ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 17:16:15

[right] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2






فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا
وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا
وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ




(195)
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
يقول تعالى: ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ) أي: فأجابهم ربهم، كما قال الشاعر :

وداعٍ دعـا: يَـا مَـن يجيب إلى النّدى


فَلم يَسْتجبْــه عنْــد ذاك مجيــب الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
قال
سعيد بن منصور: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سلمة، رجل من آل أم
سلمة، قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله، لا نَسْمَع اللهَ ذَكَر النساء في
الهجرة بشيء؟ فأنزل الله [عز وجل] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ
مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ) إلى آخر الآية. وقالت الأنصار: هي أول
ظعينة قَدمت علينا.
وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عُيَيْنة، ثم قال: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقد روى ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، عن أم سَلَمة قالت: آخر آية أنزلت
هذه الآية: ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ
عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) إلى
آخرها. رواه ابن مَرْدُويَه.
ومعنى الآية: أن المؤمنين ذوي الألباب لما سألوا -مما تقدم ذكره-فاستجاب لهم ربهم -عقب ذلك بفاء التعقيب، كما قال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[البقرة:186] . < 2-191 >
وقوله: ( أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ) هذا تفسير للإجابة، أي قال لهم مُجِيبًا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لهم: أنه لا يضيع عمل عامل لديه، بل يُوَفّي كل عامل بقسط عمله، من ذكر أو أنثى.
وقوله: ( بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) أي: جميعكم في ثوابي سَواء (
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا ) أي: تركوا دار الشِّرك وأتَوا إلى دار الإيمان
وفارقوا الأحباب والخلان والإخوان والجيران، ( وَأُخْرِجُوا مِنْ
دِيَارِهِمْ ) أي: ضايقهم المشركون بالأذى حتى ألجؤوهم إلى الخروج من بين
أظهرهم؛ ولهذا قال: ( وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي ) أي: إنما كان ذنْبُهم إلى
الناس أنهم آمنوا بالله وحده، كما قال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[الممتحنة:1] . وقال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[البروج:8] .
وقوله: ( وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا ) وهذا أعلى المقامات أن يقاتل في
سبيل الله، فيُعْقَر جَواده، ويعفَّر وجهه بدمه وترابه، وقد ثبت في الصحيح
أن رجلا قال: يا رسول الله، أرأيت إن قُتلت في سبيل الله صابرا مُحْتَسبا
مُقْبلا غير مُدبِر، أيُكَفِّر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم" ثم قال: "كيف
قلت؟": فأعاد عليه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ما قال، فقال: "نعم، إلا الدَّين، قاله لي جبريل آنفًا".
ولهذا قال تعالى: ( لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) أي: تجري
في خلالها الأنهار من أنواع المشارب، من لبن وعسل وخمر وماء غير آسن وغير
ذلك، مما لا عَيْنَ رَأتْ، ولا أذن سَمِعت، ولا خَطَر على قلب بَشَر.
وقوله: ( ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) أضافه إليه ونسبه إليه لِيدل
على أنه عظيم؛ لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جَزيلا كثيرًا، كما قال
الشاعر :

إن يُعَــذب يَكُــن غَرامًـا وإن يُـعْ


طِ جَـــزيلا فإنَّـــه لا يُبَـــالي
وقوله: ( وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) أي: عنده حُسْن الجزاء لمن عمل صالحا.
قال ابن أبي حاتم: ذكر عن دُحَيم بن إبراهيم: حدثنا الوليد بن مسلم، أخبرني حَرِيز الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP بن عثمان: أن شداد بن أوس كان يقول: يا أيها الناس، لا تَتهِموا الله في قضائه، فإنه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لا يبغي على مؤمن، فإذا نزل بأحدكم شيء مما يُحِب فليحْمَد الله، وإذا أنزل الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP به شيء مما يكره فَليَصْبر وليحتسب، فإن الله عنده حسن الثواب . < 2-192 >

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2




لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ




(196)






مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ







(197)






لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا
عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ







(198)
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
يقول تعالى: لا تنظروا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
إلى ما هؤلاء الكفار مُتْرفون فيه، من النِّعْمَة والغِبْطَة والسرور،
فعَمّا قليل يزول هذا كله عنهم، ويصبحون مُرتَهنين بأعمالهم السيئة، فإنما
نَمُدّ لهم فيما هم فيه استدراجا، وجميع ما هم فيه ( مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ
مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
وهذه الآية كقوله تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[غافر:4] ، وقال تعالى: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[يونس:69، 70] ، وقال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[لقمان:24] ، وقال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[الطارق:17] ، أي: قليلا وقال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2
أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ
مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ
الْمُحْضَرِينَ
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[القصص:61] .
وهكذا لما ذكر حال الكفار في الدنيا وذكر مآلهم إلى النار قال بعده: (
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نزلا ) أي: ضيافة من عند الله (
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأبْرَارِ ).
وقال الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ابن مَرْدُويه: حدثنا أحمد بن نصر الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أخبرنا أبو طاهر سهل بن عبد الله، أنبأنا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP هشام بن عَمَّار، أنبأنا سعيد بن يحيى، أنبأنا عُبَيد الله بن الوليد الوصافي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عن مُحَارب بن دِثَار، عن عَبْد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "إنما سُمّوا الأبرار لأنهم بَرّوا الآباء والأبناء، كما
أن لوالديك عليك حقا، كذلك لولدك عليك حق".
كذا رواه ابن مَرْدُويه عن عَبْد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن جَنَاب، حدثنا عيسى بن يونس، عن عُبَيد الله بن الوليد الوصافي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال: إنما سماهم الله أبرارا لأنهم بَرّوا الآباء والأبناء، كما أن لوالديك الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عليك حقا، كذلك لولدك عليك حق، وهذا أشبه والله أعلم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام
الدَّسْتَوائي، عن رجل، عن الحسن قال: الأبرار الذين لا يؤذون الذَّرّ.
وقال ابن أبي حاتم أيضا: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن خيْثَمَة، عن الأسود قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود-: ما من
نَفْس بَرّة ولا فاجرة إلا الموت خيرٌ لها، لئن كان برا لقد قال الله: (
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأبْرَارِ ). < 2-193 >
وكذا رواه عبد الرزاق، عن الأعمش، عن الثوري، به، وقرأ:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 وَلا يَحْسَبَنَّ

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[آل عمران:178].
وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا إسحاق، حدثنا ابن أبي جعفر، عن
فرج بن فضالة، عن لقمان، عن أبي الدرداء أنه كان يقول: ما من مؤمن إلا
والموت خير له، وما من كافر إلا والموت خير له، ومن لم يصدقني فإن الله
يقول: ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأبْرَارِ ) ويقول:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2
وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ
لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ
عَذَابٌ مُهِينٌ
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2






وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ




(199)







يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ







(200)
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
يخبرُ تعالى عن طائفة من أهل الكتاب أنهم يؤمنون بالله حق الإيمان،
وبما أنزل على محمد، مع ما هم يؤمنون به من الكتب المتقدمة، وأنهم خاشعون
لله، أي: مطيعون له خاضعون متذللون بين يديه، ( لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ
اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا ) أي: لا يكتمون بأيديهم من البشارات بمحمد صلى
الله عليه وسلم، وذكر صفته ونعته ومبعثه وصفة أمته، وهؤلاء هم خيرة أهل
الكتاب وصفوتهم، سواء كانوا هودًا أو نصارى. وقد قال تعالى في سورة القصص: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
الآية [القصص:52-54]، وقال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
الآية [البقرة:121]، وقال:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[الأعراف:159] ، وقال تعالى:
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[آل عمران:113] ، وقال تعالى: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا
* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
[الإسراء:107-109] ، وهذه الصفات توجد في اليهود، ولكن قليلا كما وجد في
عبد الله بن سلام وأمثاله ممن آمن من أحبار اليهود ولم يبلغوا عَشْرَةَ
أنفُس، وأما النصارى فكثير منهم مهتدون وينقادون للحق، كما قال تعالى: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى [ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ
قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ
*
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا
آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
*
وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ
وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ
. الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ] فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1
الآية [المائدة:82-85]، وهكذا قال هاهنا: ( أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ [إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ) الآية. < 2-194 >
وقد ثبت في الحديث أن جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، لَمّا قرأ سورة الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 كهيعص
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1 بحضرة النجاشي ملك الحبشة، وعنده البطاركة والقساوسة الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP بَكَى وبَكَوْا معه، حتى أخْضَبُوا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لِحَاهُم.
وثبت في الصحيحين أن النجاشي لما مات نَعَاه النبي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، وقال: "إن أخًا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لكم بالحبشة قد مات فصَلُّوا عليه". فخرج [بهم] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP إلى الصحراء، فَصفَّهم، وصلّى عليه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وروى ابن أبي حاتم والحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث حماد بن سلمة،
عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لما تُوُفي النجاشي قال رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم: استغفروا لأخيكم . فقال بعض الناس: يأمرنا أن نستغفر لِعِلْج
مات بأرض الحبشة. فنزلت: ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ
لِلَّهِ ) الآية.
ورواه عبد بن حميد وابن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أبي حاتم من طريق أخرى عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الحسن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن النبي صلى الله عليه وسلم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 . ثم رواه ابن مَرْدويه [أيضا] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP من طرق عن حُمَيْد، عن أنس بن مالك نحو ما تقدم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
ورواه أيضًا ابن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP جرير من حديث أبي بكر الهُذَلي، عن قَتَادة، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن جابر قال: قال [لنا] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي: "إن أخاكم أصْحَمة قد
مات". فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى كما يُصَلِّي على الجنائز
فكبر عليه أربعا، فقال المنافقون: يصلي على علج مات بأرض الحبشة: فأنزل
الله [عز وجل] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ [وَمَا
أُنزلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا
يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ) الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقد روى الحافظُ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه أنبأنا أبو العباس
السياري بمرو، حدثنا عبد الله بن علي الغزال، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق،
حدثنا ابن المبارك، أنبأنا مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير،
عن أبيه قال: نزل بالنجاشي عَدُوّ من أرضهم، فجاءه المهاجرون فقالوا: نحب الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أن نَخْرُجَ إليهم حتى نقاتل معك، وترى جرأتنا، ونجزيك بما صنعت بنا. فقال: لا دواء < 2-195 >
بنصرة الله عز وجل خَيْر من دواء بنصرة الناس. قال: وفيه نزلت: ( وَإِنَّ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ
وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ) الآية، ثم قال: هذا حديث
صحيح الإسناد، ولم يخرجاه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال أبو داود: حدثنا محمد بن عَمْرو الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل، عن
محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها،
قالت: لما مات النجاشي كنا نُحَدِّث أنه لا يزال يرى على الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قبره نور الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) يعني: مسلمة أهل الكتاب.
وقال عَباد بن منصور: سألت الحسن البصري عن قوله تعالى: ( وَإِنَّ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ [وَمَا أُنزلَ
إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ] ) الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الآية. قال: هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعوه وعرفوا الإسلام، فأعطاهم الله تعالى أجر اثنين الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP للذي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP كانوا عليه من الإيمان الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قبل محمد صلى الله عليه وسلم وبالذي اتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم. رواهما ابن أبي حاتم.
وقد ثبت في الصحيحين، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ثلاثة يُؤتَوْنَ أجرَهم مرتين" فذكر منهم: "ورجل من أهل الكتاب آمن
بنبيه وآمن بي" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقوله: ( لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا ) أي: لا يكتمون ما بأيديهم من العلم، كما فعله الطائفة المرذولة منهم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP بل يبذلون ذلك مجانا؛ ولهذا قال: ( أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
قال مجاهد: ( سَرِيعُ الْحِسَابِ ) يعني: سريع الإحصاء. رواه ابن أبي حاتم وغيره.
وقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا ) قال الحسن البصري، رحمه الله: أمروا أن يصبروا على دينهم
الذي ارتضاه الله لهم، وهو الإسلام، فلا يدعوه لسرّاء ولا لضرّاءَ ولا
لشِدَّة ولا لرِخَاء، حتى يموتوا مسلمين، وأن يصابروا الأعداء الذين يكتمون
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP دينهم. وكذلك قال غير واحد من علماء السلف.
وأما المرابطة فهي المداومة في مكان العبادة والثبات. وقيل: انتظار الصلاة بعد الصلاة، قاله [مجاهد و] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ابن عباس وسهل بن حُنَيف، ومحمد بن كعب القُرَظي، وغيرهم.
وروى ابن أبي حاتم هاهنا الحديث الذي رواه مسلم والنسائي، من حديث
مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، مولى الحُرَقَة، عن أبيه،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا < 2-196 >
أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغُ الوضوء على
المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم
الرِّبَاط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا موسى بن إسحاق حدثنا أبو جُحَيْفة الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP علي ابن يزيد الكوفي، أنبأنا ابن أبي كريمة، عن محمد بن يزيد الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أقبل عليَّ أبو هريرة يوما فقال: أتدري يا ابن أخي فيم نزلت الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا ) ؟ قلت: لا. قال: أما إنه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه
وسلم غزو يرابطون فيه، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد، يصلون الصلاة
في مواقيتها، ثم يذكرون الله فيها، فعليهم أنزلت: ( اصْبِرُوا ) أي: على
الصلوات الخمس ( وَصَابِرُوا ) [على] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أنفسكم وهواكم ( وَرَابِطُوا ) في مساجدكم ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) فيما عليكم ( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طريق سعيد بن منصور بن المبارك عن
مصعب بن ثابت، عن داود بن صالح، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -بنحوه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقال ابن جرير: حدثني أبو السائب، حدثني ابن فضيل الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن شرحبيل، عن علي، رضي الله عنه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما يُكَفِّر الذنوب
والخطايا؟ إسْباغُ الوُضُوء على المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة،
فذلكم الرِّباط" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال ابن جرير أيضا: حدثنا موسى بن سَهْل الرملي، حدثنا يحيى بن واضح،
حدثنا محمد بن مُهاجر، حدثني يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن
شُرَحْبيل، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أدُلُّكم على ما يَمْحُو الله به الخطايا ويُكفّر به الذنوب؟" قلنا:
بلى يا رسول الله. قال: "إسباغ الوُضوء في أماكنها، وكثرة الخُطا إلى
المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقال ابن مَرْدُويه: حدثني محمد بن علي، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP السلام البيروتي، أنبأنا محمد بن غالب الأنطاكي، أنبأنا عثمان بن عبد الرحمن، أنبأنا الوازع بن نافع، عن أبي سلمة < 2-197 >
بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب، رضي الله عنه، قال: وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل لكم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
إلى ما يمحو الله به الذنوب ويعظم به الأجر؟" قلنا: نعم، يا رسول الله،
وما هو؟ قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة".
قال: "وهو قول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ) فذلك هو الرباط في المساجد" وهذا حديث غريب من هذا الوجه
جدًا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقال عبد الله بن المبارك، عن مُصْعَب بن ثابت بن عبد الله بن
الزُّبَيْر، حدثني داود بن صالح قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا
ابن أخي، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا ) ؟ قال: قلت: لا. قال: إنه -يا ابن أخي-لم يكن في زمان النبي
صلى الله عليه وسلم غَزْو يُرَابَطُ فيه، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة.
رواه ابن جرير، وقد تقدم سياقُ ابن مَرْدُويه، وأنه من كلام أبي هريرة،
فالله أعلم.
وقيل: المراد بالمرابطة هاهنا مرابطة الغزو في نُحور العدو، وحفظ
ثُغور الإسلام وصيانتها عن دخول الأعداء إلى حَوْزَة بلاد المسلمين، وقد
وردت الأخبار بالترغيب في ذلك، وذِكْر كثرة الثواب فيه، فرَوَى البخاري في
صحيحه عن سَهْل بن سَعْد الساعدي، رضي الله عنه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: روى مسلم، عن سَلمان الفارسي، عن رسوله الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال: "رباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وَإنْ مات جَرَى
عليه عمله الذي كان يعمله، وأجْرِيَ عليه رزْقُه، وأمِنَ الفَتَّان " الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا ابن
المبارك، عن حَيْوة بن شُرَيح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن عمرو بن مالك
الجَنْبي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أخبره: أنه سمع فُضالة بن عُبيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "كل ميّت يُخْتَمُ على عمله، إلا الذي مات مُرَابطًا في سبيل الله،
فإنه يَنْمى الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP له عملُه إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر".
وهكذا رواه أبو داود، والترمذي من حديث أبي هانئ الخولاني. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان في صحيحه أيضًا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: وروى الإمام أحمد أيضًا عن يحيى بن إسحاق وحسن بن موسى وأبي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP سعيد < 2-198 >
[وعبد الله بن يزيد] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قالوا: حدثنا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
ابن لَهِيعة حدثنا مَشْرَح بن هاعان، سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ميّت يُخْتَم له على عمله، إلا المرابط
في سبيل الله، فإنه يجري عليه الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عمله حتى يُبْعَثَ ويأمن من الفَتَّان" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وروى الحارث بن محمد بن أبي أسامة في مسنده، عن المقبري وهو عبد الله بن يزيد، به إلى قوله: "حتى يبعث" دون ذكر "الفتان" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 . وابن لَهِيعة إذا صرح بالتحديث فهو حَسَن، ولا سيما مع ما تقدم من الشواهد.
حديث آخر: قال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة في سننه: حدثنا يونس
بن عبد الأعلى، حدثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني اللَّيْث، عن زُهرة بن
مَعْبَد الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن أبيه، عن أبي هُرَيرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات مُرَابطًا في سبيل الله، أجرى الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عليه عمله الصالح الذي كان يعمل وأجْري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفَزَع" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
طريق أخرى: قال الإمام أحمد: حدثنا موسى، أنبأنا ابن لَهِيعة، عن موسى
بن وَرْدان، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "من مات مُرَابطا وقي فِتنة القبر، وأمن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP من الفَزَع الأكبر، وغَدَا عليه وريح برزقه من الجنة، وكتب له أجر المرابط إلى يوم القيامة" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا إسماعيل بن
عيَّاش، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة الدؤلي، عن إسحاق بن عبد الله، عن أم
الدَّرْداء ترفع الحديث قالت: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP "من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام، أجزأت عنه رباط سنة" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا كَهْمَس، حدثنا
مُصْعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: قال عثمان، رضي الله عنه -وهو
يخطب على منبره-: إني مُحدِّثكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وسلم لم يكن يمنعني أن أحدثكم به إلا الضّن بكم، سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "حَرْسُ ليلة في سبيل الله أفضل الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP من ألف ليلة يقام ليلها ويُصَام نهارها" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وهكذا رواه أحمد أيضا عن رَوْح عن كهمس عن مصعب بن ثابت، عن عثمان الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP . وقد رواه ابن ماجه عن هشام بن عمَّار، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن مُصْعب بن ثابت، < 2-199 >
عن عبد الله بن الزبير قال: خطب عثمان بن عفان الناس فقال: يأيها الناس،
إني سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني أن أحدثكم به
إلا الضّنّ بكم وبصحابتكم، فَليخْتَرْ مُخْتَار لنفسه أو ليَدَعْ. سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رَابطَ لَيْلة في سَبِيل الله كانت
كألْفِ ليلة صِيامها وقِيامها" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
طريق أخرى عن عثمان [رضي الله عنه] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قال الترمذي: حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا أبو الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عَقِيل زهْرَة بن مَعْبد، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال: سمعت عثمان
-وهو على المنبر-يقول: إني كَتَمْتُكُمْ حديثا سمعته من رسول الله صلى
الله عليه وسلم كَرَاهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكُمُوه، ليختار امرؤ
لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رباطُ يوم في
سَبِيل الله خَير من ألف يوم فيما سِوَاه من المنازل".
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال محمد -يعني البخاري-: أبو صالح مولى عثمان اسمه بُرْكان الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وذكر غير الترمذي أن اسمه الحارث، فالله أعلم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وهكذا رواه الإمام أحمد من حديث الليث بن سعد وعبد الله بن لَهِيعة وعنده
زيادة في آخره فقال -يعني عثمان-: فليرابط امرؤ كيف شاء، هل بلغت؟ قالوا:
نعم. قال: اللهم اشهد الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان،
حدثنا محمد بن المُنْكَدر قال: مر سَلْمان الفارسي بشُرَحْبِيل بن
السِّمْط، وهو في مُرَابَط له، وقد شَق عليه وعلى أصحابه فقال : أفلا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أحدثك -يا ابن السمط-بحديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
بلى. قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رِبَاط يوم في سبيل
الله أفضل -أو قال: خير-من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وُقي فِتْنَة
القبر، ونَمَا له عمله إلى يوم القيامة".
تفرد به الترمذي من هذا الوجه، وقال: هذا حديث حسن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP . وفي بعض النسخ زيادة: وليس إسناده بمتصل، وابن المنكدر لم يدرك سلمان.
قلت: الظاهر أن محمد بن المنكدر سمعه من شرحبيل بن السِّمط وقد رواه
مسلم والنسائي من حديث مكحول وأبي عُبيدة بنُ عقبة، كلاهما عن شرحبيل بن
السمط -وله صحبة-عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"رِباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان
يعمله، وأجرِي عليه رزقُه، وأمن الفَتَّان" وقد تقدم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP سياق مسلم بمفرده الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرة، حدثنا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP محمد بن يَعْلى < 2-200 >
السُّلَمي، حدثنا عُمَر بن صُبَيْح، عن عبد الرحمن بن عَمْرو، عن مكحول،
عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لربَاط يوم في سبيل
الله، من وراء عَوْرَة المسلمين مُحْتَسبًا، من غير شهر رمضان، أعظمُ
أجرًا من عبادة مائة سنة، صيامها وقيامها. ورباطُ يوم في سبيل الله، من
وراء عورة المسلمين محتسبا، من شهر رمضان، أفضل عند الله وأعظم أجرا -أراه
قال-: من عبادة ألف سنة صيامها، وقيامها فإن رده الله تعالى إلى أهله
سالما، لم تكتب الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عليه سيئة ألف سنة، وتكتب له الحسنات، ويُجْرَى له أجر الرباط إلى يوم القيامة".
هذا حديث غريب، بل منكر من هذا الوجه، وعُمَر بن صُبَيْح مُتَّهم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال ابن ماجة: حَدثنا عيسى بن يونس الرمْلي، حدثنا محمد بن
شُعيب بن شابور، عن سعيد بن خالد بن أبي طويل، سمعتُ أنس بن مالك يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حَرْسُ ليلة في سبيل الله أفضل
من صيام رَجُل وقيامه في أهله ألف سنة: السنة ثلاثمائة وستون الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP يوما، واليوم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP كألف سنة".
وهذا حديث غريب أيضا الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وسعيد بن خالد هذا ضَعَّفَه أبو زُرْعَة وغير واحد من الأئمة، وقال
العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال
الحاكم: روى عن أنس أحاديث موضوعة.
حديث آخر: قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن الصَّبَّاح، أنبأنا عبد العزيز
بن محمد، عن صالح بن مُحَمَّد بن زائدَةَ، عن عُمَرَ بن عبد العزيز، عن
عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله
حارس الحرس" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
فيه انقطاع بين عمر بن عبد العزيز وعقبة بن عامر، فإنه لم يدركه، والله أعلم.
حديث آخر: قال أبو داود: حدثنا أبو تَوْبَةَ، حدثنا معاوية -يعني ابن
سلام عن زيد-يعني ابن سلام-أنه سمع أبا سلام قال: حدثني السلولي: أنه حدثه
سهل ابن الحنظلية الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين، فأطنبوا السير حتى
كانت عَشِيّة، فحضرت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل
فارس فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا،
فإذا أنا بهُوازن على بَكْرَة أبيهم بظُعنهم ونَعَمِهم وشَائِهم الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP اجتمعوا إلى حنين، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "تلك غَنِيمَة المسلمين غدًا إن شاء الله [تعالى الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ] " . ثم قال: "من يحرسنا الليلة؟" قال أنس بن أبي مرثد: أنا يا رسول الله. فقال الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP "فاركب" فركب فرسًا له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له < 2-201 >
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقْبِل هذا الشِّعْب حتى تكون في أعلاه ولا يَغَرَّن الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
من قِبَلِك الليلة" فلما أصبحنا خرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
مُصَلاه فركع ركعتين ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟" قال رجل: يا رسول الله،
ما أحسسناه، فثُوِّب بالصلاة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي
يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته قال: "أبْشِرُوا فقد جاءكم فارسكم"
فجعلنا ننظر إلى خِلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث
رسول الله الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما، فنظرت فلم أر أحدًا،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل نزلت الليلة؟" قال: لا إلا
مصليًا أو قاضيًا حاجة، فقال له: "أوْجَبْتَ، فلا عليك ألا تعمل بعدها".
ورواه النسائي عن محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني، عن أبي توبة وهو الربيع بن نافع به الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن الحُبَاب: حدثنا عبد الرحمن بن شُرَيح، سمعت محمد بن شُمَير الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الرُّعَيْني يقول: سمعت أبا عامر التَّجِيبي. قال الإمام أحمد: وقال غير زيد: أبا علي الجَنْبِي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
يقول: سمعت أبا ريحانة يقول: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة، فأتينا ذات ليلة إلى شَرَف فَبتْنَا عليه، فأصابنا برد شديد، حتى
رأيتُ مَنْ يحفر في الأرض حفرة، يدخل فيها ويلقى عليه الجَحْفَة -يَعني
التِّرس-فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الناس نادى: "من
يَحْرُسُنا في هذه الليلة فأدعو له بدعاء يكون له فيه فضل؟" فقال رجل من
الأنصار: أنا يا رسول الله. فقال: "ادْنُ" فدنا، فقال: "من أنت؟" فتسمى له
الأنصاري، ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء، فأكثر منه. فقال الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أبو ريحانة: فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أنا رجل آخر. فقال: "ادن". فدنوت. فقال: من أنت؟ قال: فقلت: أنا أبو
ريحانة. فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري، ثم قال: "حُرِّمَت النار على
عَيْنٍ دَمِعَت -أو بَكَتْ-من خَشْيَةِ الله، وحرمت النار على عين سَهِرَتْ
في سَبِيل الله".
وروى النسائي منه: "حرمت النار..." إلى آخره عن عِصْمَة بن الفضل، عن
زيد بن الحباب به، وعن الحارث بن مسكين، عن ابن وَهْب، عن عبد الرحمن بن
شُرَيح، به، وأتم، وقال في الروايتين: عن أبي علي الجنبي الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الترمذي: حدثنا نصر بن علي الجَهْضَمِيّ، حدثنا بِشْر
بن عُمَر، حدثنا شعيب بن رزَيق أبو شَيْبة، حدثنا عطَاء الخراساني، عن عطاء
بن أبي رَبَاح، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"عَيْنان لا تَمَسُّهما النار: عَيْنٌ بَكَتْ من خَشْيَةِ الله، وعين باتت
تَحْرُسُ في سبيل الله". < 2-202 >
ثم قال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شُعَيب بن رُزَيق الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قال : وفي الباب عن عثمان وأبي ريحانة الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP قلت: وقد تقدما، ولله الحمد.
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن غَيْلان، حدثنا رِشْدين، عن زَبّان الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عن سهل بن معاذ عن أبيه معاذ بن أنس، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: " من حَرَس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا بأجرة
سلطان، لم ير النار بعينيه إلا تَحِلَّة القَسَم، فإن الله يقول :
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B2 وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا
الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  B1 [مريم:71].
تفرد به أحمد الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP رحمه الله [تعالى] الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تَعِسَ عبد الدينار وعبد الدِّرْهَم وعبد
الخَميصة، إن أُعْطِيَ رضي، وإن لم يُعْطَ سَخِط، تَعس وانتكَسَ، وإذا شيك
فلا انْتَقَش الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
طُوبَى لعَبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله، أشعثَ رأسُهُ، مُغَبَّرةٍ
قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السَّاقة كان في
الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شَفَع لم يُشفَّعْ" الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
فهذا ما تَيَسَّر إيراده من الأحاديث المتعلقة بهذا المقام، ولله الحمدُ على جزيل الإنعام، على تعاقب الأعوام والأيام.
وقال ابن جرير : حدثني المُثَنَّى، حدثنا مُطَرِّف بن عبد الله المدني الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم قال : كتب أبو عبيدة، رضي الله عنه، إلى عمر
بن الخطاب رضي الله عنه يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم، فكتب إليه
عمر: أما بعد فإنه مهما يَنزلْ بعبد مؤمن من مَنزلة شدة يجعل الله بعدها
فرجا، وإنه لن يغلب عُسْر يسرين، وإن الله تعالى يقول في كتابه: ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال : أملى علي عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وودعته للخروج، وأنشدها < 2-203 >
معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة، وفي رواية: سنة سبع وسبعين ومائة:

يــا عـابدَ الحـرمين لَـوْ أبْصَرْتَنـا


لَعَلمْــتَ أنـكَ فـي العبـادِة تلعـبُ

مـن كـان يخـضب خـدَّه بدموعِـه


فَنُحورنـــا بدمائنـــا تَتَخــضَّب

أو كــان يُتْعِـبُ خَيْلَـه فـي بـاطلٍ


فخُيولنــا يــومَ الصبِيحـة تَتْعـبُ

ريـحُ العبـيرِ لكـم ونحـنُ عبيرُنـا


وَهــجُ السـنابِك والغبـارُ الأطيـبُ

ولَقَــد أتانــا مــن مَقَـالِ نبينـا


قــول صَحـيح صـادق لا يَكْــذبُ

لا يسـتوي وَغُبَـارَ خـيل اللـه فـي


أنــف امـرئ ودخـانَ نـار تَلْهَـبُ

هــذا كتـاب اللــه يَنْطـق بيننـا


ليس الشــهيدُ بمَيِّــت لا يَكْـــذبُ
قال:
فلقيت الفُضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذَرِفَتْ
عَيْنَاهُ وقال : صَدَق أبو عبد الرحمن، ونصحني، ثم قال : أنت ممن يكتب
الحديث ؟ قال: قلت : نعم قال : فاكتب هذا الحديث كرَاءَ حملك كتاب أبي عبد
الرحمن إلينا. وأملى عَلَيّ الفُضيل بن عياض : حدثنا منصور بن المعتمر، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رجلا قال : يا رسول الله عَلمني عملا أنال به
ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال: " هل تستطيع أن تُصَلِّي فل




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 18:39:56

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:21:03

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف طريق النجاح الجمعة 3 يونيو - 10:58:38

شــــــــــــــــكرآآآآآآآآآآآآ لــــــــــــــــــــــــــــك




طريق النجاح
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 709
تاريخ الميلاد : 07/05/1997
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف M.AYMAN السبت 4 يونيو - 14:46:23

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا





M.AYMAN
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 1898
تاريخ الميلاد : 13/10/1985
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:14:37


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء السابع والعشرون والأخير من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:49:20

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى