العلامة المصلح الشيخ مصطفى فخار
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
العلامة المصلح الشيخ مصطفى فخار
العلامة المصلح الشيخ مصطفى فخار رحمه الله، من علماء المدية، (1892 - 1979م)
الشيخ المفتي، مصطفى فخار بن حميدة بن علال
(1310-1399)
(1892-1979)
ولد-رحمه الله-في مارس 1892الموافق للسنة 1310الهجرية بحوش بالفخار، على مقربة من مقبرة الزبوجة وهو ابن حميدة بن علال بن محمد بن الفخار.
ترعرع في بيت الدين والطاعة الله ورسوله فأبوه حميدة فخار أو بالفخار، كان مفتيا، وابن المفتي علال بالفخار، في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، فيما كان يعرف- قديما "بجامع الباي أو الجامع المالكي، أو الوسطاني، وقد رفع مكانه جامع جديد وهوالمسمى اليوم بجامع الإمام مالك رضي الله عنه."
فلما درج دخل كتابا كان المؤدب أو الذرار بالتعبير العامي القديم،فيه، كان يعلم الصبية القرآن الكريم ومبادئ الفقه والصرف والنحو، زوج عمته رحمها الله، الشيخ بن يلس.
وبين يدي شيخه ذاك، حفظ القرآن العظيم، وتلقى مبادئ اللغة العربية والنحو والصرف، وحفظ شيئا من الحديث وعددا من المتون، مثل الأجرومية والقطر والبردة والبيقونية وسيدي خليل وألفية بن مالك والشمقمقية والفرائض وما يتصل بها من حساب وكسور إلخ......
"فالتعليم الإبتدائي والأساسي" كان عندنا، في الكتاتيب القرآنية، التي كان مؤدبوها أو الشيوخ، أو الذرارون( من الذرية لأنهم يربون الذراري) يلقنون التلاميذ والطلبة، القرآن الكريم-كما رويت ذلك عنه-ويعطونهم سطورا في أسفل اللوحة من المتون الأساسية في ثقافتنا الإسلامية العربية، يحفظونها ويشرحها لهم الشيخ، مع ما يكتبون من القرآن الكريم. فلا يحفظ الطلبة كتاب الله إلا وقد حفظوا معه، ووعوا المتون الأساسية.
وكان يحضر مع الطلبة- حسبما كان يروي ذلك بنفسه - دروس والده في الجامع، التي كان يلقي بعضها على العموم، والبعض الآخر على بعض الطلبة دون عامة الناس.
وقد أخذ الفقه ودرس مدونة و موطأ الإمام مالك.وشرح الإمام القسطلاني و التفسير عن عالم جليل آخر، من علماء بلدنا المحروس ، المدية وهو المرحوم الشيخ ابن الحصيني-كما رويت ذلك عنه رحمه الله- وقد كانت للشيخ بالحصيني، ذاك أياد بيضاء، ومنه وفضل على كثير من مثقفي المدية، وكان هذا العالم الصوفي الفاضل، يدرس لوجه الله في الجامع، للعامة وللطلبة... وعنه روى وتعلم جل شيوخنا القدامى.
أما الحديث النبوي الشريف فقد روي عنه أن جدنا علالا وجد الشيخ الفضيل بن رمضان - رحمهم الله جـميعا- سافر إلى الجزائر العاصمة في منتصف القرن التاسع عشر، أو في التسعينيات منه، وأقاما فيها أقاما فيها أربعة أو سنة أشهر، نازلين بمقصورة الجامع الكبير، لا طعام لهم كامل تلك المدة، غير السويق والماء والسويق هو الروينة.
وكانت رحلتهم تلك لنسخ ثلاث نسخ من صحيح البخاري وثلاث نسخ من صحيح مسلم لتلاوتها من أول أحد رجب، وختمها في ليلتي السابع والعشرين والثامن والعشرين من رمضان ...كل سنة .
وعاد إلى المدية بعد رحلة الحديث تلك، لأن النسخ المطبوعة كانت نادرة، بل ربما لم يكن البخاري ومسلم قد طبعا في ذلك الوقت...فأقدم طبعات بولاق المصرية للصحيحين، من التسعينات من القرن التاسع عشر...فقد حبس الرجلان نفسيهما طوعا نصف عام بلياليه في مقصورة..لكنها مقصورة الجامع الأعظم.. وعاشا على السويق والماء، وهما بمثابة " الأسودين" عندهم إذ ذاك، لنسخ الصحيحين، بأقلام القصب والصمغ ونقع قشر شجر الجوز...
وقد سمعت الشيخ الفضيل إسكندر بن رمضان- رحمه الله- يقول: إن المدينة التي يتلى فيها الصحيحان لا يبتليها الله بالخسف.
وقد قرأ الشيخ المفتي مصطفى بن حميدة والشيخ الفضيل إسكندر بن رمضان، البخاري ومسلم وقرأهما معهم عشرات الطلبة والأئمة، أمثال الشيخ الشهيد إبراهيم بن دالي، وأخيه الشيخ بن عيسى بن دالي والشيخ الجيلالي دوخ والشيخ محمد بن الحصيني، حفيد الشيخ بالحصيني الكبير، والشيخ المرحوم عبدالرحمن الزوبير...قرؤوهما أكثر من ستين سنة، وأفادوا واستفادوا وأناروا البلد... فربطوا على قلوب الناس برباط القرآن العظيم والبخاري ومسلم.
وكان جل علم الشيخ المفتي مصطفى فخار من مطالعاته...فكان إلى حد بعيد عصاميا، فلطالما كان يقول لنا-رحمه الله قول شاعرنا:
أطلب العلم لا تضجر من مطلب فآفة الطالب أن يضـجـر!
ألـم تر أن الـحبل بـتكراره على الصخرة الصماء قد أثر!!
وفيما يتعلق بعلمه فكان جله من مطالعاته، فكان عصاميا إلى حد بعيد....
فلم أفتح ولم أقرأ قط، كتابا واحد من كتب مكتبته العامرة!وبها كتب كثيرة! إلا في معظم هوامشها تصحيح أو تعليق أو تسجيل في أول الكتاب المذكرات بأهم ما فيه، بخط يده......
وكان من أعز أصدقائه وقرنائه الشيخ الفضيل اسكندر بن رمضان،مفتي الحنفية بالمدية، الذي لم يكد يفارقه يوما..فكانت بينهما المناقشات الطويلة والحوار عن مختلف القضايا الشرعية عند الحنفية والمالكية وقد سافرا معا في جولة علمية وسياحية سنة 1936م إلى تونس.
وهناك زار جامع الزيتونة
وزار الشيخ الطاهر بن عاشور، شيخ جامع الزيتونة، وهو بمثابة عميد الجامعة في أيامنا فامتحنه، فأجازه في الحديث والفقه والتفسير والعربية، وأمهات الكتب والفنون العربية، على عادة القدامى...إمتحنه في الفنون الإسلامية والعربية وفي أمهات كتبها، مذكورة بأسمائها وأصحابها، ومنحه شهادة بالعلم أمضاها بخط يده، رحمهم الله في 1936م
وللشيخ المفتي أياد بيضاء على أغلبية المثقفين بالعربية أو بالعربية والفرنسية من أهل المدية، إذ أخذ عنه المئات، وربما الآلاف من أهل المدية وغيرها جل، وربما كل ثقافتهم العربية والإسلامية، لما كانوا يحضرون دروسه في النحو والصرف والفقه والتوحيد والتفسير والتجويد، ويسمعون أو يشاركون في تلاوة البخاري ومسلم، ويحضرون ختمهما في ليلة السابع والعشرين وليلة الثامن والعشرين من رمضان، حين كان يحتفل به في الجامع الجديد وهو الواقع إلى جانب مجلس القضاء اليوم.
وكان يحضر الحفل المهيب والبهيج الشيخ محمود اسطنبولي مفتي البليدة- وهو من آل إسنطنبولي من المدية وكانوا يعرفونه باسم الحاج محمود- يحضر جل القراء،
وإني لأذكر ذلك الأستاذ الكبير- الذي لم يكن يدرس، في شبابه إلا بالمدارس الفرنسية، ولم يتعلم العربية والشريعة إلا منه، من دروسه التي لم يكن يتخلف عن واحد منها ولو أعطوه حمر النعم كما كان يحلو له أن يقول معجبا بفصاحة الشيخ وسرعة بديهته-كما كان يقول-وكله عرفان وتقدير.
وللشيخ المفتي مخطوط في مناسك الحج بخط يده عدا آلاف المذكرات في كل الدروس والخطب التي ألقاها على مدى نيف ونصف قرن أو يزيد.....
توفي رحمه الله في صيف 1979م
الشيخ المفتي، مصطفى فخار بن حميدة بن علال
(1310-1399)
(1892-1979)
ولد-رحمه الله-في مارس 1892الموافق للسنة 1310الهجرية بحوش بالفخار، على مقربة من مقبرة الزبوجة وهو ابن حميدة بن علال بن محمد بن الفخار.
ترعرع في بيت الدين والطاعة الله ورسوله فأبوه حميدة فخار أو بالفخار، كان مفتيا، وابن المفتي علال بالفخار، في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، فيما كان يعرف- قديما "بجامع الباي أو الجامع المالكي، أو الوسطاني، وقد رفع مكانه جامع جديد وهوالمسمى اليوم بجامع الإمام مالك رضي الله عنه."
فلما درج دخل كتابا كان المؤدب أو الذرار بالتعبير العامي القديم،فيه، كان يعلم الصبية القرآن الكريم ومبادئ الفقه والصرف والنحو، زوج عمته رحمها الله، الشيخ بن يلس.
وبين يدي شيخه ذاك، حفظ القرآن العظيم، وتلقى مبادئ اللغة العربية والنحو والصرف، وحفظ شيئا من الحديث وعددا من المتون، مثل الأجرومية والقطر والبردة والبيقونية وسيدي خليل وألفية بن مالك والشمقمقية والفرائض وما يتصل بها من حساب وكسور إلخ......
"فالتعليم الإبتدائي والأساسي" كان عندنا، في الكتاتيب القرآنية، التي كان مؤدبوها أو الشيوخ، أو الذرارون( من الذرية لأنهم يربون الذراري) يلقنون التلاميذ والطلبة، القرآن الكريم-كما رويت ذلك عنه-ويعطونهم سطورا في أسفل اللوحة من المتون الأساسية في ثقافتنا الإسلامية العربية، يحفظونها ويشرحها لهم الشيخ، مع ما يكتبون من القرآن الكريم. فلا يحفظ الطلبة كتاب الله إلا وقد حفظوا معه، ووعوا المتون الأساسية.
وكان يحضر مع الطلبة- حسبما كان يروي ذلك بنفسه - دروس والده في الجامع، التي كان يلقي بعضها على العموم، والبعض الآخر على بعض الطلبة دون عامة الناس.
وقد أخذ الفقه ودرس مدونة و موطأ الإمام مالك.وشرح الإمام القسطلاني و التفسير عن عالم جليل آخر، من علماء بلدنا المحروس ، المدية وهو المرحوم الشيخ ابن الحصيني-كما رويت ذلك عنه رحمه الله- وقد كانت للشيخ بالحصيني، ذاك أياد بيضاء، ومنه وفضل على كثير من مثقفي المدية، وكان هذا العالم الصوفي الفاضل، يدرس لوجه الله في الجامع، للعامة وللطلبة... وعنه روى وتعلم جل شيوخنا القدامى.
أما الحديث النبوي الشريف فقد روي عنه أن جدنا علالا وجد الشيخ الفضيل بن رمضان - رحمهم الله جـميعا- سافر إلى الجزائر العاصمة في منتصف القرن التاسع عشر، أو في التسعينيات منه، وأقاما فيها أقاما فيها أربعة أو سنة أشهر، نازلين بمقصورة الجامع الكبير، لا طعام لهم كامل تلك المدة، غير السويق والماء والسويق هو الروينة.
وكانت رحلتهم تلك لنسخ ثلاث نسخ من صحيح البخاري وثلاث نسخ من صحيح مسلم لتلاوتها من أول أحد رجب، وختمها في ليلتي السابع والعشرين والثامن والعشرين من رمضان ...كل سنة .
وعاد إلى المدية بعد رحلة الحديث تلك، لأن النسخ المطبوعة كانت نادرة، بل ربما لم يكن البخاري ومسلم قد طبعا في ذلك الوقت...فأقدم طبعات بولاق المصرية للصحيحين، من التسعينات من القرن التاسع عشر...فقد حبس الرجلان نفسيهما طوعا نصف عام بلياليه في مقصورة..لكنها مقصورة الجامع الأعظم.. وعاشا على السويق والماء، وهما بمثابة " الأسودين" عندهم إذ ذاك، لنسخ الصحيحين، بأقلام القصب والصمغ ونقع قشر شجر الجوز...
وقد سمعت الشيخ الفضيل إسكندر بن رمضان- رحمه الله- يقول: إن المدينة التي يتلى فيها الصحيحان لا يبتليها الله بالخسف.
وقد قرأ الشيخ المفتي مصطفى بن حميدة والشيخ الفضيل إسكندر بن رمضان، البخاري ومسلم وقرأهما معهم عشرات الطلبة والأئمة، أمثال الشيخ الشهيد إبراهيم بن دالي، وأخيه الشيخ بن عيسى بن دالي والشيخ الجيلالي دوخ والشيخ محمد بن الحصيني، حفيد الشيخ بالحصيني الكبير، والشيخ المرحوم عبدالرحمن الزوبير...قرؤوهما أكثر من ستين سنة، وأفادوا واستفادوا وأناروا البلد... فربطوا على قلوب الناس برباط القرآن العظيم والبخاري ومسلم.
وكان جل علم الشيخ المفتي مصطفى فخار من مطالعاته...فكان إلى حد بعيد عصاميا، فلطالما كان يقول لنا-رحمه الله قول شاعرنا:
أطلب العلم لا تضجر من مطلب فآفة الطالب أن يضـجـر!
ألـم تر أن الـحبل بـتكراره على الصخرة الصماء قد أثر!!
وفيما يتعلق بعلمه فكان جله من مطالعاته، فكان عصاميا إلى حد بعيد....
فلم أفتح ولم أقرأ قط، كتابا واحد من كتب مكتبته العامرة!وبها كتب كثيرة! إلا في معظم هوامشها تصحيح أو تعليق أو تسجيل في أول الكتاب المذكرات بأهم ما فيه، بخط يده......
وكان من أعز أصدقائه وقرنائه الشيخ الفضيل اسكندر بن رمضان،مفتي الحنفية بالمدية، الذي لم يكد يفارقه يوما..فكانت بينهما المناقشات الطويلة والحوار عن مختلف القضايا الشرعية عند الحنفية والمالكية وقد سافرا معا في جولة علمية وسياحية سنة 1936م إلى تونس.
وهناك زار جامع الزيتونة
وزار الشيخ الطاهر بن عاشور، شيخ جامع الزيتونة، وهو بمثابة عميد الجامعة في أيامنا فامتحنه، فأجازه في الحديث والفقه والتفسير والعربية، وأمهات الكتب والفنون العربية، على عادة القدامى...إمتحنه في الفنون الإسلامية والعربية وفي أمهات كتبها، مذكورة بأسمائها وأصحابها، ومنحه شهادة بالعلم أمضاها بخط يده، رحمهم الله في 1936م
وللشيخ المفتي أياد بيضاء على أغلبية المثقفين بالعربية أو بالعربية والفرنسية من أهل المدية، إذ أخذ عنه المئات، وربما الآلاف من أهل المدية وغيرها جل، وربما كل ثقافتهم العربية والإسلامية، لما كانوا يحضرون دروسه في النحو والصرف والفقه والتوحيد والتفسير والتجويد، ويسمعون أو يشاركون في تلاوة البخاري ومسلم، ويحضرون ختمهما في ليلة السابع والعشرين وليلة الثامن والعشرين من رمضان، حين كان يحتفل به في الجامع الجديد وهو الواقع إلى جانب مجلس القضاء اليوم.
وكان يحضر الحفل المهيب والبهيج الشيخ محمود اسطنبولي مفتي البليدة- وهو من آل إسنطنبولي من المدية وكانوا يعرفونه باسم الحاج محمود- يحضر جل القراء،
وإني لأذكر ذلك الأستاذ الكبير- الذي لم يكن يدرس، في شبابه إلا بالمدارس الفرنسية، ولم يتعلم العربية والشريعة إلا منه، من دروسه التي لم يكن يتخلف عن واحد منها ولو أعطوه حمر النعم كما كان يحلو له أن يقول معجبا بفصاحة الشيخ وسرعة بديهته-كما كان يقول-وكله عرفان وتقدير.
وللشيخ المفتي مخطوط في مناسك الحج بخط يده عدا آلاف المذكرات في كل الدروس والخطب التي ألقاها على مدى نيف ونصف قرن أو يزيد.....
توفي رحمه الله في صيف 1979م
الأمير- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6081
تاريخ الميلاد : 29/10/1996
العمر : 28
مواضيع مماثلة
» العلامة المربي المصلح الشبخ حمو بن عمر فخار
» المصلح الشيخ سي حاشي العسالي
» الإمام المصلح الشيخ بلقاسم دردو
» العلامة الشيخ الطاهر العبيدي السوفي
» العلامة الأزهري الشيخ أرزقي الشرفاوي
» المصلح الشيخ سي حاشي العسالي
» الإمام المصلح الشيخ بلقاسم دردو
» العلامة الشيخ الطاهر العبيدي السوفي
» العلامة الأزهري الشيخ أرزقي الشرفاوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى