يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتري
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتري
يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتري | واصْغي إلى قَوْلِ المحِبِّ المُخبِرِ |
وَخُذي كلاماً صغْتُهُ من عَسجَدٍ | ومَعانياً رَصَّعْتُها بالجوْهر |
كَم مَهْمَهٍ قفْرٍ بنفْسي خُضْتُهُ | ومفاوزِ جاوزتها بالأبجر |
كم جحْفل مثْل الضباب هزمتهُ | بمهندٍ ماض ورمح أسمر |
كم فارسٍ بينَ الصُّفوفِ أخذْتُهُ | والخيْلُ تعْثرُ بالقنا المتكسر |
يا عَبلَ دُونك كلَّ حيٍّ فاسأَلي | إنْ كان عنْدكِ شُبْهة ٌ في عَنْتر |
يا عَبلَ هلْ بُلِّغتِ يوماً أنني | ولّيْتُ مُنْهزماً هَزيمة َ مُدبرِ |
كم فارس غادَرْت يأْكلُ لحْمَهُ | ضَاري الذّائبِ وكاسِرات الأَنسُر |
أفري الصدورَ بكلَّ طعن هائل | والسابغاتِ بكلَّ ضربٍ منكرِ |
وإذا ركبتُ ترى الجبالَ تضجُّ من | ركْضِ الخيولِ وكلَّ قُطْرٍ مُوعِرِ |
وإذا غزوتُ تَحومُ عِقبانُ الفَلا | حولي فَتُطْعِمُ كَبْدَ كلِّ غَضَنْفَرِ |
ولكم خطفتُ مدرعاً من سرجهِ | في الحَرْب وهو بنَفْسهِ لم يَشْعُرِ |
ولَكمْ وَرَدْتُ الموت أعْظَمَ مَوْرِدٍ | وصدرت عنهُ فكانَ أعظم مصدر |
يا عبلَ لو عاينْتِ فِعلي في العِدَى | من كلِّ شِلوٍ بالتُّرابِ مُعفَّرِ |
والخيْلُ في وسطِ المَضيق تبادَرَتْ | نَحْوي كمثلِ العارِضِ المتَفَجِّر |
منْ كلِّ أدْهَم كالرِّياحِ إذا جرى | أو أشهبِ عالي المطا أوْ أشقر |
فصرَخْتُ فيهمْ صرخة ً عَبْسية ً | كالرّعدِ تدوي في قلوبِ العَسْكر |
وعطفتُ نحوهم وصلت عليهم | وَصَدَمْتُ مَوْكِبَهُم بصَدر الأبجر |
وطرحْتُهُم فوقَ الصّعيد كأَنّهُم | أعجاز نخلٍ في حضيض المحجر |
ودِماؤُهمْ فوْقَ الدُّروعِ تخضّبَتْ | منها فصارت كالعقيق الأحمر |
ولربما عثر الجواد بفارس | ويخالُ أنَ جوادهُ لم يعثر |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى