ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 17:15:37

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B2






وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ
ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ







(187)






لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ
يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ
الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ







(188)






وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ







(189) الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B1
هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب، الذين أخَذ عليهم العهد على
ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن ينوهوا بذكره في
الناس ليكونوا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP على أهْبَة من أمره، فإذا أرسله الله تابعوه، < 2-181 >
فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والآخرة بالدون
الطفيف، والحظ الدنيوي السخيف، فبئست الصفقة صفقتهم، وبئست البيعة بيعتهم.
وفي هذا تَحْذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم، ويُسْلكَ
بهم مَسْلكهم، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع، الدال
على العمل الصالح، ولا يكتموا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
منه شيئا، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: "من سُئِل عن عِلْم فكَتَمه ألْجِم يوم القيامة بِلجَامٍ من
نار".
وقوله تعالى: ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا
وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا [فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ
بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ]الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP)
الآية، يعني بذلك المرائين المتكثرين بما لم يُعْطَوا، كما جاء في
الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ادَّعَى دَعْوى كاذبة
لِيتَكَثَّر بها لم يَزِدْه الله إلا قِلَّة" الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وفي الصحيح: "المتشبع الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَي زُور" الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد: حدثنا حَجَّاج، عن ابن جُرَيْج، أخبرني ابن أبي
مُلَيكة أن حُمَيد بن عبد الرحمن بن عَوْف أخبره: أن مروان قال: اذهب يا
رافع -لبَوَّابه-إلى ابن عباس، رضي الله عنه، فقل الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لئن كان كل امرئ منَّا فَرح بما أتَى الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وأحب أن يحمد بما لم يفعل -معَذَّبًا، لنُعَذبن أجمعون؟ الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فقال ابن عباس: وما لكم الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وهذه؟ إنما نزلت هذه في أهل الكتاب، ثم تلا ابن عباس: ( وَإِذْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ
وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ
ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وتلا ابن عباس: ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا
وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ) الآية. وقال ابن
عباس: سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكتموه الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وأخبروه بغيره، فخرجوا قد أرَوْه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أوتوا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP من كتمانهم ما سألهم عنه.
وهكذا رواه البخاري في التفسير، ومسلم، والترمذي والنسائي في تفسيريهما، وابن أبي حاتم وابن جرير الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وابن مَرْدُويه، والحاكم في مستدركه، كلهم من حديث عبد الملك بن جُرَيج، بنحوه الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 ورواه البخاري أيضا من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عَلقمة بن وقاص: أن < 2-182 >
مَرْوان قال لبوابه: اذهبْ يا رافع إلى ابن عباس، فذكره الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال البخاري: حدثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا محمد بن جعفر، حدثني زيد
بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه؛ أن رجالا من
المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرَج رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تَخَلَّفوا عنه، وفَرِحوا بمقعدهم خلاف رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قَدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو
اعتذروا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: ( لا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا
لَمْ يَفْعَلُوا ) الآية.
وكذا رواه مسلم من حديث ابن أبي مريم، بنحوه الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وقد رواه ابن مَرْدُويه في تفسيره من حديث الليث بن سعد، عن هشَام بن سعد، عن زيد بن أسلم قال: كان الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أبو سعيد ورافع بن خَديج وزيد بن ثابت عند مَرْوان فقال: يا أبا سعيد، رَأيت الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قول الله تعالى: ( لا تَحْسَبَنَّ الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا
لَمْ يَفْعَلُوا ) ونحن نفرح بما أتَيْنا ونُحِب أن نُحْمَد بما لم نفعل؟
فقال أبو سعيد: إن هذا ليس من ذاك، إنما ذاك الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أن ناسا من المنافقين كانوا يَتخلَّفون إذا بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بَعْثًا، فإن كان فيه نَكْبة فرحوا بتخلفهم، وإن كان لهم نَصْر من
الله وفتح حلفوا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
لهم ليرضوهم ويحمدوهم على سرورهم بالنصر والفتح. فقال مروان: أين هذا من
هذا؟ فقال أبو سعيد: وهذا يَعْلَمُ هذا، فقال مروان: أكذلك يا زيد؟ قال:
نعم، صدق أبو سعيد. ثم قال أبو سعيد: وهذا يعلم ذاك الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP -يعني رافع بن خديج-ولكنه يخشى إن أخبرك أن تنزع قَلائصه في الصدقة. فلما خرجوا قال زيد لأبي سعيد الخدري: ألا تحمدني على شهادة لك الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ؟ فقال أبو سعيد: شهدتَ الحق. فقال زيد: أو لا تحمدني على ما شهدت الحق؟
ثم رواه من حديث مالك، عن زيد بن أسلم، عن رافع بن خديج: أنه كان هو
وزيد بن ثابت عند مَروان بن الحكم، وهو أمير المدينة، فقال مروان: يا رافع،
في أي شيء نزلت الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP هذه؟ فذكره الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP كما تقدم عن أبي سعيد، رضي الله عنهم، وكان مَرْوان يبعث الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
بعد ذلك يسأل ابن عباس كما تقدم، فقال له ما ذكرناه، ولا منَافاة بين ما
ذكره ابن عباس وما قاله هؤلاء؛ لأن الآية عامة في جميع ما ذكر، والله أعلم.
وقد روى ابن مَرْدُويه أيضا من حديث محمد بن أبي عَتِيق وموسى بن
عُقْبة، عن الزهْري، عن محمد بن ثابت الأنصاري؛ أن ثابت بن قيس الأنصاري
قال: يا رسول الله، والله لقد خشيت أن أكون < 2-183 >
هلكت. قال: "لم؟" قال: نهى الله المرء أن يُحِب أن يُحْمَدَ بما لم يفعل، وأجدني أُحِبُّ الحمدَ. ونهى الله عن الخُيلاء، وأجدني الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أحب الجمال، ونهى الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
امرؤ جهوري الصوت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تَرْضى أن
تَعِيش حَمِيدا، وتُقْتَل شَهِيدا، وتدخل الجنة؟" قال: بلى يا رسول الله.
فعاش الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP حميدا، وقُتل شهيدا يوم مُسَيْلَمة الكذاب الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقوله: ( فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ) يقرأ
بالتاء على مخاطبة المفرد، وبالياء على الإخبار عنهم، أي: لا تحسبون الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أنهم ناجون من العذاب، بل لا بد لهم منه؛ ولهذا قال: ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
ثم قال: ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) أي: هو مالك كُل شيء، والقادر على كل شيء فلا يعجزه
شيء، فهابوه ولا تخالفوه، واحذروا نقمته وغضبه، فإنه العظيم الذي لا أعظم
منه، القدير الذي لا أقدر منه.
الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B2






إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ







(190)






الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا
خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ







(191)






رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ







(192)






رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ
آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ







(193)






رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ







(194)الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B1
قال الطبراني: حدثنا الحسن بن إسحاق التُسْتَرِي، حدثنا يحيى
الحِمَّاني، حدثنا يعقوب القُمِّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن
جُبَيْر، عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى؟ قالوا:
عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ قالوا: كان
يُبْرِئُ الأكمه والأبرص ويُحيي الموتى: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصَّفا ذَهَبًا. فدعا ربه، فنزلت هذه الآية:
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ ) فليتفكروا فيها الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP < 2-184 >
. وهذا مُشْكل، فإن هذه الآية مدنية. وسؤالهم أن يكون الصفا ذهبا كان بمكة. والله أعلم.
ومعنى الآية أنه يقول تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالأرْضِ ) أي: هذه في ارتفاعها واتساعها، وهذه في انخفاضها وكثافتها
واتضاعها الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وما فيهما من الآيات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات، وثوابتَ وبحار،
وجبال وقفار وأشجار ونبات وزروع وثمار، وحيوان ومعادن ومنافع، مختلفة
الألوان والطعوم والروائح والخواص ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ )
أي: تعاقبهما وتَقَارضهما الطول والقصر، فتارة يطُول هذا ويقصر هذا، ثم
يعتدلان، ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا، ويقصر الذي كان طويلا
وكل ذلك تقدير العزيز الحكيم الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
؛ ولهذا قال: ( لأولِي الألْبَابِ ) أي: العقول التامة الذكية التي تدرك
الأشياء بحقائقها على جلياتها، وليسوا كالصم البُكْم الذين لا يعقلون الذين
قال الله [تعالى]الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فيهم:


الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B2 وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B1
[يوسف:105، 106].
ثم وصف تعالى أولي الألباب فقال: ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) كما ثبت في صحيح البخاري عن
عِمْران بن حُصَين، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"صَلِّ قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لَم تستطع فَعَلَى جَنْبِكَ" الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أي: لا يقطعون ذِكْره في جميع أحوالهم بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم (
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) أي: يفهمون ما
فيهما من الحكَم الدالة على عظمة الخالق وقدرته، وعلمه وحكمته، واختياره
ورحمته.
وقال الشيخ أبو سليمان الداراني: إني لأخرجُ من منزلي، فما يقع بصري على
شيء إلا رأيت لله عَلَي فيه نِعْمَة، أوْ لِي فيه عِبْرَة. رواه ابن أبي
الدنيا في كتاب "التفكر الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 والاعتبار".
وعن الحسن البصري أنه قال: تَفَكُّر سَاعَة خير من قيام ليلة. وقال
الفُضَيل: قال الحسن: الفكرة مِرْآة تريك حَسنَاتك وسيئاتك. وقال سفيان بن
عيينة: الفكرة نور يدخل قلبك. وربما تمثل بهذا البيت:

إذا المــرء كــانت لــه فكْــرَةٌ


ففــي كــل شــيء لـه عـبرَة
وعن عيسى، عليه السلام، أنه قال: طُوبَى لمن كان قِيلُه تذكّرًا، وصَمْته تَفكُّرًا، ونَظَره عبرًا.
وقال لقمان الحكيم: إن طول الوحدة ألْهَمُ للفكرة، وطولَ الفكْرة دليل على طَرْق باب الجنة.
وقال وهب بن مُنَبِّه: ما طالت فكرة امرِئ قط إلا فهم، وما الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فهم امرؤ قط إلا علم، وما علم امرؤ قط إلا عمل.
< 2-185 >

وقال عمر بن عبد العزيز: الكلام بذكر الله، عز وجل، حَسَن، والفكرة في نعم الله أفضل العبادة.
وقال مغيث الأسود: زوروا القبور كل يوم تفكركم، وشاهدوا الموقف بقلوبكم،
وانظروا إلى المنصرف بالفريقين إلى الجنة أو النار، وأشعروا قلوبكم
وأبدانكم ذكر النار ومقامعها وأطباقها، وكان يبكي عند ذلك حتى يُرْفع
صَريعا من بين أصحابه، قد ذهب عقله.
وقال عبد الله بن المبارك: مَرَّ رجل برَاهبٍ عند مَقْبَرة ومَزْبَلَة،
فناداه فقال: يا راهب، إن عندك كَنزين من كنوز الدنيا لك فيهما مُعْتَبَر،
كنز الرجال وكنز الأموال.
وعن ابن عمر: أنه كان إذا أراد أن يتعاهد قلبه، يأتي الخَرِبة فيقف على
بابها، فينادي بصوت حزين فيقول: أين أهْلُك؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول:
الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B2 كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ
الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B1
[القصص:88].
وعن ابن عباس أنه قال: ركعتان مقتصدتان في تَفكُّر، خير من قيام ليلة والقلب ساه الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال الحسن: يا ابن آدم، كُلْ في ثلث بطنك، واشرب في ثلثه، ودع ثلثه الآخر تتنفَّس للفكرة.
وقال بعض الحكماء: من نظر إلى الدنيا بغير العبرة انطَمَسَ مِنْ بَصَرِ قلبه بقدر تلك الغَفْلَة.
وقال بِشْر بن الحارث الحافي: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه.
وقال الحسن، عن عامر بن عبد قيس قال: سمعت غير واحد ولا اثنين ولا ثلاثة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: إن ضياء الإيمان، أو نور
الإيمان، التفكر.
وعن عيسى، عليه السلام، أنه قال: يا ابن آدم الضعيف، اتق الله حيثما
كنت، وكُنْ في الدنيا ضَيْفًا، واتَّخِذِ المساجدَ بيتا، وعَلِّم عينيك
البكاء، وجَسَدك الصَّبْر، وقلبك الفِكْر، ولا تهتم برزق غد.
وعن أمير المؤمنين عُمَرَ بن عبد العزيز، رضي الله عنه، أنه بكى يوما
بين أصحابه، فسُئل عن ذلك، فقال: فَكَّرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها،
فاعتبرت منها بها، ما تكاد شهواتها تَنْقَضي حتى تكدرها مرارتُها، ولئن لم
يكن فيها عبرة لمن اعتبر إن فيها مواعظ لمن ادّكر.
وقال ابن أبي الدنيا: أنشدني الحُسَين بن عبد الرحمن:

نزهَــــة المـــؤمن الفكَـــرْ


لــــذّة المــــؤمن العِـــبرْ

نحــــمدُ اللــــهَ وَحْــــدَه


نحْـــنُ كـــل عَــلَى خَــطَرْ

رُبّ لاهٍ وعُمْــــــــــــرُه


قـــد تَقَضّـــى ومــا شَــعَرْ

رُبّ عيش قَـــدْ كَـــانَ فـــو


ق المُنَـــى مُـــونقَ الزَهَـــرْ

فـي خَـــرير الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP مـــن العيُـو


ن وَظــــل مـــن الشَّـــجَرْ

وسُــــرُور مــــن النَّبـــا


ت وَطيــــب مـــنَ الثَمَـــرْ

غَيَّـــرَتْــــه وَأهْـلَـــهُ الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP


ســـــرعةُ الــدّهْـر بالغَيــرْ < 2-18 >

نَحْــــمَد اللــــه وحــــده


إنّ فــــــي ذا لمعتــــــبر

إن فــــــي ذَا لَعــــــبرةً


للبيــــــب إن اعْتَــــــبَرْ
وقد ذمّ الله تعالى مَنْ لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته، فقال:الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B2 وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  B1
[يوسف:105، 106] ومدح عباده المؤمنين: ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) قائلين ( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا )
أي: ما خلقت هذا الخلق عَبَثًا، بل بالحق لتجزي الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الذين أساؤوا بما عملوا، وتجزي الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
الذين أحسنوا بالحسنى. ثم نزهوه عن العبث وخلق الباطل فقالوا: (
سُبْحَانَكَ ) أي: عَنْ أن تخلق شيئا باطلا ( فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
أي: يا من خَلَق الخلق بالحق والعدل يا من هو مُنزه عن النقائص والعيب
والعبث، قنا من الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عذاب النار بحولك وقوتك وَقيضْنَا لأعمال ترضى بها عنا، ووفقنا لعمل صالح تهدينا به إلى جنات النعيم، وتجيرنا به من عذابك الأليم.
ثم قالوا: ( رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ
أَخْزَيْتَهُ ) أي: أهنته وأظهرت خزيه لأهل الجمع ( وَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ أَنْصَارٍ ) أي: يوم القيامة لا مُجِير لهم منك، ولا مُحِيد لهم عما
أردت بهم. ( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي
لِلإيمَانِ ) أي: داعيا يدعو إلى الإيمان، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم (
أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ) أي يقول: ( آمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآمَنَّا ) أي: فاستجبنا له واتبعناه ( رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا ) أي: بإيماننا واتباعنا نبيك فاغفر لنا ذنوبنا، أي: استرها (
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ) أي: فيما بيننا وبينك ( وَتَوَفَّنَا
مَعَ الأبْرَارِ ) أي: ألحقنا بالصالحين ( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا
وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ ) قيل: معناه: على الإيمان برسلك. وقيل: معناه:
على ألسنة رسلك. وهذا أظهر.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمرو
بن محمد، عن أبي عِقَال، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "عَسْقَلان أحد العروسين، يبعث الله منها يوم
القيامة سبعين الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ألفًا لا حساب عليهم، ويبعث منها خمسين الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
ألفا شهداء وُفُودًا إلى الله، وبها صُفُوف الشهداء، رؤوسهم مُقَّطعة في
أيديهم، تَثِجّ أوداجهم دما، يقولون: ( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا
عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ
الْمِيعَادَ ) فيقول: صَدَق عبدي، اغسلوهم بنهر البيضة. فيخرجون منه نقاء
بيضًا، فيسرحون في الجنة حيث شاؤوا".
وهذا الحديث يُعد من غرائب المسند، ومنهم من يجعله موضوعا، والله أعلم الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
< 2-187 >

( وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) أي: على رؤوس الخلائق (
إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) أي: لا بد من الميعاد الذي أخبرتَ عنه
رسُلَك، وهو القيام يوم القيامة بين يديك.
وقد قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا الحارث بن سُرَيْج الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
حدثنا المعتمر، حدثنا الفضل بن عيسى، حدثنا محمد بن المنكدر؛ أن جابر بن
عبد الله حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العار والتخزية تبلغ
الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP من ابن آدم في القيامة في المقام بين يدي الله، عز وجل، ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار" حديث غريب الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات العشر من
آخر آل عمران إذا قام من الليل لتهجده، فقال البخاري، رحمه الله:
حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرني شريك بن عبد الله
بن أبي نَمْر، عن كُرَيب عن ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة، فتحدث رسول
الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثُلث الليل الآخر
قَعد فنظر إلى السماء فقال: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ ) ثم قام
فتوضأ واستن. فصلى إحدى عَشْرَة الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ركعة. ثم أذّن بلالٌ فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى بالناس الصبح.
وكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن إسحاق الصنعاني، عن ابن أبي مريم، به الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ثم رواه البخاري من طُرقٍ عن مالك، عن مَخْرَمَة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عَرْض الوسادة، واضطجع الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طُولها، فنام رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل -أو قبله بقليل، أو بعده بقليل -استيقظَ
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من منامه، فجعل يمسحُ النومَ عن وجهه بيده،
ثم قرأ العشر الآيات الخواتيمَ من سُورة آل عمران، ثُم قام إلى شَنّ معلقة
فتوضأ منها فأحسن وُضُوءه الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
ثم قام يصلّي -قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذَهَبتُ فقمت إلى
جَنْبه -فوضع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَه اليمنى على رأسي، وأخذ
بأذني اليمنى يَفْتلُها الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم
أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خَرَجَ
فصلّى الصبح.
وهكذا أخرجه بقية الجماعة من طُرُق عن مالك، به الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 ورواه مسلم أيضًا وأبو داود من وجوه أخرَ، عن مخرمة بن سليمان، به الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
< 2-188 >

" طريق أخرى " لهذا الحديث عن ابن عباس [رضي الله عنهما]الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
قال أبو بكر بن مَرْدُويه: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي، أخبرنا أبو يحيى بن أبي مسرَّة الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أنبأنا خَلاد بن يحيى، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن المنهال بن عَمْرو، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن عبد الله بن عباس الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
قال: أمرني العباس أن أبيت بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ صلاته.
قال: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة العشاء الآخرة، حتى
إذا لم يبق في المسجد أحد غيره قام الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فمرّ بي، فقال: "من هذا؟ عبد الله؟" فقلت الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP نعم. قال: "فَمَه؟" قلت: أمرني العباسُ أن أبيت بكم الليلة. قال: "فالحق الحق" فلما الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أن دخل قال: "افرشَنْ عبد الله؟" فأتى بوسادة من مسوح، قال فنام رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليها حتى سَمعتُ غَطِيطه، ثم استوى على فراشه قاعدا،
قال: فَرَفَع رأسَه إلى السماء فقال: "سُبحان الملك القدوس" ثلاث مرات، ثم
تلا هذه الآيات من آخر سورة آل عمران حتى ختمها.
وقد روى مسلم وأبو داود والنسائي، من حديث علي بن عبد الله بن عباس الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP حديثا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP في ذلك أيضا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
طريق أخرى رواها ابن مَرْدُويَه، من حديث عاصم بن بَهْدَلَة، عن بعض
أصحابه، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج
ذات ليلة بعد ما مَضى ليل، فنظر إلى السماء، وتلا هذه الآية: ( إِنَّ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ ) إلى آخر السورة. ثم قال: "اللهم اجعل في قلبي
نُورا، وفي سَمْعي نورا، وفي بَصَري نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا،
ومن بين يَدَيّ نورا، ومن خَلْفي نورا، ومن فَوْقي نورا، ومن تحتي نورا،
وأعْظِم لي نورا يوم القيامة " وهذا الدعاء الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 ثابت في بعض طرق الصحيح، من رواية كُريب، عن ابن عباس، رضي الله عنه. الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
ثم روى ابن مَرْدُويَه وابن أبي حاتم من حديث جعفر بن أبي المغيرة، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهود فقالوا: بما جاءكم موسى من
الآيات؟ قالوا: عصاه ويده البيضاء الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا: كان يُبرئ
الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع
لنا ربك الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
يجعل لنا الصَّفَا ذَهَبًا. فدعا ربه، عز وجل، فنزلت: ( إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ
لأولِي الألْبَابِ ) قال: "فليتفكروا فيها" الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 لفظ ابن مَرْدُويَه. < 2-189 >
وقد تقدم سياق الطبراني لهذا الحديث في أول الآية، وهذا يقتضي أن تكون الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP هذه الآيات مكية، والمشهور أنها مدنية، ودليله الحديث الآخر، قال ابن مَرْدويه :
حدثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن على الحراني، حدثنا
شجاع بن أشرس، حدثنا حَشْرج بن نباتة الواسطي أبو مكرم، عن الكلبي -هو أبو
جَنَاب الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP [الكلبي]الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
-عن عطاء قال: انطلقت أنا وابن عمر وعُبَيد بن عُمَير إلى عائشة، رضي الله
عنها، فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب، فقالت: يا عبيد، ما يمنعك من
زيارتنا؟ قال: قول الشاعر :

زُر غبّا تزدد حُبّا
فقال ابن عمر: ذرينا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فَبَكَتْ وقالت
: كُلُّ أمره كان عجبا، أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي، ثم قال: ذريني
أتعبد لربي [عز وجل]الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك، وإني أحب الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أن تَعبد لربك. فقام إلى القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي،
فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بَل الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى،
حتى إذا أتى بلال يُؤذنه بصلاة الصبح قالت: فقال: يا رسول الله، ما يُبكيك؟
وقد غفر الله لك ذنبك ما تقدم وما تأخر، فقال: "ويحك يا بلال، وما يمنعني
أن أبكي وقد أنزل الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عليّ في هذه الليلة: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ ) " ثم قال:
"ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها".
وقد رواه عَبْد بن حُمَيد، عن الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP جعفر بن عَوْن، عن أبي الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP جَنَاب الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الكلبي عن الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عطاء، بأطول من هذا وأتم سياقا الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وهكذا رواه أبو حاتم ابن حبان في صحيحه، عن عمران بن موسى، عن عثمان بن
أبي شيبة، عن يحيى بن زكريا، عن إبراهيم بن سُوَيد النَّخعي، عن عبد الملك
بن أبي سليمان، عن عطاء قال: دخلت أنا [وعبد الله بن عمر]الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وعُبَيد بن عُمَير على عائشة الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فذكر الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP نحوه.
وهكذا رواه عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب "التفكر والاعتبار"
عن شجاع بن أشرص، به. ثم قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز: سمعت سُنَيْدًا
يذكر عن سفيان -هو الثوري-رفعه قال: من قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيه
ويْلَه. يعد بأصابعه عشرا. قال الحسن بن عبد العزيز: فأخبرني < 2-190 >
عُبَيد بن السائب قال: قيل للأوزاعي: ما غاية التفكر فيهن؟ قال: يقرأهن وهو يعقلهن.
قال ابن أبي الدنيا: وحدثني قاسم بن هاشم، حدثنا علي بن عَيَّاش، حدثنا
عبد الرحمن بن سليمان قال: سألت الأوزاعي عن أدنى ما يَتَعلق به المتعلق
من الفكر فيهن وما ينجيه من هذا الويل؟ فأطرق هُنَيّة الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ثم قال: يقرؤهن وهو يَعْقلُهُن.
[حديث آخر فيه غرابة: قال أبو بكر بن مردويه: أنبأنا عبد الرحمن بن
بشير بن نمير، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم البستي ح وقال: أنبأنا إسحاق بن
إبراهيم بن زيد، حدثنا أحمد بن عمرو قالا أنبأنا هشام بن عمار، أنبأنا
سليمان بن موسى الزهري، أنبأنا مظاهر بن أسلم المخزومي، أنبأنا سعيد بن أبي
سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر
آيات من آخر سورة آل عمران كل ليلة. مظاهر بن أسلم ضعيف]




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 18:39:36

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:20:58

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف طريق النجاح الجمعة 3 يونيو - 11:00:59

شــــــــــــــــكرآآآآآآآآآآآآ لــــــــــــــــــــــــــــك




طريق النجاح
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 709
تاريخ الميلاد : 07/05/1997
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف M.AYMAN السبت 4 يونيو - 14:46:43

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا





M.AYMAN
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 1898
تاريخ الميلاد : 13/10/1985
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:14:51


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:49:28

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السادس والعشرون من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف انور ابو البصل الأربعاء 23 مايو - 20:34:05


بآرك آلله فيكـم ونفع بكـم
اسأل الله العظيم
أن يرزقكم الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبكم البارئ على ما طرحتـم / خير الثواب
في انتظار جديدكم المميز



انور ابو البصل
انور ابو البصل
عضو قيد النشاط
عضو   قيد النشاط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 2
تاريخ الميلاد : 13/06/1981
العمر : 43

http://anwarbasal.alamuntada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى