ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  Empty الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

مُساهمة من طرف اعصار السبت 28 مايو - 15:26:29

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (Cool يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 ثم
قال: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال ابن عباس: ذات البهاء والجمال
والحسن والاستواء. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جُبَيْر، وأبو مالك الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ، وأبو صالح، والسدي، وقتادة، وعطية العوفي، والربيع بن أنس، وغيرهم. وقال الضحاك، والمِنْهَال بن عمرو، وغيرهما: مثل تجعد الماء والرمل والزرع إذا ضربته الريح، فينسج بعضه بعضا طرائق [طرائق] الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ، فذلك الحبك.قال
ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن عُلَيَّة، حدثنا أيوب، عن
أبي قلابة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم؛ أنه قال: "إن من ورائكم الكذاب المضل، وإن رأسه من ورائه
حُبُك حُبُك" يعني بالحبك: الجعودة الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP .وعن أبي صالح: ( ذَاتِ الْحُبُكِ ) : الشدة. وقال خصيف: ( ذَاتِ الْحُبُكِ ) : ذات الصفافة. < 7-415 > وقال الحسن بن أبي الحسن البصري: ( ذَاتِ الْحُبُكِ ) : حبكت بالنجوم.وقال
قتادة: عن سالم بن أبي الجَعْد، عن مَعْدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكالي،
عن عبد الله بن عمرو: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) : يعني: السماء
السابعة.وكأنه -والله أعلم-أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب
الثابتة، وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع،
والله أعلم. وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، وهو الحسن والبهاء، كما
قال ابن عباس رضي الله عنهما الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
، فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة، شديدة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة
البهاء، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات، موشحة بالشمس والقمر والكواكب
الزاهرات. وقوله: ( إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) أي: إنكم أيها المشركون المكذبون للرسل لفي قول مختلف مضطرب، لا يلتئم ولا يجتمع.وقال قتادة: إنكم لفي قول مختلف، [يعني] الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ما بين مصدق بالقرآن ومكذب به. ( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) أي: إنما يروج على من هو ضال في نفسه؛
لأنه قول باطل إنما ينقاد له ويضل بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوك ضال غَمْر،
لا فهم له، كما قال تعالى: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 [ الصافات: 161 -163 ] .قال
ابن عباس، والسدي: ( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) : يضل عنه من ضل. وقال
مجاهد: ( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) يؤفن عنه من أفن. وقال الحسن
البصري: يصرف عن هذا القرآن من كذب به. وقوله: ( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ) قال مجاهد: الكذابون. قال: وهي مثل التي في عبس: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 [ عبس: 17 ]، والخراصون الذين يقولون لا نبعث ولا يوقنون.وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ) أي: لعن المرتابون. وهكذا كان معاذ، رضي الله عنه، يقول في خطبه: هلك المرتابون. وقال قتادة: الخراصون أهل الغرة والظنون. وقوله: ( الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ) : قال ابن عباس وغير واحد: في الكفر والشك غافلون لاهون. ( يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) : وإنما يقولون هذا تكذيبا
وعنادا وشكا واستبعادا. قال الله تعالى: ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ
يُفْتَنُونَ ) . قال ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وغير واحد: ( يفتنون ) : يعذبون [قال مجاهد] الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP : كما < 7-416 > يفتن الذهب على النار.وقال جماعة آخرون كمجاهد أيضا، وعكرمة، وإبراهيم النَّخَعِي، وزيد بن أسلم، وسفيان الثوري: ( يفتنون ) : يحرقون. ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) : قال مجاهد: حريقكم. وقال غيره: عذابكم. (
هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) : أي: يقال لهم ذلك تقريعًا
وتوبيخًا وتحقيرًا وتصغيرًا. الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 يقول
تعالى مخبرا عن المتقين لله، عز وجل: إنهم يوم معادهم يكونون في جنات
وعيون، بخلاف ما تَنْطِقُونَ قياء فيه من العذاب والنكال، والحريق
والأغلال. وقوله: ( آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ) : قال ابن جرير: أي عاملين بما آتاهم الله الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP من الفرائض. ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ) أي: قبل أن يفرض الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
عليهم الفرائض. كانوا محسنين في الأعمال أيضا. ثم روى عن ابن حميد، حدثنا
مهْرَان، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلم البطين، عن ابن عباس في قوله: (
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ) قال: من الفرائض، ( إِنَّهُمْ كَانُوا
قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ) : قبل الفرائض يعملون. وهذا الإسناد ضعيف، ولا
يصح الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP عن ابن عباس. وقد رواه عثمان بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي عمر البزار، عن مسلم الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. والذي فسر به ابن جرير فيه
نظر؛ لأن قوله: ( آَخِذِينَ ) حال من قوله: ( فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) :
فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون آخذون ما آتاهم ربهم الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ، أي: من النعيم والسرور والغبطة.وقوله الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP : ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ ) أي: في الدار الدنيا ( محسنين ) ، كقوله: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1
[ الحاقة: 24 ] ثم إنه تعالى بَيَّن إحسانهم في العمل فقال: ( كَانُوا
قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ، اختلف المفسرون في ذلك على
قولين:أحدهما: أن "ما" نافية، تقديره: كانوا قليلا من الليل لا يهجعونه. قال ابن عباس: لم تكن < 7-417 >
تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئا. وقال قتادة، عن مطرف بن عبد
الله: قلَّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله، عز وجل، إما من أولها وإما
من أوسطها. وقال مجاهد: قلَّ ما يرقدون ليلة حتى الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
الصباح لا يتهجدون. وكذا قال قتادة. وقال أنس بن مالك، وأبو العالية:
كانوا يصلون بين المغرب والعشاء. وقال أبو جعفر الباقر، كانوا لا ينامون
حتى يصلوا العتمة.والقول الثاني: أن "ما" مصدرية، تقديره: كانوا
قليلا من الليل هجوعهم ونومهم. واختاره ابن جرير. وقال الحسن البصري: (
كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) : كابدوا قيام الليل،
فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، حتى كان الاستغفار
بسحر. وقال قتادة: قال الأحنف بن قيس: ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ
مَا يَهْجَعُونَ ) : كانوا لا ينامون إلا قليلا ثم يقول: لست من أهل هذه
الآية. وقال الحسن البصري: كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل
الجنة، فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدا، إذا قوم لا نبلغ أعمالهم، كانوا
قليلا من الليل ما يهجعون. وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير
فيهم يكذبون الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP بكتاب الله وبرسل الله، يكذبون بالبعث بعد الموت، فوجدت من خيرنا منـزلة قومًا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.وقال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال رجل من بني تميم لأبي: يا أبا أسامة، صفة
لا أجدها فينا، ذكر الله قوما فقال: ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا
يَهْجَعُونَ ) ، ونحن والله قليلا من الليل ما نقوم. فقال له أبي: طوبى لمن
رقد إذا نعس، واتقى الله إذا استيقظ. وقال عبد الله بن سلام: لما
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس إليه، فكنت فيمن
انجفل. فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه رَجُل كذاب، فكان أول ما
سمعته يقول: "يا أيها الناس، أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وأفشوا
السلام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP .وقال
الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني حيي بن عبد
الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلى، عن عبد الله بن عمرو؛ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من
ظاهرها". فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن ألان
الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائما، والناس نيام" الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP2 .وقال مَعْمَر في قوله: ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) : كان الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP الزهري والحسن يقولان: < 7-418 > كانوا كثيرا من الليل ما يصلون.وقال ابن عباس، وإبراهيم النَّخَعِي: ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) : ما ينامون.وقال
الضحاك: ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلا
) ثم ابتدأ فقال: ( مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ ) . وقوله عز وجل: ( وَبِالأسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ ) . قال مجاهد، وغير واحد: يصلون. وقال آخرون: قاموا
الليل، وأخروا الاستغفار إلى الأسحار. كما قال تعالى: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1
[ آل عمران: 17 ]، فإن كان الاستغفار في صلاة فهو أحسن. وقد ثبت في الصحاح
وغيرها عن جماعة من الصحابة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن الله ينـزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول:
هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟
حتى يطلع الفجر" الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP .وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارا عن يعقوب: أنه قال لبنيه: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 [ يوسف 98 ] قالوا: أخرهم إلى وقت السحر. وقوله: ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) : لما وصفهم بالصلاة ثنى بوصفهم الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP بالزكاة والبر والصلة، فقال: ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
أي: جزء مقسوم قد أفرزوه ( لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ، أما السائل
فمعروف، وهو الذي يبتدئ بالسؤال، وله حق، كما قال الإمام أحمد:حدثنا
وَكِيع وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي
يحيى، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "للسائل حق وإن جاء على فرس". ورواه أبو داود من حديث سفيان الثوري، به الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ثم أسنده من وجه آخر عن علي بن أبي طالب الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP . وروي من حديث الهِرْماس بن زياد مرفوعا الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP2 .وأما
( المحروم ) ، فقال ابن عباس، ومجاهد: هو المحارف الذي ليس له في الإسلام
سهم. يعني: لا سهم له في بيت المال، ولا كسب له، ولا حرفة يتقوت منها.وقالت أم المؤمنين عائشة: هو المحارَف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه. وقال الضحاك: هو الذي لا يكون له مال إلا ذهب، قضى الله له ذلك. < 7-419 > وقال أبو قِلابَة: جاء سيل باليمامة فذهب بمال رجل، فقال رجل من الصحابة: هذا المحروم.وقال ابن عباس أيضا، وسعيد بن المسيَّب، وإبراهيم النخعي، ونافع -مولى ابن عمر-وعطاء بن أبي رباح ( المحروم ) : المحارف.وقال
قتادة، والزهري: ( الْمَحْرُوم ) : الذي لا يسأل الناس شيئا، قال الزهري
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المسكين بالطوَّاف الذي ترده
اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه،
ولا يُفطن له فيتصدق عليه".وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP2 .وقال سعيد بن جبير: هو الذي يجيء وقد قُسِّم المغنم، فيرضخ له. وقال
محمد بن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا قال: كنا مع عمر بن عبد العزيز في طريق
مكة فجاء كلب فانتزع عمر كتف شاة فرمى بها إليه، وقال: يقولون: إنه
المحروم.وقال الشعبي: أعياني أن أعلم ما المحروم.واختار ابن جرير أن المحروم: [هو] الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP الذي لا مال له بأي سبب كان، قد ذهب ماله، سواء كان لا يقدر على الكسب، أو قد هلك ماله أو نحوه الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP بآفة أو نحوها.وقال
الثوري، عن قيس بن مسلم، عن الحسن بن محمد؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعث سرية فغنموا، فجاء قوم لم يشهدوا الغنيمة فنـزلت هذه الآية: (
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP .وهذا يقتضي أن هذه مدنية، وليس كذلك، بل هي مكية شاملة لما بعدها. وقوله:
( وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ) أي: فيها من الآيات الدالة على
عظمة خالقها وقدرته الباهرة، مما قد ذرأ فيها من صنوف النبات والحيوانات،
والمهاد والجبال، والقفار والأنهار والبحار، واختلاف ألسنة الناس وألوانهم،
وما جبلوا عليه من الإرادات والقوى، وما بينهم من التفاوت في العقول
والفهوم والحركات، والسعادة والشقاوة، وما في تركيبهم من الحكم في وضع كل
عضو من أعضائهم الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
في المحل الذي هو محتاج إليه فيه؛ ولهذا قال: ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا
تُبْصِرُونَ ) : قال قتادة: من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت
مفاصله للعبادة. ثم قال: ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ) يعني: المطر، ( وَمَا تُوعَدُونَ ) يعني: الجنة. قاله ابن عباس، < 7-420 > ومجاهد وغير واحد.وقال سفيان الثوري: قرأ واصل الأحدب هذه الآية: ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) فقال: ألا إني الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP أرى رزقي في السماء، وأنا أطلبه في الأرض؟ فدخل خربة فمكث [فيها] الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
ثلاثا لا يصيب شيئا، فلما أن كان في اليوم الثالث إذا هو بِدَوْخَلَة من
رطب، وكان له أخ أحسن نية منه، فدخل معه فصارتا دوخلتين، فلم يزل ذلك
دأبهما حتى فرق الموت بينهما الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP .وقوله:
( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ
تَنْطِقُونَ ) يقسم تعالى بنفسه الكريمة أن ما وعدهم به من أمر القيامة
والبعث والجزاء، كائن لا محالة، وهو حق لا مرية فيه، فلا تشكوا فيه كما لا
تشكوا في نطقكم حين تنطقون. وكان معاذ، رضي الله عنه، إذا حدث بالشيء يقول
لصاحبه: إن هذا لحق كما أنك هاهنا.قال مسدد، عن ابن أبي عَدِيّ، عن
عَوْف، عن الحسن البصري قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قاتل الله أقوامًا أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا".ورواه ابن جرير، عن بُنْدَار، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن، فذكره مرسلا الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP . الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 هذه القصة قد تقدمت في سورة "هود" و "الحجر" الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
أيضا. وقوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ )
أي: الذين أرصد لهم الكرامة. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى
وجوب الضيافة للنـزيل، وقد وردت السنة بذلك كما هو ظاهر التنـزيل. وقوله: ( قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ ) : الرفع أقوى وأثبت من النصب، فرده أفضل من التسليم؛ ولهذا قال تعالى: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 [ النساء: 86 ]، فالخليل اختار الأفضل.وقوله:
( قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) : وذلك أن الملائكة وهم: جبريل وإسرافيل وميكائيل
قدموا عليه في صور شبان حسان عليهم مهابة عظيمة؛ ولهذا قال: ( قَوْمٌ
مُنْكَرُونَ ) . < 7-421 > وقوله: ( فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ ) أي: انسل خفية في سرعة، ( فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ) أي: من خيار ماله. وفي الآية الأخرى: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1
[ هود: 69 ] أي: مشوي على الرَّضف، ( فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ) أي: أدناه
منهم، ( قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ ) : تلطف في العبارة وعرض حسن.وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة؛ فإنه جاء بطعامه الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP من حيث لا يشعرون بسرعة، ولم يمتن عليهم أولا فقال: "نأتيكم بطعام؟" بل جاء به بسرعة الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP
وخفاء، وأتى بأفضل ما وجد من ماله، وهو عجل فتي سمين مشوي، فقربه إليهم،
لم يضعه، وقال: اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمرا يشق على
سامعه بصيغة الجزم، بل قال: ( أَلا تَأْكُلُونَ ) على سبيل العرض والتلطف،
كما يقول القائل اليوم: إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق، فافعل الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP2 .وقوله: ( فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ) : هذا محال على ما تقدم في القصة في السورة الأخرى، وهو الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP قوله: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ
مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
* وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1
[ هود: 70 ، 71 ] أي: استبشرت بهلاكهم؛ لتمردهم وعتوهم على الله، فعند ذلك
بشرتها الملائكة ( بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) . الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 ( قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1
[ هود 72 ، 73 ]؛ ولهذا قال هاهنا: ( وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) ،
فالبشارة له هي بشارة لها؛ لأن الولد منهما، فكل منهما بشر به.وقوله: ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) أي: في صرخة عظيمة الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ورنة، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وأبو صالح، والضحاك، وزيد بن أسلم والثوري والسدي وهي قولها: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B2 يَا وَيْلَتَى الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  B1 ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP أي: ضربت بيدها على جبينها، قاله مجاهد وابن الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP سابط.وقال ابن عباس: لطمت، أي تعجبا كما تتعجب الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP النساء من الأمر الغريب، ( وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) أي: كيف ألد وأنا عجوز [عقيم] الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP ، وقد كنتُ في حال الصبا عقيما لا أحبل؟. ( قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  MARGNTIP أي: عليم بما تستحقون من الكرامة، حكيم في أقواله وأفعاله



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

مُساهمة من طرف الزعيم السبت 28 مايو - 17:53:34

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 29 مايو - 16:00:14

جزاك الله خيرا على المرور نورت الموضوع



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:47:37

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 12 يونيو - 18:00:02

جزاك الله خيرا على المرور نورت الموضوع



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الذاريات

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 21:49:47

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى