الفرزدق :كأن فريدة سفعاء راحت
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الفرزدق :كأن فريدة سفعاء راحت
كَأنّ فَرِيدَةً سَفْعَاءَ رَاحَتْ | بِرَحْلي أوْ بَكَرْتُ بها ابتِكَارَا |
لهَا بدَخُولِ حَوْمَلَ بَحْزَجيٌّ | تَرَى في لَوْن جُدّتِهِ احمِرَارَا |
كلوْنِ الأرْضِ يَرْقدُ حيثُ يُضْحي | بِأعْلى التَّلْعِ أضْمَرَتِ الحِذارَا |
عَلَيْهِ فَلَمْ يَئِلْ، وَرَأى خَليعٌ | قَليلُ الشيءِ يَتّبِعُ القِفَارَا |
تَحَرّيها إلَيْهِ، وَحَيْثُ تَنْأى | بِشِقّ النّفْسِ تَرْهبُ أنْ يُضَارَا |
إذا جَمَعَتْ لَهُ لَبَناً أتَتْهُ | بِضَهْلِ وَتينِها تَخشَى الغِرَارَا |
فأوْجَسَ سَمْعُها مِنهُ فأصْغَتْ | غَمَاغِمَ بِالصّرِيمَةِ أوْ خُوَارَا |
فَطافَتْ بالهَبيرِ بحَيْثُ كَانَتْ | بِدِرّتِهَا تَعَهَّدُهُ مِرَارَا |
فَلاَقَتْ حيثُ كانَ دماً وَمَسْكاً | حَديثَ العَهدِ قد سَدِكَ الغُبارَا |
فَرَاحَتْ كالشِّهابِ رَمَى عِشاءً | بِهِ الغِلْمانُ تَقتَحِمُ الخَبَارَا |
فَتِلْكَ كأنّ رَاحِلَتي اسْتَعارَتْ | قَوَائِمَهَا الخَوانِفَ وَالفَقَارَا |
وَإنّا أهْلُ بَادِيَةٍ، وَلَسْنَا | بأهْلِ دَرَاهِمٍ حَضَرُوا القَرَارَا |
أُزَكّي عِنْدَ إبْرَاهِيمَ مَالي، | وَأغْرَمُ عَنْ عُصَاةِ بَني نَوَارَا |
فَإلاّ يَدْفَعِ الجَرّاحُ عَنّي، | أكُنْ نجماً بغَرْبِ الأرْضِ غَارَا |
فَلَوْلا أنْتَ قَدْ هَبَطَتْ رِكابي | مِنَ الأوَدَاةِ أوْدِيَةً قِفَارَا |
قَوَاصِدَ للإمام مُقَلِّصَاتٍ، | يَصِلْنَ بِلَيْلِهِنّ بِنَا النّهَارَا |
كَأنّ نَعَائِماً تَعْوِي بُرَاهَاً، | إذا سَفَرَتْ مَحازِمُها الضِّفَارَا |
وَمَنْ يَرَنَا، وَأرْحُلُنَا عَلَيْهَا، | يُخَيّلْ أنّ ثَمّ بهِا نَفَارَا |
بِأْرْحُلِنَا يَخِدِنَ، وَقَدْ جَعَلْنَا | لِكُلّ نَجيبَةٍ مِنْهَا زِيَارَا |
وَلَوْلا مَوْقِعُ الأحْنَاءِ مِنْهَا، | ومَسُّ حِبالِهَا، حُسِبتْ صُواراَ |
نُضَارُ الدّاعِرِيَّةِ إِنَّ مِنْهَا | إذا نُسِبَتْ أسِرّتُهَا، نُضَارَا |
كَأنّ نَجَاءَ أرْجُلِهِنّ لَمّا | ضَرَحْنَ المَرْوَ يَقتَدحُ الشّرَارَا |
كَأنّ نِعَالَهُنّ مُخَدَّمَاتٍ | عَلى شَرَكِ الطّرِيقِ إذا استَنارَا |
تَساقُطُ رِيشِ غَادِيَةٍ وَغَادٍ، | حَمامَيْ قَفْرَةٍ وَقَعَا فَطَارَا |
تَبِعْنَا مَوْقِعَ النّسْرَينِ حَتى | تَرَكْنَا مُخَّ أسْمَنِهِنّ رَارَا |
إذاً لأقَمْتُ أعْنَاقَ المَطَايَا | إلى مَلِكٍ، إلَيهِ المُلْكُ صَارَا |
أغَرَّ تَنَظَّرُ الآفَاقُ مِنْهُ | غُيُوماً، غَيرَ مُخْلِفَةٍ غِرَارَا |
تُرَاثاً غَيرَ مُغْتَصَبٍ، وَلِكنْ | لِعَدْلِ مَشُوَرَةٍ كَانُوا خِيَارَا |
هُمُ وَرِثُوا الخلافةَ حَيثُ شُقّتْ | عَصَا الإسْلامِ وَاشتغرَ اشتغارَا |
قُلُوبُ مُنافِقينَ طَغَوْا وَشَبّوا، | بِكُلّ ثَنِيّةٍ بِالأرْضِ، نَارَا |
وَلَكِنّي اطْمَأَنّ حَشَايَ لَمّا | عَقَدْتَ لَنَا بذِمّتِكَ الجِوَارَا |
وَمَنْ تَعْقِدْ لَهُ بيَدَيْكَ حَبْلاً | فَقَدْ أخَذَتْ يَداهُ لَهُ الخِيَارَا |
وَما تَكُ يا ابنَ عَبْدِ الله فِينَا، | فَلا ظُلْماً نَخافُ وَلا افْتِقَارَا |
سَيَبْلُغُ مَا جَزَيتُكَ من ثَنَائي، | بِمَكّةَ، مَنْ أقَامَ بهَا وَسَارَا |
ثَنَاءً لَسْتُ كَاذِبَهُ، كَفَتْني | يَداكَ نَوَائِبَ الحَدَثِ الكِبَارَا |
وَمَنْ يَعْقِدْ لَهُ الجَرّاحُ حَبْلاً | فَلا يَخْشَى لِذِمّتِهِ غِرَارَا |
إذا قَحْطَانُ بِالخَيْفَينِ لاقَتْ، | إذا احتَصَرَتْ مَناسِكَها نِزَارَا |
رَأوْا لَكَ غُرّةً فَضَلَتْ عَلَيْهِمْ | مِنَ الأحْساب وَالعَدَدِ الكُثَارَا |
إذا قَزِعَ النّسَاءُ فَلا تُبَالي | لهَا سُوقاً خَرَجْنَ وَلا خِمَارَا |
خَفَضْنَ إذا رَأيْنَكَ كُلَّ ذَيْلٍ | وَوَارَينَ الخَلاخِلَ وَالسّوَارَا |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» روعة الهندسة: مكتبات بتصاميم فريدة
» الفرزدق :
» الفرزدق :لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
» الفرزدق:
» الفرزدق :إن يك سيف خان أو قدر أبى
» الفرزدق :
» الفرزدق :لو كنت من سعد بن ضبة لم أبل
» الفرزدق:
» الفرزدق :إن يك سيف خان أو قدر أبى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى