الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
لا يَصْلاهَا إِلا الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)
وقوله: (لا يَصْلاهَا إِلا الأشْقَى ) أي: لا يدخلها دخولا يحيط به من
جميع جوانبه إلا الأشقى. ثم فسره فقال: (الَّذِي كَذَّبَ ) أي: بقلبه،
(وَتَوَلَّى ) أي: عن العمل بجوارحه وأركانه.
قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا عبد ربه
بن سعيد، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "لا يدخل النار إلا شقي". قيل: ومن الشقي؟ قال: "الذي لا يعمل بطاعة،
ولا يترك لله معصية" .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس وسُريج قالا حدثنا فُلَيح، عن هلال بن
علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هُرَيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى". قالوا: ومن يأبى يا
رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
ورواه البخاري عن محمد بن سنان، عن فُلَيح، به
وقوله: (وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى ) أي: وسَيُزَحزح عن النار التقي النقي الأتقى.
ثم فسره بقوله: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ) أي: يصرف ماله في طاعة ربه؛ ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا.
(وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ) أي: ليس بَذْله حاله
في مكافأة من أسدى إليه معروفًا، فهو يعطي في مقابلة ذلك، وإنما دفعه ذلك
(ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى ) أي: طمعًا في أن يحصل له رؤيته في
الدار الآخرة في روضات الجنات، قال الله تعالى: (وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) أي:
ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات.
وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نـزلت في أبي بكر الصديق،
رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك. ولا شك أنه
داخل فيها، وأولى الأمة
بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا
الأتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ
مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ) ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف
وسائر الأوصاف الحميدة؛ فإنه كان صديقًا تقيًا كريما جوادًا بذالا لأمواله
في طاعة مولاه، ونصرة رسول الله، فكم من دراهم ودنانير
بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم، ولم يكن لأحد من الناس عنده منّةٌ يحتاج إلى
أن يكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر
القبائل؛ ولهذا قال له عروة بن مسعود -وهو سيد ثقيف، يوم صلح الحديبية-:
أما والله لولا يد لك كانت عندي لم أجزك بها لأجبتك. وكان الصديق قد أغلظ
له في المقالة، فإذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل، فكيف بمن
عداهم؟ ولهذا قال: (وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا
ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) وفي الصحيحين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله دَعَته
خَزَنَةُ الجنة: يا عبد الله، هذا خير" ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما
على من يُدعى منها ضرورة فهل يدعى منها كلها أحد؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون
منهم" .
آخر تفسير سورة "الليل" ولله الحمد والمنة
وقوله: (لا يَصْلاهَا إِلا الأشْقَى ) أي: لا يدخلها دخولا يحيط به من
جميع جوانبه إلا الأشقى. ثم فسره فقال: (الَّذِي كَذَّبَ ) أي: بقلبه،
(وَتَوَلَّى ) أي: عن العمل بجوارحه وأركانه.
قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا عبد ربه
بن سعيد، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "لا يدخل النار إلا شقي". قيل: ومن الشقي؟ قال: "الذي لا يعمل بطاعة،
ولا يترك لله معصية" .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس وسُريج قالا حدثنا فُلَيح، عن هلال بن
علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هُرَيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى". قالوا: ومن يأبى يا
رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
ورواه البخاري عن محمد بن سنان، عن فُلَيح، به
وقوله: (وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى ) أي: وسَيُزَحزح عن النار التقي النقي الأتقى.
ثم فسره بقوله: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ) أي: يصرف ماله في طاعة ربه؛ ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا.
(وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ) أي: ليس بَذْله حاله
في مكافأة من أسدى إليه معروفًا، فهو يعطي في مقابلة ذلك، وإنما دفعه ذلك
(ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى ) أي: طمعًا في أن يحصل له رؤيته في
الدار الآخرة في روضات الجنات، قال الله تعالى: (وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) أي:
ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات.
وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نـزلت في أبي بكر الصديق،
رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك. ولا شك أنه
داخل فيها، وأولى الأمة
بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا
الأتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ
مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ) ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف
وسائر الأوصاف الحميدة؛ فإنه كان صديقًا تقيًا كريما جوادًا بذالا لأمواله
في طاعة مولاه، ونصرة رسول الله، فكم من دراهم ودنانير
بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم، ولم يكن لأحد من الناس عنده منّةٌ يحتاج إلى
أن يكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر
القبائل؛ ولهذا قال له عروة بن مسعود -وهو سيد ثقيف، يوم صلح الحديبية-:
أما والله لولا يد لك كانت عندي لم أجزك بها لأجبتك. وكان الصديق قد أغلظ
له في المقالة، فإذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل، فكيف بمن
عداهم؟ ولهذا قال: (وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا
ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) وفي الصحيحين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله دَعَته
خَزَنَةُ الجنة: يا عبد الله، هذا خير" ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما
على من يُدعى منها ضرورة فهل يدعى منها كلها أحد؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون
منهم" .
آخر تفسير سورة "الليل" ولله الحمد والمنة
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة التحريم
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النازعات
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الملك
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة المطففين
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة البينة
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النازعات
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الملك
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة المطففين
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة البينة
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى