الجزء الثاني من تفسير سورة الحج
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير سورة الحج
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثاني من تفسير سورة الحج
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) .
وقوله: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ) أي: الخالق المدبر
الفعال لما يشاء، ( وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى ) [أي: كما أحيا الأرض
الميتة وأنبت منها هذه الأنواع؛ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى] إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ فصلت: 39 ] فـ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [ يس: 82].
( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا ) أي: كائنة لا شك فيها
ولا مرية، ( وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) أي: يعيدهم
بعد ما صاروا في قبورهم رمما، ويوجدهم بعد العدم، كما قال تعالى: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ [ يس: 78 -80 ] والآيات في هذا كثيرة .
وقال الإمام أحمد: حدثنا بَهز ، حدثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا يعلى عن عطاء، عن وكيع بن حُدُس ، عن عمه أبي رَزين العقيلي -واسمه لَقِيط بن عامر
-أنه قال: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة؟ وما آية ذلك
في خلقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس كلكم ينظر إلى القمر
مُخْليا به؟ " قلنا: بلى. قال: "فالله أعظم". قال: قلت: يا رسول الله، كيف
يحيي الله الموتى، وما آية ذلك في خلقه؟ قال: "أما مررت بوادي أهلك محلا " قال: بلى. قال: "ثم مررت به يهتز خضرا؟" . قال: بلى. قال: "فكذلك يحيي الله الموتى، وذلك آيته في خلقه" .
ورواه أبو داود وابن ماجه، من حديث حماد بن سلمة، به .
ثم رواه الإمام أحمد أيضا: حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا ابن المبارك،
أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رَزين
العُقَيْلي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله،
كيف يحيي الله الموتى؟ قال: "أمررت بأرض من أرضك مُجْدبةً، ثم مررت بها مخصبة؟" قال: نعم. قال: "كذلك النشور" .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عُبَيس
بن مرحوم، حدثنا بُكَيْر بن أبي السُّمَيْط، عن قتادة، عن أبي الحجاج، عن
معاذ بن جبل قال: من علم أن الله هو الحق المبين، وأن الساعة آتية لا ريب
فيها، وأن الله يبعث من في القبور -دخل الجنة. [والله أعلم] .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (10) .
لما ذكر تعالى حال الضلال الجهال المقلّدين في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ
، ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رءوس الكفر والبدع، فقال: ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا
كِتَابٍ مُنِيرٍ ) أي: بلا عقل صحيح، ولا نقل صحيح صريح، بل بمجرد الرأي
والهوى.
وقوله: ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال ابن عباس وغيره: مستكبرًا عن الحق إذا
دعي إليه. وقال مجاهد، وقتادة، ومالك عن زيد بن أسلم: ( ثَانِيَ عِطْفِهِ )
أي: لاوي عنقه، وهي رقبته، يعني: يعرض عما يدعى إليه من الحق رقَبَته
استكبارًا، كقوله تعالى: وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [ الذاريات: 38 ، 39 ]، وقال تعالى: وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا [ النساء: 61 ]، وقال: وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا
رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [ المنافقون: 5 ]: وقال لقمان لابنه: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ [ لقمان: 18 ] أي: تميله عنهم استكبارًا عليهم، وقال تعالى: وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا
كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [ لقمان: 7 ].
وقوله: ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) : قال بعضهم: هذه لام
العاقبة؛ لأنه قد لا يقصد ذلك، ويحتمل أن تكون لام التعليل. ثم إما أن يكون
المراد بها المعاندين ، أو يكون المراد بها أن هذا الفاعل لهذا إنما جبلناه على هذا الخلق الذي يجعله ممن يضل عن سبيل الله.
ثم قال تعالى: ( لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) وهو الإهانة والذل، كما
أنه لما استكبر عن آيات الله لَقَّاه الله المذلة في الدنيا، وعاقبه فيها
قبل الآخرة؛ لأنها أكبر هَمّه ومبلغ علمه، ( وَنُذِيقُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ) أي: يقال له هذا تقريعًا وتوبيخا، ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِِ ) كقوله تعالى: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ [ الدخان: 47 -50 ].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن الصبّاح، حدثنا يزيد بن
هارون، أنبأنا هشام، عن الحسن قال: بلغني أن أحدهم يُحرق في اليوم سبعين
ألف مرة.
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ
اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ
خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) .
قال مجاهد، وقتادة، وغيرهما: ( عَلَى حَرْفٍ ) : على شك .
وقال غيرهم: على طرف. ومنه حرف الجبل، أي: طرفه، أي: دخل في الدين على طرف، فإن وجد ما يحبه استقر، وإلا انشمر.
وقال البخاري: حدثنا إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن أبي بُكَيْر
، حدثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) قال: كان الرجل
يَقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونُتِجَت خيلُه، قال: هذا دين صالح.
وإن لم تلد امرأته، ولم تُنتَج خيله قال: هذا دين سوء .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن،
حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القُمِّي، عن جعفر بن أبي المغيرة،
عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى
الله عليه وسلم فيُسْلِمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غَيث
وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: "إن ديننا هذا لصالح، فتمَسَّكُوا به" .
وإن وجدوا عام جُدوبة وعام ولاد سَوء وعام قحط، قالوا: "ما في ديننا هذا
خير" . فأنـزل الله على نبيه: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ
عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ
فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) .
وقال العوفي، عن ابن عباس: كان أحدهم إذا قَدم المدينة، وهي أرض وبيئة
، فإن صح بها جسمه، ونُتِجت فرسه مهرًا حسنا، وولدت امرأته غلامًا، رضي به
واطمأن إليه، وقال: "ما أصبت منذ كنتُ على ديني هذا إلا خيرا". وإن أصابته
فتنة -والفتنة: البلاء-أي: وإن أصابه وجع المدينة، وولدت امرأته جارية، وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرًا. وذلك الفتنة.
وهكذا ذكر قتادة، والضحاك، وابن جُريج، وغير واحد من السلف، في تفسير هذه الآية.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على
العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا
لِمَا صلح من دنياه، فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر.
وقال مجاهد في قوله: ( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) أي: ارتد كافرًا.
وقوله: ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) أي: فلا هو حَصَل من الدنيا
على شيء، وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم، فهو فيها في غاية الشقاء
والإهانة؛ ولهذا قال: ( ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) أي: هذه هي
الخسارة العظيمة، والصفقة الخاسرة.
وقوله: ( يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا
يَنْفَعُهُ ) أي: من الأصنام والأنداد، يستغيث بها ويستنصرها ويسترزقها،
وهي لا تنفعه ولا تضره، ( ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو
لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ) أي: ضرره في الدنيا قبل الآخرة
أقرب من نفعه فيها، وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن.
وقوله: ( لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) : قال مجاهد:
يعني الوثن، يعني: بئس هذا الذي دعا به من دون الله مولى، يعني: وليًا
وناصرًا، ( وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) وهو المخالط والمعاشر.
واختار ابن جرير أن المراد: لبئس ابن العم والصاحب من يعبد [الله] على حرف، ( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )
وقول مجاهد: إن المراد به الوثن، أولى وأقرب إلى سياق الكلام، والله أعلم.
إِنَّ
اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) .
لما ذكر أهل الضلالة الأشقياء، عطف بذكر الأبرار السعداء، من الذين
آمنوا بقلوبهم، وصدّقوا إيمانهم بأفعالهم، فعملوا الصالحات من جميع أنواع
القربات، [وتركوا المنكرات] فأورثهم ذلك سكنى الدرجات العاليات، في روضات الجنات.
ولما ذكر أنه أضل أولئك، وهدى هؤلاء، قال: ( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )
مَنْ
كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ
هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)
قال ابن عباس: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم في
الدنيا والآخرة، ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ) أي: بحبل ( إِلَى السَّمَاءِ )
أي: سماء بيته، ( ثُمَّ ليَقْطَعْ ) يقول: ثم ليختنق به. وكذا قال مجاهد،
وعكرمة، وعطاء، وأبو الجوزاء، وقتادة، وغيرهم.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( فَلْيَمْدُدْ
بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ) أي: ليتوصل إلى بلوغ السماء، فإن النصر إنما
يأتي محمدًا من السماء، ( ثُمَّ لِيَقْطَعْ ) ذلك عنه، إن قدر على ذلك.
وقول ابن عباس وأصحابه أولى وأظهر في المعنى، وأبلغ في التهكم؛ فإن
المعنى: من ظن أن الله ليس بناصر محمدًا وكتابه ودينه، فليذهب فليقتل نفسه،
إن كان ذلك غائظه، فإن الله ناصره لا محالة، قال الله تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [ غافر: 51 ، 52]؛ ولهذا قال: ( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )
قال السدي: يعني: مِنْ شأن محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال عطاء الخراساني: فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيظ.
وقوله: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ) أي: الخالق المدبر
الفعال لما يشاء، ( وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى ) [أي: كما أحيا الأرض
الميتة وأنبت منها هذه الأنواع؛ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى] إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ فصلت: 39 ] فـ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [ يس: 82].
( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا ) أي: كائنة لا شك فيها
ولا مرية، ( وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) أي: يعيدهم
بعد ما صاروا في قبورهم رمما، ويوجدهم بعد العدم، كما قال تعالى: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ [ يس: 78 -80 ] والآيات في هذا كثيرة .
وقال الإمام أحمد: حدثنا بَهز ، حدثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا يعلى عن عطاء، عن وكيع بن حُدُس ، عن عمه أبي رَزين العقيلي -واسمه لَقِيط بن عامر
-أنه قال: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة؟ وما آية ذلك
في خلقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس كلكم ينظر إلى القمر
مُخْليا به؟ " قلنا: بلى. قال: "فالله أعظم". قال: قلت: يا رسول الله، كيف
يحيي الله الموتى، وما آية ذلك في خلقه؟ قال: "أما مررت بوادي أهلك محلا " قال: بلى. قال: "ثم مررت به يهتز خضرا؟" . قال: بلى. قال: "فكذلك يحيي الله الموتى، وذلك آيته في خلقه" .
ورواه أبو داود وابن ماجه، من حديث حماد بن سلمة، به .
ثم رواه الإمام أحمد أيضا: حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا ابن المبارك،
أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رَزين
العُقَيْلي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله،
كيف يحيي الله الموتى؟ قال: "أمررت بأرض من أرضك مُجْدبةً، ثم مررت بها مخصبة؟" قال: نعم. قال: "كذلك النشور" .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عُبَيس
بن مرحوم، حدثنا بُكَيْر بن أبي السُّمَيْط، عن قتادة، عن أبي الحجاج، عن
معاذ بن جبل قال: من علم أن الله هو الحق المبين، وأن الساعة آتية لا ريب
فيها، وأن الله يبعث من في القبور -دخل الجنة. [والله أعلم] .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (10) .
لما ذكر تعالى حال الضلال الجهال المقلّدين في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ
، ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رءوس الكفر والبدع، فقال: ( وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا
كِتَابٍ مُنِيرٍ ) أي: بلا عقل صحيح، ولا نقل صحيح صريح، بل بمجرد الرأي
والهوى.
وقوله: ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال ابن عباس وغيره: مستكبرًا عن الحق إذا
دعي إليه. وقال مجاهد، وقتادة، ومالك عن زيد بن أسلم: ( ثَانِيَ عِطْفِهِ )
أي: لاوي عنقه، وهي رقبته، يعني: يعرض عما يدعى إليه من الحق رقَبَته
استكبارًا، كقوله تعالى: وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [ الذاريات: 38 ، 39 ]، وقال تعالى: وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا [ النساء: 61 ]، وقال: وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا
رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [ المنافقون: 5 ]: وقال لقمان لابنه: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ [ لقمان: 18 ] أي: تميله عنهم استكبارًا عليهم، وقال تعالى: وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا
كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [ لقمان: 7 ].
وقوله: ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) : قال بعضهم: هذه لام
العاقبة؛ لأنه قد لا يقصد ذلك، ويحتمل أن تكون لام التعليل. ثم إما أن يكون
المراد بها المعاندين ، أو يكون المراد بها أن هذا الفاعل لهذا إنما جبلناه على هذا الخلق الذي يجعله ممن يضل عن سبيل الله.
ثم قال تعالى: ( لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) وهو الإهانة والذل، كما
أنه لما استكبر عن آيات الله لَقَّاه الله المذلة في الدنيا، وعاقبه فيها
قبل الآخرة؛ لأنها أكبر هَمّه ومبلغ علمه، ( وَنُذِيقُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ) أي: يقال له هذا تقريعًا وتوبيخا، ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِِ ) كقوله تعالى: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ [ الدخان: 47 -50 ].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن الصبّاح، حدثنا يزيد بن
هارون، أنبأنا هشام، عن الحسن قال: بلغني أن أحدهم يُحرق في اليوم سبعين
ألف مرة.
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ
اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ
خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) .
قال مجاهد، وقتادة، وغيرهما: ( عَلَى حَرْفٍ ) : على شك .
وقال غيرهم: على طرف. ومنه حرف الجبل، أي: طرفه، أي: دخل في الدين على طرف، فإن وجد ما يحبه استقر، وإلا انشمر.
وقال البخاري: حدثنا إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن أبي بُكَيْر
، حدثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) قال: كان الرجل
يَقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونُتِجَت خيلُه، قال: هذا دين صالح.
وإن لم تلد امرأته، ولم تُنتَج خيله قال: هذا دين سوء .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن،
حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القُمِّي، عن جعفر بن أبي المغيرة،
عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى
الله عليه وسلم فيُسْلِمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غَيث
وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: "إن ديننا هذا لصالح، فتمَسَّكُوا به" .
وإن وجدوا عام جُدوبة وعام ولاد سَوء وعام قحط، قالوا: "ما في ديننا هذا
خير" . فأنـزل الله على نبيه: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ
عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ
فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) .
وقال العوفي، عن ابن عباس: كان أحدهم إذا قَدم المدينة، وهي أرض وبيئة
، فإن صح بها جسمه، ونُتِجت فرسه مهرًا حسنا، وولدت امرأته غلامًا، رضي به
واطمأن إليه، وقال: "ما أصبت منذ كنتُ على ديني هذا إلا خيرا". وإن أصابته
فتنة -والفتنة: البلاء-أي: وإن أصابه وجع المدينة، وولدت امرأته جارية، وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرًا. وذلك الفتنة.
وهكذا ذكر قتادة، والضحاك، وابن جُريج، وغير واحد من السلف، في تفسير هذه الآية.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على
العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا
لِمَا صلح من دنياه، فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر.
وقال مجاهد في قوله: ( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) أي: ارتد كافرًا.
وقوله: ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) أي: فلا هو حَصَل من الدنيا
على شيء، وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم، فهو فيها في غاية الشقاء
والإهانة؛ ولهذا قال: ( ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) أي: هذه هي
الخسارة العظيمة، والصفقة الخاسرة.
وقوله: ( يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا
يَنْفَعُهُ ) أي: من الأصنام والأنداد، يستغيث بها ويستنصرها ويسترزقها،
وهي لا تنفعه ولا تضره، ( ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو
لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ) أي: ضرره في الدنيا قبل الآخرة
أقرب من نفعه فيها، وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن.
وقوله: ( لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) : قال مجاهد:
يعني الوثن، يعني: بئس هذا الذي دعا به من دون الله مولى، يعني: وليًا
وناصرًا، ( وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) وهو المخالط والمعاشر.
واختار ابن جرير أن المراد: لبئس ابن العم والصاحب من يعبد [الله] على حرف، ( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )
وقول مجاهد: إن المراد به الوثن، أولى وأقرب إلى سياق الكلام، والله أعلم.
إِنَّ
اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) .
لما ذكر أهل الضلالة الأشقياء، عطف بذكر الأبرار السعداء، من الذين
آمنوا بقلوبهم، وصدّقوا إيمانهم بأفعالهم، فعملوا الصالحات من جميع أنواع
القربات، [وتركوا المنكرات] فأورثهم ذلك سكنى الدرجات العاليات، في روضات الجنات.
ولما ذكر أنه أضل أولئك، وهدى هؤلاء، قال: ( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )
مَنْ
كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ
هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)
قال ابن عباس: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم في
الدنيا والآخرة، ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ) أي: بحبل ( إِلَى السَّمَاءِ )
أي: سماء بيته، ( ثُمَّ ليَقْطَعْ ) يقول: ثم ليختنق به. وكذا قال مجاهد،
وعكرمة، وعطاء، وأبو الجوزاء، وقتادة، وغيرهم.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( فَلْيَمْدُدْ
بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ) أي: ليتوصل إلى بلوغ السماء، فإن النصر إنما
يأتي محمدًا من السماء، ( ثُمَّ لِيَقْطَعْ ) ذلك عنه، إن قدر على ذلك.
وقول ابن عباس وأصحابه أولى وأظهر في المعنى، وأبلغ في التهكم؛ فإن
المعنى: من ظن أن الله ليس بناصر محمدًا وكتابه ودينه، فليذهب فليقتل نفسه،
إن كان ذلك غائظه، فإن الله ناصره لا محالة، قال الله تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [ غافر: 51 ، 52]؛ ولهذا قال: ( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )
قال السدي: يعني: مِنْ شأن محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال عطاء الخراساني: فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيظ.
رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحج
شكرا جزيلا على الموضوع
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحج
جزاك الله خيرا على الموضوع
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثالث من تفسير سورة الحج
» الجزء الرابع من تفسير سورة الحج
» الجزء الخامس من تفسير سورة الحج
» الجزء السادس من تفسير سورة الحج
» الجزء السابع من تفسير سورة الحج
» الجزء الرابع من تفسير سورة الحج
» الجزء الخامس من تفسير سورة الحج
» الجزء السادس من تفسير سورة الحج
» الجزء السابع من تفسير سورة الحج
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير سورة الحج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى