عهد البايلربيات
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عهد البايلربيات
تاريخ الجزائر الحديث
عهد البايلربايات
فشل الحملة الفرنسية بقيادة الأميرال دوكين على الجزائر: كان أول داي هو الحاج احمد باشا من طائفة الرياس في عهد حاول السلطان المغربي الاستيلاء على الغرب الجزائري ولكنه لم يستطع, كما أبرم الهولنديون مع الجزائر معاهدة سلم شروطها لصالح الجزائر, حيث تعهد الهولنديون بتزويد الجزائر بالمدافع وكل ما يلزم من عتاد. وبحلول سنة 1679م أقدمت فرنسا على التفاوض بشأن الأسرى وفي سنة 1681م تم الاتفاق على ذلك, لكن فرنسا لم تف بوعدها فأعلنت الجزائر الحرب على فرنسا في 18 أكتوبر1681م, حيث استولى الجزائريون على 29 سفينة فرنسية و300 أسير حينها اغتنمت انجلترا الفرصة وأبرمت مع الجزائر معاهدة. وبهذا أقدمت فرنسا على شن حملتها العسكرية بقيادة الأميرال دوكين حينه استقال الداي محمد باشا تاركا الحكم لصهره بابا حسن سنة 1682م. وقام الداي الجديد بمواجهة هذا الهجوم الذي قام بهد وكين على شرشال يوم 25 جويلية 1682م ثم توجه إلى الجزائر حيث تعرضت المدينة للقنابل طيلة أيام ولكن دون جدوى, وكررت فرنسا الهجوم مرة ثانية بقيادة دوكين بعدة وعتاد كبيرين, الذي وصل العاصمة في18 جوان وطلب من الداي اطلاق سراح الأسرى, لكن الداي لم يعره أي اهتمام فشرع يقذف المدينة يوم 26 جوان, بدأت المفاوضات الأولية وعقدت بين الطرفين هدنة مدة24 ساعة وطالب دوكين إرجاع 550 أسير فرنسي وتقديم عدد من الرياس كرهائن فكان له ذلك. وكان من بين الرهائن حسين ميزومورتو, ولكن ذلك العهد لم يتم وانقسم الجزائريون بين مؤيد للحرب وتزعمه الرياس وطرف مؤيد للسلم تزعمه الإنكشارية والسكان. فقام حسين ميزومورتو وفكر في حيلة يفك بها أسره وينهي دور الداي بابا حسن حيث اقترح على الأميرال إطلاق سراحه وسيحل المشكل في أسرع وقت , وما إن تم ذلك حتى بادر بقتل الداي وتم اختياره دايا وكسب أصوات مؤيدي السلم لخوض الحرب ضد فرنسا في 22جويلية 1683م, واستمرت الحرب إلى شهر أكتوبر دون أن تحقق فرنسا أي شيء, ومن ثم عاد دوكين يجر أذيال الهزيمة.إبرام معاهدة تورفيل أثناء التوتر بين فرنسا والجزائر استغل باي تونس هذه المشاكل وحاول إثارة القلاقل في الشرق الجزائري, لذا قام الداي بتوجيه حملة عسكرية ضد تونس تمكن خلالها من الانتصار على الباي وخلعه وتنصيب أخيه محمد الذي كان ينازعه الحكم. لذلك قررت فرنسا أن تعقد صلحا مع الجزائر بوساطة عثمانية, فقام السلطان العثماني بإرسال مبعوثه بصحبة المندوب الفرنسي تورفيل في أفريل 1684م وبعد مفاوضات طويلة تم الاتفاق على عقد معاهدة سلم مدتها مائة عام تحتوي على 29 مادة عالجت مشاكل سياسية واقتصادية منها:
-احترام المعاهدات المبرمة بين الجانبين.
-التوقف عن القرصنة
- ضمان السلم وحرية التجارة
- تبادل إطلاق سراح الأسرى
- ضمان مرور البواخر بكل حرية.كما أن هناك بنودا أخرى, لكن بعد مرور وقت يسير عاد التوتر إلى ما كان عليه في سنة 1686م.
حملات المارشال دوستري على الجزائر: في شهر ابريل سنة 1688م قام المارشال الفرنسي دوستري بتجهيز حملة عسكرية كبيرة ضد الجزائر, وفي شهر جوان عسكرت أمام المدينة, وقام المارشال بمراسلة الداي بخطاب تحذيري, لكن الداي رد عليه بنفس الأسلوب مهدد إياه بقتل القنصل والرعايا الفرنسيين, ولكن دوستري لم يأبه لذلك وقام بقنبلة المدينة فقام الأتراك باعتقال القنصل بيول والرعايا وقتلوهم جميعا. وبدءا من شهر ابريل إلى سبتمبر 1689م قامت فرنسا بالتفاوض مع الجزائر وتم عقد معاهدة سلم في سبتمبر سنة 1689م, عرفت بمعاهدة مارسيل وليم نائب رئيس البحرية الفرنسي, نصت على تطبيق معاهدة تورفيل السابقة. ولم يلبث أن تعرض الداي الحاج حسين ميزومورتو لضغط من الرياس فأنسحب باتجاه القسطنطينية, حيث عينه السلطان قائدا عاما للبحرية العثمانية.
بعثة الجزائر إلى فرنسا: نظرا لتزايد عدد الأسرى الجزائريين بفرنسا, وعدم تطبيق المعاهدة السابقة, قام الداي الحاج شعبان في شهر جويلية من سنة 1690م بإرسال محمد أفندي إلى فرنسا ومطالبة السلطات الفرنسية بإطلاق سراح الأسرى وإلى جانب ذلك إعادة المركب الجزائري الذي استولى عليه القراصنة الفرنسيين أمام سواحل ميورقة مع دفع ضرائب أخرى وديون عليهم. وعليه من خلال ذلك يتبين مدى حساسية العلاقات بين الطرفين, كما تبين مدى الاعتداءات الفرنسية التي تحدث من حين لآخر من أجل إضعاف الجزائر وإخضاعها للإرادة الفرنسية .لكن فرنسا تجاهلت المطالب وطالبت بتطبيق معاهدة تورفيل ومارسيل المبرمتين سابقا سنتي 1684م و1689م. حينها تحين الانجليز والهولنديون ذلك الجو المشحون بالتوتر واستمالوا الرياس الجزائريين إلى جانبهم ضد فرنسا, وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والجزائري وتحري الأسرى, تحسنت العلاقات نوعا ما, وفي سنة 1694م استعادت فرنسا مؤسساتها بالقالة التي كانت بحوزة الانجليز وتم إمضاء معاهدة سلم وتجارة في الثالث من شهر جانفي سنة 1694م مقابل دفع ميلغ مالي للجزائر. حينها نشطت الدبلوماسية الانجليزية لاستمالة الجزائر لنقض الاتفاق مع فرنسا, لكن الجزائر رفضت ذلك. وباستمرار الجزائر في تطبيق الاتفاق قامت فرنسا بدمج شركة هيلي بيير بالقالة مع شركة الرأس الاسود بطبرقة مع الاحتفاظ لكل منهما بمجلسها الإداري, وكان ذلك في سبتمبر سنة 1695م. ولكن بحلول سنة 1696م قام الداي أحمد باشا بمراسلة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر وحثه على اطلاق سراح الأسرى, لكن طلبه هذا لم يحقق مبتغاه وتوترت العلاقات. وحاول الطرفان تحسينها وتعيين قنصل جديد بالجزائر, وطالبت فرنسا من الداي أحمد بأن يسمح لهم بإنشاء شركة لصيد المرجان بشرشال والمتاجرة بالحبوب فرفض ذلك لان الداي شعر بالخطر. وفي ولاية بابا حسن الشاوش حاول الانجليز استمالة الجزائر, فسمح لهم بإقامة مخزن بالعاصمة لخزين البضائع, وفي سنة 1701م تعرضت شركة الرأس الأسود بطبرقة لخسارة مالية, نتيجة سرقة أموالها من طرف اليهوديين سيمون وميلحو, وحاول الأنجليز والهولنديون توطيد علاقتهما بالجزائر مثل ماهو مع فرنسا فلم يكن لهم ذلك, لأن العلاقات الجزائرية الفرنسية توطدت.
مبادرة دول شمال أوربا بالصلح مع الجزائر: بادرت كل من أنجلترا وهولندا والسويد بابرام صلح مع الجزائر سنة 1730م, حينها كان الرياس ينشطون لمواجهة الاعتداءات الاوربية التي يتزعمها فرسان مالطة, وبعد أن استعاد الأسبان وهران قام الانجليز بتكليف اليهودي بوشناق بان يبلغ الداي بان أنجلترا مستعدة لمساعدة الجزائر في طرد الأسبان من وهران, مقابل منحهم المؤسسات الفرنسية في الجزائر. أثناء توترت العلاقات بين الجزائر وفرنسا, لكن سرعان ما عادت إلى ما كانت عليه. من خلال ذلك يتبين أن هناك تنافسا حادا بين البلدان الأوربية خاصة بين فرنسا وأنجلترا, لكسب ود الجزائر والاستفادة من خيراتها. وفي سنة 1741م قام القراصنة الأسبان بمهاجمة سفينتين جزائريتين في ميناء طولون الفرنسي أختطفوا احداهما فاتهم قائدهما سليمان باشا الفرنسيين, فكان رد الداي إبراهيم باشا أن أمر باي قسنطينة بمحاصرة المؤسسات الفرنسية بالقالة وعنابة وأسر من بها, اغتنم الانجليز هذه الفرصة للحصول على المؤسساتالفرنسية, لكن الفرنسيين بادروا بتحرير الرايس محمد قائد السفينة المختطفة وحملوه إلى الجزائر سنة 1742م وإعادة تعيين قنصل جديد بالجزائر هو فرانسوا ايفان. وبالرغم من التوتر الذي أصاب العلاقات الفرنسية الجزائرية إلا أنها عادت لهدوئها في عهد محمد بكير باشا, ولكن توترت العلاقات الأوربية بما فيها فرنسا بسبب الاعتداءات على الأسطول والسواحل الجزائرية, فقام الرياس برد فعل قوي على إثره أسروا 7000 أوربي. ونتيجة لتوتر العلاقات بين فرنسا والجزائر تم عقد صلح سنة 1764م, ينص على إطلاق سراح الأسرى وفتح المؤسسات الفرنسية وتجديد العمل بمعاهدة 1689م بالإضافة إلى عدم اعتراض السفن الفرنسية وعقاب المعتدين وضمان حماية الرعايا الفرنسيين بالجزائر. وحافظ الداي الجديد محمد عثمان على ذلك الاتفاق, بل أنه جدد الامتيازات الفرنسية في جوان سنة 1768م والتي نصت عليها معاهدة 1684م, كما تقرر دفع مبلغ مالي للجزائر مستقبلا قدره ألفي قرش كل عشر سنوات.
الحملة الدانماركية وفشلها وعقد الصلح: في سنة 1770م وصل الأسطول الدانماركي إلى مدينة الجزائر بقيادة الاميرال كاسCaas وطالب الداي بتعويض الخسائر الدانماركية الذي تسبب فيها الرياس, فرفض الداي محمد عثمان هذا الزعم فقام الأميرال بقذف المدينة, لكن دون جدوى وبقي الحال يشوبه التوتر مع الدانمارك إلى أن تعهدت هذه الأخيرة بدفع تعويض على ما ارتكبه الأميرال وتزويد الجزائر بالمدافع والتموين الحربي.
اقتصاديا:
تميزت بالازدهار الاقتصادي خاصة في المجال الزراعي, وقد تنوعت الموارد المالية ومنها:
أموال الزكاة- الماشية- الحبوب-أنواع المنتجات الأخرى- الضرائب التي تجمعها فرقة المحلة.
- الرسوم
- ضريبة11% على الصادرات والواردات وحقوق الديوانية
- الغرامة
- خمس غنائم البحر أموال الجزية المفروضة على الدول الأوربية
- الهدايا التي يقدمها قناصل الدول عند تعيينهم, أو تعيين باشا جديد أو تجديد معاهدة سابقة.
عسكريا:
أصبحت الجزائر تعرف نظاما جديدا للجيش يتمثل في القوات التركية حيث تتنوع هذه القوات:
- طائفة الرياس: الجنود البحارة الذين قدموا مع عروج وخير الدين وتم تدعيمهم بالرقيق المسيحيين بعد إسلامهم.
- طائفة المشاة –الإنكشارية- وهم الذين وصلوا إلى الجزائر بعد تعيين خير الدين على إيالة الجزائر وأما الجزائريين لم يسمح لهم بالدخول في الجيش خوفا من تمردهم, وعندما حاول حسن بن خير الدين إدماجهم تم عزله سنة 1568م.
zaara- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6998
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى