الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة القمر
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة القمر
وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) وقوله: ( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ) . وهو إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه كما أخبر < 7-486 >
بنفوذ قدره فيهم، فقال: ( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ ) أي: إنما نأمر
بالشيء مرة واحدة، لا نحتاج إلى تأكيد بثانية، فيكون ذلك الذي نأمر به
حاصلا موجودا كلمح البصر ، لا يتأخر طرفة عين، وما أحسن ما قال بعض الشعراء:
وقوله:
( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ ) يعني: أمثالكم وسلفكم من الأمم
السابقة المكذبين بالرسل، ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) أي: فهل من متعظ بما
أخزى الله أولئك، وقدر لهم من العذاب، كما قال: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ [ سبأ : 54 ]. وقوله:
( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ) أي: مكتوب عليهم في الكتب
التي بأيدي الملائكة عليهم السلام، ( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ ) أي: من
أعمالهم ( مُسْتَطَرٌ ) أي: مجموع عليهم، ومسطر في صحائفهم، لا يغادر صغيرة
ولا كبيرة إلا أحصاها. وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر،
حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير، حدثني عوف
بن الحارث -وهو ابن أخي عائشة لأمها-عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول: "يا عائشة، إياك ومُحَقِّرات الذنوب، فإن لها من الله
طالبا". ورواه النسائي وابن ماجه، من طريق سعيد بن مسلم بن بانك المدني . وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلم هذا من وجه آخر
، ثم قال سعيد: فحدثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي: ويحك يا سعيد بن
مسلم! لقد حدثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره، فأتاه آت في
منامه فقال له: يا سليمان:
< 7-487 > وقوله:
( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ) أي: بعكس ما الأشقياء فيه
من الضلال والسُّعر والسحب في النار على وجوههم، مع التوبيخ والتقريع
والتهديد. وقوله: ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ ) أي: في دار كرامة الله
ورضوانه وفضله، وامتنانه وجوده وإحسانه، ( عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) أي:
عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها، وهو مقتدر على ما يشاء مما
يطلبون ويريدون؛ وقد قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو
-يَبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم-قال: "المقسطون عند الله يوم
القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين: الذين يعدلون
في حكمهم وأهليهم وما ولوا". انفرد بإخراجه مسلم والنسائي، من حديث سفيان بن عيينة، بإسناده مثله . آخر تفسير سورة "اقتربت"، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة
بنفوذ قدره فيهم، فقال: ( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ ) أي: إنما نأمر
بالشيء مرة واحدة، لا نحتاج إلى تأكيد بثانية، فيكون ذلك الذي نأمر به
حاصلا موجودا كلمح البصر ، لا يتأخر طرفة عين، وما أحسن ما قال بعض الشعراء:
إذَا مــا أرَادَ اللــه أمْــرًا فَإِنَّمـا | | يقُـــولُ لـــهُ: كُــنْ , قَوَلــةً فَيَكُونُ |
( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ ) يعني: أمثالكم وسلفكم من الأمم
السابقة المكذبين بالرسل، ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) أي: فهل من متعظ بما
أخزى الله أولئك، وقدر لهم من العذاب، كما قال: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ [ سبأ : 54 ]. وقوله:
( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ) أي: مكتوب عليهم في الكتب
التي بأيدي الملائكة عليهم السلام، ( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ ) أي: من
أعمالهم ( مُسْتَطَرٌ ) أي: مجموع عليهم، ومسطر في صحائفهم، لا يغادر صغيرة
ولا كبيرة إلا أحصاها. وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر،
حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير، حدثني عوف
بن الحارث -وهو ابن أخي عائشة لأمها-عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول: "يا عائشة، إياك ومُحَقِّرات الذنوب، فإن لها من الله
طالبا". ورواه النسائي وابن ماجه، من طريق سعيد بن مسلم بن بانك المدني . وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلم هذا من وجه آخر
، ثم قال سعيد: فحدثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي: ويحك يا سعيد بن
مسلم! لقد حدثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره، فأتاه آت في
منامه فقال له: يا سليمان:
لا تَحْــقِرنَّ مِـنَ الذنـوبِ صَغِـيـرا | | إن الصَّغـير غــدًا يعــود كبيـرا |
إن الصغــير ولــو تقـادم عهـده | | عنــد الإلــه مُسَــطَّرٌ تســطيـرا |
فـازجر هـواك عـن البطالـة لا تكن | | صعـــب القيـاد وشـمرن تشميرا |
إن المُحِـــبَّ إذا أحـــب إلهــهُ | | طــار الفــؤاد وأُلْهِــم التفكـيــرا |
فاســأل هــدايتك الإلــه بِنِيَّــة | | فَكَــفَى بِــرَبّكَ هاديــا ونصـيرا |
( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ) أي: بعكس ما الأشقياء فيه
من الضلال والسُّعر والسحب في النار على وجوههم، مع التوبيخ والتقريع
والتهديد. وقوله: ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ ) أي: في دار كرامة الله
ورضوانه وفضله، وامتنانه وجوده وإحسانه، ( عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) أي:
عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها، وهو مقتدر على ما يشاء مما
يطلبون ويريدون؛ وقد قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو
-يَبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم-قال: "المقسطون عند الله يوم
القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين: الذين يعدلون
في حكمهم وأهليهم وما ولوا". انفرد بإخراجه مسلم والنسائي، من حديث سفيان بن عيينة، بإسناده مثله . آخر تفسير سورة "اقتربت"، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة
رد: الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة القمر
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة القمر
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة القمر
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
رد: الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة القمر
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الحشر
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة محمد
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الواقعة
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الرحمان
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الذاريات
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة محمد
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الواقعة
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الرحمان
» الجزء الرابع والأخير من تفسير سورة الذاريات
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى