الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ (37)
وقوله: ( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلا
مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ ) أي: ليس له اليوم من
ينقذه من عذاب الله، لا حميم -وهو القريب-ولا شفيع يطاع، ولا طعام له
هاهنا إلا من غسلين.
قال قتادة: هو شر طعام أهل النار. وقال الربيع، والضحاك: هو شجرة في جهنم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا منصور بن مزاحم، حدثنا أبو سعيد
المؤدب، عن خُصَيف، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: ما أدري ما الغسلين، ولكني
أظنه الزقوم.
وقال شَبِيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: الغسلين: الدم والماء
يسيل من لحومهم. وقال علي بن أبي طلحة عنه: الغسلين: صديد أهل النار.
فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)
يقول تعالى مُقسمًا لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على
كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم:
إن القرآن كلامُه ووحيه وتنـزيلُه على عبده ورسوله، الذي اصطفاه لتبليغ
الرسالة وأداء الأمانة، فقال: ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا
لا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) يعني: محمدًا، أضافه
إليه على معنى التبليغ؛ لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل؛ ولهذا أضافه
في سورة التكوير إلى الرسول الملكي: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وهذا جبريل، عليه السلام.
ثم قال: وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ يعني: أن محمدا رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي: بمتهم وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ
[التكوير: 19 -25] ،وهكذا قال هاهنا: ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ
قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ
)،فأضافه تارة إلى قول الرسول الملكي، وتارة إلى الرسول البشري؛ لأن كلا
منهما مبلغ عن الله ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: ( تَنـزيلٌ
مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
قال الإمام أحمد: حدثنا ابن المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا شُرَيح بن عبيد
الله قال: قال عمر بن الخطاب: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة،
فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش.
قال: فقرأ: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ
شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ ) قال: فقلت: كاهن. قال فقرأ: ( وَلا
بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنـزيلٌ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ *
لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ *
فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) إلى آخر السورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
فهذا من جملة الأسباب التي جعلها الله تعالى مؤثرة في هداية عمر بن الخطاب، كما أوردنا كيفية إسلامه في سيرته المفردة، ولله الحمد .
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
يقول تعالى: ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا ) أي: محمد صلى الله عليه
وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا، فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال
شيئا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال (
لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنها
أشد في البطش، وقيل: لأخذنا بيمينه.
( ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) قال ابن عباس: وهو نياط القلب،
وهو العِرْقُ الذي القلب معلق فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبير،
والحكم، وقتادة، والضحاك، ومسلم البَطِين، وأبو صخر حُميد بن زياد.
وقال محمد بن كعب: هو القلب ومَرَاقَّه وما يليه.
وقوله: ( فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) أي: فما يقدر
أحد منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئا من ذلك. والمعنى في
هذا بل هو صادق بار راشد؛ لأن الله، عز وجل، مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
ثم قال: ( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) يعني: القرآن كما قال: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى [فصلت: 44] .
ثم قال ( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذب بالقرآن.
ثم قال: ( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) قال ابن جرير:
وإن التكذيب لحسرة على الكافرين يوم القيامة وحكاه عن قتادة بمثله.
وروى ابن أبي حاتم، من طريق السدي ، عن أبي مالك: ( وَإِنَّهُ
لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يقول: لندامة. ويحتمل عود الضمير على
القرآن، أي: وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين، كما
قال: كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لا يُؤْمِنُونَ بِهِ [الشعراء: 200، 201] ، وقال تعالى: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سبأ: 54] ولهذا قال ها هنا: ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) أي: الخبر الصدق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب.
ثم قال: ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) أي: الذي أنـزل هذا القرآن العظيم.[آخر تفسير سورة "الحاقة" ، ولله الحمد
وقوله: ( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلا
مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ ) أي: ليس له اليوم من
ينقذه من عذاب الله، لا حميم -وهو القريب-ولا شفيع يطاع، ولا طعام له
هاهنا إلا من غسلين.
قال قتادة: هو شر طعام أهل النار. وقال الربيع، والضحاك: هو شجرة في جهنم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا منصور بن مزاحم، حدثنا أبو سعيد
المؤدب، عن خُصَيف، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: ما أدري ما الغسلين، ولكني
أظنه الزقوم.
وقال شَبِيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: الغسلين: الدم والماء
يسيل من لحومهم. وقال علي بن أبي طلحة عنه: الغسلين: صديد أهل النار.
فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)
يقول تعالى مُقسمًا لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على
كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم:
إن القرآن كلامُه ووحيه وتنـزيلُه على عبده ورسوله، الذي اصطفاه لتبليغ
الرسالة وأداء الأمانة، فقال: ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا
لا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) يعني: محمدًا، أضافه
إليه على معنى التبليغ؛ لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل؛ ولهذا أضافه
في سورة التكوير إلى الرسول الملكي: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وهذا جبريل، عليه السلام.
ثم قال: وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ يعني: أن محمدا رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي: بمتهم وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ
[التكوير: 19 -25] ،وهكذا قال هاهنا: ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ
قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ
)،فأضافه تارة إلى قول الرسول الملكي، وتارة إلى الرسول البشري؛ لأن كلا
منهما مبلغ عن الله ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: ( تَنـزيلٌ
مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
قال الإمام أحمد: حدثنا ابن المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا شُرَيح بن عبيد
الله قال: قال عمر بن الخطاب: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة،
فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش.
قال: فقرأ: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ
شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ ) قال: فقلت: كاهن. قال فقرأ: ( وَلا
بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنـزيلٌ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ *
لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ *
فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) إلى آخر السورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
فهذا من جملة الأسباب التي جعلها الله تعالى مؤثرة في هداية عمر بن الخطاب، كما أوردنا كيفية إسلامه في سيرته المفردة، ولله الحمد .
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
يقول تعالى: ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا ) أي: محمد صلى الله عليه
وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا، فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال
شيئا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال (
لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنها
أشد في البطش، وقيل: لأخذنا بيمينه.
( ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) قال ابن عباس: وهو نياط القلب،
وهو العِرْقُ الذي القلب معلق فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبير،
والحكم، وقتادة، والضحاك، ومسلم البَطِين، وأبو صخر حُميد بن زياد.
وقال محمد بن كعب: هو القلب ومَرَاقَّه وما يليه.
وقوله: ( فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) أي: فما يقدر
أحد منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئا من ذلك. والمعنى في
هذا بل هو صادق بار راشد؛ لأن الله، عز وجل، مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
ثم قال: ( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) يعني: القرآن كما قال: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى [فصلت: 44] .
ثم قال ( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذب بالقرآن.
ثم قال: ( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) قال ابن جرير:
وإن التكذيب لحسرة على الكافرين يوم القيامة وحكاه عن قتادة بمثله.
وروى ابن أبي حاتم، من طريق السدي ، عن أبي مالك: ( وَإِنَّهُ
لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يقول: لندامة. ويحتمل عود الضمير على
القرآن، أي: وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين، كما
قال: كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لا يُؤْمِنُونَ بِهِ [الشعراء: 200، 201] ، وقال تعالى: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سبأ: 54] ولهذا قال ها هنا: ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) أي: الخبر الصدق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب.
ثم قال: ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) أي: الذي أنـزل هذا القرآن العظيم.[آخر تفسير سورة "الحاقة" ، ولله الحمد
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة ق
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحجرات
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الطور
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الممتحنة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة المدثر
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحجرات
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الطور
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الممتحنة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة المدثر
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى