زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ | وَعُرّيَ أفْرَاسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ |
وأقصرَ، عمّا تعلمينَ، وسددتْ | عليَّ، سوَى قصدِ السبيلِ، معادلُهْ |
وقالَ العَذارَى : إنّما أنتَ عَمُّنا، | وكانَ الشّبابُ كالخَليطِ نُزَايِلُهْ |
فأصبحنَ ما يعرفنَ إلاّ خليقتي | وإلاّ سوادَ الرأسِ، والشيبُ شاملهْ |
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ | عفا الرسُّ منهُ، فالرسيسُ، فعاقلهْ |
فقفٌّ، فصاراتٌ، فأكنافُ منعجٍ | فشَرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ |
فأقْبَلْتُ في السّاعِينَ أسألُ عَنهُمُ | وعبرة ٌ ما همُ، لو أنهمُ أممُ |
فهضبٌ فرقدٌ، فالطويُّ فثادقٌ | فوادي القنانِ: حزنهُ، وأفاكلهْ |
وغيثٍ، من الوسميِّ، حوٍّ تلاعهُ | أجابتْ روابيهِ، النجاءَ، هواطلهْ |
صبحتُ، بممسودِ النواشرِ، سابحٍ | مُمَرٍّ أسِيلِ الخَدّ نَهْدٍ مَراكِلُهْ |
أمينٍ شظاهُ، لم يخرقْ صفاقهُ | بمِنْقَبَة ٍ وَلم تُقَطَّعْ أباجِلُهْ |
فليلاً علفناهُ، فأكملَ صنعهُ | فتمَّ، وعزتهُ يداهُ وكاهلهْ |
إذا ما غَدَوْنَا نَبْتَغي الصّيدَ مَرّة ً | متى نرهُ فإننا لا نخاتلهْ |
فَبَيْنَا نُبَغّي الصّيدَ جاءَ غُلامُنَا | يدبُّ، ويخفي شخصهُ، ويضائلهْ |
فقالَ: شِياهٌ راتِعاتٌ بقَفْرَة ٍ | بمُسْتَأسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ مَسائِلُهْ |
ثَلاثٌ كأقْواسِ السَّراءِ ومِسْحَلٌ | قدِ اخضرّ منْ لَسّ الغَميرِ جحافِلُهْ |
وقد خرمَ الطرادُ، عنهُ، جحاشهُ | فلم يبقَ إلاّ نفسهُ، وحلائلهْ |
وقالَ أميري: ما ترَى ، رأيَ ما ترَى | أنَخْتِلُهُ عَن نَفسِهِ أمْ نُصَاوِلُهْ |
فبِتْنَا عُراة ً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا | يُزاوِلُنَا عَنْ نَفسِهِ ونُزَاوِلُهْ |
فنضربهُ، حتّى اطمأنَّ قذالهُ | وَلم يَطْمَئِنّ قَلْبُهُ وخَصَائِلُهْ |
وملجمنا ما إنْ ينالُ قذالهُ، | ولا قدماهُ الأرضَ، إلاّ أناملهْ |
فلأياً، بلأيٍ، قد حملنا غلامنا | على ظَهْرِ محْبُوكٍ ظِماءٍ مَفاصِلُهْ |
وقُلتُ لهُ: سَدّدْ وأبصِرْ طَريقَهُ | وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ |
وقُلْتُ: تَعَلّمْ أنّ للصّيدِ غِرّة ً | وَإلاّ تُضَيّعْها فإنّكَ قاتِلُهْ |
فأتبعَ، آثارَ الشياهِ، ولدينا | كشُؤبوبِ غَيثٍ يحفش الأُكمَ وابلُهْ |
نَظرْتُ إلَيْهِ نَظْرَة ً فَرَأيْتُهُ | على كلِّ حالٍ، مرة ً، هوَ حاملهْ |
يُثِرْنَ الحَصَى في وَجهِهِ وهوَ لاحقٌ | سراعٌ تواليهِ صيابٌ أوائلهْ |
فردَّ علينا العيرَ، من دونِ إلفهِ | على رَغْمِهِ يدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ |
ورحنا بهِ، ينضو الجيادَ، عشية ً | مُخْضَّبَة ً أرْساغُهُ وعَوَامِلُهْ |
بذي ميعة ٍ، لا موضعُ الرمحِ مسلمٌ | لبُطْءٍ ولا ما خلفَ ذلكَ خاذِلُهْ |
وذي نِعْمَة ٍ تَمّمْتَها وشكَرْتَها | وخصمٍ، يكادُ يغلبُ الحقَّ باطلهْ |
دَفَعْتَ بمَعرُوفٍ منَ القوْلِ صائبٍ | إذا ما أضلَّ، القائلينَ، مفاصلهْ |
وذي خَطَلٍ في القوْلِ يحسبُ أنّهُ | مصيبٌ فما يلممْ بهِ فهوَ قائلهْ |
على مُعْتَفيهِ ما تُغِبّ فَوَاضِلُهْ | وأعرضتُ عنهُ، وهوَ بادٍ مقاتلهْ |
وأبيَضَ فَيّاضٍ يَداهُ غَمَامَة ٌ | على معتفيهِ، ما تغبُّ نوافلهْ |
بَكَرْتُ عَلَيْهِ غُدْوَة ً فَرَأيْتُهُ | قُعُوداً لَدَيْهِ بالصّريمِ عَوَاذِلُهْ |
يُفَدّينَهُ طَوْراً وطَوْراً يَلُمْنَهُ | وَأعْيا فَما يَدْرِينَ أينَ مَخاتِلُهْ |
فأقْصَرْنَ مِنْهُ عَنْ كَريمٍ مُرَزّإٍ | عَزُومٍ على الأمْرِ الذي هوَ فاعِلُهْ |
أخي ثقة ٍ، لا تهلكُ الخمرُ مالهُ | ولكنَّه قد يهلكُ المالَ نائلهْ |
تراهُ، إذا ما جئتهُ، متهللاً | كأنكَ تعطيهِ الذي، أنتَ سائلهْ |
وذي نَسَبٍ نَاءٍ بَعيدٍ وَصَلْتَهُ | بمالٍ وما يَدري بأنّكَ واصِلُهْ |
حُذَيْفة ُ يَنْمِيهِ وبَدْرٌ كِلاهُمَا | إلى باذخٍ، يعلو على من يطاولُهْ |
ومن مثلُ حصنٍ، في الحروبِ، ومثلهُ | لإنْكارِ ضَيْمٍ أوْ لأمْرٍ يُحاولُهْ |
أبَى الضيمَ، والنعمانُ يحرقُ نابهُ | عليهِ فأفضَى والسّيوفُ مَعاقِلُهْ |
عَزيزٌ إذا حَلّ الحَليفانِ حَوْلَهُ | بذي لجبٍ أصواتهُ، وصواهلهْ |
يهدُّ، له، ما بينَ رملة ِ عالجٍ | ومَنْ أهْلُهُ بالغَوْرِ زالَتْ زَلازِلُهْ |
الموضوع الأصلي : زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
جزاك الله خيرا على الشعر الجميل
والمجهودات
والمجهودات
الموضوع الأصلي : زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» زهير بن أبي سلمى :صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
» زهير بن أبي سلمى : ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
» زهير بن أبي سلمى : ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
» زهير بن أبي سلمى : ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
» زهير بن أبي سلمى : لعمركَ، والخطوبُ مغيراتٌ،
» زهير بن أبي سلمى : ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
» زهير بن أبي سلمى : ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
» زهير بن أبي سلمى : ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
» زهير بن أبي سلمى : لعمركَ، والخطوبُ مغيراتٌ،
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى