المتنبي :ملامي النوى في ظلمها غاية الظلم
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
المتنبي :ملامي النوى في ظلمها غاية الظلم
ملامي النّوى في ظُلْمِها غايةُ الظّلمِ | لَعَلّ بها مِثْلَ الذي بي من السُّقْمِ |
فَلَوْ لم تَغَرْ لم تَزْوِ عني لِقاءَكُم | ولَوْ لم تُرِدكم لم تكن فيكمُ خصْمي |
أمُنْعِمَةٌ بالعَوْدَةِ الظّبْيَةُ التي | بغَيرِ وَليٍّ كانَ نائِلُها الوَسمي |
تَرَشّفْتُ فاهَا سُحْرَةً فكأنّني | تَرَشّفْتُ حرّ الوَجدِ من بارِدِ الظَّلمِ |
فَتاةٌ تَساوَى عقدُها وكَلامُها | ومَبسِمُها الدُّرّيُّ في الحسنِ والنّظمِ |
ونَكْهَتُها والمَنْدَليُّ وقَرْقَفٌ | مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ في الرّيحِ والطّعمِ |
جَفَتْني كأنّي لَستُ أنْطَقَ قَوْمِها | وأطعنَهم والشُّهبُ في صورةِ الدُّهمِ |
يُحاذِرُني حَتْفي كأنّيَ حَتْفُهُ | وتَنْكُزُني الأفعَى فيَقتُلُها سُمّي |
طِوالُ الرُّدَيْنِيّاتِ يَقْصِفُها دَمي | وبِيضُ السُّرَيجيّاتِ يَقطَعُها لحمي |
برَتْني السُّرَى برْيَ المُدى فرَدَدْنَني | أخَفَّ على المركوبِ من نَفَسي جِرْمي |
وأبصرَ من زرقاءِ جَوٍّ لأنّني | متى نَظَرَتْ عَينايَ ساواهما عِلمي |
كأنّي دحوْتُ الأرضَ من خبرتي بها | كأنّي بَنى الإسكَندرُ السدّ من عزْمي |
لألقَى ابنَ إسحقَ الذي دَقّ فَهْمُهُ | فأبْدَعَ حتى جَلّ عن دِقّةِ الفَهْمِ |
وأسْمَعَ مِنْ ألفاظِهِ اللّغَةَ التي | يَلَذّ بها سمعي ولَوْ ضُمّنتْ شَتمي |
يَمينُ بني قَحْطانَ رأسُ قُضاعَةٍ | وعِرْنينُها بدرُ النّجُومِ بَني فَهْمِ |
إذا بَيّتَ الأعداءَ كانَ سَمَاعُهُمْ | صَريرَ العَوَالي قَبلَ قَعقَعَةِ اللُّجمِ |
مُذِلُّ الأعزّاءِ المُعِزُّ وإنْ يَئِنْ | بهِ يُتْمُهُمْ فالمُوتِمُ الجابرُ اليُتْمِ |
وإنْ تُمْسِ داءً في القُلُوبِ قَنَاتُهُ | فمُمْسِكُها منْهُ الشّفاءُ منَ العُدمِ |
مُقَلَّدُ طاغي الشّفرَتَينِ مُحَكَّمٍ | على الهامِ إلاّ أنّهُ جائرُ الحُكْمِ |
تَحَرّجَ عن حَقْنِ الدّماءِ كأنّهُ | يرَى قتل نفس ترْكَ رَأسٍ على جسْمِ |
وَجَدْنا ابنَ إسحقَ الحُسينَ كحَدّهِ | على كَثْرَةِ القَتلى بَريئاً من الإثْمِ |
مَعَ الحَزْمِ حتى لوْ تَعَمّدَ تَرْكَهُ | لألحَقَهُ تَضييعُهُ الحَزْمَ بالحَزْمِ |
وفي الحَرْبِ حتى لوْ أرادَ تأخّراً | لأخّرَهُ الطّبْعُ الكَريمُ إلى القُدْمِ |
لَهُ رَحمَةٌ تُحيي العِظامَ وغَضْبَةٌ | بها فَضلَةٌ للجُرْمِ عن صاحبِ الجُرْمِ |
ورِقّةُ وجْهٍ لوْ خَتَمْتَ بنَظرَةٍ | على وَجْنَتَيْهِ ما انمَحَى أثرُ الخَتمِ |
أذاقَ الغَواني حُسنُهُ ما أذَقْنَني | وعَفّ فجازاهنّ عني على الصَّرْمِ |
فِدًى مَنْ على الغَبراءِ أوّلُهُمْ أنَا | لهذا الأبيّ المَاجِدِ الجائِدِ القَرْمِ |
لقد حالَ بينَ الجِنّ والأمنِ سَيفُهُ | فما الظنّ بعد الجنّ بالعُرْبِ والعُجمِ |
وأرْهَبَ حتى لوْ تَأمّلَ دِرْعَهُ | جَرَتْ جَزَعاً من غَيرِ نارٍ ولا فَحمِ |
وجَادَ فَلَوْلا جُودُهُ غيرَ شارِبٍ | لَقُلْنا كَريمٌ هَيّجَتْهُ ابنَةُ الكرْمِ |
أطَعْناكَ طوْعَ الدّهرِ يابنَ ابنِ يوسُفٍ | بشَهْوَتِنا والحاسِدُو لكَ بالرّغْمِ |
وَثِقْنا بأنْ تُعْطي فَلَوْ لم تَجُدْ لَنا | لخلناكَ قد أعطَيتَ من قوّةِ الوَهْمِ |
دُعيتُ بتَقْرِيظيكَ في كلّ مَجلِسٍ | فَظَنّ الذي يَدعو ثَنائي عليكَ اسمي |
وأطْمَعْتَني في نَيْلِ ما لا أنالُهُ | بما نِلْتُ حتى صِرْتُ أطمَعُ في النجمِ |
إذا ما ضَرَبْتَ القِرْنَ ثمّ أجَزْتَني | فَكِلْ ذَهَباً لي مَرّةً منهُ بالكَلْمِ |
أبَتْ لكَ ذَمّي نَخْوَةٌ يَمَنِيّةٌ | ونَفسٌ بها في مأزِقٍ أبَداً تَرْمي |
فكَمْ قائِلٍ لو كانَ ذا الشخصُ نفسه | لكانَ قَراهُ مكمَنَ العسكرِ الدَّهْمِ |
وقائِلَةٍ والأرْضَ أعْني تَعَجّباً | عليّ امرُؤ يمشي بوَقري من الحلْمِ |
عَظُمْتَ فَلَمّا لم تُكَلَّمْ مَهابَةً | تواضَعتَ وهوَ العُظمُ عُظماً من العُظمِ |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» المتنبي :أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني
» المتنبي :حتام نحن نساري النجم في الظلم
» قصة عن الظلم
» كل التمر وأعد النوى ...لعلاج طالبة من السحر
» “بلاك بيري” تعمل على هواتف ذكية بمعالجات ثمانية النوى وبمعمارية 64 بت
» المتنبي :حتام نحن نساري النجم في الظلم
» قصة عن الظلم
» كل التمر وأعد النوى ...لعلاج طالبة من السحر
» “بلاك بيري” تعمل على هواتف ذكية بمعالجات ثمانية النوى وبمعمارية 64 بت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى