هكذا يصوم الصينيون رمضانهم
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
هكذا يصوم الصينيون رمضانهم
في أقصى شرق الكرة الأرضية، ومن أرض الشمس المشرقة... يشرق فجر الإسلام على
أهل الصين، أصحاب الحضارة العريقة ورواد التكنولوجيا الحديثة، ورغم بعد
المسافات وتنائي الديار بين مسلمي الصين وإخوانهم في أنحاء العالم
الإسلامي، ورغم حداثة عهدهم بالإسلام؛ فإنهم وككل أبناء الأمة يشاركونهم
فرحة رمضان؛ لتكتمل سعادة الجسد الواحد، ويغترف الجميع من فيض بركاته وعطر
نفحاته.الصدفة جعلتني التقي الجزائري خمار الذي عاش رمضان الماضي في الصين
وهو يتأهب لقضاء الشهر الثاني له متحسرا عن تفريطه للأجواء الروحانية في
الجزائر.
إن رمضان في بلاد الغربة لا يخلو من الصعوبة والعسر، فهذا الشهر الكريم له
طقوسه وتقاليده وحتى أكلاته التي لا يشعر المسلم بفرحة الصيام وبهجته إلا
بتوافرها... والتي رغم تباينها بعض الشيء بين الدول الإسلامية، إلا أنها
تتشابه وتتطابق في مظاهر كثيرة، أهمها تجمع العائلة حول مائدة الإفطار في
مشهد قد يندر وجوده طوال العام نتيجة انشغال أفراد الأسرة أو اختلاف مواعيد
أعمالهم...
وحينما سألته عن الأسباب الذي دفعته إلى الاغتراب قال إنه يحاول مواصلة
دراساته هنا في المجال الفني والثقافي، فهو ابن الشاعر الجزائري المعروف
بلقاسم خمار، حيث كان يعيش في ظروف جيدة بحيدرة بالجزائر وأن سفره إلى
الصين وفق حديث الرسول عليه الصلاة والسلام »اطلبوا العلم ولو في الصين«.
سألته مرة أخرى عن شكل رمضان في الغربة؟ وهل يستطيع المسلمون بالفعل توفير الطقس الرمضاني المعروف؟
يعود تاريخ الإسلام في الصين إلى الرحلات التجارية التي كانت ترد من إيران
والجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي، ويبلغ عدد مسلمي الصين قرابة
عشرين مليون مسلم يتركزون في مقاطعتي "زينج يانج" و"نينج زيا" وهي مناطق
مستقلة تقع جنوب غرب الصين وفي وسط الصين في مقاطعة "هينان" وحدها يوجد
أكثر من 700000 مسلم، يتمكن الجميع من أداء الصلوات الخمس ومختلف شعائرهم
الدينية حيث يوجد أكثر من 34000 مسجد تنتشر في أرجاء البلاد بحسب مقولة
إمام شين جوانجيوان رئيس (آي إيه سي) اتحاد مسلمي الصين، منذ تأسيس جمهورية
الصين عام 1949 فقد كفل الدستور الصيني الحقوق والحرية الدينية للمسلمين،
أما عن أقدم المساجد في بكين فهما مسجدا "نيوجيه" الذي بني منذ ما يقرب من
1000 عام ومسجد "دونجسي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام وقد تم
تجديدهما عدة مرات خلال 50 عاما.
وبحلول شهر رمضان يبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول
تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق
الصائمين.
كعادتهم في رمضان يصلي الصينيون التراويح ليرفعوا أصواتهم بالدعاء بعد
انتهاء كل ركعتين: "يا مقلب القلوب والأبصار، يا خالق الليل والنهار، اللهم
قوي إيماننا لنثبت على طريق الحق".
وكغيرها من الدول الإسلامية أو التي يتواجد بها عدد من المسلمين فإن شهر
رمضان يتميز عن غيره من سائر شهور السنة بالعديد من الأنشطة الدينية التي
يمارسها الصينيون مثل تلاوة القرآن قبل صلاة التراويح والاحتفال بليلة
القدر.
أما عن المسلمين أنفسهم فهم يتعايشون مع طائفة "الهان" أكبر مجموعة عرقية
في الصين، وفي المناسبات الدينية وخصوصا الشهر الكريم يقدم هولاء المسلمون
لجيرانهم من "الهان" أطعمتهم التقليدية وفي نفس الوقت يعطي "الهان" بدورهم
الهدايا لجيرانهم من المسلمين.
أما عن الأطعمة الإسلامية فهناك أكثر من 988 مطعم ومتجر للأطعمة الإسلامية.
ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في رمضان بين المسلمين في رمضان لحم الضأن
المشوي ويحرص المسلمون أيضا على تبادل الحلوى والبلح والشاي..
يقول "هانج إنليانج" مسلم يبلغ من العمر 91 عاما: يعيش المسلمون في سلام
ويستمتعون في رمضان بفضل الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.
وتتحدث "لي كيهي" مسلمة تبلغ من العمر 74 عاما (مفوضة مجلس مقاطعة زوانوو)
"في رمضان عادة ما أستيقظ في الرابعة صباحا وأذهب لصلاة الفجر في مسجد
"نيوجيه". وأحرص على أداء الصلوات الخمس في المسجد، ويتفهم زملائي الأمر
جيدا فهم يقدمون لي يد العون عندما أنشغل في العمل اليومي حتى أتمكن من
اللحاق بالصلوات الخمس في المسجد".
فرحة العيد لا تخلو من زيارة القبور
فرحة العيد لا تختلف من مكان لآخر وفي يوم عيد الفطر المبارك تمتد إجازة
المسلمين في مقاطعتي "زينج يانج" و"نينج زيا" بين يوم وثلاثة أيام وخارج
هذه المناطق يأخذ المسلمون يوما واحدا إجازة. وفي "زينج يانج" على وجه
الخصوص تشارك طائفة "الهان" غير المسلمة الاحتفالات حيث يقومون بتوزيع لحم
الضأن واللحم البقري على الجيران ليتشارك الجميع فرحة العيد.
وكما هي العادة بين المسلمين في البلاد العربية يحرص المسلمون في الصين على
زيارة مقابر الأجداد، وفي مقاطعة "يون نان" يسافر المسلمون لزيارة ضريح
"شمس الدين عمر سيد عجال" وهو أول حاكم مسلم تعينه الإمبراطورية الصينية
وهو خوارزمي مسلم من بخاري (يعرف أنه الجد الأكبر لمسلمي "يون نان" والذين
ينحدر العدد الأكبر منهم من نسله. فيبدأون بقراءة القرآن ثم ينظفون المقبرة
والمنطقة المحيطة ثم يعدون ألوانا مختلفة من الأطعمة يتشاركها الجميع.
يسمى شهر رمضان في الصين (باتشاي)، ويبلغ عدد المسلمين حوالي 21 مليون مسلم حسب الإحصائيات الرسمية، يتركزون في شمال غربي الصين.
ويصوم مسلمو الصين ثلاثين يوماً كل عام ولا يعتمدون على الهلال في الفطر، لأنهم لابد أن يتموا الصيام ثلاثين يوماً على الدوام.
وتنتشر المساجد وتحيط بها المطاعم الإسلامية التي تنشط في رمضان وتقدم
الوجبات الشرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية
والإسلامية بجانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكوليسترول
لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل بينما لا توجد مطاعم متخصصة في الطبخ
الجزائري ربما لقلة الجالية بها.
تتميز ليالي رمضان بالصلاة في المساجد وخاصة صلاة التراويح، ويوجد في بكين
عدد من المساجد أشهرها (مسجد نيوجيه) ويرجع تاريخه لأكثر من ألف عام و(مسجد
دو نفسي) ويرجع تاريخه لأكثر من سبعمائة عام، ويوجد بالصين بصفة عامة أكثر
من 30 ألف مسجد أقدمها على الإطلاق مسجد (هوليشينغ) ومعناه (الحنين إلى
النبي صلى الله عليه وسلم) بمدينة قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ وهو
المسجد الذي دعا منه سعد بن أبي وقاص الصينيين إلى دخول الإسلام.
مسجد نيوجيه... روح رمضان
تحرص المساجد في الصين على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال
شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في
الصين يقول عبد الرحيم (مسلم صيني) للشروق هو تنظيم مأدبات الإفطار
الجماعي، وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب،
وخاصةً بين العرب الذين يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه
البلاد أحدًا تقريبًا، وتكون هذه المأدبات بديلاً عن التجمعات الإسلامية
المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى، بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في
الصين.
يعد مسجد نيوجيه واحدا من بين هذه المساجد وأقدمها في شمالي الصين. وقد بني
سنة 996م وتبلغ مساحته حوالي ألف متر مربع. ومع أن مبانيه لا تختلف عن
القصور الكلاسيكية الصينية شكلا وتوزعا، إلا أنها مميزة بالزخارف إسلامية
الطراز. وأما قاعة الصلاة في المسجد فتتجه إلى ناحية الشرق، وهي تشكل مع
القاعة المقابلة لها وجناحي المسجد الجنوبي والشمالي دارا رباعية نموذجية
وهو نمط معماري صيني قديم. وأما بوابة المسجد، فهي مفتوحة على جهة الغرب،
وأمامها حاجز طوبي كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسي الأضلاع مزدوج
الأفاريز. وأمام قاعة الصلاة مقصورتان، تنتصب إحداهما في الجنوب والأخرى في
الشمال. وتبدو مباني المسجد منسجمة ومتناسقة ومحكمة، فهي مجموعة كاملة من
المباني الرائعة.
مسلمو الصين والولاء للدين
يقول إمام مسجد (نيوجيه) ببكين: إن المسلمين الصينيين شديدو الولاء للدين
ومُتمسِّكون بالصوم في شهر رمضان؛ ومن عاداتنا أن نقوم بتوعية المسلمين
بتعاليم القرآن الكريم والأحاديث النبوية المُتعلِّقة بالصوم؛ ونحدثهم عن
فضائل ومزايا الصوم قبل حلول شهر رمضان المُبارَك.
كما يعتبر مسجد نانتشيابو أهم مسجد في بكين. ويشهد خلال شهر رمضان المبارك
احتفاليات يومية، حيث تقام موائد الإفطار اليومية للمسلمين القاطنين بجواره
ويشارك المتقاعدون من المسلمين في النشاطات التي تقام في المسجد إذ
يساعدون في إعداد طعام الإفطار.
وينظم المسجد نشاطات دراسية للتوعية بالفقه الإسلامي مثل الصوم والصلاة
وأركان الدين الأخرى، الأمر الذي يجذب العديد من المسلمين الصينيين للدراسة
في المسجد.
وإن كنت أرغب في حضور ولو لأيام هذا الشهر الكريم لمعايشة الحدث عن قرب،
إلا أن الظرف الزمني لم يكن ملائما، لكن على الأقل تعرفت اكثر من خلال
اليوميات التي سبقت ما يعانيه مسلمو الصين والجاليات المسلمة خصوصا في
بكين.
النية بالصوم جهرا
الغريب في مسلمي الصين طقوس النية للشروع في فريضة الصيام من خلال القول
جهرا »نويتُ أن أصوم صوم شهر رمضان من الفجر إلى المغرب خالصًا لله تعالى«
وهي عبارة تردد يوميا.
وتقوم المساجد في الصين بواجباتها الدينية، والتي منها مواقيت الإفطار
والإمساك ونشرها بين المسلمين، وحسب عبد الرحيم يوان تُوجَد المطابخ
الإسلامية وتُقدِّم إلى المسلمين الكعك والحلويات التقليدية واللحوم
الطازجة في مناطق المسلمين التي لم يتسنّ لنا زيارتها طالما أن فترة
إقامتنا اقتصرت على العاصمة بكين فقط.
وعند دخول وقت الفطور يأكل المسلمون الصينيون أولاً قليلاً من التمر
والحلوى ويشربون الشاي بالسكر. وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة أو
يبقون في البيوت لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد
العائلة.
صلاة التراويح... إحدى وعشرون ركعة[/quote]
01872]يقول محدثنا عبد الرحيم، الذي
التقيناه بالقرية الأولمبية »بالإضافة إلى الصلوات الخمس نُصلِّي صلاة
التراويح جماعةً بعد العشاء وهي عشرون ركعة، وبين كل ركعتين من التراويح
نقرأ كلمة (يا مُقلِّب القلوب والأبصار ويا خالق الليل والنهار) ثلاث مرات،
وبين كل أربع ركعات نحمد الله قائلين: سبحان ذي المُلْك والكبرياء
والجبروت؛ سبحان المَلك الحيِّ الذي لا يموت، سُبُّوح قُدُّوس ربُّ
الملائكة والرُّوح« ثلاث مرات أيضًا.
وأما آيات القرآن الكريم التي تقرأ أثناء صلاة التراويح، فهي تبدأ من سورة
الفيل حتى سورة الناس مرتين، وبعد ثماني عشرة ركعة نقول: »لا إله إلا الله
المَلِك الحق المُبِين، محمد رسول الله السيد الصادق الأمين« وبعد عشرين
ركعةً يقرأ: »اللهم إنَّا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، يا مجيد ويا
أرحم الراحمين« وبعد ذلك صلاة الوتر جماعةً ودعاء الله تعالى في النهاية.
أما حسين إسماعيل، رئيس تحرير القسم العربي بمجلة »الصين اليوم«، يقول في
حديثه لموفد الشروق وهو يسترجع شريط الذكريات قبل خمسة عشر عاما أثناء
حلوله للمرة الأولى بالصين قادما من مصر، »جلست قليلا إلى أن رُفِعَ الأذان
وأُقيمت صلاة العشاء ومن بعدها صلاة القيام، التي صليتها مع من في المسجد
إحدى وعشرين ركعة، كل هذا في نصف ساعة تقريبا. كنت أحاول جاهدا مواكبة
الإمام الشاب في الركوع والسجود، وكان من الصعب عليّ أن أردد دعاء أو أمنية
في نفسي في تلك اللحظات الخاصة جدا. كنت أريد أن أطيل قليلا في السجود،
ولكنني أدركت أن ذلك قد يفقدني الركعة التالية«.
دعوة مشاهير القرّاء والاحتفال بليلة القدر
وتنظم المساجد النشاطات الدينية الأخرى مثل ترتيل القرآن الكريم قبل صلاة
التراويح، وأحيانًا يأتينا أحد القراء العرب لترتيل القرآن الكريم في
المساجد. وفي ليلة القَدْر يتجمع المسلمون في المساجد لإقامة الاحتفاء
بليلة القَدْر المُبارَكة؛ وإلى جانب ذلك ينهض المسلمون الصينيون في هذه
الليلة لإقامة العبادات بقصد تقوية إيمانهم بالله تعالى.
أما عيد الفطر فهو يوم البهجة والسرور، ويحتفل المسلمون الصينيون فيه احتفالاً حارًّا يتبادلون تهنئة العيد بكل السعادة والبركة.
**
مسجد في الصين
الافطار في الصين
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
أهل الصين، أصحاب الحضارة العريقة ورواد التكنولوجيا الحديثة، ورغم بعد
المسافات وتنائي الديار بين مسلمي الصين وإخوانهم في أنحاء العالم
الإسلامي، ورغم حداثة عهدهم بالإسلام؛ فإنهم وككل أبناء الأمة يشاركونهم
فرحة رمضان؛ لتكتمل سعادة الجسد الواحد، ويغترف الجميع من فيض بركاته وعطر
نفحاته.الصدفة جعلتني التقي الجزائري خمار الذي عاش رمضان الماضي في الصين
وهو يتأهب لقضاء الشهر الثاني له متحسرا عن تفريطه للأجواء الروحانية في
الجزائر.
إن رمضان في بلاد الغربة لا يخلو من الصعوبة والعسر، فهذا الشهر الكريم له
طقوسه وتقاليده وحتى أكلاته التي لا يشعر المسلم بفرحة الصيام وبهجته إلا
بتوافرها... والتي رغم تباينها بعض الشيء بين الدول الإسلامية، إلا أنها
تتشابه وتتطابق في مظاهر كثيرة، أهمها تجمع العائلة حول مائدة الإفطار في
مشهد قد يندر وجوده طوال العام نتيجة انشغال أفراد الأسرة أو اختلاف مواعيد
أعمالهم...
وحينما سألته عن الأسباب الذي دفعته إلى الاغتراب قال إنه يحاول مواصلة
دراساته هنا في المجال الفني والثقافي، فهو ابن الشاعر الجزائري المعروف
بلقاسم خمار، حيث كان يعيش في ظروف جيدة بحيدرة بالجزائر وأن سفره إلى
الصين وفق حديث الرسول عليه الصلاة والسلام »اطلبوا العلم ولو في الصين«.
سألته مرة أخرى عن شكل رمضان في الغربة؟ وهل يستطيع المسلمون بالفعل توفير الطقس الرمضاني المعروف؟
يعود تاريخ الإسلام في الصين إلى الرحلات التجارية التي كانت ترد من إيران
والجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي، ويبلغ عدد مسلمي الصين قرابة
عشرين مليون مسلم يتركزون في مقاطعتي "زينج يانج" و"نينج زيا" وهي مناطق
مستقلة تقع جنوب غرب الصين وفي وسط الصين في مقاطعة "هينان" وحدها يوجد
أكثر من 700000 مسلم، يتمكن الجميع من أداء الصلوات الخمس ومختلف شعائرهم
الدينية حيث يوجد أكثر من 34000 مسجد تنتشر في أرجاء البلاد بحسب مقولة
إمام شين جوانجيوان رئيس (آي إيه سي) اتحاد مسلمي الصين، منذ تأسيس جمهورية
الصين عام 1949 فقد كفل الدستور الصيني الحقوق والحرية الدينية للمسلمين،
أما عن أقدم المساجد في بكين فهما مسجدا "نيوجيه" الذي بني منذ ما يقرب من
1000 عام ومسجد "دونجسي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام وقد تم
تجديدهما عدة مرات خلال 50 عاما.
وبحلول شهر رمضان يبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول
تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق
الصائمين.
كعادتهم في رمضان يصلي الصينيون التراويح ليرفعوا أصواتهم بالدعاء بعد
انتهاء كل ركعتين: "يا مقلب القلوب والأبصار، يا خالق الليل والنهار، اللهم
قوي إيماننا لنثبت على طريق الحق".
وكغيرها من الدول الإسلامية أو التي يتواجد بها عدد من المسلمين فإن شهر
رمضان يتميز عن غيره من سائر شهور السنة بالعديد من الأنشطة الدينية التي
يمارسها الصينيون مثل تلاوة القرآن قبل صلاة التراويح والاحتفال بليلة
القدر.
أما عن المسلمين أنفسهم فهم يتعايشون مع طائفة "الهان" أكبر مجموعة عرقية
في الصين، وفي المناسبات الدينية وخصوصا الشهر الكريم يقدم هولاء المسلمون
لجيرانهم من "الهان" أطعمتهم التقليدية وفي نفس الوقت يعطي "الهان" بدورهم
الهدايا لجيرانهم من المسلمين.
أما عن الأطعمة الإسلامية فهناك أكثر من 988 مطعم ومتجر للأطعمة الإسلامية.
ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في رمضان بين المسلمين في رمضان لحم الضأن
المشوي ويحرص المسلمون أيضا على تبادل الحلوى والبلح والشاي..
يقول "هانج إنليانج" مسلم يبلغ من العمر 91 عاما: يعيش المسلمون في سلام
ويستمتعون في رمضان بفضل الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.
وتتحدث "لي كيهي" مسلمة تبلغ من العمر 74 عاما (مفوضة مجلس مقاطعة زوانوو)
"في رمضان عادة ما أستيقظ في الرابعة صباحا وأذهب لصلاة الفجر في مسجد
"نيوجيه". وأحرص على أداء الصلوات الخمس في المسجد، ويتفهم زملائي الأمر
جيدا فهم يقدمون لي يد العون عندما أنشغل في العمل اليومي حتى أتمكن من
اللحاق بالصلوات الخمس في المسجد".
فرحة العيد لا تخلو من زيارة القبور
فرحة العيد لا تختلف من مكان لآخر وفي يوم عيد الفطر المبارك تمتد إجازة
المسلمين في مقاطعتي "زينج يانج" و"نينج زيا" بين يوم وثلاثة أيام وخارج
هذه المناطق يأخذ المسلمون يوما واحدا إجازة. وفي "زينج يانج" على وجه
الخصوص تشارك طائفة "الهان" غير المسلمة الاحتفالات حيث يقومون بتوزيع لحم
الضأن واللحم البقري على الجيران ليتشارك الجميع فرحة العيد.
وكما هي العادة بين المسلمين في البلاد العربية يحرص المسلمون في الصين على
زيارة مقابر الأجداد، وفي مقاطعة "يون نان" يسافر المسلمون لزيارة ضريح
"شمس الدين عمر سيد عجال" وهو أول حاكم مسلم تعينه الإمبراطورية الصينية
وهو خوارزمي مسلم من بخاري (يعرف أنه الجد الأكبر لمسلمي "يون نان" والذين
ينحدر العدد الأكبر منهم من نسله. فيبدأون بقراءة القرآن ثم ينظفون المقبرة
والمنطقة المحيطة ثم يعدون ألوانا مختلفة من الأطعمة يتشاركها الجميع.
يسمى شهر رمضان في الصين (باتشاي)، ويبلغ عدد المسلمين حوالي 21 مليون مسلم حسب الإحصائيات الرسمية، يتركزون في شمال غربي الصين.
ويصوم مسلمو الصين ثلاثين يوماً كل عام ولا يعتمدون على الهلال في الفطر، لأنهم لابد أن يتموا الصيام ثلاثين يوماً على الدوام.
وتنتشر المساجد وتحيط بها المطاعم الإسلامية التي تنشط في رمضان وتقدم
الوجبات الشرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية
والإسلامية بجانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكوليسترول
لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل بينما لا توجد مطاعم متخصصة في الطبخ
الجزائري ربما لقلة الجالية بها.
تتميز ليالي رمضان بالصلاة في المساجد وخاصة صلاة التراويح، ويوجد في بكين
عدد من المساجد أشهرها (مسجد نيوجيه) ويرجع تاريخه لأكثر من ألف عام و(مسجد
دو نفسي) ويرجع تاريخه لأكثر من سبعمائة عام، ويوجد بالصين بصفة عامة أكثر
من 30 ألف مسجد أقدمها على الإطلاق مسجد (هوليشينغ) ومعناه (الحنين إلى
النبي صلى الله عليه وسلم) بمدينة قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ وهو
المسجد الذي دعا منه سعد بن أبي وقاص الصينيين إلى دخول الإسلام.
مسجد نيوجيه... روح رمضان
تحرص المساجد في الصين على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال
شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في
الصين يقول عبد الرحيم (مسلم صيني) للشروق هو تنظيم مأدبات الإفطار
الجماعي، وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب،
وخاصةً بين العرب الذين يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه
البلاد أحدًا تقريبًا، وتكون هذه المأدبات بديلاً عن التجمعات الإسلامية
المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى، بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في
الصين.
يعد مسجد نيوجيه واحدا من بين هذه المساجد وأقدمها في شمالي الصين. وقد بني
سنة 996م وتبلغ مساحته حوالي ألف متر مربع. ومع أن مبانيه لا تختلف عن
القصور الكلاسيكية الصينية شكلا وتوزعا، إلا أنها مميزة بالزخارف إسلامية
الطراز. وأما قاعة الصلاة في المسجد فتتجه إلى ناحية الشرق، وهي تشكل مع
القاعة المقابلة لها وجناحي المسجد الجنوبي والشمالي دارا رباعية نموذجية
وهو نمط معماري صيني قديم. وأما بوابة المسجد، فهي مفتوحة على جهة الغرب،
وأمامها حاجز طوبي كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسي الأضلاع مزدوج
الأفاريز. وأمام قاعة الصلاة مقصورتان، تنتصب إحداهما في الجنوب والأخرى في
الشمال. وتبدو مباني المسجد منسجمة ومتناسقة ومحكمة، فهي مجموعة كاملة من
المباني الرائعة.
مسلمو الصين والولاء للدين
يقول إمام مسجد (نيوجيه) ببكين: إن المسلمين الصينيين شديدو الولاء للدين
ومُتمسِّكون بالصوم في شهر رمضان؛ ومن عاداتنا أن نقوم بتوعية المسلمين
بتعاليم القرآن الكريم والأحاديث النبوية المُتعلِّقة بالصوم؛ ونحدثهم عن
فضائل ومزايا الصوم قبل حلول شهر رمضان المُبارَك.
كما يعتبر مسجد نانتشيابو أهم مسجد في بكين. ويشهد خلال شهر رمضان المبارك
احتفاليات يومية، حيث تقام موائد الإفطار اليومية للمسلمين القاطنين بجواره
ويشارك المتقاعدون من المسلمين في النشاطات التي تقام في المسجد إذ
يساعدون في إعداد طعام الإفطار.
وينظم المسجد نشاطات دراسية للتوعية بالفقه الإسلامي مثل الصوم والصلاة
وأركان الدين الأخرى، الأمر الذي يجذب العديد من المسلمين الصينيين للدراسة
في المسجد.
وإن كنت أرغب في حضور ولو لأيام هذا الشهر الكريم لمعايشة الحدث عن قرب،
إلا أن الظرف الزمني لم يكن ملائما، لكن على الأقل تعرفت اكثر من خلال
اليوميات التي سبقت ما يعانيه مسلمو الصين والجاليات المسلمة خصوصا في
بكين.
النية بالصوم جهرا
الغريب في مسلمي الصين طقوس النية للشروع في فريضة الصيام من خلال القول
جهرا »نويتُ أن أصوم صوم شهر رمضان من الفجر إلى المغرب خالصًا لله تعالى«
وهي عبارة تردد يوميا.
وتقوم المساجد في الصين بواجباتها الدينية، والتي منها مواقيت الإفطار
والإمساك ونشرها بين المسلمين، وحسب عبد الرحيم يوان تُوجَد المطابخ
الإسلامية وتُقدِّم إلى المسلمين الكعك والحلويات التقليدية واللحوم
الطازجة في مناطق المسلمين التي لم يتسنّ لنا زيارتها طالما أن فترة
إقامتنا اقتصرت على العاصمة بكين فقط.
وعند دخول وقت الفطور يأكل المسلمون الصينيون أولاً قليلاً من التمر
والحلوى ويشربون الشاي بالسكر. وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة أو
يبقون في البيوت لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد
العائلة.
صلاة التراويح... إحدى وعشرون ركعة[/quote]
01872]يقول محدثنا عبد الرحيم، الذي
التقيناه بالقرية الأولمبية »بالإضافة إلى الصلوات الخمس نُصلِّي صلاة
التراويح جماعةً بعد العشاء وهي عشرون ركعة، وبين كل ركعتين من التراويح
نقرأ كلمة (يا مُقلِّب القلوب والأبصار ويا خالق الليل والنهار) ثلاث مرات،
وبين كل أربع ركعات نحمد الله قائلين: سبحان ذي المُلْك والكبرياء
والجبروت؛ سبحان المَلك الحيِّ الذي لا يموت، سُبُّوح قُدُّوس ربُّ
الملائكة والرُّوح« ثلاث مرات أيضًا.
وأما آيات القرآن الكريم التي تقرأ أثناء صلاة التراويح، فهي تبدأ من سورة
الفيل حتى سورة الناس مرتين، وبعد ثماني عشرة ركعة نقول: »لا إله إلا الله
المَلِك الحق المُبِين، محمد رسول الله السيد الصادق الأمين« وبعد عشرين
ركعةً يقرأ: »اللهم إنَّا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، يا مجيد ويا
أرحم الراحمين« وبعد ذلك صلاة الوتر جماعةً ودعاء الله تعالى في النهاية.
أما حسين إسماعيل، رئيس تحرير القسم العربي بمجلة »الصين اليوم«، يقول في
حديثه لموفد الشروق وهو يسترجع شريط الذكريات قبل خمسة عشر عاما أثناء
حلوله للمرة الأولى بالصين قادما من مصر، »جلست قليلا إلى أن رُفِعَ الأذان
وأُقيمت صلاة العشاء ومن بعدها صلاة القيام، التي صليتها مع من في المسجد
إحدى وعشرين ركعة، كل هذا في نصف ساعة تقريبا. كنت أحاول جاهدا مواكبة
الإمام الشاب في الركوع والسجود، وكان من الصعب عليّ أن أردد دعاء أو أمنية
في نفسي في تلك اللحظات الخاصة جدا. كنت أريد أن أطيل قليلا في السجود،
ولكنني أدركت أن ذلك قد يفقدني الركعة التالية«.
دعوة مشاهير القرّاء والاحتفال بليلة القدر
وتنظم المساجد النشاطات الدينية الأخرى مثل ترتيل القرآن الكريم قبل صلاة
التراويح، وأحيانًا يأتينا أحد القراء العرب لترتيل القرآن الكريم في
المساجد. وفي ليلة القَدْر يتجمع المسلمون في المساجد لإقامة الاحتفاء
بليلة القَدْر المُبارَكة؛ وإلى جانب ذلك ينهض المسلمون الصينيون في هذه
الليلة لإقامة العبادات بقصد تقوية إيمانهم بالله تعالى.
أما عيد الفطر فهو يوم البهجة والسرور، ويحتفل المسلمون الصينيون فيه احتفالاً حارًّا يتبادلون تهنئة العيد بكل السعادة والبركة.
**
مسجد في الصين
الافطار في الصين
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
رد: هكذا يصوم الصينيون رمضانهم
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
M.AYMAN- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 1898
تاريخ الميلاد : 13/10/1985
العمر : 39
رد: هكذا يصوم الصينيون رمضانهم
جزاك الله خيرا على المواضيع القيمة لا
تحرمنا الجديد
تحرمنا الجديد
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
AM!N£ M£D!A- عضو قيد النشاط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 88
تاريخ الميلاد : 17/10/1993
العمر : 31
رد: هكذا يصوم الصينيون رمضانهم
[b style="font-weight: bold;"] جزاكم الله خيرا ونفع بكم خلقه[/b]
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
مواضيع مماثلة
» هذا ما يخترعه الصينيون !
» هناك من يصوم ايضا غيرنا
» شخص صام في بلد ثم سافر لاخر هل يصوم ويفطر معهم
» هكذا هي الحياة
» هكذا هو حال الدنيا ,,,,
» هناك من يصوم ايضا غيرنا
» شخص صام في بلد ثم سافر لاخر هل يصوم ويفطر معهم
» هكذا هي الحياة
» هكذا هو حال الدنيا ,,,,
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى