسلم: بقتله وسماه فويسقًا .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب، حدثني عمي، حدثنا جرير بن حازم، أن نافعًا حدثه قال: حدثتني مولاة
الفاكه بن المغيرة المخزومي قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا.
فقلت: يا أم المؤمنين، ما تصنعين بهذا الرمح؟ فقالت: نقتل به هذه الأوزاغ،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم حين ألقي في النار، لم
يكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار، غير الوَزَغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم" ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله .
وقوله: ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ ) أي:
المغلوبين الأسفلين؛ لأنهم أرادوا بنبي الله كيدا، فكادهم الله ونجاه من
النار، فغلبوا هنالك.
وقال عطية العوفي: لما ألقِيَ إبراهيم في النار، جاء ملكهم لينظر إليه فطارت شرارة فوقعت على إبهامه، فأحرقته مثل الصوفة.
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)
يقول تعالى مخبرًا عن إبراهيم، أنه سلمه الله من نار قومه، وأخرجه من
بين أظهرهم مهاجرًا إلى بلاد الشام، إلى الأرض المقدسة منها، كما قال
الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قوله: ( إِلَى الأرْضِ
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) قال: الشام، وما من ماء عذب
إلا يخرج من تحت الصخرة.
وكذا قال أبو العالية أيضًا.
وقال قتادة: كانا بأرض العراق، فأنجيا إلى الشام، [وكان يقال للشام: عماد دار الهجرة، وما نقص من الأرض زيد في الشام]
وما نقص من الشام زيد في فلسطين. وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر، وبها
ينـزل عيسى ابن مريم، عليه السلام، وبها يهلك المسيح الدجال.
وقال كعب الأحبار في قوله: ( إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) إلى حران.
وقال السدي: انطلق إبراهيم ولوط قِبَل الشام، فلقي إبراهيم سارة، وهي
ابنة ملك حران، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوجها على ألا يغيرها.
رواه ابن جرير، وهو غريب [والمشهور أنها ابنة عمه، وأنه خرج بها مهاجرًا من بلاده] .
وقال العَوفي، عن ابن عباس: إلى مكة؛ ألا تسمع قوله: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ [ آل عمران:96] .
وقوله: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ) قال عطاء، ومجاهد: عطية.
وقال ابن عباس، وقتادة، والحكم بن عُيينة: النافلة ولد الولد، يعني: أن يعقوب ولد إسحاق، كما قال: فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [ هود:71] .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: سأل واحدًا فقال: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ [ الصافات:100]، فأعطاه الله إسحاق وزاده يعقوب نافلة.
( وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) أي: الجميع أهل خير وصلاح،
وقوله: ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا ) أي: حطامًا كسرها كلها ( إِلا كَبِيرًا لَهُمْ ) يعني: إلا الصنم الكبير عندهم كما قال: فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ [ الصافات:93] .
وقوله: ( لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ) ذكروا أنه وضع القدوم في
يد كبيرهم، لعلهم يعتقدون أنه هو الذي غَارَ لنفسه، وأنف أن تعبد معه هذه
الأصنام الصغار، فكسرها.
( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ
) أي: حين رجعوا وشاهدوا ما فعله الخليل بأصنامهم من الإهانة والإذلال
الدال على عدم إلهيتها، وعلى سخافة عقول عابديها ( قَالُوا مَنْ فَعَلَ
هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) أي: في صنيعه هذا.
( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
أي: قال من سمعه يحلف أنه ليكيدنهم: ( سَمِعْنَا فَتًى ) أي: شابًا (
يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن قابوس [عن أبيه]
، عن ابن عباس قال: ما بعث الله نبيًا إلا شابًا، ولا أوتي العلم عالم إلا
وهو شاب، وتلا هذه الآية: ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ
لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) .
وقوله: ( قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ) أي: على رءوس
الأشهاد في الملإ الأكبر بحضرة الناس كلهم، وكان هذا هو المقصود الأكبر
لإبراهيم أن يتبين في هذا المحفل العظيم كثرة جهلهم وقلة عقلهم في عبادة هذه الأصنام التي لا تدفع عن نفسها ضرًا، ولا تملك لها نصرًا، فكيف يطلب منها شيء من ذلك؟.
( قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ
بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) يعني: الذي تركه لم يكسره (
فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) وإنما أراد بهذا أن يبادروا من
تلقاء أنفسهم، فيعترفوا أنهم لا ينطقون، فإن هذا لا يصدر عن هذا الصنم،
لأنه جماد.
وفي الصحيحين من حديث هشام بن حسان عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة؛ أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم، عليه السلام، لم يكذب غير
ثلاث: ثنتين في ذات الله ، قوله: ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ) وقوله إِنِّي سَقِيمٌ قال: "وبينا هو يسير في أرض جبار من الجبابرة ومعه سارة،
إذ نـزل منـزلا فأتى الجبار رجل، فقال: إنه قد نـزل بأرضك رجل معه امرأة
أحسن الناس، فأرسل إليه فجاء، فقال: ما هذه المرأة منك؟ قال: هي أختي. قال:
فاذهب فأرسل بها إليّ، فانطلق إلى سارة فقال: إن هذا الجبار
سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني عنده، فإنك أختي في كتاب الله،
وأنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك، فانطلق بها إبراهيم ثم قام يصلي. فلما
أن دخلت عليه فرآها أهوى إليها، فتناولها، فأخذ أخذًا شديدًا، فقال: ادعي
الله لي ولا أضرك، فدعت له فأرسل، فأهوى إليها، فتناولها فأخذ بمثلها أو
أشد. ففعل ذلك الثالثة فأخذ، [فذكر] مثل المرتين الأوليين فقال ادعي الله فلا أضرك. فدعت، له فأرسل، ثم دعا أدنى حجابه، فقال: إنك لم تأتني بإنسان، وإنما أتيتني بشيطان، أخرجها وأعطها هاجر، فأخرجت وأعطيت هاجر، فأقبلت، فلما أحس إبراهيم بمجيئها انفتل من صلاته، قال : مَهْيَم؟ قالت: كفى الله كيد الكافر الفاجر، وأخدمني هاجر" قال محمد بن سيرين وكان : أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث قال: فتلك أمكم يا بني ماء السماء
فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) .
يقول تعالى مخبرًا
عن قوم إبراهيم حين قال لهم ما قال: ( فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ )
أي: بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لآلهتهم، فقالوا: ( إِنَّكُمْ
أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ) أي: في ترككم لها مهملة لا حافظ عندها، ( ثُمَّ
نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ ) أي: ثم أطرقوا في الأرض فقالوا: ( لَقَدْ
عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ ) قال قتادة: أدركت القوم حيرة سوء
فقالوا: ( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ ) .
وقال السدي: ( ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ ) أي: في الفتنة.
وقال ابن زيد: أي في الرأي.
وقول قتادة أظهر في المعنى؛ لأنهم إنما فعلوا ذلك حيرة وعجزًا؛ ولهذا
قالوا له: ( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ ) ، فكيف تقول لنا:
سلوهم إن كانوا ينطقون، وأنت تعلم أنها لا تنطق فعندها قال لهم إبراهيم لما
اعترفوا بذلك: ( أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ
شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ ) أي: إذا كانت لا تنطق ، وهي لا تضر ولا تنفع، فلم تعبدونها من دون الله.
( أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) أي:
أفلا تتدبرون ما أنتم فيه من الضلال والكفر الغليظ، الذي لا يروج إلا على
جاهل ظالم فاجر؟ فأقام عليهم الحجة، وألزمهم بها؛ ولهذا قال تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ الآية [ الأنعام:83].
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70) .
لما دَحَضت حجتهم، وبان عجزهم، وظهر الحق، واندفع الباطل، عدلوا إلى
استعمال جاه ملكهم، فقالوا: ( حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ) فجمعوا حطبًا كثيرًا جدًا -قال السدي: حتى إن كانت
المرأة تمرض، فتنذر إن عوفيت أن تحمل حطبًا لحريق إبراهيم-ثم جعلوه في
جَوْبة من الأرض، وأضرموها نارًا، فكان لها شرر عظيم ولهب مرتفع، لم توقد
قط نار
مثلها، وجعلوا إبراهيم، عليه السلام، في كفة المنجنيق بإشارة رجل من أعراب
فارس من الأكراد -قال شُعَيب الجبائي: اسمه هيزن-فخسف الله به الأرض، فهو
يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، فلما ألقوه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" ،
كما رواه البخاري، عن ابن عباس أنه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [ آل عمران: 173] .
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا ابن هشام، حدثنا إسحاق
بن سليمان، عن أبي جعفر، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما ألقي إبراهيم، عليه السلام، في النار
قال: اللهم، إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك" .
ويروى أنه لما جعلوا يوثقونه قال: لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك .
وقال شعيب الجبائي: كان عمره ست عشرة سنة. فالله أعلم.
وذكر بعض السلف أنه عرض له جبريل وهو في الهواء، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا [وأما من الله فبلى] .
وقال سعيد بن جبير -ويروى عن ابن عباس أيضًا-قال: لما أُلقيَ إبراهيم جعل خازن المطر يقول: متى أومر بالمطر فأرسله؟ قال: فكان أمر الله أسرع من أمره، قال الله: [عز وجل] ( يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) قال: لم يبق نار في الأرض إلا طفئت.
وقال كعب الأحبار: لم ينتفع [أحد] يومئذ بنار، ولم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه.
وقال الثوري، عن الأعمش، عن شيخ، عن علي بن أبي طالب: ( قُلْنَا يَا
نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) [قال: بَرَدَتْ عليه
حتى كادت تقتله، حتى قيل: ( وَسَلامًا ) ] ، قال: لا تضرِّيه.
وقال ابن عباس، وأبو العالية: لولا أن الله عز وجل قال: ( وَسَلامًا ) لآذى إبراهيم بَرْدُها.
وقال جُوَيبر، عن الضحاك: ( كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى
إِبْرَاهِيمَ ) قال: صنعوا له حظيرة من حَطَب جَزْل، وأشعلوا فيه النار من
كل جانب، فأصبح ولم يصِبه منها شيء حتى أخمدها الله -قال: ويذكرون أن جبريل
كان معه يمسح وجهه من العرق، فلم يُصِبْه منها شيء غيرُ ذلك.
وقال السدي: كان معه فيها ملك الظل.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا
مِهْران، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن المِنْهَال بن عمرو قال: أخبرت أن
إبراهيم ألقي في النار، فقال: كان فيها إما خمسين وإما أربعين، قال: ما كنت أيامًا وليالي قط أطيب عيشًا إذ كنت فيها، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها.
وقال أبو زُرْعَة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: إن أحسن [شيء] قال أبو إبراهيم -لما رفع عنه الطبق وهو في النار، وجده يرشح جبينه-قال عند ذلك: نعْمَ الربّ ربك يا إبراهيم.
وقال قتادة: لم يأت يومئذ دابة إلا أطفأت عنه النار، إلا الوَزَغ -وقال الزهري: أمر النبي صلى الله عليه وسلم: بقتله وسماه فويسقًا .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب، حدثني عمي، حدثنا جرير بن حازم، أن نافعًا حدثه قال: حدثتني مولاة
الفاكه بن المغيرة المخزومي قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا.
فقلت: يا أم المؤمنين، ما تصنعين بهذا الرمح؟ فقالت: نقتل به هذه الأوزاغ،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم حين ألقي في النار، لم
يكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار، غير الوَزَغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم" ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله .
وقوله: ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ ) أي:
المغلوبين الأسفلين؛ لأنهم أرادوا بنبي الله كيدا، فكادهم الله ونجاه من
النار، فغلبوا هنالك.
وقال عطية العوفي: لما ألقِيَ إبراهيم في النار، جاء ملكهم لينظر إليه فطارت شرارة فوقعت على إبهامه، فأحرقته مثل الصوفة.
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)
يقول تعالى مخبرًا عن إبراهيم، أنه سلمه الله من نار قومه، وأخرجه من
بين أظهرهم مهاجرًا إلى بلاد الشام، إلى الأرض المقدسة منها، كما قال
الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قوله: ( إِلَى الأرْضِ
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) قال: الشام، وما من ماء عذب
إلا يخرج من تحت الصخرة.
وكذا قال أبو العالية أيضًا.
وقال قتادة: كانا بأرض العراق، فأنجيا إلى الشام، [وكان يقال للشام: عماد دار الهجرة، وما نقص من الأرض زيد في الشام]
وما نقص من الشام زيد في فلسطين. وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر، وبها
ينـزل عيسى ابن مريم، عليه السلام، وبها يهلك المسيح الدجال.
وقال كعب الأحبار في قوله: ( إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) إلى حران.
وقال السدي: انطلق إبراهيم ولوط قِبَل الشام، فلقي إبراهيم سارة، وهي
ابنة ملك حران، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوجها على ألا يغيرها.
رواه ابن جرير، وهو غريب [والمشهور أنها ابنة عمه، وأنه خرج بها مهاجرًا من بلاده] .
وقال العَوفي، عن ابن عباس: إلى مكة؛ ألا تسمع قوله: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ [ آل عمران:96] .
وقوله: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ) قال عطاء، ومجاهد: عطية.
وقال ابن عباس، وقتادة، والحكم بن عُيينة: النافلة ولد الولد، يعني: أن يعقوب ولد إسحاق، كما قال: فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [ هود:71] .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: سأل واحدًا فقال: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ [ الصافات:100]، فأعطاه الله إسحاق وزاده يعقوب نافلة.
( وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) أي: الجميع أهل خير وصلاح،
رد: الجزء السادس من تفسير سورة الانبياء
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
M.AYMAN- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 1898
تاريخ الميلاد : 13/10/1985
العمر : 39
رد: الجزء السادس من تفسير سورة الانبياء
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء السادس من تفسير سورة الانبياء
جزاك الله خيرا على الموضوع
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء السادس من تفسير سورة سبأ
» الجزء السادس من تفسير سورة هود
» الجزء السادس من تفسير سورة طه
» الجزء السادس عشر من تفسير سورة التوبة
» الجزء السادس من تفسير سورة النور
» الجزء السادس من تفسير سورة هود
» الجزء السادس من تفسير سورة طه
» الجزء السادس عشر من تفسير سورة التوبة
» الجزء السادس من تفسير سورة النور
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير سورة الأنبياء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى