الجزء الثاني من تفسير سورة القلم
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثاني من تفسير سورة القلم
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)
قال ابن جرير: سنبين أمره بيانًا واضحًا، حتى يعرفوه ولا يخفى عليهم، كما لا تخفى السمة على الخراطيم وهكذا قال قتادة: ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) شين لا يفارقه آخر ما عليه. وفي رواية عنه: سيما على أنفه. وكذا قال السدي.
وقال العوفي، عن ابن عباس: ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) يقاتل يوم
بدر، فيُخطم بالسيف في القتال. وقال آخرون: ( سَنَسِمُهُ ) سمة أهل النار،
يعني نسود وجهه يوم القيامة، وعبر عن الوجه بالخرطوم. حكى ذلك كله أبو
جعفر ابن جرير، ومال إلى أنه لا مانع من اجتماع الجميع عليه في الدنيا
والآخرة، وهو مُتّجه.
وقد قال ابن أبي حاتم في سورة عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني الليث حدثني خالد عن
سعيد، عن عبد الملك بن عبد الله، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن
عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن العبد يكتب مؤمنًا
أحقابًا ثم أحقابا ثم يموت والله عليه ساخط. وإن العبد يكتب كافرًا أحقابًا ثم أحقابًا، ثم يموت والله عليه راض. ومن مات هَمَّازًا لمَّازًا مُلَقَّبا للناس، كان علامته يوم القيامة أن يسميه الله على الخرطوم، من كلا الشفتين" .
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)
هذا مَثَل ضَرَبه الله تعالى لكفار قريش فيما أهدى إليهم من الرحمة
العظيمة، وأعطاهم من النعم الجسيمة، وهو بَعْثُهُ محمدًا صلى الله عليه
وسلم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة؛ ولهذا قال: ( إِنَّا
بَلَوْنَاهُمْ ) أي: اختبرناهم، ( كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ )
وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه ( إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ) أي: حلفوا فيما بينهم
لَيجُذَّنَ ثَمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل، ليتوفر ثمرها عليهم
ولا يتصدقوا منه بشيء، ( وَلا يَسْتَثْنُونَ ) أي: فيما حلفوا به. ولهذا
حنثهم الله في أيمانهم، فقال: ( فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ
وَهُمْ نَائِمُونَ ) أي: أصابتها آفة سماوية، ( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ )
قال ابن عباس: أي كالليل الأسود. وقال الثوري، والسدي: مثل الزرع إذا
حُصِد، أي هشيمًا يبسًا.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن أحمد بن الصباح: أنبأنا بشر بن زاذان، عن عمر بن صبح
عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن مسعود قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والمعاصي، إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به
رزقًا قد كان هُيِّئ له"، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فَطَافَ
عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ
كَالصَّرِيمِ ) قد حرموا خَير جَنّتهم بذنبهم .
( فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ) أي: لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجَذَاذ،
( أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ) أي: تريدون الصرام. قال مجاهد: كان حرثهم عِنَبًا.
( فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ) أي: يتناجون فيما بينهم بحيث
لا يُسمعون أحدًا كلامهم. ثم فسر الله عالم السر والنجوى ما كانوا يتخافتون
به، فقال: ( فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لا
يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ) أي: يقول بعضهم لبعض: لا
تمكنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم!
قال الله تعالى: ( وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ ) أي: قوة وشدة. وقال مجاهد: (
وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ ) أي: جد وقال عكرمة: غيظ. وقال الشعبي: ( عَلَى
حَرْدٍ ) على المساكين. وقال السدي: ( عَلَى حَرْدٍ ) أي: كان اسم قريتهم
حرد. فأبعد السدي في قوله هذا!
( قَادِرِينَ ) أي: عليها فيما يزعمون ويَرومون.
( فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ) أي: فلما وصلوا
إليها وأشرفوا عليها، وهي على الحالة التي قال الله، عز وجل، قد استحالت عن
تلك النضارة والزهرة وكثرة الثمار إلى أن صارت سوداء مُدْلَهِمَّة، لا
ينتفع بشيء منها، فاعتقدوا أنهم قد أخطئوا الطريق؛ ولهذا قالوا: ( إِنَّا
لَضَالُّونَ ) أي: قد سلكنا إليها غير الطريق فتُهنا عنها. قاله ابن عباس
وغيره. ثم رجعوا عما كانوا فيه، وتيقنوا أنها هي فقالوا: ( بَلْ نَحْنُ
مَحْرُومُونَ ) أي: بل هذه هي، ولكن نحن لا حَظّ لنا ولا نصيب.
( قَالَ أَوْسَطُهُمْ ) قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة،
ومحمد بن كعب، والربيع بن أنس، والضحاك، وقتادة: أي: أعدلهم وخيرهم: (
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ) ! قال مجاهد، والسدي، وابن
جريج: ( لَوْلا تُسَبِّحُونَ ) أي: لولا تستثنون. قال السدي: وكان
استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا.
وقال ابن جريج: هو قول القائل: إن شاء الله. وقيل: معناه: ( قَالَ
أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ) أي: هلا تسبحون
الله وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم، ( قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا
إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) أتوا بالطاعة حيث لا تنفع، وندموا واعترفوا
حيث لا ينجع؛ ولهذا قالوا: ( إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ ) أي: يلوم بعضهم بعضًا على ما
كانوا أصروا عليه من منع المساكين من حق الجذاذ، فما كان جواب بعضهم لبعض
إلا الاعتراف بالخطيئة والذنب، ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا
طَاغِينَ ) أي: اعتدينا وبَغَينا وطغينا وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما
أصابنا، ( عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى
رَبِّنَا رَاغِبُونَ ) قيل: رغبوا في بذلها لهم في الدنيا. وقيل: احتسبوا
ثوابها في الدار الآخرة، والله أعلم.
ثم قد ذكر بعض السلف أن هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن -قال سعيد بن جبير: كانوا من قرية يقال لها ضروان
على ستة أميال من صنعاء. وقيل: كانوا من أهل الحبشة-وكان أبوهم قد خلف لهم
هذه الجنة، وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة،
فكان ما استغله منها يرد فيها ما يحتاج إليها ويدّخر لعياله قوت سنتهم،
ويتصدق بالفاضل. فلما مات ورثه بنوه، قالوا: لقد كان أبونا أحمقَ إذ كان
يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنَّا منعناهم لتوفر ذلك علينا. فلما عزموا
على ذلك عُوقِبوا بنقيض قصدهم، فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية، رأس المال
الربح والصدقة، فلم يبق لهم شيء.
قال الله تعالى: ( كَذَلِكَ الْعَذَابُ ) أي: هكذا عذاب من خالف أمر
الله، وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه، ومنع حق المسكين والفقراء
وذوي الحاجات، وبدل نعمة الله كفرا ( وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ ) أي: هذه عقوبة الدنيا كما سمعتم، وعذاب الآخرة أشق.
وقد ورد في حديث رواه الحافظ البيهقي من طريق جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن الجداد بالليل، والحصاد بالليل .
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)
لما ذكر [الله]
تعالى حال أهل الجنة الدنيوية، وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله،
عز وجل، وخالفوا أمره، بين أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الآخرة جنات
النعيم التي لا تَبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها.
ثم قال: ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) ؟ أي:
أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء؟ كلا ورب الأرض والسماء؛ ولهذا قال (
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ! أي: كيف تظنون ذلك؟.
ثم قال: ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ
لَمَا تَخَيَّرُونَ ) يقول: أفبأيديكم كتاب منـزل من السماء تدرسونه
وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف، مُتضمن حكما مؤكدًا كما تدعونه؟ (
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا
بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ )
أي: أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة، ( إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ) أي:
أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون، ( سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ )
؟ أي: قل لهم: من هو المتضمن المتكفل بهذا؟
( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ ) أي: من الأصنام والأنداد، ( فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42)
لما ذكر تعالى أن للمتقين عنده
جنات النعيم، بين متى ذلك كائن وواقع، فقال: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ) يعني: يوم القيامة
وما يكون فيه من الأهوال والزلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام. وقد
قال البخاري هاهنا:
حدثنا آدم، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد
بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: "يَكشِفُ رَبّنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى
من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طَبَقًا واحدًا"
.
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما من طرق وله ألفاظ، وهو حديث طويل مشهور.
وقد قال عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: هو يوم كَرْب وشدة. رواه ابن جرير ثم قال:
حدثنا ابن حميد، حدثنا مِهْران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن
ابن مسعود -أو: ابن عباس، الشك من ابن جرير-: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
) قال: عن أمر عظيم، كقول الشاعر:
وقال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: شدة الأمر
وقال ابن عباس: هي أول ساعة تكون في يوم القيامة.
وقال ابن جُرَيح، عن مجاهد: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: شدة الأمر وجده.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) هو الأمر الشديد المُفظِع من الهول يوم القيامة.
وقال العوفي، عن ابن عباس قوله: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) يقول:
حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال. وكشفه دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه. وكذا
روى الضحاك وغيره عن ابن عباس. أورد ذلك كله أبو جعفر بن جرير ثم قال:
حدثني أبو زيد عمر بن شَبَّة، حدثنا هارون بن عمر المخزومي، حدثنا
الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز،
عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: "عن نور عظيم، يخرون له سجدًا".
ورواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلم، به وفيه رجل مبهم والله أعلم.
قال ابن جرير: سنبين أمره بيانًا واضحًا، حتى يعرفوه ولا يخفى عليهم، كما لا تخفى السمة على الخراطيم وهكذا قال قتادة: ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) شين لا يفارقه آخر ما عليه. وفي رواية عنه: سيما على أنفه. وكذا قال السدي.
وقال العوفي، عن ابن عباس: ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) يقاتل يوم
بدر، فيُخطم بالسيف في القتال. وقال آخرون: ( سَنَسِمُهُ ) سمة أهل النار،
يعني نسود وجهه يوم القيامة، وعبر عن الوجه بالخرطوم. حكى ذلك كله أبو
جعفر ابن جرير، ومال إلى أنه لا مانع من اجتماع الجميع عليه في الدنيا
والآخرة، وهو مُتّجه.
وقد قال ابن أبي حاتم في سورة عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني الليث حدثني خالد عن
سعيد، عن عبد الملك بن عبد الله، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن
عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن العبد يكتب مؤمنًا
أحقابًا ثم أحقابا ثم يموت والله عليه ساخط. وإن العبد يكتب كافرًا أحقابًا ثم أحقابًا، ثم يموت والله عليه راض. ومن مات هَمَّازًا لمَّازًا مُلَقَّبا للناس، كان علامته يوم القيامة أن يسميه الله على الخرطوم، من كلا الشفتين" .
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)
هذا مَثَل ضَرَبه الله تعالى لكفار قريش فيما أهدى إليهم من الرحمة
العظيمة، وأعطاهم من النعم الجسيمة، وهو بَعْثُهُ محمدًا صلى الله عليه
وسلم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة؛ ولهذا قال: ( إِنَّا
بَلَوْنَاهُمْ ) أي: اختبرناهم، ( كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ )
وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه ( إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ) أي: حلفوا فيما بينهم
لَيجُذَّنَ ثَمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل، ليتوفر ثمرها عليهم
ولا يتصدقوا منه بشيء، ( وَلا يَسْتَثْنُونَ ) أي: فيما حلفوا به. ولهذا
حنثهم الله في أيمانهم، فقال: ( فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ
وَهُمْ نَائِمُونَ ) أي: أصابتها آفة سماوية، ( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ )
قال ابن عباس: أي كالليل الأسود. وقال الثوري، والسدي: مثل الزرع إذا
حُصِد، أي هشيمًا يبسًا.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن أحمد بن الصباح: أنبأنا بشر بن زاذان، عن عمر بن صبح
عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن مسعود قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والمعاصي، إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به
رزقًا قد كان هُيِّئ له"، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فَطَافَ
عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ
كَالصَّرِيمِ ) قد حرموا خَير جَنّتهم بذنبهم .
( فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ) أي: لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجَذَاذ،
( أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ) أي: تريدون الصرام. قال مجاهد: كان حرثهم عِنَبًا.
( فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ) أي: يتناجون فيما بينهم بحيث
لا يُسمعون أحدًا كلامهم. ثم فسر الله عالم السر والنجوى ما كانوا يتخافتون
به، فقال: ( فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لا
يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ) أي: يقول بعضهم لبعض: لا
تمكنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم!
قال الله تعالى: ( وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ ) أي: قوة وشدة. وقال مجاهد: (
وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ ) أي: جد وقال عكرمة: غيظ. وقال الشعبي: ( عَلَى
حَرْدٍ ) على المساكين. وقال السدي: ( عَلَى حَرْدٍ ) أي: كان اسم قريتهم
حرد. فأبعد السدي في قوله هذا!
( قَادِرِينَ ) أي: عليها فيما يزعمون ويَرومون.
( فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ) أي: فلما وصلوا
إليها وأشرفوا عليها، وهي على الحالة التي قال الله، عز وجل، قد استحالت عن
تلك النضارة والزهرة وكثرة الثمار إلى أن صارت سوداء مُدْلَهِمَّة، لا
ينتفع بشيء منها، فاعتقدوا أنهم قد أخطئوا الطريق؛ ولهذا قالوا: ( إِنَّا
لَضَالُّونَ ) أي: قد سلكنا إليها غير الطريق فتُهنا عنها. قاله ابن عباس
وغيره. ثم رجعوا عما كانوا فيه، وتيقنوا أنها هي فقالوا: ( بَلْ نَحْنُ
مَحْرُومُونَ ) أي: بل هذه هي، ولكن نحن لا حَظّ لنا ولا نصيب.
( قَالَ أَوْسَطُهُمْ ) قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة،
ومحمد بن كعب، والربيع بن أنس، والضحاك، وقتادة: أي: أعدلهم وخيرهم: (
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ) ! قال مجاهد، والسدي، وابن
جريج: ( لَوْلا تُسَبِّحُونَ ) أي: لولا تستثنون. قال السدي: وكان
استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا.
وقال ابن جريج: هو قول القائل: إن شاء الله. وقيل: معناه: ( قَالَ
أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ) أي: هلا تسبحون
الله وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم، ( قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا
إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) أتوا بالطاعة حيث لا تنفع، وندموا واعترفوا
حيث لا ينجع؛ ولهذا قالوا: ( إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ ) أي: يلوم بعضهم بعضًا على ما
كانوا أصروا عليه من منع المساكين من حق الجذاذ، فما كان جواب بعضهم لبعض
إلا الاعتراف بالخطيئة والذنب، ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا
طَاغِينَ ) أي: اعتدينا وبَغَينا وطغينا وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما
أصابنا، ( عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى
رَبِّنَا رَاغِبُونَ ) قيل: رغبوا في بذلها لهم في الدنيا. وقيل: احتسبوا
ثوابها في الدار الآخرة، والله أعلم.
ثم قد ذكر بعض السلف أن هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن -قال سعيد بن جبير: كانوا من قرية يقال لها ضروان
على ستة أميال من صنعاء. وقيل: كانوا من أهل الحبشة-وكان أبوهم قد خلف لهم
هذه الجنة، وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة،
فكان ما استغله منها يرد فيها ما يحتاج إليها ويدّخر لعياله قوت سنتهم،
ويتصدق بالفاضل. فلما مات ورثه بنوه، قالوا: لقد كان أبونا أحمقَ إذ كان
يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنَّا منعناهم لتوفر ذلك علينا. فلما عزموا
على ذلك عُوقِبوا بنقيض قصدهم، فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية، رأس المال
الربح والصدقة، فلم يبق لهم شيء.
قال الله تعالى: ( كَذَلِكَ الْعَذَابُ ) أي: هكذا عذاب من خالف أمر
الله، وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه، ومنع حق المسكين والفقراء
وذوي الحاجات، وبدل نعمة الله كفرا ( وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ ) أي: هذه عقوبة الدنيا كما سمعتم، وعذاب الآخرة أشق.
وقد ورد في حديث رواه الحافظ البيهقي من طريق جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن الجداد بالليل، والحصاد بالليل .
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)
لما ذكر [الله]
تعالى حال أهل الجنة الدنيوية، وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله،
عز وجل، وخالفوا أمره، بين أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الآخرة جنات
النعيم التي لا تَبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها.
ثم قال: ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) ؟ أي:
أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء؟ كلا ورب الأرض والسماء؛ ولهذا قال (
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ! أي: كيف تظنون ذلك؟.
ثم قال: ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ
لَمَا تَخَيَّرُونَ ) يقول: أفبأيديكم كتاب منـزل من السماء تدرسونه
وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف، مُتضمن حكما مؤكدًا كما تدعونه؟ (
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا
بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ )
أي: أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة، ( إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ) أي:
أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون، ( سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ )
؟ أي: قل لهم: من هو المتضمن المتكفل بهذا؟
( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ ) أي: من الأصنام والأنداد، ( فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42)
لما ذكر تعالى أن للمتقين عنده
جنات النعيم، بين متى ذلك كائن وواقع، فقال: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ) يعني: يوم القيامة
وما يكون فيه من الأهوال والزلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام. وقد
قال البخاري هاهنا:
حدثنا آدم، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد
بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: "يَكشِفُ رَبّنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى
من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طَبَقًا واحدًا"
.
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما من طرق وله ألفاظ، وهو حديث طويل مشهور.
وقد قال عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: هو يوم كَرْب وشدة. رواه ابن جرير ثم قال:
حدثنا ابن حميد، حدثنا مِهْران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن
ابن مسعود -أو: ابن عباس، الشك من ابن جرير-: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
) قال: عن أمر عظيم، كقول الشاعر:
وقامت الحرب بنا على ساق |
وقال ابن عباس: هي أول ساعة تكون في يوم القيامة.
وقال ابن جُرَيح، عن مجاهد: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: شدة الأمر وجده.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) هو الأمر الشديد المُفظِع من الهول يوم القيامة.
وقال العوفي، عن ابن عباس قوله: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) يقول:
حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال. وكشفه دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه. وكذا
روى الضحاك وغيره عن ابن عباس. أورد ذلك كله أبو جعفر بن جرير ثم قال:
حدثني أبو زيد عمر بن شَبَّة، حدثنا هارون بن عمر المخزومي، حدثنا
الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز،
عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: "عن نور عظيم، يخرون له سجدًا".
ورواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلم، به وفيه رجل مبهم والله أعلم.
رد: الجزء الثاني من تفسير سورة القلم
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الثاني من تفسير سورة القلم
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
رد: الجزء الثاني من تفسير سورة القلم
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثاني من تفسير سورة يس
» تفسير سورة ( القلم ) الجزء الاول
» الجزء الأول من تفسير سورة القلم
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة القلم
» الجزء الثاني من تفسير سورة ص
» تفسير سورة ( القلم ) الجزء الاول
» الجزء الأول من تفسير سورة القلم
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة القلم
» الجزء الثاني من تفسير سورة ص
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى