الفرزدق :كم من مناد والشريفان دونه
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الفرزدق :كم من مناد والشريفان دونه
كَمْ مِنْ مُنَادٍ، وَالشّرِيفانِ دونهُ، | إلى الله تُشْكَى وَالوَليدِ مَفَاقِرُهْ |
يُنَادِي أمِيرَ المُؤمِنِينَ ودُونَهُ | مَلاً تَتَمَطّى بِالمَهَارِي ظَهَائرُهْ |
بَعِيدُ نِيَاطِ المَاءِ، يَسْتَسْلِمُ القطا | بِهِ، وَأدِلاّءُ الفَلاةِ حَيَائِرُهْ |
يَبِيتُ يُرَامي الذّئْبَ دُونَ عِيَالِهِ، | وَلوْ ماتَ لم يشبعْ عن العظمِ طائِرُهْ |
رَأوْني، فَنَادَوْني، أسُوقُ مَطِيّتي، | بأصْوَاتِ هُلاّكٍ سِغابٍ حَرَائِرُهْ |
فَقالوا: أغِثْنَا، إنْ بَلَغْتَ، بدَعوَةٍ | لَنا عِندَ خَيرِ النّاسِ، إنّكَ زَائِرُهْ |
فَقُلْتُ لهمْ: إنْ يُبْلِغِ الله نَاقَتي | وَإيّايَ أُنْبي بالّذي أنَا خَابِرُهْ |
بحَيْثُ رَأيْتُ الذّئْبَ كُلَّ عَشِيّةٍ | يَرُوحُ على مَهزُولِكُمْ وَيُباكِرُهْ |
لِيَجْتَرَّ مِنْكُمْ إنْ رَأى بَارِزاً لَهُ | من الجِيَفِ اللاّئي عليكم حظائرُهْ |
أغِثْ مُضَراً! إنّ السِّنِينَ تَتَابَعَتْ | عَلَيْهَا بحَزٍّ يكسِرُ العَظمَ جازِرُهْ |
فكُلُّ مَعَدٍّ غَيْرُهُمْ حَوْلَ ساعدٍ | من الرِّيفِ لم تُحظَرْ عليهم قناطرُهْ |
وَهُمْ حَيثُ حَلّ الجوعُ بَينَ تِهَامةٍ | وَخَيْبرَ وَالوَادي الذي الجوعُ حاضرُهْ |
بِوَادٍ بِهِ مَاءُ الكُلابِ، وَبَطْنُهُ | بهِ العَلَمُ الباكي من الجوعِ ساجرُهْ |
وَهَمّتْ بتَذبيحِ الكِلابِ من الّذي | بهَا أسَدٌ إذ أمْسَكَ الغَيثَ ماطِرُهْ |
وَحَلّتْ بدَهناها تَميمٌ، وَألْجَأتْ | إلى رِيفِ بَرْنيٍّ كَثِيرٍ تَمَائِرُهْ |
كَأنّهُمْ للمُبْتَغي الزّادِ عِنْدَهُمْ | بَخَاتيُّ جَمّالٍ ضَمُورٍ قَيَاسِرُهْ |
وَلَوْ لمْ تَكُنْ عَبسٌ تُقَاتِلُ مَسَّها | منَ الجُوعِ ضُرٌّ لا يُغَمِّضُ ساهرُهْ |
ولَكِنّهُمْ يَسْتَكْرِهُونَ عَدُوَّهمْ | إذا هَزّ خِرْصَانَ الرّماحِ مَساعِرُهْ |
ألا كُلُّ أمْرٍ يا ابنَ مَرْوَانَ ضَائِعٌ | إذا لمْ تَكُنْ في رَاحَتَيكَ مَرَائِرُهْ |
وَكُلُّ وُجُوهِ النّاسِ، إلاّ إلَيْكُمُ | يَتِيهُ بضُلاّلٍ عنِ القصْدِ جائرُهْ |
أغِثْني بِكُنْهي في نِزَارٍ وَمُقْبَلي، | فَإني كَرِيمُ المَشْرِقَينِ وَشَاعِرُهْ |
وَإنّكَ رَاعي الله في الأرْضِ تَنْتَهي | إلَيْكَ نَوَاصي كُلِّ أمْرٍ وَآخِرُهْ |
وَما زِلْتُ أرْجُو إلَ مَرْوَانَ أنْ أرَى | لَهُمْ دَوْلَةً وَالدّهرُ جَمٌّ دوَائِرُهْ |
لَدُنْ قُتِلَ المَظْلومُ أنْ يَطْلُبوا بهِ، | وَمَوْلى دَمِ المَظْلُومِ منهُمْ وَثائِرُهْ |
وَمَا لَهُمُ لا يُنْصَرُونَ وَمِنْهُمُ | خَلِيلُ النبيِّ المُصْطَفَى وَمُهاجِرُهْ |
مُلُوكٌ لهمْ مِيرَاثُ كُلِّ مَشْورَةٍ، | وَبالله طاوِي الأمرِ مِنْهُمْ وَنَاشِرُهْ |
وَكائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ | إلَيْكَ وَمِنْ لَيْلٍ تُجِنّ حظائرُهْ |
لِنَبْلُغَ خَيرَ النّاسِ إنْ بَلَغَتْ بِنَا | مَرَاسِيلُ خَرْقٍ لا تَزَالُ تُساوِرُهْ |
إذا اللّيْلُ أغشاها تكُونُ رِحالُها | مَنازِلَنَا حَتى تَصِيحَ عَصَافِرُهْ |
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مِنْ ذَوَاتِ قِتَالِهَا | مِنْ المُخّ إلاّ في السُّلامى مَصَايرُهْ |
إلى مَلِكٍ، ما أُمُّهُ مِنْ مُحَارِبٍ | أبُوها، وَلا كانَتْ كُلَيْبٌ تُصَاهِرُهْ |
وَلَكِنْ أبُوها من رَوَاحَةَ تَرْتَقي | بأيّامِهِ قَيْسٌ على مَن تُفَاخِرُهْ |
زُهَيْرٌ وَمَرْوَانُ الحِجَازِ كِلاهُمَا | أبُوهَا، لهَا أيّامُهُ وَمَآثِرُهْ |
بهِمْ تَخفِضُ الأذيالَ بعدَ ارْتِفاعِها | مِنَ الفَزَعِ السّاعي نهاراً حَرَائرُهْ |
وَقد خِفتُ حتى لوْ أرَى المَوْتَ مقبلاً | ليَأخُذَني، وَالمَوْتُ يُكرَهُ زَائِرُهْ |
لَكَانَ مِنَ الحجّاجِ أهْوَنَ رَوْعَةً | إذا هُوَ أغْضَى وَهْوَ سامٍ نَوَاظِرُهْ |
أدِبُّ وَدُوني سَيْرُ شَهْرٍ كَأنّني | أرَاكَ، وَلَيلٌ مُستَحيرٌ عساكِرُهْ |
ذَكَرْتُ الذي بَيْني وَبَيْنَكَ بَعدَما | رَمَى بي من نَجدَيْ تِهامَةَ غائِرُهْ |
فأيْقَنْتُ أني إنْ نَأيْتُكَ لمْ يَرِدْ | بي النّأيُ إلاّ كُلَّ شَيءٍ أُحَاذِرُهْ |
وَأنْ لَوْ رَكِبْتَ الرّيحَ ثمّ طَلَبْتَني، | لَكُنْتُ كَشَيءٍ أدْرَكَتهُ مَقادِرُهْ |
فَلَمْ أرَ شَيْئاً غَيرَ إقْبَالِ نَاقَتي | إلَيْكَ وَأمْرِي قَدْ تعيّتْ مصادرُهْ |
وَمَا خاف شَيءٌ لمْ يَمُتْ مِنْ مخَافَةٍ | كما قد أسَرّتْ في فُؤادي ضَمائِرُهْ |
أخَافُ مِنَ الحَجّاجِ سَوْرَةَ مُخدِرٍ | ضَوَارِبَ بالأعْنَاقِ مِنْهُ خَوَادِرُهْ |
مواضيع مماثلة
» الفرزدق :دعاني إلى جرجان والري دونه
» الفرزدق :بنيت بناء يجرض الغيظ دونه
» المتنبي :حجب ذا البحر بحار دونه
» الفرزدق :
» الفرزدق :لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
» الفرزدق :بنيت بناء يجرض الغيظ دونه
» المتنبي :حجب ذا البحر بحار دونه
» الفرزدق :
» الفرزدق :لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى