مديح الجسر قصيدة للشاعر عبد اللطيف علاقي

ها قد رجعتُ فخلِّي الكبر و الصَّلفَــــــــا
ولا تقولي: أضعتَ العمرَ.. وا أَسَفَـــا..

سارَ الهوى ودُموعي لا تفارقنــــي
حتَّى إذا ما بَلَغْنَا جسركِ وقَفَــــــــا


أقسمتُ جهد دواتي لا أغـــازلكِ
وكذَّبَ الحبُّ هذا الحبرَ ما حلَفَـــــــا


نُوديتُ من (طورِ أحزاني) إلى مدنٍ
فما أقمتُ بها صبًّا و لا كَلِفَـــــــــــــا


وتمَّ ميقاتُ قلبي في شوارعهــــا
وما رجعتُ لكِ غضبانَ أو أسِفَــــــا


رجعتُ أحملُ أشواقي وأشرعتـــــــي
أطوي المراحلَ يا عذراءُ مُعتسِفَـــــا


من حرِّ شوقي أتيتُ الجسرَ ألثمـــــهُ
حتَّى خشيتُ على أحجارِهِ التَّلَفَــــــــا


قد كان جسركِ قبل اليوم يعرفنـــــــي
واليوم أنكرني من بعد ما عَرَفَــــا


لولا الصبابة في قلبي وفي كبـــــــدي
ما جئتكِ اليوم بالأشواق مُعترِفَـــــــا


(إيه قَسنطينَه) يا حُزني ويا وَجعـــــي
ويا دُموعي ويا جرحي الذي نَزَفَــــــــا


آن الأوان لألغي كلّ قَافِيــــــــةٍ
وأُتلفَ الحبرَ والأقلامَ والصُّحُفَـــــــا


فخَّارتي قد كسرتُ اليوم آنيتي
وفي هواك لعنتُ الطينَ والخزَفَـــــا


قصيدةٌ أنتِ أدمتْ قلبَ قائلهـــــــــا
وفي عيونكِ لحنٌ بعدُ ما عُزِفَـــــــــا


كم ذا أعرناكِ أحلامـــــــــاً وأزمنةً ..
فما رددتِ إلينا الدَّيْنَ والسَّلَفَـــــــــا


وكم عَدَوْنا طويلاً في أزقَّتِـــــكِ
وكم حَلمنا وأثّثنا بكِ الغُرَفَــــــــــــا


(وادي الرمالِ) الذي يأتي ليقطعني
ففي فؤاديَ ما أبقى..وما جَرَفَــــــــا


هذا النَّسيمُ إذا ما هبَّ يجمعني
ويتركُ القلبَ أشتاتاً إذا انصرَفَـــــــــا


كم من مقيمٍ بك مذ كان مولِــــــدُهُ
وما درى قدركِ العالي وما عَرَفَــــــــــا


على ترابكِ يمشي غيـــــــــر مكترِثٍ
ولو درى سطوةَ (الباياتِ) لارتجَفـــــــــــَا


يا لوحةً تستحي منها أناملُنَـــــــــا
ويا جبينا بنور الشّمس مُلتَحِفَــــــــــا


لم أوفِ قدركِ لو قدَّستُ تُربَتَكِ
حتى أجاوز (سامرَّاءَ) و(النّجَفَــــــا)


هذي المدائنُ قد قلَّدنَ مشيتَــــــــــكِ
وَدِدْنَ يا (سِرْتَ) لو قاسمنَكِ الشَّرَفَـــا


وصاغكِ الله دون الكلِّ فاتــــــــــــــةً
وشالَ عنكِ نِقابَ الحسنِ فانكَشَفَــــــــــــا







عبد اللطيف علاقي ... قالمة / الجزائر


...جانفي 2004...