الفوز الخماسي الفرنسي : نقاط هجومية مضيئة ودفاعية مقيتة

حققت فرنسا اليوم انتصاراً كبيراً جداً على غريمتها سويسرا وهزمتها بخمسة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي جرت بينهما في إطار المرحلة الثانية من دور المجموعات في بطولة العالم لتوجه إنذاراً قوياً لجميع المنتخبات وتخبرهم بأنها جاهزة لانتزاع اللقب …الأداء الفرنسي اليوم أظهر  نقاطاً قوة هجومية مضيئة لكنه بالمقابل أظهر أخطاء ونقاط ضعف واضحة في الخط الخلفي فما هي .

- المنتخب الفرنسي لعب اليوم بتكتيك 4-3-3 وهي خطة هجومية في المقام الأول لأنها تعطي مساحات واسعة في خطي الوسط والهجوم وتسمح بمشاركة جميع عناصر الفريق في اللعب الهجومي وهو ما لاحظناه تماماً في الأداء الفرنسي حيث هددت فرنسا المرمى 22 مرّة سددها لاعبون من جميع الخطوط بداية من إيفرا الذي سدد مرة وكاباي الذي سدد مرتين وفالبوينا الذي سدد ثلاث مرّات وسجل مرّة منها وماتويدي الذي سدد ثلاث مرات وسجل مرّة  وسيسوكو مرة وجيرو الذي سدد أربع مرات وسجل مرّة أيضاً وأخيراً بنزيمة الذي سدد ثماني مرات وسجل مرتين .

- العمل الهجومي الفرنسي كان منوعاً جداً حيث أن نسب الهجوم من الأطراف والعمق كانت متوازنة بنسبة 37 ٪ من اليمين و29٪ من اليسار و35٪ ، ومن الـ 22 محاولةعلى المرمى جاء 18 منها عبر  بناء هجمات منظمة من اليمين واليسار والعمق مع تغيير في مراكز اللاعبين خاصة الهجوميين وهم بنزيمة وفالبوينا وجيرو ، فتارة كنا نرى بنزيمة في المنتصف والآخران على الأطراف والعكس بالعكس، في حين جاءت  محاولتان فقط من ضربات ثابتة ومحاولة من ركلة جزاء ( والمفارقة أنها لم تنجح ) وهجمة مرتدة واحدة فقط مما يثبت وبشكل لا لبس فيه قوة النفس الهجومي في الفريق وفاعليته خاصة إن عرفنا أن نسبة تحويل الهجمات إلى أهداف بلغت 22 بالمئة وهي بمعدل هدف تقريباً من كل أربع هجمات .

- الهدف الذي جاء من مرتدة يعتبر من الأروع على الإطلاق في البطولة لأن الكرة وصلت إلى مرمى بأربع  كرات  حيث وصلت لفاران إلى جيرو ومنه إلى فالبوينا الذي سجل الهدف، وقد بلغت مدة هذه الهجمة المرتدة عشر ثوان فقط لا غير ليكون هذا الهدف درساً في الهجمات المرتدة ويعطي صورة واضحة عن سرعة المنتخب الفرنسي الذي لم يتأثر لا بطقس ولا بحرارة .

- صناعة الأهداف جاءت من أكثر من مصدر كما هي الأهداف وهو ما يظهر تعدد مفاتيح اللعب الفرنسية ، والطريف أن صانعي الأهداف وهم فالبوينا وبنزيما وجيرو قد سجلو أيضاً مما يجعل خطورتهم  ، ويبقى بوغبا وحده من صنع ولم يسجل ، كما أن هدفين آخرين جاءا من لاعبي ارتكاز مما يعني أن الخطورة ليست من المهاجمين والأجنحة وحسب بل من لاعبي الوسط المدافعين، دون أن ننسى أن الهجمة المرتدة رائعة جاءت تمريرتها المفتاحية من فاران وهو قلب دفاع .

- الدقة العالية على المرمى كانت سمة الهجوم الفرنسي ، فمن 22 كرة 16 كرة جاءت في المرمى والقوائم و6 ذهبت بعيدة ….وهي نقطة أخرى مضيئة ومخيفة للخصوم .

- الإشراق الهجومي رافقه غروب دفاعي ، فمقابل هذا الهجوم المرعب تعرض الفريق لمحاولات عديدة على مرماه بلغت 17 محاولة ثمانية منها على المرمى و9 بعيدة عنه وسجل منها هدفان وهي نسبة كبيرة وليست بالقليلة ، ولو حالف الحظ السويسريين لكانت نتيجة المباراة مختلفة .

- التنظيم  الدفاعي الفرنسي كان أقل بكثير من مستوى الهجوم والدليل الفراغات التي ظهرت  فيه وسمحت لهذا الكم الكبير من الكرات بالوصول إلى المرمى، حيث يحتاج كل من ديبوشيه وفاران للتقارب أكثر وكذلك ساخو وإيفرا الذي يجب أن يلتزم بمركزه أكثر في الحالة الدفاعية، في حين يحتاج كل من ساخو وفاران للتفاهم بشكل أعلى خاصة في الكرات المرفوعة التي شكلت خطورة كبيرة على مرمى الفرنسيين .

في النهاية فرنسا تجلت اليوم وقدمت أداءاً رائعاً، ويمكن القول أنها وجهت إنذاراً قوياً وتأهلت عن جدارة واستحقاق …وبانتظار الدور الثاني لنحكم تماماً على قوة الفرنسيين الذين يظهرون بثوب مرشح قوي جداً للقب.