"الشروق" تتجول في الشجاعية بعد ساعات من المجزرة....... العـــــار يا عرب

كشفت الهدنة الإنسانية لإخلاء شهداء مجازر الشجاعية أمس مدى الجريمة الإنسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي جراء القصف المدفعي وقذائف الدبابات على سكان أحياء الشجاعية ذات الكثافة السكانية العالية ما يزيد عن (100 ألف فلسطيني).

عمليات انتشال الشهداء الذين بلغ عددهم (65) والجرحى الذين تجاوزوا 300 جريح في المناطق المدمرة أظهرت حجم الخسائر الناتجة عن قصف مكثف استمر نحو 18 ساعة، يسقط خلال كل دقيقة  - تقريبا- عدة قذائف فوق منازل المواطنين. وقال وكيل الوزارة يوسف أبو الريش تم انتشال 17 طفلًا و14 امرأة، 4 مسنين من بين شهداء الشجاعية، وإصابة 210 آخرين، بينهم 62 طفلًا، و32 امرأة، و15 مسنًا.

وأكد أبو الريش في مؤتمر صحفي حضره مراسل "الشروق" في مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، مساء أمس، أن المجزرة التي وقعت في الشجاعية عبارة عن جريمة مركبة استخدم خلالها الاحتلال بشكل واضح أسلحة محرمة، وهذا ما ظهر عبر الإصابات التي وصلت إلى مجمع الشفاء الطبي.

وبذلك يقترب عدد شهداء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة لليوم الرابع عشر، من ( 450 ) شهيد، وإصابة ما يزيد عن (3000) آخرين بجراح مختلفة.



هدنة بساعتين لإخراج الجثث

بدأت الهدنة الانسانية لإخلاء ضحايا العدوان المركز شرق مدينة غزة لمدة ساعتين ظهيرة أمس بناء على مساع حثيثة من منظمة الصليب الأحمر ووافقت عليها المقاومة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال التي رفضت في بداية الأمر باعتبار أن الشجاعية منطقة عمليات عسكرية مغلقة ويحظر دخول سيارات الإسعاف إليها.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة لـ "الشروق" إن قوات الاحتلال منعت نقل الجرحى والمصابين، وأطلقت قذائفها بشكل كثيف على سيارات الإسعاف والدفاع المدني، مما أدى إلى إصابة 5 سيارات.

ورغم هذا الخطر، أفاد شهود عيان من الناجين أن العديد من رجال الإسعاف والطواقم الطبية بادرت من تلقاء نفسها رغم المخاطر الكبيرة ودخلت تحت القصف الشديد لإنقاذ المواطنين وانتشال الجرحى.



الناجون: القذائف المدفعية كانت تنهمر عشوائيا

أفاد ناجون من الموت أن القذائف المدفعية انهمرت على منازلهم بشكل كثيف وعشوائي، ذهب ضحيته عشرات النساء والأطفال وكبار السن.

وخلال تواجد مراسل "الشروق اليومي" وعشرات الصحفيين بمستشفى الشفاء، غرب غزة، توجه مواطن من الشجاعية يحمل جثمان طفله إلى الكاميرات بشكل مباشر لهم ولكاميراتهم قائلا: أوجه كلامي إلى توفيق عكاشة (الإعلامي المصري الذي أيد العدوان الإسرائيلي على غزة في قناته الفراعين)، وأقول له: هل هذا ما تريد من غزة.. حسبي الله ونعم الوكيل؟ هذه الدماء للأطفال والأبرياء لن تغسل خطيئتك"، وغادر الرجل يحمل طفله نحو ثلاجات الموتى بالمشفى.

وقد استشهد في هذه المجازر المروعة المسعف  فؤاد جابر، خلال تأديته عمله في إنقاذ الجرحى والضحايا، كما استشهد المصور الصحفي خالد حمد أثناء تغطيته للأحداث في حي الشجاعية رغم ارتدائه زي الصحافة.

ومن بين الشهداء أسامة الحية الابن البكر للقيادي في حركة حماس خليل الحية وزوجته هالة أبو هين وطفلاه خليل وأمامة. وتنقلت "الشروق" بين الجرحى في المشفى الذين تحدثوا عن هول القصف المدفعي من ساعات الإفطار حتى خروجهم من منازلهم فجرا وسيرهم مسافات طويلة ليلا للوصول إلى أماكن أكثر أمنا.

وقال "محمد "، في العشرينيات، إن القذائف انهالت عليهم بكثافة، مما أدى إلى إصابته واثنين من إخوته، مضيفا: "سرنا جرحى على الأقدام قرابة 3 كليومترات حتى وسط مدينة غزة".

فيما قالت عمة الجريح، وهي تجلس بجواره على سرير قسم الجراحة بالمشفى، إن الصراخ في حارتنا دفعنا إلى الخروج فجرا لنجد أشلاء الجيران.

وأضافت الحاجة ذات الستين أنها سارت بين الضحايا وهي تشعر بحر القذائف في الأرض جراء القصف، وأكدت أن منزلها والمنازل المجاورة تدمرت بعد إخلائها.

فيما قال "أبو ياسر"، والد جريح، إن القذائف استهدفتهم من كل حدب وصوب إلى درجة أننا اعتبرنا قصف الطائرات عاديا بالنسبة إلى قصف الدبابات والمدفعية.

الشاب "أحمد حلس"، الذي ساهم في إخلاء جيرانه، قال إن القصف العشوائي الذي احتد ساعات الفجر أدى إلى استشهاد نحو 30 مواطنا في عدد قليل من المنازل المجاورة خلال خروجهم من منازلهم.

وأفاد، وأثر الدماء على ملابسه، أن الإسعافات والدفاع المدني لم تصل إلى الضحايا بسبب شدة القصف. وأشار أنه سيعود إلى إخلاء أحد أقاربه المعاقين الذي بقي في منزله وعدد من المسنين.

بدوره قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن مجزرة حي الشجاعية ضد المدنيين جريمة حرب، لكنها لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وأضاف أبو زهري لـ "الشروق": "ارتقى عدد كبير جدا من الشهداء على مسمع ومرأى المجتمع الدولي.. فالاحتلال يحاول تعويض فشله أمام المقاومة من خلال استهداف المدنيين، عبر تنفيذه سياسة الأرض المحروقة في الميدان".

وعن شروط حركة حماس للوصول إلى اتفاق تهدئة قال: "إن مطالبنا ليست تعجيزية بل هي مطالب إنسانية تنهي الحصار المتواصل على قطاع غزة منذ سنوات وكذلك أشكال العدوان على غزة والضفة الغربية".

بدوره قال الصفي د. تحسين الأسطل إن إسرائيل تستخدم أسلوب الحرب القذرة في حق المدنيين العزل في غزة.

واعتبر الأسطل لـ "الشروق" أن قوات الاحتلال تستخدم أسلوبها القديم الجديد في الحرب، باستهداف المدنيين وقتل أكبر عدد منهم، وخاصة من النساء والأطفال، بهدف تشكيل ضغط على المقاتلين، وإظهار عدم قدرتهم على حماية المدنيين من يد جيش الاحتلال.

وتابع: "قوات الاحتلال تعمدت استهداف المدنيين، فأكثر من 80 % من الشهداء 316 شهيد هم من المدنيين، 53 طفلا، 34 سيدة، وعدد من كبار السن، والمتتبع للسيرة القذرة لحروب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتاريخ معاركه الطويلة مع الجيوش العربية والمقاومة الفلسطينية، يجد أنه كان يتعمد ارتكاب مجازر في حق المدنيين، كنوع من الانتقام على أي نكسة يتعرض لها جيشه في الميدان العسكري". 

الموضوع الأصلي : "الشروق" تتجول في الشجاعية بعد ساعات من المجزرة....... العـــــار يا عرب

المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب

بارك الله فيك

الموضوع الأصلي : "الشروق" تتجول في الشجاعية بعد ساعات من المجزرة....... العـــــار يا عرب

المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب