الجزء الرابع والاخير من تفسير سورة الجاثية
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الرابع والاخير من تفسير سورة الجاثية
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34)
ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ
يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) . قال الله تعالى: ( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا ) أي: وظهر لهم
عقوبة أعمالهم السيئة، ( وَحَاقَ بِهِمْ ) أي: أحاط بهم ( مَا كَانُوا
بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أي: من العذاب والنكال، ( وَقِيلَ الْيَوْمَ
نَنْسَاكُمْ ) أي: نعاملكم معاملة الناسي لكم في نار جهنم ( كَمَا
نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) أي: فلم تعملوا له لأنكم لم تصدقوا
به، ( وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة: "ألم أزوجك؟ ألم أكرمك؟ < 7-273 >
ألم أسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتَرْبَع؟ فيقول: بلى، يا رب.
فيقول: أفظننت أنك مُلاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول الله تعالى: فاليوم أنساك كما
نسيتني" . قال
الله تعالى: ( ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا )
أي: إنما جازيناكم هذا الجزاء لأنكم اتخذتم حجج الله عليكم سخريا، تسخرون
وتستهزئون بها، ( وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) أي: خدعتكم
فاطمأننتم إليها، فأصبحتم من الخاسرين؛ ولهذا قال: ( فَالْيَوْمَ لا
يُخْرَجُونَ مِنْهَا ) أي: من النار ( وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) أي: لا
يطلب منهم العتبى، بل يعذبون بغير حساب ولا عتاب، كما تدخل طائفة من
المؤمنين الجنة بغير عذاب ولا حساب. ثم لما ذكر حكمه في المؤمنين
والكافرين قال: ( فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السماواتِ وَرَبِّ الأرْضِ )
أي: المالك لهما وما فيهما؛ ولهذا قال: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . ثم
قال: ( وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السماواتِ وَالأرْضِ ) قال مجاهد: يعني
السلطان. أي: هو العظيم الممجد، الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه. وقد ورد
في الحديث الصحيح: "يقول الله تعالى
العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما أسكنته ناري".
ورواه مسلم من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة
وأبي سعيد، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحوه . وقوله: ( وَهُوَ الْعَزِيزُ ) أي: الذي لا يغالب ولا يمانع، ( الحكيم ) في أقواله وأفعاله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدس، لا إله إلا هو . آخر تفسير سورة الجاثية [ولله الحمد والمنة]
ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ
يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) . قال الله تعالى: ( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا ) أي: وظهر لهم
عقوبة أعمالهم السيئة، ( وَحَاقَ بِهِمْ ) أي: أحاط بهم ( مَا كَانُوا
بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أي: من العذاب والنكال، ( وَقِيلَ الْيَوْمَ
نَنْسَاكُمْ ) أي: نعاملكم معاملة الناسي لكم في نار جهنم ( كَمَا
نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) أي: فلم تعملوا له لأنكم لم تصدقوا
به، ( وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة: "ألم أزوجك؟ ألم أكرمك؟ < 7-273 >
ألم أسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتَرْبَع؟ فيقول: بلى، يا رب.
فيقول: أفظننت أنك مُلاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول الله تعالى: فاليوم أنساك كما
نسيتني" . قال
الله تعالى: ( ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا )
أي: إنما جازيناكم هذا الجزاء لأنكم اتخذتم حجج الله عليكم سخريا، تسخرون
وتستهزئون بها، ( وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) أي: خدعتكم
فاطمأننتم إليها، فأصبحتم من الخاسرين؛ ولهذا قال: ( فَالْيَوْمَ لا
يُخْرَجُونَ مِنْهَا ) أي: من النار ( وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) أي: لا
يطلب منهم العتبى، بل يعذبون بغير حساب ولا عتاب، كما تدخل طائفة من
المؤمنين الجنة بغير عذاب ولا حساب. ثم لما ذكر حكمه في المؤمنين
والكافرين قال: ( فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السماواتِ وَرَبِّ الأرْضِ )
أي: المالك لهما وما فيهما؛ ولهذا قال: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . ثم
قال: ( وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السماواتِ وَالأرْضِ ) قال مجاهد: يعني
السلطان. أي: هو العظيم الممجد، الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه. وقد ورد
في الحديث الصحيح: "يقول الله تعالى
العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما أسكنته ناري".
ورواه مسلم من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة
وأبي سعيد، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحوه . وقوله: ( وَهُوَ الْعَزِيزُ ) أي: الذي لا يغالب ولا يمانع، ( الحكيم ) في أقواله وأفعاله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدس، لا إله إلا هو . آخر تفسير سورة الجاثية [ولله الحمد والمنة]
رد: الجزء الرابع والاخير من تفسير سورة الجاثية
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الرابع والاخير من تفسير سورة الجاثية
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الرابع والاخير من تفسير سورة الجاثية
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
رد: الجزء الرابع والاخير من تفسير سورة الجاثية
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» تفسير الجزء الثاني والاخير من سورة نوح
» الجزء الاول من تفسير سورة الجاثية
» الجزء الثاني من تفسير سورة الجاثية
» الجزء الثالث من تفسير سورة الجاثية
» الجزء السادس والاخير من تفسير سورة يس
» الجزء الاول من تفسير سورة الجاثية
» الجزء الثاني من تفسير سورة الجاثية
» الجزء الثالث من تفسير سورة الجاثية
» الجزء السادس والاخير من تفسير سورة يس
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى