وسائل الاعلام وتأثيرها على المجتمع
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
وسائل الاعلام وتأثيرها على المجتمع
◄۞► وسائل الاعلام وتأثيرها على المجتمع - نظر وتحقيق ◄۞►
۞ في الخمسين سنة الأخيرة تفاقم تأثير وسائل الاعلام بفضل التطور التكنولوجي وتعدد وسائل الاتصال وتطورها بدرجة غير مسبوقة .
بداية نسق تطورها بدأ مع اختراع جهاز التلغراف ثم جهاز الراديو ثم ظهور المجلات والصحف وبلغ الأوج مع التلفاز وأخيرا وليس آخرا الانترنات . فالمجتمع الحديث أصبح يعتمد بشكل أساسي على تبادل المعلومات ونجاعة الاتصال حتى نواصل مشوارنا في الطريق الصحيح ونقوم بأعمالنا اليومية الروتينية كالعمل والترفيه والرعاية الصحية والتعليم والعلاقات الشخصية والسفر وأي شيء آخر من ضرورات الحياة .
فالشخص العادي الذي يعيش في أي مدينة من مدن العالم ما ان يستيقظ من نومه حتى يهرع للاطلاع على آخر أخبار العالم اما عبر الصحف والجرائد اليومية أو عبر القنوات التلفزية , ثم يذهب الى العمل , يجري بعض المكالمات الهاتفية , يتناول الطعام مع الأسرة ان استطاع ثم يأخذ بعض القرارات معتمدا في ذلك على ما توفر له من معلومات أخذها من زملائه في العمل أو من الأخبار الاذاعية والتلفزية أو من الأصدقاء أو من التقارير المالية وغيرها .
فما يجب أن ندركه ونكون على وعي تام به هو أن معظم قراراتنا , اعتقاداتنا , قيمنا , أفكارنا هي مستوحاة مما نعرف ونعتقد أنه حقيقة ومن خلال تجاربنا الشخصية أو مما سمعناه وقرأناه وتعلمناه منذ الصغر .
ففي العمل , نحن نؤدي واجبنا المهني بناء على ما تلقيناه من تعليم وتكوين في ذلك الاختصاص والتجربة التي توفرت لنا من ذلك
لكن في حياتنا اليومية نعتمد بشكل أساسي على ما تبثه وسائل الاعلام من أخبار آنية وحقائق حول ما هو مهم لنا أو ما علينا أن نحتاط منه ونعيه .
فلقد وضعنا ثقتنا في وسائل الاعلام كسلطة تقدم لنا ما نحتاجه من الأخبار والمعارف والترفيه والترويح عن النفس لكن علينا أن نكون على ادراك تام بقوة ذلك التأثير على الأطفال والمراهقين وبقية أطياف المجتمع بصورة عامة , تأثير يتجلي في عدة صور ومظاهر وأشكال متعددة .
كيف تشتغل وسائل الاعلام ؟
من أهم وسائل الاعلام تأثيرا ونفوذا هي التلفزيون بما أننا لا نكاد نفارقه طيلة اليوم , وتمر على عيوننا ومرائينا آلاف الصور والمشاهد بكل أشكالها ( عنف , اباحية , اشهار , نجوم , رياضة الخ ) ومن المعلوم أن الطفل العادي يتعرض الى 40 ألف اشهار سنويا ..
لكن السؤال الذي يطرح هو من يملك الاعلام , من هم هؤلاء الناس أو الشركات الذين يحجمون قناعاتنا وأفكارنا ويؤثرون في قراراتنا ؟
• فـ 95 بالمائة من الاعلام تسيطر عليه 5 شركات لها نفوذ وقوة تفوق نفوذ دول بحالها
• Time Warner
• VIACOM
• Vivendi Universal
• Walt Disney
• News Corp
هاته الشركات العملاقة هي التي تنتج الأفلام والمسلسلات والبرامج الوثائقية والحوارية والاخبارية والترفيهية والرياضية وهي تمتلك أكبر وأضخم الاستوديوهات ومحطات النقل التلفزيوني والاذاعي . بالاضافة الى امتلاكهم لوسائل الاعلام المتعددة الوسائط , الألعاب والبرمجيات وشركات الغناء وغيرها .
قبل بضع سنوات كانت هناك العديد من الشركات المتنوعة والمتخصصة لكن أغلبها الآن ان لم يكن كلها اتحدت مع بعضها لتصبح شركات عملاقة رغم عددها القليل .
تخيل بضع شركات عملاقة تتحكم في الاعلام وتحدد لنا ما علينا أن نتقبله وما علينا أن نؤمن به كحقائق ثابتة وتؤثر على قناعاتنا وميولاتنا ( علينا وعلى أطفالنا الذين من السهل التأثير عليهم فكريا )
ولهذا علينا أن نحلل دائما ما يصلنا من أخبار ونأخذها من عدة زوايا ولا نسلم بمصداقيتها تمام التسليم .
كيف تؤثر وسائل الاعلام على الأطفال وصغار السن ؟
تجني وسائل الاعلام الحديثة ملايين الدولارات من خلال عمليات الاشهار التي نتعرض لها , فنحن نشتري ما يقال لنا أنه جيد , فبعد مشاهدة آلاف الومضات الاشهارية والاعلانية نتخذ قراراتنا الشرائية للبضائع التي نرى اعلانات لها في القنوات التلفزية أو في المجلات أو الجرائد أو حتى اللوحات التي نراها في الطريق العام أو الصور المعلقة على الحافلات العمومية وسيارات التاكسي وغيرها , فأينما ذهبنا سيعترضنا اشهار أو اعلان حتى في المنتديات التي نشارك فيها , فان لم يكن الأمر بطريقة مباشرة فسيعلمنا صديق لنا أو قريب من أقربائنا بأن ذلك المنتوج أو تلك السلعة جيدة وهو بدوره أخذ تلك الفكرة عن طريق اشهار شاهده أو سمعه أو قرأه .
فهذه هي تأثيرات وسائل الاعلام على المراهقين , يشترون كل منتوج يشاهدونه على شاشة التلفاز , لا سيما اذا كان نجمهم المفضل هو الذي قام بالاعلان عنه . فما هو مقبول اجتماعيا هو الذي تفرضه الموضة واللون السائد وقتها والذي تكرسه تلك الاعلانات وما هو سواه مرفوض ويعد نشازا للنغمة التجارية السائدة بل ربما يعد خروجا عن المألوف وتغريدا خارج السرب وانفصاما عن الواقع .
مثال : تخيل أن الموضة السائدة في اللباس هي البنطولانات الضيقة من فوق والواسعة من تحت , سترى أن كل من لم يلتزم بتلك الموضة انسان غير مواكب لعصره ولموضة ذلك الوقت وخارجا عن الذوق السليم وربما لباسه يعبر عن تفكير ضيق الآفاق ومتزمت ومنغلق ( خاصة لدى الأوساط الشبابية ) وهم لا يعلمون أن تلك الموضة فرضت عليهم قسرا من قبل اولئك الأباطرة حتى يملؤوا جيوبهم والحديث قياس مع كل المنتجات الأخرى كالموبايل والسيارة وجهاز اللابتوب وغيرها وربما وصل الأمر الى طريقة التفكير فيصبح أي شخص محافظ ومتمسك بعروة الدين والأخلاق والحشمة شخصا لا يعيش واقعه , متزمت , متخلف , يثير الريبة والشك وهذه هي الأهداف البعيدة التي تسعى الى تحقيقها تلك الشركات الكبرى والتي تقف وراءها الدول الرأسمالية والتمويلات الصهيونية والتي تسعى الى ابعاد الانسان العربي عن محيطه وهويته وتغريبه فكريا وماديا وجعل الأنموذج الأمريكي الغربي هو الأنموذج الأنجح والأميز والأفضل والذي على باقي البشر اتباعه والاقتداء به ( في اللباس والطعام وطريقة التفكير والعيش ) وهذا ما نجحوا فيه الى حد كبير بحيث صار الحلم الأمريكي هو حلم كل شباب العالم ( حرية نجاح وشهرة ) .
هذا لا يعني أن تأثير وسائل الاعلام سلبي دائما , بل هناك بعض الاعلانات التوعوية والهادفة والتي نجحت في التأثير بطريقة ايجابية وناجعة على الشباب كتلك الومضات التي تبين مخاطر الادمان على التدخين أو تعاطي الكحول والمخدرات أو تلك الحملات التي ترغب الشباب على ممارسة الرياضة أو القراءة أو تلك التي توضح مخاطر التلوث والانحباس الحراري الخ
ان المراهقين في تلك الفترة الحرجة من حياتهم يسعون الى التميز ولفت الأنظار وتكوين شخصية ذاتية ومستقلة لهم لكن في نفس الوقت يريدون أن يكون لهم قبول لدى أقرانهم لذلك هم يقلدون بعضهم ويتشبهون بالمشاهير من نجوم الفن والرياضة فهم قدوتهم على مستوى الشكل والجمال واللباس والشهرة والنجاح .
ولا عجب ان رأينا المثال الذي تستعمله وسائل الاعلام للدلالة على الشهرة والنجاح ذلك الفتى الوسيم أو تلك الفتاة الجذابة الذين يتمتعان بالقوام الرشيق والجاذبية الجنسية والابتسامة الساحرة , فهذا ما نراه في الأفلام والمسلسلات والاعلانات وكأنها رسالة خفية subliminal message يريدون من خلال عرضها وتكرارها الى الشباب أنك أن لم تكن مثلهم فلست بالانسان الناجح فلتسارع بتقليدهم والتشبه بهم شكلا وسلوكـا .
وأحيانا تتعارض الاعلانات مع تلك الصورة فبينما يصورون شكل الرجل أو المرأة المثالي(ة) بالرشاقة والقوة يعرضون في نفس الوقت اعلانات للأطعمة السريعة التي تزيد من الوزن بصورة كبيرة وهو ما يؤدي بالمراهق الى اتباع نظام حمية قاس جدا حتى يصل الى الوزن أو المقاس المثالي وهو ما قد يجعله عرضة الى بعض الاضطرابات النفسية والصحية التي تؤدي الى تدهور صحته بل وقد تصل الى الموت .
تأثيرات العنف في وسائل الاعلام
عندما نشاهد شريطا سينمائيا على شاشة التلفزيون أو نشرة الأخبار أو غير ذلك من البرامج عادة ما نرى العديد من الصور العنيفة ( قتلى , جرحى , دماء , تدمير , تخريب الخ) وتلك المشاهد والصور تزرع في نفسياتنا ولا سيما نفسيات صغار السن مشاعر العدوان والغضب وتمس غرائزنا الشريرة بل قد تفقدنا ذلك الرابط ما بين الحقيقة والخيال فيحدث نوع من التمازج بينهما مما قد يؤدي الى شيئين اما تبلد المشاعر وفقدان الأحاسيس النبيلة كمشاعر الرأفة والتعاطف أو قد يؤدي الى تأجيج مشاعر الغضب والنقمة والرغبة في رد الفعل بطريقة أو بأخرى ..
وقد سمعنا وقرأنا الكثير من الأخبار عن بعض المراهقين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة والذين تبين أنهم مدمنون على مشاهدة أفلام العنف والألعاب القتالية والحربية .
كيف يؤثر الاعلام على الرأي العام
كما سبق أن ذكرت سابقا , وسائل الاعلام المختلفة لها تأثير كبير , مباشر وغير مباشر , على بلورة أفكار الناس وتوجيه معتقداتهم وآرائهم حسب ما يريده هؤلاء القادة ( أباطرة الاعلام ) الذين يتخفون من وراء الستار .
ونتذكر جيدا ما وقع أثناء حرب الخليج وتفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) من محاولة غسل أدمغة الناس وافهامهم أن الاسلام خطر داهم ودين يبث الكره والحقد وأن الصراع هو بين قوى الخير التي يمثلها الغرب وأمريكا وقوى الشر التي يمثلها العرب والمسلمون , رغم أن الحقيقة مختلفة اختلافا كبيرا عما كانوا يزعمون , لكن مع هؤلاء تتغير كل الحقائق والموازين فيصبح الخير شرا والشر خيرا .
كما لا ننسى أهمية وسائل الاعلام في الحملات الانتخابية والدعائية للأحزاب والأنظمة وهو ما جعل الكثير من السياسيين يدفعون ملايين الدولارات مقابل الظهور على شاشات التلفزيون حتى يروجوا لأكاذيبهم وترهاتهم التي سرعان ما تنطلي على العقول الغافلة والتي لا تعمل التفكير في ماهية الأشياء .
أسئلة نقاشية
1- كيف ترى دور الاعلام وما مدى تأثيره على الناس ؟
2- هل هو تأثير ايجابي ام سلبي او كلاهما ( حدد أمثلة ان استطعت )
3 - كيف نحد من خطورة الاعلام الموجه والذي يسعى الى تحقيق المصلحة النفعية على حساب القيم البشرية ؟
وتقبلوا مني فائق المودة والاحترام
۞ في الخمسين سنة الأخيرة تفاقم تأثير وسائل الاعلام بفضل التطور التكنولوجي وتعدد وسائل الاتصال وتطورها بدرجة غير مسبوقة .
بداية نسق تطورها بدأ مع اختراع جهاز التلغراف ثم جهاز الراديو ثم ظهور المجلات والصحف وبلغ الأوج مع التلفاز وأخيرا وليس آخرا الانترنات . فالمجتمع الحديث أصبح يعتمد بشكل أساسي على تبادل المعلومات ونجاعة الاتصال حتى نواصل مشوارنا في الطريق الصحيح ونقوم بأعمالنا اليومية الروتينية كالعمل والترفيه والرعاية الصحية والتعليم والعلاقات الشخصية والسفر وأي شيء آخر من ضرورات الحياة .
فالشخص العادي الذي يعيش في أي مدينة من مدن العالم ما ان يستيقظ من نومه حتى يهرع للاطلاع على آخر أخبار العالم اما عبر الصحف والجرائد اليومية أو عبر القنوات التلفزية , ثم يذهب الى العمل , يجري بعض المكالمات الهاتفية , يتناول الطعام مع الأسرة ان استطاع ثم يأخذ بعض القرارات معتمدا في ذلك على ما توفر له من معلومات أخذها من زملائه في العمل أو من الأخبار الاذاعية والتلفزية أو من الأصدقاء أو من التقارير المالية وغيرها .
فما يجب أن ندركه ونكون على وعي تام به هو أن معظم قراراتنا , اعتقاداتنا , قيمنا , أفكارنا هي مستوحاة مما نعرف ونعتقد أنه حقيقة ومن خلال تجاربنا الشخصية أو مما سمعناه وقرأناه وتعلمناه منذ الصغر .
ففي العمل , نحن نؤدي واجبنا المهني بناء على ما تلقيناه من تعليم وتكوين في ذلك الاختصاص والتجربة التي توفرت لنا من ذلك
لكن في حياتنا اليومية نعتمد بشكل أساسي على ما تبثه وسائل الاعلام من أخبار آنية وحقائق حول ما هو مهم لنا أو ما علينا أن نحتاط منه ونعيه .
فلقد وضعنا ثقتنا في وسائل الاعلام كسلطة تقدم لنا ما نحتاجه من الأخبار والمعارف والترفيه والترويح عن النفس لكن علينا أن نكون على ادراك تام بقوة ذلك التأثير على الأطفال والمراهقين وبقية أطياف المجتمع بصورة عامة , تأثير يتجلي في عدة صور ومظاهر وأشكال متعددة .
كيف تشتغل وسائل الاعلام ؟
من أهم وسائل الاعلام تأثيرا ونفوذا هي التلفزيون بما أننا لا نكاد نفارقه طيلة اليوم , وتمر على عيوننا ومرائينا آلاف الصور والمشاهد بكل أشكالها ( عنف , اباحية , اشهار , نجوم , رياضة الخ ) ومن المعلوم أن الطفل العادي يتعرض الى 40 ألف اشهار سنويا ..
لكن السؤال الذي يطرح هو من يملك الاعلام , من هم هؤلاء الناس أو الشركات الذين يحجمون قناعاتنا وأفكارنا ويؤثرون في قراراتنا ؟
• فـ 95 بالمائة من الاعلام تسيطر عليه 5 شركات لها نفوذ وقوة تفوق نفوذ دول بحالها
• Time Warner
• VIACOM
• Vivendi Universal
• Walt Disney
• News Corp
هاته الشركات العملاقة هي التي تنتج الأفلام والمسلسلات والبرامج الوثائقية والحوارية والاخبارية والترفيهية والرياضية وهي تمتلك أكبر وأضخم الاستوديوهات ومحطات النقل التلفزيوني والاذاعي . بالاضافة الى امتلاكهم لوسائل الاعلام المتعددة الوسائط , الألعاب والبرمجيات وشركات الغناء وغيرها .
قبل بضع سنوات كانت هناك العديد من الشركات المتنوعة والمتخصصة لكن أغلبها الآن ان لم يكن كلها اتحدت مع بعضها لتصبح شركات عملاقة رغم عددها القليل .
تخيل بضع شركات عملاقة تتحكم في الاعلام وتحدد لنا ما علينا أن نتقبله وما علينا أن نؤمن به كحقائق ثابتة وتؤثر على قناعاتنا وميولاتنا ( علينا وعلى أطفالنا الذين من السهل التأثير عليهم فكريا )
ولهذا علينا أن نحلل دائما ما يصلنا من أخبار ونأخذها من عدة زوايا ولا نسلم بمصداقيتها تمام التسليم .
كيف تؤثر وسائل الاعلام على الأطفال وصغار السن ؟
تجني وسائل الاعلام الحديثة ملايين الدولارات من خلال عمليات الاشهار التي نتعرض لها , فنحن نشتري ما يقال لنا أنه جيد , فبعد مشاهدة آلاف الومضات الاشهارية والاعلانية نتخذ قراراتنا الشرائية للبضائع التي نرى اعلانات لها في القنوات التلفزية أو في المجلات أو الجرائد أو حتى اللوحات التي نراها في الطريق العام أو الصور المعلقة على الحافلات العمومية وسيارات التاكسي وغيرها , فأينما ذهبنا سيعترضنا اشهار أو اعلان حتى في المنتديات التي نشارك فيها , فان لم يكن الأمر بطريقة مباشرة فسيعلمنا صديق لنا أو قريب من أقربائنا بأن ذلك المنتوج أو تلك السلعة جيدة وهو بدوره أخذ تلك الفكرة عن طريق اشهار شاهده أو سمعه أو قرأه .
فهذه هي تأثيرات وسائل الاعلام على المراهقين , يشترون كل منتوج يشاهدونه على شاشة التلفاز , لا سيما اذا كان نجمهم المفضل هو الذي قام بالاعلان عنه . فما هو مقبول اجتماعيا هو الذي تفرضه الموضة واللون السائد وقتها والذي تكرسه تلك الاعلانات وما هو سواه مرفوض ويعد نشازا للنغمة التجارية السائدة بل ربما يعد خروجا عن المألوف وتغريدا خارج السرب وانفصاما عن الواقع .
مثال : تخيل أن الموضة السائدة في اللباس هي البنطولانات الضيقة من فوق والواسعة من تحت , سترى أن كل من لم يلتزم بتلك الموضة انسان غير مواكب لعصره ولموضة ذلك الوقت وخارجا عن الذوق السليم وربما لباسه يعبر عن تفكير ضيق الآفاق ومتزمت ومنغلق ( خاصة لدى الأوساط الشبابية ) وهم لا يعلمون أن تلك الموضة فرضت عليهم قسرا من قبل اولئك الأباطرة حتى يملؤوا جيوبهم والحديث قياس مع كل المنتجات الأخرى كالموبايل والسيارة وجهاز اللابتوب وغيرها وربما وصل الأمر الى طريقة التفكير فيصبح أي شخص محافظ ومتمسك بعروة الدين والأخلاق والحشمة شخصا لا يعيش واقعه , متزمت , متخلف , يثير الريبة والشك وهذه هي الأهداف البعيدة التي تسعى الى تحقيقها تلك الشركات الكبرى والتي تقف وراءها الدول الرأسمالية والتمويلات الصهيونية والتي تسعى الى ابعاد الانسان العربي عن محيطه وهويته وتغريبه فكريا وماديا وجعل الأنموذج الأمريكي الغربي هو الأنموذج الأنجح والأميز والأفضل والذي على باقي البشر اتباعه والاقتداء به ( في اللباس والطعام وطريقة التفكير والعيش ) وهذا ما نجحوا فيه الى حد كبير بحيث صار الحلم الأمريكي هو حلم كل شباب العالم ( حرية نجاح وشهرة ) .
هذا لا يعني أن تأثير وسائل الاعلام سلبي دائما , بل هناك بعض الاعلانات التوعوية والهادفة والتي نجحت في التأثير بطريقة ايجابية وناجعة على الشباب كتلك الومضات التي تبين مخاطر الادمان على التدخين أو تعاطي الكحول والمخدرات أو تلك الحملات التي ترغب الشباب على ممارسة الرياضة أو القراءة أو تلك التي توضح مخاطر التلوث والانحباس الحراري الخ
ان المراهقين في تلك الفترة الحرجة من حياتهم يسعون الى التميز ولفت الأنظار وتكوين شخصية ذاتية ومستقلة لهم لكن في نفس الوقت يريدون أن يكون لهم قبول لدى أقرانهم لذلك هم يقلدون بعضهم ويتشبهون بالمشاهير من نجوم الفن والرياضة فهم قدوتهم على مستوى الشكل والجمال واللباس والشهرة والنجاح .
ولا عجب ان رأينا المثال الذي تستعمله وسائل الاعلام للدلالة على الشهرة والنجاح ذلك الفتى الوسيم أو تلك الفتاة الجذابة الذين يتمتعان بالقوام الرشيق والجاذبية الجنسية والابتسامة الساحرة , فهذا ما نراه في الأفلام والمسلسلات والاعلانات وكأنها رسالة خفية subliminal message يريدون من خلال عرضها وتكرارها الى الشباب أنك أن لم تكن مثلهم فلست بالانسان الناجح فلتسارع بتقليدهم والتشبه بهم شكلا وسلوكـا .
وأحيانا تتعارض الاعلانات مع تلك الصورة فبينما يصورون شكل الرجل أو المرأة المثالي(ة) بالرشاقة والقوة يعرضون في نفس الوقت اعلانات للأطعمة السريعة التي تزيد من الوزن بصورة كبيرة وهو ما يؤدي بالمراهق الى اتباع نظام حمية قاس جدا حتى يصل الى الوزن أو المقاس المثالي وهو ما قد يجعله عرضة الى بعض الاضطرابات النفسية والصحية التي تؤدي الى تدهور صحته بل وقد تصل الى الموت .
تأثيرات العنف في وسائل الاعلام
عندما نشاهد شريطا سينمائيا على شاشة التلفزيون أو نشرة الأخبار أو غير ذلك من البرامج عادة ما نرى العديد من الصور العنيفة ( قتلى , جرحى , دماء , تدمير , تخريب الخ) وتلك المشاهد والصور تزرع في نفسياتنا ولا سيما نفسيات صغار السن مشاعر العدوان والغضب وتمس غرائزنا الشريرة بل قد تفقدنا ذلك الرابط ما بين الحقيقة والخيال فيحدث نوع من التمازج بينهما مما قد يؤدي الى شيئين اما تبلد المشاعر وفقدان الأحاسيس النبيلة كمشاعر الرأفة والتعاطف أو قد يؤدي الى تأجيج مشاعر الغضب والنقمة والرغبة في رد الفعل بطريقة أو بأخرى ..
وقد سمعنا وقرأنا الكثير من الأخبار عن بعض المراهقين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة والذين تبين أنهم مدمنون على مشاهدة أفلام العنف والألعاب القتالية والحربية .
كيف يؤثر الاعلام على الرأي العام
كما سبق أن ذكرت سابقا , وسائل الاعلام المختلفة لها تأثير كبير , مباشر وغير مباشر , على بلورة أفكار الناس وتوجيه معتقداتهم وآرائهم حسب ما يريده هؤلاء القادة ( أباطرة الاعلام ) الذين يتخفون من وراء الستار .
ونتذكر جيدا ما وقع أثناء حرب الخليج وتفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) من محاولة غسل أدمغة الناس وافهامهم أن الاسلام خطر داهم ودين يبث الكره والحقد وأن الصراع هو بين قوى الخير التي يمثلها الغرب وأمريكا وقوى الشر التي يمثلها العرب والمسلمون , رغم أن الحقيقة مختلفة اختلافا كبيرا عما كانوا يزعمون , لكن مع هؤلاء تتغير كل الحقائق والموازين فيصبح الخير شرا والشر خيرا .
كما لا ننسى أهمية وسائل الاعلام في الحملات الانتخابية والدعائية للأحزاب والأنظمة وهو ما جعل الكثير من السياسيين يدفعون ملايين الدولارات مقابل الظهور على شاشات التلفزيون حتى يروجوا لأكاذيبهم وترهاتهم التي سرعان ما تنطلي على العقول الغافلة والتي لا تعمل التفكير في ماهية الأشياء .
أسئلة نقاشية
1- كيف ترى دور الاعلام وما مدى تأثيره على الناس ؟
2- هل هو تأثير ايجابي ام سلبي او كلاهما ( حدد أمثلة ان استطعت )
3 - كيف نحد من خطورة الاعلام الموجه والذي يسعى الى تحقيق المصلحة النفعية على حساب القيم البشرية ؟
وتقبلوا مني فائق المودة والاحترام
wael0101- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 388
تاريخ الميلاد : 03/11/1986
العمر : 38
الموقع : أدرار
رد: وسائل الاعلام وتأثيرها على المجتمع
1-للاعلام دور فعال في هذا العصر ويأتي هذا من المصداقية التي يكتسبها لدى الناس حتى اصبح مصدر رسمي لدى الكثيرين.
2- تأثيره تحدده المواد المبثة فيه فإن كانت خيرا كان التأثير ايجابي مثلا "حصة احاث النهاية لمحمد حسان" وإن كانت شرا كان التأثير سلبي مثلا "ستار اكاديمي"
3- يحدد بضبط الاجهزة على قنوات التأثير الايجابي فقط ونشر الوعي بين الناس وتبيين خطورة الاعلام السلبي وهذا هو اكبر حافز لجلب القناعة للناس فيتصرفون ايجابيا بقناعاتهم
ارجوا ان لا اكون قد نسيت سؤلا اخر
2- تأثيره تحدده المواد المبثة فيه فإن كانت خيرا كان التأثير ايجابي مثلا "حصة احاث النهاية لمحمد حسان" وإن كانت شرا كان التأثير سلبي مثلا "ستار اكاديمي"
3- يحدد بضبط الاجهزة على قنوات التأثير الايجابي فقط ونشر الوعي بين الناس وتبيين خطورة الاعلام السلبي وهذا هو اكبر حافز لجلب القناعة للناس فيتصرفون ايجابيا بقناعاتهم
ارجوا ان لا اكون قد نسيت سؤلا اخر
mohamed85- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 1434
تاريخ الميلاد : 07/10/1985
العمر : 39
رد: وسائل الاعلام وتأثيرها على المجتمع
شكرا محمد على ردك الهائل
أنتظر منك المزيد
wael0101- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 388
تاريخ الميلاد : 03/11/1986
العمر : 38
الموقع : أدرار
مواضيع مماثلة
» أنواع صبغة الشعر وتأثيرها في الحلم
» ثلاث مشاكل تحل بثلاث وسائل
» التدخين ممنوع في جميع وسائل النقل ومحطات التوقف بقرار رسمي
» وسائل الإعلام العالمية تثني على الخضر وتبرز عودتهم القوية في الكان
» المجتمع الآري الهندي
» ثلاث مشاكل تحل بثلاث وسائل
» التدخين ممنوع في جميع وسائل النقل ومحطات التوقف بقرار رسمي
» وسائل الإعلام العالمية تثني على الخضر وتبرز عودتهم القوية في الكان
» المجتمع الآري الهندي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى