تاريـــخ اليهـــــــود
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
تاريـــخ اليهـــــــود
كيف دون اليهود تاريخهم
لايعرف التاريخ أمة وضعت تاريخها ودونته كما فعل اليهود .. فقد صاغته في إطار من المقدسات والغيبيات وجعلته كله وحيا ً من السماء نافذا ً بإرادة الله ، ومن ثم فهو فوق كل جدل ونقاش .
وكان طبيعيا ً أن يلجأ اليهود في تدوين نشأتهم الأولى إلى مزيج من الخرافات والمأثورات الشعبية للأمم القديمة ، والتي أضافوا إليها ماتبقى في ذاكرتهم من الحكايات الفلوكلورية منذ بدايتهم الأولى .
والهدف من ذلك كله هو إختيار بني إسرائيل واصطفاؤهم وتسليمهم دور البطولة على مسرح الإنسانية ، أما باقي الأمم فهي ليست إلا شخوصا ً مكملة لملحمتهم الكبيرة .
وإذا رجعنا إلى التوراة( كتابهم المقدس ) وبحثنا عن أصول هذه المجموعة البشرية ، نجد أنها سميت عبر التاريخ بأسماء مختلفة ،،،
فقد سمو أولا ً(( عبريون )) ثم قيل لهم(( بنو إسرائيل )) وأخيرا ً عرفوا بإسم(( اليهود )) .
وكلمة عبري مشتقة من فعل شائع في اللغات السامية كلها ، هو فعل عبر ، أي تخطى وإجتاز .
وقد كانت كلمة عبري تطلق على من يهاجر من العراق فيعبر نهر الفرات بإتجاه الشام . وكان اليهود أول العابرين ، حسب ما ورد في يوشع اصحاح (( هكذا قال الرب إله إسرائيل ، أن أباءكم سكنوا في عبر النهر منذ الأزل ، تارح أبو ابراهيم وأبو ناحور ، وعبدوا آلهة أخرى ، فأخذت إبراهيم أباكم من عبر النهر وسرت به في أرض كنعان كلها ، وآثرت نسله وأعطيته اسحق )) .
هذه الحوادث ربما تكون قد وقعت في بداية الألف الثاني قبل الميلاد . ولا ندري لماذا قصر المستشرقون لقب عبري على اليهود وحدهم ، علما ً بأن ابراهيم هو ابو العرب عن طريق ابنه إسماعيل ، والأقرب إلى المنطق ان يرتبط العبور الذي نسب إليه العبرانيون بقصة يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم ، وذلك اعتمادا ً على ماجاء في سفر التكوين اصحاح (( إن يعقوب كأبيه قد عاد للعراق ليتزوج وذلك بناء على وصية أبيه وجده . وبعد قضاء مدة هناك ابتز أموال حماه ( لابان ) الأرامي ورحل مع زوجة (راحيل ) فعبر النهر واستقبل جبل جلعاد ))
وحاشا لنبي الله يعقوب أن يقوم بعملية الابتزاز وهذا افتراء من اليهود على أنبيائهم كعادتهم .
وترتبط تسمية بني إسرائيل ايضا ً بقصة أخرى ليعقوب نفسه عندما كان في طريقه إلى أرض كنعان . وقد جاء في سفر التكوين أنه بعدما انتهى من عبور النهر ليلا ً وجد رجلا ً في إنتظاره ليس كالبشر وقيل أنه ملاك من السماء ، فصارعه حتى مطلع الفجر كما تذكر الآية في سفر التكوين (( فلما أراد الانطلاق طلب منه يعقوب ان يباركه ، فقال له : ما إسمك ؟ قال : يعقوب . قال : لايكون إسمك يعقوب فيما بعد ، لأنك كما علوت عند الله فعلى الناس تعلو )) .
أما تسميتهم (( اليهود )) فهي حديثة نسبيا ً ، اذ انها ترجع إلى عهد داود وسليمان عندما نجحا في اقامة مملكاتهم حوالي سنة 1000 قبل الميلاد . ومابعدها . ولما كانت الأسرة الحاكمة تنتمي إلى قبيلة من العبريين تدعى سبط
( يهودا ) فقد نسبوا إليها الرعية وأصبحوا يسمون (( اليهود )) .
[size=32]اختلاف اليهود في معرفة أصلهم[/size]
اذا سلمنا جدلا ً بالتاريخ الأسطوري الذي دونه اليهود ، نجد أنهم هم أنفسهم قد اختلفوا وتباينت آراؤهم في الحديث عن أصولهم الأولى .
فقد جاء في اشعيا ان النبي اشعيا ينسبهم إلى كنعان على أيام السبي البابلي ، ويسمى اللغة العبرية نفسها لسان كنعان ، بينما جاء في التوراة ، اصحاح على لسان موسى نفسه : كان أبي اراميا تائها ً وليس كنعانيا ً .
أما كنعان فقد ناصب اليهود العداء وحظي منهم بنسبه إلى حام بن نوح أبي العبيد ، كما يقولون وهو لايولد ليه من سلالته إلا سود الوجوه ، هذا مع العلم أنه ورد في سفر التكوين ،اصحاح ، ان كنعان سلالة سامية أنقى في ساميتها من اليهود انفسهم .
[size=32]القدس[/size]
كانت تسمى قديما ً( يبوس ) نسبة إلى أهلها اليبوسيين ، وهم بطن من بطون الكنعانيين العرب . ومن أهم ملوكهم( ملكي صادق ) وهو أول من اختطها وبناها ، وكان وديعا ً ومحبا ً للسلام ، ومن هنا جاء إسمها( سالم ) وعرفت فيما بعد بالإسم الكنعاني( أورسالم ) أي مدينة السلام . وقد ورد ذكرها في الكتابة الهيروغليفية المصرية والبابلية تحت إسم( يورسليمو) كما ورد ذكرها في يوشع ، اصحاح ، (( واما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم ، فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم حتى هذا اليوم ))
ومعنى( اليوم ) هو الوقت الذي جمعت فيه التوراة ، أي بعد موت يوشع بأجيال وأجيال . وقد شهدت هذه المدينة كثيرا ً من المعارك التاريخية ، وتوالى عليها الغزاة والفاتحون ، تارة يحاصرونها ويدكون أسوارها ، وتارة يفتحونها بعد أن يؤمنوا عليها .
وقد إستطاع داود إنتزاعها من أيدي اليبوسيين سنة 1000 قبل الميلاد .
[size=32]هيكل سليمان[/size]
خلف سليمان داود فبنى هيكله على جبل موريا . في سنة 586 قبل الميلاد . هاجم الأشوريون القدس فخربوا المدينة وحطموا معابدها وتركوها خرابا ً يبابا ً ، وسبوا اليهود إلى بابل . ثم استولى عليها قورش ملك الفرس فأعاد السبي ورمم المدينة وبنى هيكلها ثانية .
وفي القرن الرابع قبل الميلاد دخلت في حكم الإسكندر المقدوني وفي حكم من ورثه من السلوقيين والبطالسة .
وفي سنة 63 قبل الميلاد . دمرها بومبيوس ونكل باليهود شر تنكيل . وفي عهد هيدرودوس الكبير عمرت المدينة على الطراز الروماني الوثني . وأصاب المدينة بعد ذلك الخراب والدمار على أثر قمع الثورات وأعمال الشغب التي كانت بها الحاليات اليهودية من وقت إلى آخر . وفي سنة 70 ميلادي . شدد( تيطس ) الخناق على اليهود وهدم منازلهم وأحرق هياكلهم ، وقتل وأسر منهم خلقا ً كثيرا ً . وفي سنة 135 ميلادي . أخمد أدريانوس ثورة اليهود ، وأزال كل معالم أورشليم اليهودية والمسيحية .
ثم أعاد بناءها على طراز وثني وأطلق عليها( إيليا كابيتولينا ) ، وأقام فوق القبر المقدس هيكلين وثنيين ونصب فوقهما تمثالي المشتري والزهرة ، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد لليهود في القدس إسم يذكر .
وعندما تولى قسطنطين عرش الإمبراطورية الرومانية الشرقية جعل مدينة( ايليا ) تابعه له . وفي سنة 335 ميلادي . زارت الملكة هيلانة أم قسطنطين بيت المقدس وبنت فيها كنيسة للقيامة . وفي سنة 614 ميلادي تعرضت للغزو الفارسي الذي هدم معظم مافيها من الكنائس والأديرة ، ولكن هرقل الروماني انتصر عليهم ودخل( ايليا ) حاملا ً على كتفه خشبة الصليب الذي استردها منهم .
وفي سنة 36 هجرية فتح المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، البيت المقدس ، فأمنوا أهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ، وأعطاهم عمر بن الخطاب عهدا ً بذلك وهو المعروف( بالعهدة العمرية ) . ومن هنا نرى أن الخليفة أدخل الإسلام إلى فلسطين ولم يدخل العرب كما تدعي إسرائيل ، فالأمران مختلفان تمام الإختلاف.
[size=32]تاريخ اليهود المدون والحقيقي[/size]
نستطيع القول ، إعتمادا ً على التاريخ المدون لا الخرافي ، ان تاريخ العبريين بدأ في فلسطين سنة 1030 قبل الميلاد . وذلك بتتويج الملك( شاوول ) بفضل الجهود التي بذلها نبيهم صمويل . وقد عرفت هذه الحقية ملكين كبيرين فقط هما داود وابنه سليمان الذي انتهى حكمه سنة 920 قبل الميلاد . وبوفاة سليمان تمزق ملك بني إسرائيل وأصبح الوجود العبري في فلسطين من الناحية السياسية وجودا ً ضعيفا ً مهددا ً بالزوال .
وعلى ذلك فإن الحقبة التي قامت فيها لليهود قائمة في فلسطين القديمة لاتتعدى كلها قرنا ً واحدا ً من الزمان ، أي من 1030 قبل الميلاد . إلى 920 قبل الميلاد . ، وهذا كل مايمكن اعتماده خلال ستة ألاف سنة أو تزيد وجود الشعب الفلسطيني الأصيل في هذه البلاد .
لقد إنشطرت مملكة سليمان بعد موته إلى شطرين : احدهما في شمال فلسطين ويعرف بإسم مملكة إسرائيل ، وكانت عاصمتها ( السامرة ) قرب نابلس ،
والآخر في جنوب فلسطين ويسمونه مملكة يهوذا وعاصمتها القدس( اورشليم ) .
[size=32]الرومان[/size]
في سنة 63 ميلادي . احتل الرومان فلسطين ، وشددوا الرقابة على اليهود لكثرة ماقامو به من فتن وثورات وآخرها ثورة( بركوكبا ) سنة 132 في عهد الإمبراطور ايليوس هدريان . فأصدر الإمبراطور أمرا ً بقتل أي يهودي يعثر عليه في فلسطين ، وهدم أي بناء عليه علامة تثبت انتماءه لليهود . ثم غيرت اسماء المدن فأخذت أسماء رومانية مثل اورشليم التي عرفت بإسم( ايليا ) من اسم الامبراطور ايليوس . ومنذ ذلك التاريخ لم تقم لليهود قائمة حتى 1948 عندما أعلن( حاييم وايزمان ) قيام الدولة الإسرائلية .
[size=32]اليهود والحضارة العربية[/size]
شعر اليهود بالطمأنينة في ظل الدولة الإسلامية منذ البداية ، فقد منحهم العرب حرية لم يروها حتى في عهد سليمان . فانهم على عهده كانوا يشكون من فداحة الضرائب ، وكان من اثر ذلك ماذكرناه من تصدع المملكة وانقسامها إلى شطرين على أثر موته مباشرة .
كما تمتعوا بحرية ممارسة شعائرهم الدينية ، فقد وافق عمر بن الخطاب على تنصيب الحاخام الأكبر بوستنائي رئيسا ً للطائفة كلها في العالم الإسلامي .
ونجد الخليفة علي بن أبي طالب يعين حاخاما ً أكبر ليهود العراق ومقره مدينة الكوفة .
ويسمح الخليفة عبد المللك بن مروان لليهود بممارسة دراساتهم وشعائرهم في القدس ، كما أن الجاليات اليهودية في مصر ، وبخاصة في الأسكندرية والفيوم ، وكذا في شمال افريقيا ، وخصوصا ً في فاس والقيروان ثم في الأندلس ، عرفت الإزدهار الإقتصادي والفكري .
zaara- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6998
مواضيع مماثلة
» أعيــــــــــاد اليهـــــــود
» تاريـــخ الهنـــــد
» تاريـــخ حضـــارة الإنكـــــا
» تاريـــخ الجزائـــر القديـــــــم
» تاريـــخ عائـــلات يهــود الجزائــر
» تاريـــخ الهنـــــد
» تاريـــخ حضـــارة الإنكـــــا
» تاريـــخ الجزائـــر القديـــــــم
» تاريـــخ عائـــلات يهــود الجزائــر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى