ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف اعصار السبت 28 مايو - 15:59:17

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12) الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1
ثم قال تعالى: ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ ) قُرئ بكسر القاف،
أي: ومن عنده في زمانه من أتباعه من كفار القبط. وقرأ آخرون بفتحها، أي:
ومن قبله من الأمم المشبهين له.
وقوله: ( والمؤتفكات ) وهم المكذبون بالرسل. ( بالخاطئة ) أي بالفعلة الخاطئة، وهي التكذيب بما أنـزل الله.
قال الربيع: ( بالخاطئة ) أي: بالمعصية وقال مجاهد: بالخطايا.

ولهذا قال: تعالى ( فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ ) وهذا جنس، أي: كُلّ كذّبَ رسول الله إليهم. كما قال: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [ق: 14] . الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP ومن كذب رسول الله فقد كذب بالجميع، كما قال: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [الشعراء: 105] ، الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [الشعراء: 123] . الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1
[الشعراء: 141] وإنما جاء إلى كل أمة رسول واحد؛ ولهذا قال هاهنا: (
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ) أي: عظيمة
شديدة أليمة.
قال مجاهد: ( رابية ) شديدة. وقال السدي: مهلكة.
ثم قال الله تعالى: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ ) أي: زاد على الحد
بإذن الله وارتفع على الوجود. وقال ابن عباس وغيره: ( طَغَى الْمَاءُ ) كثر
-وذلك بسبب دعوة نوح، عليه السلام، على قومه حين كذبوه وخالفوه، فعبدوا
غير الله فاستجاب الله له وعَمّ أهل الأرض بالطوفان إلا من كان مع نوح في
السفينة، فالناس كلهم من سلالة نوح وذريته.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا مِهْرَان، عن أبي سنان سعيد بن
سنان، عن غير واحد، عن علي بن أبي طالب قال: لم تنـزل قطرة من ماء إلا بكيل
على يدي ملك، فلما كان يوم نوح أذن للماء دون الخزان، فطغى الماء على
الخزان فخرج، فذلك قول الله : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ
حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) ولم ينـزل شيء من الريح إلا بكيل على يدي
ملك، إلا يوم عاد، فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت، فذلك قوله: ( بِرِيحٍ
صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) عتت على الخزان الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
ولهذا قال تعالى ممتنًا على الناس: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ
حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) وهي السفينة الجارية على وجه الماء، (
لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً ) عاد الضمير على الجنس لدلالة المعنى
عليه، أي: وأبقينا لكم من جنسها ما تركبون على تيار الماء في البحار، كما
قال: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [الزخرف: 12 ، 13] ، وقال تعالى: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [يس: 41، 42].
وقال قتادة: أبقى الله السفينة حتى أدركها أوائل هذه الأمة. والأول
أظهر؛ ولهذا قال: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) أي: وتفهم هذه النعمة،
وتذكرها أذن واعية.
قال ابن عباس: حافظة سامعة الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP وقال قتادة: ( أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) عقلت الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
عن الله فانتفعت بما سمعت من كتاب الله، وقال الضحاك: ( وَتَعِيَهَا
أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) سمعتها أذن ووعت. أي: من له سمع صحيح وعقل رجيح. وهذا
عام فيمن فهم، ووعى.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعة الدمشقي، حدثنا العباس بن
الوليد بن صبح الدمشقي، حدثنا زيد بن يحيى، حدثنا علي بن حوشب، سمعت مكحولا
يقول: لما نـزل الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "سألت ربي أن يجعلها أذُنَ عَلِيّ" . [قال
مكحول] الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP فكان عَلِيّ يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته.
وهكذا رواه ابن جرير، عن علي بن سهل، عن الوليد بن مسلم، عن علي بن حوشب، عن مكحول الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP به. وهو حديث مرسل.
وقد قال ابن أبي حاتم أيضا: حدثنا جعفر بن محمد بن عامر، حدثنا بشر الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
بن آدم، حدثنا عبد الله بن الزبير أبو محمد -يعني والد أبي أحمد
الزبيري-حدثني صالح بن الهيثم، سمعت بريدة الأسلمي يقول: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعلي: "إني أمرت أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وأن تعي،
وحُقّ لك أن تعي". قال: فنـزلت هذه الآية ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )

ورواه ابن جرير عن محمد بن خلف، عن بشر بن آدم، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2 ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن داود الأعمى، عن بُرَيدة، به. ولا يصح أيضا.
الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1
يقول تعالى مخبرا عن أهوال يوم القيامة، وأول ذلك نفخة الفزع، ثم يعقبها
نفخة الصعق حين يُصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم
بعدها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والنشور، وهي هذه النفخة. وقد أكدها
هاهنا بأنها واحدة لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع، ولا يحتاج إلى تكرار
وتأكيد.
وقال الربيع: هي النفخة الأخيرة. والظاهر ما قلناه؛ ولهذا قال هاهنا: (
وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) أي: فمدت
مَدّ الأديم العُكَاظي، وتَبَدّلت الأرض غير الأرض، ( فَيَوْمَئِذٍ
وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) أي: قامت القيامة . ( وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ
فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) قال سِماك، عن شيخ من بني أسد، عن علي قال:
تنشق السماء من المجرة. رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن جريج: هي كقوله: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [النبأ: 19].

وقال ابن عباس: منخرقة، والعرش بحذائها.
( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) الملك: اسم جنس، أي: الملائكة على أرجاء السماء.
قال ابن عباس: على ما لم يَهِ منها، أي: حافتها. وكذا قال سعيد بن جبير،
والأوزاعي. وقال الضحاك: أطرافها. وقال الحسن البصري: أبوابها. وقال
الربيع بن أنس في قوله: ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) يقول: على ما
استدق من السماء، ينظرون إلى أهل الأرض.
وقوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )
أي: يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة. ويحتمل أن يكون المراد
بهذا العرش العرش العظيم، أو: العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل
القضاء، والله أعلم بالصواب. وفي حديث عبد الله بن عَميرة، عن الأحنف بن
قيس، عن العباس بن عبد المطلب، في ذكر حَمَلة العرش أنهم ثمانية أوعال الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
حدثنا زيد بن الحباب، حدثني أبو السمح البصري، حدثنا أبو قَبيل حُيَي بن
هانئ: أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: حملة العرش ثمانية، ما بين مُوق
أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: كتب إليّ أحمد بن حفص بن عبد الله
النيسابوري: حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد
بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذنَ لي أن
أحدثكم عن ملك من حَمَلة العرش: بُعْدُ ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطير
سبعمائة عام".
وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات. وقد رواه أبو داود في كتاب "السنة" من
سننه: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان،
عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة
العرش: أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". هذا لفظ أبي
داود الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا يحيى بن المغيرة، حدثنا
جرير، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ
رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال: ثمانية صفوف من
الملائكة. قال: ورُوي عن الشعبي [وعكرمة] الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP والضحاك. وابن جُرَيْج، مثل ذلك. وكذا روى السُّدِّي عن أبي مالك، عن ابن عباس: ثمانية صفوف. وكذا روى العوفي، عنه.
وقال الضحاك، عن ابن عباس: الكَرُوبيّون ثمانية أجزاء، كل جنس الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP منهم بقدر الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP الإنس والجن والشياطين والملائكة.
وقوله: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 أي تعرضون على عالم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم، بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر؛ ولهذا قال: ( لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ )
وقد قال ابن أبي الدنيا: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا سفيان بن
عيينة، عن جعفر بن بُرْقان، عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر بن الخطاب، رضي
الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن تُوزَنوا،
فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وَتَزَيَّنُوا
للعرض الأكبر: ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2 .
وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، حدثنا علي بن علي بن رفاعة، عن الحسن،
عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعرض الناس يوم
القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدالٌ ومعاذيرُ، وأما الثالثة فعند ذلك
تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله".
ورواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وَكِيع، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2 وقد رواه الترمذي عن أبي كُرَيْب عن وكيع عن علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
وقد روى ابنُ جرير عن مجاهد بن موسى، عن يزيد، بن سليم بن حيان، عن
مروان الأصغر، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث
عرضات: عرضتان، معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي.
ورواه سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة مرسلا مثله الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1
يخبر تعالى عن سعادة من أوتى كتابه يوم القيامة بيمينه، وفرحه بذلك،
وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) أي:
خذوا اقرؤوا كتابيه؛ لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة؛ لأنه ممن
بَدل الله سيئاته حسنات.
قال عبد الرحمن بن زيد: معنى: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) أي: ها
اقرؤوا كتابيه، و "ؤم" زائدة. كذا قال، والظاهر أنها بمعنى: هاكم.
وقد قال ابن أبى حاتم حدثنا: بشر بن مطر الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: المؤمن يعطى كتابه [بيمينه] الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
في ستر من الله، فيقرأ سيئاته، فكلما قرأ سيئةً تغير لونه حتى يمر بحسناته
فيقرؤها، فيرجع إليه لونه. ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات، قال: فعند
ذلك يقول: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ )
وحدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا موسى بن عبيدة الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
أخبرني عبد الله بن عبد الله بن حنظلة -غسيل الملائكة-قال: إن الله يَقِفُ
عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته، فيقول له: أنت عملت هذا؟
فيقول: نعم أي رب. فيقول له إني لم أفضحك به، وإني قد غفرت لك. فيقول عند
ذلك: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ
حِسَابِيَهْ ) حين نجا من فَضْحه يوم القيامة.
وقد تقدم في الصحيح حديثُ ابن عمر حين سئل عن النجوى، فقال: سمعت النبي
الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُدْنِي اللهُ العبدَ يوم القيامة،
فيُقَرِّره بذنوبه كلها، حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله: إني سترتها عليك
في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. ثم يُعطَى كتابَ حسناته بيمينه، وأما
الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [هود: 18] الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
وقوله: ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) أي: قد كنت موقنا في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة، كما قال: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1 [البقرة: 46] .
قال الله: ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) أي: مرضية، ( فِي جَنَّةٍ
عَالِيَةٍ ) أي: رفيعة قصورها، حسان حورها، نعيمة دورها، دائم حبورها.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو عُتْبَةَ الحسن بن علي بن مسلم
السَّكُوني، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير،
عن أبي سلام الأسود قال: سمعتُ أبا أمامة قال: سأل رجلٌ رسول الله صلى
الله عليه وسلم: هل يتزاور أهل الجنة؟ قال: "نعم، إنه ليهبط أهل الدرجة
العليا إلى أهل الدرجة السفلى، فيحيونهم ويسلمون عليهم، ولا يستطيع أهل
الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين، تقصر بهم أعمالهم" الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2
وقد ثبت في الصحيح: "إن الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
وقوله: ( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) قال البراء بن عازب: أي قريبة، يتناولها أحدهم، وهو نائم على سريره. وكذا قال غير واحد.
قال الطبراني: [حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري] الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عطاء بن يسار، عن سلمان الفارسي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة أحد إلا بجوازSad بسم الله
الرحمن الرحيم) هذا كتاب من الله لفلان بن فلان، أدخلوه جنة عالية، قطوفها
دانية" الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2 .
وكذا رواه الضياء في صفة الجنة من طريق سعدان بن سعيد، عن سليمان
التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: يعطى المؤمن جَوَازا على الصراطSad بسم الله الرحمن الرحيم)، هذا كتاب
من الله العزيز الحكيم لفلان، أدخلوه جنة عالية، قطوفها دانية" الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2 .
وقوله: ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ
الْخَالِيَةِ ) أي: يقال لهم ذلك؛ تفضلا عليهم، وامتنانا وإنعاما وإحسانا.
وإلا فقد ثبت في الصحيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"اعملوا وَسَدِّدوا وقَاربُوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخلَه عملُه
الجنةَ". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدني
الله برحمة منه وفضل" الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP .
الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B2 وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة B1
وهذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العَرَصات بشماله،
فحينئذ يندم غاية الندم، فيقول: ( فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ
كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ
الْقَاضِيَةَ )
قال الضحاك: يعني موتة لا حياة بعدها. وكذا قال محمد بن كعب، والربيع، والسدي.
وقال قتادة: تمنى الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP الموت، ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه.
( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) أي: لم
يدفع عني مالي ولا جاهي عذابَ الله وبَأسه، بل خَلَص الأمر إليَّ وحدي،
فلا معين لي ولا مجير. فعندها يقول الله، عز وجل: ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *
ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي: يأمر الزبانية أن
تأخذه عنْفًا من المحشر، فَتَغُله، أي: تضع الأغلال في عنقه، ثم تُورده إلى
جهنم فتصليه إياها، أي: تغمره فيها.
قال ابن أبي حاتم حدثنا: أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد، عن عمرو بن
قيس، عن المِنْهَال بن عمرو قال: إذا قال الله، عز وجل ( خذوه ) ابتدره
سبعون ألف ملك، إن الملك منهم ليقول هكذا، فيلقي سبعين ألفا في النار.
وروى ابن أبي الدنيا في "الأهوال" : أنه يبتدره أربعمائة ألف، ولا يبقى
شيء إلا دَقَه، فيقول: ما لي ولك؟ فيقول: إن الرب عليك غضبان، فكل شيء
غضبان عليك.
وقال الفضيل -هو ابن عياض-: إذا قال الرب، عز وجل: ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) ابتدره سبعون ألفا ملك، أيهم يجعل الغل في عنقه.
( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي: اغمروه فيها.
وقوله: ( ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) قال كعب الأحبار: كل حلقة منها قدر حديد الدنيا.
وقال العَوفي عن ابن عباس، وابن جرير: بذراع الملك. وقال ابن جريج، قال
ابن عباس: ( فاسلكوه ) تدخل في استه ثم تخرج من فيه، ثم ينظمون فيها كما
ينظم الجراد في العود حين يشوى.
وقال العوفي، عن ابن عباس: يسلك في دبره حتى يخرج من منخريه، حتى لا يقوم على رجليه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سعيد بن
يزيد، عن أبي السمح، عن عيسى بن هلال الصَّدَفي، عن عبد الله بن عمرو قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رَصَاصة مثل هذه -وأشار إلى
[مثل] الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP
جُمْجُمة-أرسلت من السماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض
قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة، لسارت أربعين خريفًا الليلَ
والنهارَ، قبل أن تبلغ قعرها أو أصلها".
وأخرجه الترمذي، عن سُوَيْد بن نصر الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP عن عبد الله بن المبارك، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP قال: هذا حديث حسن.
وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا
يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) أي: لا يقوم بحق الله عليه من طاعته
وعبادته، ولا ينفع خلقه ويؤدي حقهم؛ فإن لله على العباد أن يوحدوه ولا
يشركوا به شيئا، وللعباد بعضهم على بعض حقّ الإحسان والمعاونة على البر
والتقوى؛ ولهذا أمر الله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وقبض النبي صلى الله
عليه وسلم وهو يقول: "الصلاة، وما ملكت أيمانكم" الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة MARGNTIP2 .











الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Prev



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف الزعيم السبت 28 مايو - 18:10:40

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 29 مايو - 16:13:54

جزاك الله خيرا على المرور نورت الموضوع



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 29 مايو - 16:14:27

جزاك الله خيرا على المرور نورت الموضوع



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 15:05:21

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 12 يونيو - 17:29:28

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحاقة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 21:16:22

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى