مواطنون يوقفون مشروع إنجاز مطبعة بسبب شجرة عمرها أكثر من قرن في باتنة

انتفض، صباح أمس، بعاصمة الولاية باتنة عدد من المواطنين بمعية بعض النشطاء في مجال حماية البيئة، ضد ما أسموه سياسة التحجير المسيطرة على عقول بعض المسؤولين بدلا من عقلية التشجير التي يفترض أن يتحلوا بها، وذلك على خلفية قيام مقاول بقطع شجرة عمرها حوالي 100 سنة وشروعه في قطع أشجار أخرى بالقرب منها لها نفس العمر، من أجل تحضير الأرضية لإنجاز مشروع توسيع مطبعة الديوان الجهوي للامتحانات والمسابقات بطريق بسكرة  .وحسب المحتجين الذين التقيناهم في الموقع المتواجد خلف مقر الديوان، فإن الحادثة تعد جريمة حقيقية في حق الطبيعة، وأن قرار منع قيام المشروع لا رجعة فيه إلاّ إذا تراجعت الجهات المعنية عن قرار قطع الأشجار، لأن الدراسة التي يتحجج بها المعنيون بالمشروع ليست قرآنا حتى لا تعدل أو تعاد من جديد -حسبهم-، مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على هذه الأشجار. قال أحد حماة البيئة: «اقطعوا أجسادنا أولا ثم مروا إلى هذه الأشجار»، وناشد آخر جميع الجهات المعنية للتدخل العاجل لإنقاذ هذه الأشجار، وفي نداء أطلقه صاحب محل تجاري مقابل للموقع، قال إنه ألف رؤية هذه الأشجار منذ صغره وأنه سيقوم بحمايتها من القطع مهما كانت الظروف، أما محتج آخر فقد راح يندد بالحادثة وهو ينظر إلى الشجرة المقطوعة ملقية على الأرض بطول زاد عن 10 أمتار. ولاقت الحركة الاحتجاجية استحسان وتضامن الكثير من المواطنين الذين أثنوا عن الموقف المتحضر لهؤلاء في الدفاع عن الطبيعة.من جهته، مسير الورشة الذي وجدناه في أخذ ورد مع المحتجين، وقال إن قطع هذه الأشجار أمر لا نقاش فيه، وسيتم ذلك بعد الحصول على الرخصة من قبل مديريتي البيئة والغابات، رغم أن الجرّافة قطعت شجرة واحدة من دون أي رخصة، وكانت في طريقها إلى شجرة أخرى لولا وصول المحتجين في الوقت المناسب، وعن ذلك قال المسير أن الشجرة المقطوعة كانت أصلا جافة، وتحدث أيضا عن المنفعة الكبيرة التي ستعود على عامة المواطنين بعد تجسيد هذا المشروع الوزاري المتعلق بتوسيع المطبعة. من جهة أخرى، دعا مواطنون آخرون إلى محاربة سياسة التحجير المنتهجة في عدة مواقع من قبل بعض المسؤولين الذين يضعون الاخضرار والطبيعة والبيئة آخر اهتماماتهم، عكس البعض منهم على غرار رئيس بلدية باتنة الذي قام بحملة تشجير وغرس للورود والأزهار في كثير من المواقع وجوانب الطرقات، في مبادرة ثمّنها الباتنيون كثيرا.