الرئيسيةالحضـــارة السومريــــة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الحضـــارة السومريــــة
من طرف zaara الثلاثاء 18 مارس - 19:15:50
الحضارة السومرية.. الفي عام منسية تحت التراب
هل من المعقول ان اسم سومر محي من فكر الانسان وذاكرته مدة تزيد على الفي عام ..؟ وهل ان البشرية تجهل المصادر الاولى لبــدء الحضـارة الانسانية وظهور الكتابة والخط المسماري الذي استخدم في تدوين لغات الشعوب القديمة؟. ولماذا فكت رموز الكتابة المسمارية على ايدي الاوربين ولم تفك وتترجم على ايدي ابناء البلد واهل الحضارة. علما ان اللغتين الآرامية والسريانية هما من اهم لغات بلاد الهلال الخصيب ومن اهم المفاتيح للوصول الى اللغة السومرية؟...
اكتشاف بلاد سومر
في سنة 1852 نشر العالم الاثري ادوارد هنكس بان راولنسون توصل بعد دراسة جداول المقاطع التي عثر عليها في تل - كوينجق - شمال العراق - الى نتيجة مفادها ان هذه الجداول كانت ثنائية اللغة وان الكلمات السامية البابلية فيها توضح كلمات مطابقة لها في لغة جديدة تماما لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت' وقد اطلق عليها راولنسون اسم -اكدية - واعتبرها - سيثية او طورانية - ... وبذلك فقد اكتشف راولنسون الحضارة السومرية ولغتهم الا انه في بادئ الامر اطلق عليها خطاءا اسم - السيثيين البابليين- ثم الاكديين.. وفي سنة 1867 القى بوليس اوبرت محاضرة في القسم الاثنوغرافي والتاريخي في الجمعية الفرنسية. ذكر بانه ينبغي ان نسمي هؤلاء بالسومريين ولغتهم بالسومرية مستندا في استنتاجاته الى وجود نص قديم مكتوب فيه لقب احد الملوك و هو - ملك سومر واكد - وكان اسم اكد هو الاسم الذي استعمل لسكان بلاد آشور وبابل الساميين . بينما كان اسم سومر يشير الى السكان غير الساميين .
في سنة 1877 بدات اول تنقيبات مهمة في موقع سومري في خرائب - لجش - القديمة قامت بها بعثة فرنسية تحت اشراف ايرنست دي سيرزاك Ernes de Serxec الذي استمر في عمله حتى عام 1900 حيث قام باحدى عشر حملة تنقيبية و نجح في اكتشاف اعدادا كبيرة من التماثيل واشهرها تمثال الامير - جوديا - و عدد من المسلات من اهمها مسلة النسور و اسطوانات حجرية اخرى وآلاف الالواح الطينية التي يعود تاريخها الى اسرة ( اور- ناشة ) . بعد ذلك قام العلماء الفرنسيون بتنقيبات اخرى في بلاد سومر خلال سنوات 1903 و 1909 و 1929 و 1931 و 1933..., ثم توجوا اعمالهم بنشر كتبا ومجلات وتقارير عن كل الحفريات والاكتشافات التي اجروها في بلاد ما بين النهرين ...
اصل السومريين
فاذا كانوا قد ولدوا وعاشوا في العراق اذن هما من اصل سومري او ( عبيدي )... وقد اثبتت التنقيبات بان سفينة نوح-ع - قد استوت على جبل الجودي شرق دجلة قرب مدينة الموصل . ( كما ان هناك روايات في تراثنا الديني بان نوح مدفون في النجف الاشرف . و اخرى تاريخية قديمة تثبت ان بداية الطوفان كان في الكوفة الحالية .. اذن لماذا هذا العراك بين المؤرخين و الباحثين حول اصل السومريين وهذه التفرقة بين السومريين وبين البابليين و الآشوريين اذا كانوا كلهم ينحدرون من اصل واحد ؟؟؟؟؟؟؟..
وبالتالي نصل الى نتيجة علمية اثرية هي ان نوح وابناءه هم - من اصل سومري او( عبيدي) - وان كل من على وجه الارض من سائر الاجناس ينتسبون الى نوح - ع-
اما من اين جاء السومريون, فهناك ايضا جدل بين الباحثين والمؤرخين لا نهاية له.. منهم من يقول انهم جاءوا من شمال العراق و منهم من يقول انهم جاءوا من منطقة عيلام المجاورة الى منطقة الاهوار في جنوب العراق . والقول الاقوى انهم من شمال العراق.. اما الاستاذ طه باقر فيقول: ( ان السومريين احدى الجماعات المنحدرة من بعض الاقوام المحلية في وادي الرافدين في عصر ما قبل التاريخ البعيد , وانهم عرفوا بأسمهم الخاص نسبة الى الاقليم الذي استوطنوه اخيرا في القسم الجنوبي من العراق اي ان التسمية لاحقة للاستيطان ومشتقة من اسم موضع جغرافي لايحمل مدلولا قوميا..) ويجمع غالبية الباحثين العراقيين بان السومريين هم اقوام ولدت من رحم العراق سواء كانوا من الشمال او الجنوب او الغرب وانهم انحدروا من الاقوام المحلية . ...
اما المؤرخون و الباحثون الاجانب ( ... ) فقد دأبوا على التشويه والتشكيك في اصل السومريين حسدا وبغضا منهم . لان السومريين هم حملة لواء العقل والفكر ومشعل الثقافة الذي انار العالم القديم . حيث اتسموا بالفعالية العقلية الشديدة منذ اكثر من خمسة آلاف سنة. ولهم الفضل على تطور البشرية جمعاء وانهم هم اول من سن القوانين و اخترع الكتابة والعجلة و العلوم والفكر وتنظيم الجيوش وبناء الزقورات والنظام الديمقراطي.. اما انه لم يذكر اسم السومريين في الكتب المقدسة القديمة خاصة اليهودية و كذلك غيرها من الكتب الكلاسيكية الاغريقية و الرومانية . اولا أما ان يكون ذلك متأتي من جهلهم في تاريخ الحضارات القديمة او ان فعل الطوفان قد محى آثار الامم السابقة .. او هناك تعمد واقصاء لمصالح دينية و قومية او - تفوقية - ان صح التعبير... والا ماذا نفسر قصة الطوفان التي وجدت منقوشة بالخط المسماري في زمن آشور بانيبال نحو 660 ق م و انها كانت منقوله من كتابة تعود الى القرن السابع عشر قبل الميلاد . ( وهي اقدم من سفر التكوين ) . والمعروف ان الطوفان حدث في زمن السومريين ... ثانيا ان علماء الآثار يؤكدون على ان الكتاب البابليين كانوا يترجمون الكلمات السومرية الى البابلية. وهذا يعني ان البابليين عندهم علم دراية وليس رواية بوجود الحضارة السومرية وان لديهم معجم في اللغة السومرية ....
اللغة السومرية
عندما كان العلماء منشغلين في فك رموز اللغة الاكدية السامية لاحظوا وجود نصوص لغوية غامضة وبالتالي اقتنعوا تدريجيا بوجود لغتين استخدمتا في آن واحد , احداهما لغة سامية واخرى لا علاقة لها باللغة السامية. ولحسن الحظ ان الكتاب البابليين القدامى كانوا يفسرون بعض الكلمات السومرية بكلمات اكدية , وكانت بعض النصوص السومرية تترجم الى اللغة الاكدية . وهكذا اكتشفت اللغة السومرية ومعانيها و خصائصها. وبذلك اصبح الطريق ممهدا ومفتوحا للكشف عن اروع صفحة من صفحات التاريخ الانساني القديم ....ولكن كيف وصل العلماء الى فك وترجمة النصوص السومرية القديمة؟. الواقع ان المسألة ليست معقدة و مستحيلة و ان الباحثين الغربيين ليسوا اكثر ذكاءا من العرب و المسلمين الذين انتجوا هذه الحضارات العملاقة... فالاحاطة في معرفة علم اللغات هي بمثابة مفاتيح , كل مفتاح يفتح بابا على الاخر صعودا الى ان يصل الى آخر رمز خطه الانسان.. والمعروف ان اللغة الاكدية هي اللغة التي كانت سائدة في بلاد وادي الرافدين في زمن الآشوريين والبابليين. ثم ظهرت لغات اخرى الى جانب اللغة الاكدية منها الآرامية والتي هي خليط من الاكدية العراقية والكنعانية الشامية وقد دونت فيها اسفار دانيال و عزرا ومخطوطات البحر الميت وكانت اللغة الرئيسة في كتابة التلمود, ويعتقد انها لغة المسيح - ع- .. وبعد ظهور المسيحية اطلق على الآرامية تسمية جديدة هي - السريانية - و يعتقد انها مشتقة من - آشور - . ومنها ايضا تسمية سورية. واطلق العرب على السريان تسمية - النبط - اي الناس الذين استنبطوا الارض واستقروا فيها .
ولايزال المسيحيون السريانيون في شمال العراق يحتفضون بلغتهم وكتبهم المقدسة القديمة. غير ان العربية دخلت وتشابكت مع السريانية بفعل انتشار الاسلام في بلاد الهلال الخصيب.. اذن هذا هو طريق الحرير او خارطة الطريق التي سلكها علماء الآثار الاوربيين للوصول الى اللغة السومرية .
واستطاع علماء الآثار الغربيين اليوم من وضع معاجم كثيرة للغة السومرية وكذلك قواعد تعلمها منها كتابي - المعجم السومري - و- القواعد السومرية - للمؤلف انتون دايمل Anton Deimel ثم ظهرت مئات الكتب التي تتحدث عن تاريخ العراق القديم . ونحن اليوم ( مع الاسف ) كل مانعرفه عن تاريخ بلاد الرافدين هو من خلال ماكتبه هؤلاء الرحالة والباحثون و علماء الآثار الاوربيين الذين نقبوا وحفروا ودرسوا خلال اكثر من مائة وخمسون سنة من العمل المستمر والشاق والحثيث دون كلل او ملل... ولكن السؤال الذي يدور في اذهاننا هو: ماذا عملنا نحن؟.
zaara- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6998
رد: الحضـــارة السومريــــة
من طرف الأمير الأحد 18 مايو - 19:10:56
شكرا جزيلا على الموضوع والمجهودات الرائعة 
الأمير- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6081
تاريخ الميلاد : 29/10/1996
العمر : 28
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى