الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الإنسان
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الإنسان
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا ( 26 ) إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا ( 27 ) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا ( 28 ) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ( 29 ) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ( 30 ) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( 31 ) < 8-294 > ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا ) كقوله: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء : 79] وكقوله: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا [المزمل : 1-4] . ثم
قال: منكرًا على الكفار ومن أشبههم في حُبّ الدنيا والإقبال عليها
والانصباب إليها، وترك الدار الآخرة وراء ظهورهم: ( إِنَّ هَؤُلاءِ
يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا ) يعني:
يوم القيامة.ثم قال: ( نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ
) قال ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: يعني خَلْقَهم. ( وَإِذَا شِئْنَا
بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا ) أي: وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة،
وبَدلناهم فأعدناهم خلقا جديدا. وهذا استدلال بالبداءة على الرجعة.وقال ابن زيد، وابن جرير: ( وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا ) [أي] : وإذا شئنا أتينا بقوم آخرين غيرهم، كقوله: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا [النساء : 133] وكقوله: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [إبراهيم: 19، 20 ، وفاطر 16، 17] . ثم
قال تعالى: ( إِنَّ هَذِهِ ) يعنى: هذه السورة ( تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ
اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ) أي طريقا ومسلكا، أي: من شاء اهتدى
بالقرآن، كقوله: وَمَاذَا
عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا
مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا [النساء : 39] . < 8-295 > ثم قال: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) أي: لا يقدر أحد أن يَهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان
ولا يجر لنفسه نفعًا، ( إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيمًا حَكِيمًا ) أي: عليم بمن يستحق الهداية فَيُيَسّرها له، ويقيض له
أسبابها، ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجة
الدامغة؛ ولهذا قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) ثم
قال: ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ
لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) أي: يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ومن يهده فلا
مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.[آخر سورة "الإنسان"] [والله أعلم]
قال: منكرًا على الكفار ومن أشبههم في حُبّ الدنيا والإقبال عليها
والانصباب إليها، وترك الدار الآخرة وراء ظهورهم: ( إِنَّ هَؤُلاءِ
يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا ) يعني:
يوم القيامة.ثم قال: ( نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ
) قال ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: يعني خَلْقَهم. ( وَإِذَا شِئْنَا
بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا ) أي: وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة،
وبَدلناهم فأعدناهم خلقا جديدا. وهذا استدلال بالبداءة على الرجعة.وقال ابن زيد، وابن جرير: ( وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا ) [أي] : وإذا شئنا أتينا بقوم آخرين غيرهم، كقوله: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا [النساء : 133] وكقوله: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [إبراهيم: 19، 20 ، وفاطر 16، 17] . ثم
قال تعالى: ( إِنَّ هَذِهِ ) يعنى: هذه السورة ( تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ
اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ) أي طريقا ومسلكا، أي: من شاء اهتدى
بالقرآن، كقوله: وَمَاذَا
عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا
مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا [النساء : 39] . < 8-295 > ثم قال: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) أي: لا يقدر أحد أن يَهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان
ولا يجر لنفسه نفعًا، ( إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيمًا حَكِيمًا ) أي: عليم بمن يستحق الهداية فَيُيَسّرها له، ويقيض له
أسبابها، ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجة
الدامغة؛ ولهذا قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) ثم
قال: ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ
لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) أي: يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ومن يهده فلا
مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.[آخر سورة "الإنسان"] [والله أعلم]
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الإنسان
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الإنسان
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الإنسان
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة ق
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة المعارج
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الطور
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الممتحنة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة المعارج
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الحاقة
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الطور
» الجزء الثالث والأخير من تفسير سورة الممتحنة
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى