الفرزدق:ألستم عائجين بنا لعنا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الفرزدق:ألستم عائجين بنا لعنا
ألَسْتُمْ عَائِجِينَ بِنَا لَعَنّا | نَرَى العَرَصَاتِ أوْ أثَرَ الخِيَامِ |
فَقَالُوا: إنْ فَعَلْتَ، فَأغْنِ عَنّا | دُمُوعاً غَيْرَ رَاقِيَةِ السّجَامِ |
فكَيْفَ إذا رَأيْتُ دِيَارَ قَوْمي | وَجِيرَانٍ لَنَا، كَانُوا، كِرَامِ |
أُكَفْكِفُ عَبْرَةَ العَيْنَيْنِ مِنّي، | وَمَا بَعْدَ المَدَامِعِ مِنْ مَلامِ |
سَيُبْلِغُهُنّ وَحْيَ القَوْلِ عَنّي، | وَيُدْخِلُ رَأسَهُ تَحَتْ القِرَامِ |
أُسَيّدُ ذُو خُرَيّطَةٍ نَهَاراً | مِنَ المُتَلَقّطي قَرَدَ القُسَامِ |
فَقُلْنَ لَهُ نَوَاعِدُهُ الثّرَيّا، | وَذاكَ عَلَيْهِ مُرْتَفِعُ الزّحَامِ |
رَآني الغَانِيَاتُ فَقُلْنَ: هذا | أبُونَا جَاءَ مِنْ تَحْتِ السِّلامِ |
فَإنْ يَضْحَكْنَ أوْ يَسْخَرْنَ مِني | فإني كُنْتُ مِرْقَاصَ الخِدَامِ |
وَلَوْ جَدّاتهنّ سَألْنَ عَنّي | رَجَعْنَ إليّ أضْعَافَ السَّلامِ |
رَأيْنَ شُرُوخَهُنّ مُؤزَّرَاتٍ | وَشَرْخَ لِدِيّ أسْنَانَ الهِرَامِ |
تَقُولُ بَنيّ: هَلْ يَكُ مِنْ رُجَيْلٍ | لِقَوْمٍ مِنْكَ غَيرَ ذَوي سَوَامِ |
فَتَنْهَضَ نَهْضَةً، لِبَنِيكَ فِيهَا | غِنىً لَهُمُ مِنَ المَلِكِ الشّآمي |
فَقُلْتُ لهُمْ: وَكَيفَ وَلَيسَ أمشِي | على قَدَمَيّ وَيْحَكُمُ مَرَامي |
وَهَلْ لي حِيلَةٌ لَكُمُ بِشَيْءٍ، | إذا رِجْلايَ أسْلَمَتَا قِيَامي |
رَمَتْني بِالثّمَانِينَ اللّيَالي، | وَسَهْمُ الدّهْرِ أصْوَبُ سَهِمِ رَامي |
وَغَيّرَ لَوْنَ رَاحِلَتي وعلَوْني | تَرَدّيَّ الهَوَاجِرَ وَاعْتِمَامي |
وَإقْبَالُ المَطِيّةِ كُلَّ يَوْمٍ، | مِنَ الجَوْزاءِ، مُلْتَهِبِ الضّرَامِ |
وَإدْلاجي، إذا الظّلْمَاءُ جارَتْ، | إلى طَرْدِ النّهَارِ، دُجَى الظّلامِ |
أقُولُ لِنَاقَتي، لَمّا تَرَامَتْ | بِنَا بيدٌ مُسَرْبَلَةُ القَتَامِ: |
أغِيثي، مَنْ وَرَاءَكِ، مِنْ رَبِيعٍ | أمَامَكِ مُرْسَلٍ بِيَدَيْ هِشَامِ |
يَدَيْ خَيْرِ الّذِينَ بَقُوا وَمَاتُوا، | إمَاماً وَابْن أمْلاكٍ عِظَامِ |
بِهِ يُحْيِي البِلادَ وَمَنْ عَلَيْهَا | مِنَ النَّعَمِ البَهَائِمِ وَالأنَامِ |
مِنَ الوَسْمِيّ مُبْتَرِكٌ بُعَاقٌ، | يَسُوقُ عِشَارَ مُرْتَجِزٍ، رُكَامِ |
فَإنْ تُبْلِغْكِ أرْبَعُكِ اللّوَاتي | بهِنّ إلَيْكِ أرْجِعْ كُلّ عَامِ |
تَكُوني مِثْل مَيْتَةٍ، فَحَيّتْ | وَقَدْ بَلِيَتْ بِتَنْضَاحِ الرِّهَامِ |
قَد اسْتَبْطأَتُ نَاجِيَةً ذَمُولاً، | وَإنّ الهَمّ بي فيهِا لَسَامي |
أقُولُ لها، إذا عَطَفَتْ وَعَضّتْ | بمُورِكَةِ الوِرَاكِ مَعَ الزّمَامِ: |
إلامَ تَلَفّتِينَ، وَأنْتِ تَحْتي، | وَخَيْرُ النّاسِ كُلّهِمُ أمَامي |
مَتى تَأتي الرّصَافَةَ تَسْتَرِيحي | مِنَ التّهْجِيرِ وَالدَّبَرِ الدّوَامي |
وَيُلْقَى الرّحْلُ عَنْكِ وَتَسْتَغِيثي | بمِلْءِ الأرْضِ والمَلِكِ الهُمَامِ |
كَأنّ أرَاقِماً عَلِقَتْ يَدَاهَا، | مُعَلَّقَةً إلى عَمَد الرّخَامِ |
تَزِفُّ إذا العُرَى لَقِيَتْ بُرَاهَا | زَفِيفَ الهَادِجَاتِ مِنَ النَّعَامِ |
ذا رَضْرَاضَةٌ وَطِئَتْ عَلَيْهَا | خَضَبْنَ بُطُونَ مُثْعَلَةٍ رِثَامِ |
إذا شَرَكُ الطّرِيقِ تَرَسّمَتْهُ | تَأوّدُ تَحتْهُ حَذَرَ الكِلامِ |
كَأنّ العَنْكَبُوتَ تَبِيتُ تَبْني | على الخَيْشُومِ مِنْ زَبَدِ اللُّغَامِ |
أخِشّةَ كُلّ جُرْشُعَةٍ وَغَوْجٍ، | مِنَ النَّعَمِ الّذِي يَحْمي سَنَامي |
كَأنّ العِيسَ حِينَ أُنِخْنَ هَجْراً | مُفَقّأةٌ نَواظِرُهَا سَوَامي |
تُثِيرُ قَعاقَعَ الأْلْحَى، إذا مَا | تَلاقَتْ هَاجِدَ العَرَقِ النّيَامِ |
فَمَا بَلَغَتْ بِنَا إلاّ جَرِيضاً، | بِنِقْيٍ في العِظَامِ وَلا السَّنَامِ |
كَأنّ النّجْمَ وَالجَوْزَاءَ يَسْرِي | على آثَارِ صَادِرَةٍ أوَامِ |
وَصَادِيَةُ الصّدُورِ نَضَحْتُ لَيْلاً | لَهُنّ سِجَالَ آجِنَةٍ طَوَامي |
كَأنّ نِصَالَ يَثْرِبَ سَاقَطَتْهَا | على الأرْجَاءِ مِنْ رِيشِ الحَمَامِ |
عَمَدْتُ إلَيْكَ خَيرَ النّاسَ حَيّاً، | لَتَنعَشَ، أوْ يكُونَ بكَ اعْتِصَامي |
إلى مَلِكِ المُلُوكِ جَمَعْتُ هَمّي، | على المُتَرَدَّفَاتِ مِنَ السَّمَامِ |
مِنَ السّنَةِ الّتي لمْ تُبْقِ شَيْئاً | مِنَ الأنْعَامِ بَالَيِةَ الثُّمَامِ |
وَحَبْلُ الله حَبْلُكَ مَنْ يَنَلْهُ | فَمَا لِعُرىً إلَيْهِ مِن انْفِصَامِ |
فَإنّي حَامِلٌ رَحْلي، ورَحْلي | إلَيْكَ على الوُهُونِ مِنَ العِظَامِ |
على سُفُنِ الفَلاةِ مُرَدَّفَاتٍ، | جُنَاةَ الحَرْبِ بِالذَّكَرِ الحُسَامِ |
يَداكَ يَدٌ، رَبِيعُ النّاسِ فِيهَا، | وَفي الأخْرى الشّهُورُ مِنَ الحَرَامِ |
فَإنّ النّاسَ لَوْلا أنْتَ كَانُوا | حَصى خَرَزٍ تَسَاقَطَ مِنْ نِظَامِ |
وَلَيْسَ النّاسُ مُجْتَمِعَينَ إلاّ | لخِنْدِفِ في المَشُورَةِ وَالخِصَامِ |
وَبَشّرَتِ السّمَاءُ الأرْضَ لَمّا | تَحدّثْنَا بِإقْبَالِ الإمَامِ |
إلى أهْلِ العِرَاقِ وَإنّمَا هُمْ | بَقَايَا مِثْلُ أشْلاءٍ وَهَامِ |
أتَانَا زَائِراً كَانَتْ عَلَيْنَا | زِيَارَتُهُ مِنَ النِّعَمِ العِظَامِ |
أمِيرُ المُؤمِنِينَ بِهِ نُعِشْنَا، | وَجُذَّ حِبَالُ آصَارِ الإثَامِ |
فَجَاءَ بِسُنّةِ العُمَرَيْنِ، فِيهَا | شِفَاءٌ للصّدُورِ مِنَ السّقَامِ |
رَآكَ الله أوْلى النّاسِ طُرّاً، | بأعْوَادِ الخِلافَةِ وَالسّلامِ |
إذا مَا سَارَ في أرْضٍ تَرَاهَا | مُظَلَّلَةً عَلَيْهِ مِنَ الغَمَامِ |
رَأيْتُكَ قَدْ مَلأتَ الأرْضَ عَدْلاً | وَضَوْءاً، وَهْيَ مُلْبَسَةُ الظّلامِ |
رَأيْتُ الظّلْمَ لَمّا قُمْتَ جُذّتْ | عُرَاهُ بِشَفْرَتَيْ ذَكَرٍ هُذَامِ |
تَعَنّ، فَلَسْتَ مُدْرِكَ مَا تَعَنّى | إلَيْهِ بِسَاعِدَيْ جُعَلِ الرَّغَامِ |
سَتَخْزَى، إنْ لَقِيتَ بِغَوْرِ نَجْدِ | عَطِيّةَ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالمَقَامِ |
عَطِيّةَ فَارِسَ القَعْسَاءِ يَوْماً، | وَيَوْماً، وَهْيَ رَاكِدَةُ الصّيَامِ |
إذا الخَطَفَى لَقِيتَ بِهِ مُعَيْداً، | فَأيُّهُمَا يُضَمِّرُ للضِّمَا |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» الفرزدق :
» الفرزدق :
» الفرزدق :لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
» الفرزدق:
» الفرزدق :إن يك سيف خان أو قدر أبى
» الفرزدق :
» الفرزدق :لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
» الفرزدق:
» الفرزدق :إن يك سيف خان أو قدر أبى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى