عند قدمي أمك… تسكت الأفواه خجلا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عند قدمي أمك… تسكت الأفواه خجلا
بقلم الصديقة شيماء العروسي القاطي من المغرب
ترانا نسعى وراء الحياة بأسماءها البراقة و ألقابها الخاطفة للألباب , نسعى وراء المال والسعادة و رفاهيات الحياة بأساسياتها و ثانوياتها , كلما عشنا يوما علقت اعيننا بغده و إذا عشنا الغد سعينا لما بعده , و كل ظفر زادنا جشعا و طمعا , و كل فكرنا أنها هذه هي الحياة , نحتفل نرقص و نتغنى طربا … نحتفل بعيد الحب و عيد المرأة و أعياد الوطن و عيد الأم أيضا … كل هذه الأعياد إنما هي في نظرنا تزيد تفاصبل الحياة دفئا و حلاوة و تقوي روابطنا الإجتماعية … لكن هل نحتفل بصدق ووعي بما نحتفل به … هل احتفلنا بعيد الحب لأننا نحب ؟؟ هل نحتفل بيوم المرأة لأننا نقدر كل امرأة في حياتنا؟؟ أم هو يوم يفرض الصمت عليهن طول السنة إكتفاءا به ….هل عيد الوطن يوم لتجديد الوفاء و زرع حبه في قلوب أبناءنا ؟؟ أم لأنه فرض هيبة و صناعة ملك ؟؟ …وبما أن اليوم عيد أمهاتنا , هل احتفلنا حبا لهن و طاعة و شكرا لنعمة الأم علينا , أم هو سنة سنت منا أو من غيرنا و لصاحبها الأجر و لنا البهرجة و دموع التأثر بأغنية ست الحبايب…
هل فرحنا بأمهاتنا لأنه هناك من لا يحظى بابتسامة منها ولا دعاء يفتح له باب موصدة عند الشدائد , لأنه هنالك من لم يرى أمه بعد فراق أجبرته عليه الغربة فكان آخر لقاء له بها ذلك الذي في قاعة المسافرين في أحد المطارات , استخسر عليه القدر قبلة أو دعاء رضى عند الفراق الأبدي … أو طفل أحرقه الشوق و هو يرمق أما تحضن ابنها عائدا من المدرسة ليتذكر آخر حضن له مودعا أمه … كل طفلة طلبت من أبيها أن يضفر شعرها كما تضفره أمها ولم يعرف … كل تلميذ طلب منه أن يكتب إنشاءا عن الأم و هو لم يراها حتى , فكيف يصف الشيء من لم يراه أو من لم يعرف قدره ؟؟ … ورجل انتظرولادة زوجته بفارغ الصبر ليحمل ابنه فرحا عابرا به القارات ليكون أول من يسمع بكاءه , أمه التي تحت الثرى … و أمرأة تراسل إبنها يوم عيد الأم منتظرة باقة ورد منه أو رسالة رد تشفي غليلها , فما وصلتها رسالة ولا نشفت دموعها عن إبن لا يوجد إلا في خيالها , في خيال إمرأة حرمت من نعمة الأبناء وحرمت فرحة الإحتفال بالأمومة , لا حرمني و لا حرمكن منها الرحمان … ولا ننسى أما ودعت إبنا وحيدا لها وحرمت نفسها من طعم هذا اليوم معه وأرسلته شهيدا فداءا لوطنه و كلها أمل أن تلقاه في دنيا أخرى كلها أعياد لا يعكر صفوها مخلوق … ورجلا عصي الدمع يخجل من البكاء أمام قبر أمه لكي لا تحزن روحها عليه ويكتفي بسرد أحداث الأسبوع , هذا تزوج و ذاك أنجب و تلك سافرت و غض الطرف قصدا عن ليالي البكاء و النحيب … صرخة رضيع يصارع حمى البرد , برد الحنان لا برد الجو بعيدا عن حضن أمه …
مهما سردت لكم من قصص الحرمان و آهات الاشتياق لن أعطي الأم حقها , و لن أصل إلى مرتبة الوصف منها , لأني سأظلم كل محب لأمه , فلنترك القلوب تحدث بما فيها … من هنا أغتنم فرصة هذا اليوم و أنحني تذللا بين قدميك يا أمي شكرا للإلاه أولا و لك ثانيا … فبين قدميك تصمت الأفواه خجلا و تتكلم الدموع شوقا … عطرك يصلني من بعيد من هناك, و فواح العطر ما اشتم من بعيد … كل عام وأنت عطر حياتي … كل عيد و أنت ملهمتي … لا حرمني الودود منكي
ترانا نسعى وراء الحياة بأسماءها البراقة و ألقابها الخاطفة للألباب , نسعى وراء المال والسعادة و رفاهيات الحياة بأساسياتها و ثانوياتها , كلما عشنا يوما علقت اعيننا بغده و إذا عشنا الغد سعينا لما بعده , و كل ظفر زادنا جشعا و طمعا , و كل فكرنا أنها هذه هي الحياة , نحتفل نرقص و نتغنى طربا … نحتفل بعيد الحب و عيد المرأة و أعياد الوطن و عيد الأم أيضا … كل هذه الأعياد إنما هي في نظرنا تزيد تفاصبل الحياة دفئا و حلاوة و تقوي روابطنا الإجتماعية … لكن هل نحتفل بصدق ووعي بما نحتفل به … هل احتفلنا بعيد الحب لأننا نحب ؟؟ هل نحتفل بيوم المرأة لأننا نقدر كل امرأة في حياتنا؟؟ أم هو يوم يفرض الصمت عليهن طول السنة إكتفاءا به ….هل عيد الوطن يوم لتجديد الوفاء و زرع حبه في قلوب أبناءنا ؟؟ أم لأنه فرض هيبة و صناعة ملك ؟؟ …وبما أن اليوم عيد أمهاتنا , هل احتفلنا حبا لهن و طاعة و شكرا لنعمة الأم علينا , أم هو سنة سنت منا أو من غيرنا و لصاحبها الأجر و لنا البهرجة و دموع التأثر بأغنية ست الحبايب…
هل فرحنا بأمهاتنا لأنه هناك من لا يحظى بابتسامة منها ولا دعاء يفتح له باب موصدة عند الشدائد , لأنه هنالك من لم يرى أمه بعد فراق أجبرته عليه الغربة فكان آخر لقاء له بها ذلك الذي في قاعة المسافرين في أحد المطارات , استخسر عليه القدر قبلة أو دعاء رضى عند الفراق الأبدي … أو طفل أحرقه الشوق و هو يرمق أما تحضن ابنها عائدا من المدرسة ليتذكر آخر حضن له مودعا أمه … كل طفلة طلبت من أبيها أن يضفر شعرها كما تضفره أمها ولم يعرف … كل تلميذ طلب منه أن يكتب إنشاءا عن الأم و هو لم يراها حتى , فكيف يصف الشيء من لم يراه أو من لم يعرف قدره ؟؟ … ورجل انتظرولادة زوجته بفارغ الصبر ليحمل ابنه فرحا عابرا به القارات ليكون أول من يسمع بكاءه , أمه التي تحت الثرى … و أمرأة تراسل إبنها يوم عيد الأم منتظرة باقة ورد منه أو رسالة رد تشفي غليلها , فما وصلتها رسالة ولا نشفت دموعها عن إبن لا يوجد إلا في خيالها , في خيال إمرأة حرمت من نعمة الأبناء وحرمت فرحة الإحتفال بالأمومة , لا حرمني و لا حرمكن منها الرحمان … ولا ننسى أما ودعت إبنا وحيدا لها وحرمت نفسها من طعم هذا اليوم معه وأرسلته شهيدا فداءا لوطنه و كلها أمل أن تلقاه في دنيا أخرى كلها أعياد لا يعكر صفوها مخلوق … ورجلا عصي الدمع يخجل من البكاء أمام قبر أمه لكي لا تحزن روحها عليه ويكتفي بسرد أحداث الأسبوع , هذا تزوج و ذاك أنجب و تلك سافرت و غض الطرف قصدا عن ليالي البكاء و النحيب … صرخة رضيع يصارع حمى البرد , برد الحنان لا برد الجو بعيدا عن حضن أمه …
مهما سردت لكم من قصص الحرمان و آهات الاشتياق لن أعطي الأم حقها , و لن أصل إلى مرتبة الوصف منها , لأني سأظلم كل محب لأمه , فلنترك القلوب تحدث بما فيها … من هنا أغتنم فرصة هذا اليوم و أنحني تذللا بين قدميك يا أمي شكرا للإلاه أولا و لك ثانيا … فبين قدميك تصمت الأفواه خجلا و تتكلم الدموع شوقا … عطرك يصلني من بعيد من هناك, و فواح العطر ما اشتم من بعيد … كل عام وأنت عطر حياتي … كل عيد و أنت ملهمتي … لا حرمني الودود منكي
zaara- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6998
رد: عند قدمي أمك… تسكت الأفواه خجلا
مشكورة أختي
موضوع رائع ومضمونه أروع
موضوع رائع ومضمونه أروع
فارس الصحراء- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 638
تاريخ الميلاد : 25/06/1988
العمر : 36
الموقع : المسيلة
رد: عند قدمي أمك… تسكت الأفواه خجلا
4444444444444444
كلمات من الصميم
كلمات من الصميم
عفاف حمامة- عضو قيد النشاط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 29
تاريخ الميلاد : 23/03/1989
العمر : 35
رد: عند قدمي أمك… تسكت الأفواه خجلا
ينقل الموضوع لأنه غير حصري
حكايا الورد- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 141
تاريخ الميلاد : 04/04/1990
العمر : 34
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى