الجزء الاول من تفسير سورة الأحقاف
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الاول من تفسير سورة الأحقاف
وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا
بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا
مُعْرِضُونَ (3)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا
خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي
بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ (4)
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ
لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) يخبر
تعالى أنه نـزل الكتاب على عبده ورسوله محمد، صلوات الله وسلامه عليه
دائما إلى يوم الدين، ووصف نفسه بالعزة التي لا ترام، والحكمة في الأقوال
والأفعال، ثم قال: ( مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ ) أي: لا على وجه العبث والباطل، ( وَأَجَلٌ
مُسَمًّى ) أي: إلى مدة معينة مضروبة لا تزيد ولا تنقص. قوله: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ) أي: لاهون عما يراد بهم، وقد أنـزل إليهم كتابا وأرسل إليهم رسول، وهم معرضون عن ذلك كله، أي: وسيعلمون غبّ ذلك. ثم
قال: ( قُلْ ) أي: لهؤلاء المشركين العابدين مع الله غيره: ( أَرَأَيْتُمْ
مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ )
أي: أرشدوني إلى المكان الذي استقلوا بخلقه من الأرض، ( أَمْ لَهُمْ
شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ) أي: ولا شرك لهم في السموات ولا في الأرض، وما
يملكون من قطمير، إن المُلْك والتصرّف كله إلا الله، عز وجل، فكيف تعبدون
معه غيره، وتشركون به؟ من أرشدكم إلى هذا؟ من دعاكم إليه؟ أهو أمركم به؟ أم
هو شيء اقترحتموه من عند أنفسكم؟ ولهذا قال: ( اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ
قَبْلِ هَذَا ) أي: هاتوا كتابا من كتب الله المنـزلة على الأنبياء
، عليهم الصلاة والسلام، يأمركم بعبادة هذه الأصنام، ( أَوْ أَثَارَةٍ
مِنْ عِلْمٍ ) أي: دليل بَيِّن على هذا المسلك الذي سلكتموه ( إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أي: لا دليل لكم نقليًا ولا عقليا على ذلك؛ ولهذا
قرأ آخرون: "أو أثَرَة من علم" أي: أو علم صحيح يأثرونه عن أحد ممن قبلهم،
كما قال مجاهد في قوله: ( أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) أو أحد يأثُر علما.
< 7-275 > وقال العَوْفي، عن ابن عباس: أو بينة من الأمر. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا صفوان بن
سُلَيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس قال سفيان: لا أعلم إلا
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أو أثَرَة من علم" قال: "الخط" . وقال أبو بكر بن عياش: أو بقية من علم. وقال الحسن البصري: ( أَوْ أَثَارَةٍ ) شيء يستخرجه فيثيره. وقال ابن عباس، ومجاهد، وأبو بكر بن عياش أيضا: ( أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) يعني الخط. وقال قتادة: ( أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) خاصة من علم. وكل هذه الأقوال متقاربة، وهي راجعة إلى ما قلناه، وهو اختيار ابن جرير رحمه الله وأكرمه، وأحسن مثواه. وقوله:
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ
لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) أي:
لا أضل ممن يدعو أصناما، ويطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة، وهي
غافلة عما يقول، لا تسمع ولا تبصر ولا تبطش؛ لأنها جماد حجَارة صُمّ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا
بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا
مُعْرِضُونَ (3)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا
خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي
بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ (4)
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ
لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) يخبر
تعالى أنه نـزل الكتاب على عبده ورسوله محمد، صلوات الله وسلامه عليه
دائما إلى يوم الدين، ووصف نفسه بالعزة التي لا ترام، والحكمة في الأقوال
والأفعال، ثم قال: ( مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ ) أي: لا على وجه العبث والباطل، ( وَأَجَلٌ
مُسَمًّى ) أي: إلى مدة معينة مضروبة لا تزيد ولا تنقص. قوله: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ) أي: لاهون عما يراد بهم، وقد أنـزل إليهم كتابا وأرسل إليهم رسول، وهم معرضون عن ذلك كله، أي: وسيعلمون غبّ ذلك. ثم
قال: ( قُلْ ) أي: لهؤلاء المشركين العابدين مع الله غيره: ( أَرَأَيْتُمْ
مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ )
أي: أرشدوني إلى المكان الذي استقلوا بخلقه من الأرض، ( أَمْ لَهُمْ
شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ) أي: ولا شرك لهم في السموات ولا في الأرض، وما
يملكون من قطمير، إن المُلْك والتصرّف كله إلا الله، عز وجل، فكيف تعبدون
معه غيره، وتشركون به؟ من أرشدكم إلى هذا؟ من دعاكم إليه؟ أهو أمركم به؟ أم
هو شيء اقترحتموه من عند أنفسكم؟ ولهذا قال: ( اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ
قَبْلِ هَذَا ) أي: هاتوا كتابا من كتب الله المنـزلة على الأنبياء
، عليهم الصلاة والسلام، يأمركم بعبادة هذه الأصنام، ( أَوْ أَثَارَةٍ
مِنْ عِلْمٍ ) أي: دليل بَيِّن على هذا المسلك الذي سلكتموه ( إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أي: لا دليل لكم نقليًا ولا عقليا على ذلك؛ ولهذا
قرأ آخرون: "أو أثَرَة من علم" أي: أو علم صحيح يأثرونه عن أحد ممن قبلهم،
كما قال مجاهد في قوله: ( أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) أو أحد يأثُر علما.
< 7-275 > وقال العَوْفي، عن ابن عباس: أو بينة من الأمر. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا صفوان بن
سُلَيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس قال سفيان: لا أعلم إلا
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أو أثَرَة من علم" قال: "الخط" . وقال أبو بكر بن عياش: أو بقية من علم. وقال الحسن البصري: ( أَوْ أَثَارَةٍ ) شيء يستخرجه فيثيره. وقال ابن عباس، ومجاهد، وأبو بكر بن عياش أيضا: ( أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) يعني الخط. وقال قتادة: ( أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) خاصة من علم. وكل هذه الأقوال متقاربة، وهي راجعة إلى ما قلناه، وهو اختيار ابن جرير رحمه الله وأكرمه، وأحسن مثواه. وقوله:
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ
لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) أي:
لا أضل ممن يدعو أصناما، ويطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة، وهي
غافلة عما يقول، لا تسمع ولا تبصر ولا تبطش؛ لأنها جماد حجَارة صُمّ
رد: الجزء الاول من تفسير سورة الأحقاف
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الاول من تفسير سورة الأحقاف
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الاول من تفسير سورة الأحقاف
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
رد: الجزء الاول من تفسير سورة الأحقاف
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثاني من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الثالث من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الرابع من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الخامس والأخير من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الاول من تفسير سورة طه
» الجزء الثالث من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الرابع من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الخامس والأخير من تفسير سورة الأحقاف
» الجزء الاول من تفسير سورة طه
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى