قصيدة نزار قباني التي القاها في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة آنذاك بتونس
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
قصيدة نزار قباني التي القاها في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة آنذاك بتونس
تونس الخضراء
ياتونس الخضراء جئتك عاشقاً *** وعلى جبيني وردة وكتابُ
إنّي الدّمشقيّ الذي احترف الهوى*** فاخضوضرتْ بغنائه الأعشابُ
أحرقت من خلفي جميع مراكبي *** إنّ الهوى ألا يكون إيابُ
أنا فوق أجفان النّساء مكسر*** قطع فعمري الموج والأخشابُ
لم أنسَ أسماء النساء وإنما *** للحسن أسباب ولي أسبابُ
ياساكنات البحر في قرطاجة *** جف الشذى وتفرق الأصحابُ
أين اللواتي حبهن عبادة *** وغيابهن وقربهن عذابُ
اللابسات قصائدي ومدامعي*** عاتبتهن فما أفاد عتابُ
أحببتهن وهن ما أحببنني*** وصدقتهن و وعدهن كذابُ
إني لأشعر بالدوار فناهد *** لي يطمئن وناهد يرتابُ
هل دولة الحب التي أسستها *** سقطت علي وسددت الأبوابُ
تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي*** حلفت بألا تُسكر الأعنابُ
أيصدني نهد تعبت برسمه؟ *** وتخونني الأقراط والأثواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي *** أدعو رباب فلا تجيب رباب؟
أأحاسب امرأة على نسيانها *** ومتى استقام مع النساء حسابُ
ما تبت عن عشقي ولا استغفرته*** ما أسخف العشاق لو هم تابوا
قمر دمشقي يسافر في دمي*** وبلابل وسنابل وقبابُ
الفلّ يبدأ من دمشق بياضُه *** وبعطرها تتطيب الأطيابُ
والماء يبدأ من دمشق فحيثما *** أسندّتَ رأسك جدول ينسابُ
والشعر عصفور يمد جناحه *** فوق الشآم وشاعر جواّبُ
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا *** عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارها *** وتشد للفتح الكبير ركابُ
والدهر يبدأ من دمشق وعندها *** تبقى اللغات وتحفظ الأنسابُ
ودمشق تعطي للعروبة شكلها *** وبأرضها تتشكل الأحقابُ
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي *** هذا المساء ومن هو العرّابُ
أأنا مغني القصر يا قرطاجة *** كيف الحضور وما عليّ ثيابُ
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي *** والمفردات حجارة وترابُ
فمآدب عربية .. وقصائد *** همزية .. و وسائد وحبابُ
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا *** يوماً ولا كلّ الشراب شرابُ
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة *** والله مات وعادت الأنصابُ
من أين يأتي الشعر ؟حين نهارنا *** قمع وحين مساؤنا إرهابُ
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا *** فبأي شيء يكتب الكتّابُ
والحكم شرطي يسير وراءنا *** سراً فنكهة خبزنا استجوابُ
الشعر رغم سياطهم وسجونهم *** ملك وهم في بابه حجّابُ
من أين أدخل في القصيدة يا ترى*** وحدائق الشّعر الجميل خرابُ
لم يبقَ في دار البلابل بلبل*** لا البحتري هنا ولا زريابُ
شعراء هذا اليوم جنسٌ ثالثٌ *** فالقول فوضى والكلامُ ضبابُ
يتكلمون مع الفارغ فما همُ *** عجم إذا نطقوا ولا أعرابُ
اللاهثون على هوامش عمرنا *** سيّان إن حضروا وإن هم غابوا
يتهكمون على النبيذ معتقاً *** وهم على سطح النبيذ ذبابُ
الخمر تبقى إن تقادم عهدها*** خمرا وقد تتغير الأكواب
من أين أدخل في القصيدة ياترى*** والشّمس فوق رؤوسنا سردابُ
إنّ القصيدة ليس ما كتبت يدي *** لكنها ما تكتب الأهدابُ
نار الكتابة أحرقت أعمارنا *** فحياتنا الكبريت والأحطابُ
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟ *** أولى ضحايانا همُ الكتابُ
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم *** حظ البغايا ما لهن ثوابُ
ياتونس الخضراء هذا عالم *** يثري به الأميّ والنّصّابُ
فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل *** بَطِرَتْ فلا فكر ولا آدابُ
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر*** ثوباً وترفل بالحرير ,,,ابُ!!
هل في العيون التونسية شاطىء *** ترتاح فوق رماله الأعصابُ
أنا يا صديقة متعب بعروبتي *** فهل العروبة لعنة وعقابُ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً *** فعلى الخريطة كلنا أغرابُ
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي *** وأعيد .. لكن ما هناك جوابُ
لولا العباءات التي التفوا بها *** ما كنت أحسب أنهم أعرابُ
يتقاتلون على بقايا تمرة *** فخناجر مرفوعة وحرابُ
قبلاتهم عربية .. من ذا رأى *** فيما رأى قبلاً لها أنيابُ
ياتونس الخضراء كأسي علقم *** أعلى الهزيمة تشرب الأنخابُ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة *** فحواجز ومخافر وكلابُ
والعالم العربي إما نعجة *** مذبوحة أو حاكم قصّابُ
والعالم العربي يرهن سيفه *** فحكاية الشرف الرفيع سرابُ
والعالم العربي يخزن نفطه *** في خصيتيه وربك الوهابُ
والناس قبل النفط أو من بعده *** مستنزفون فسادة ودوابُ
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا *** لم يبقَ من كتب السماء كتاب؟
ماتت خيول بني أمية كلها *** خجلاً وظل الصرف والإعرابُ
فكأنما كتب التراث خرافة *** كبرى فلا عمر . . ولا خطّابُ
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها *** وعزيز مصر بالفصام مصابُ
من ذا يصدق أن مصر تهوّدتْ *** فمقام سيدنا الحسين يبابُ
ما هذه مصر فإن صلاتها *** عبريّة وإمامها كذّابُ
ما هذه مصر فإن سماءها *** صغرت وإن نساءها أسلابُ
إن جاء كافور فكم من حاكم *** قهر الشعوب وتاجه قبقابُ
بحرية العينين ياقرطاجة *** شاخ الزمان وأنت بعد شبابُ
هل لي بعض البحر نصف جزيرة *** أم أن حبي التونسيّ سرابُ
أنا متعب ودفاتري تعبت معي*** هل للدفاتر يا ترى أعصابُ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى*** وضفاف جرحي روضة معشابُ
لا تعذليني إن كشفت مواجعي *** وجه الحقيقة ما عليه نقابُ
إن الجنون وراء نصف قصائدي *** أوليس في بعض الجنون صوابُ؟
فتحمّلي غضبي الجميل فربما *** ثارت على أمر السّماء هضابُ
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم *** فلك يعيش الحبّ والأحبابُ
وإذا قسوت على العروبة مرة *** فلقد تضيق بكحلها الأهدابُ
فلربما تجد العروبة نفسها *** ويضيء في قلب الظلام شهابُ
ولقد تطير من العقال حمامة *** ومن العباءة تطلع الأعشابُ
قرطاجة ... قرطاجة.. قرطاجة *** هل لي لصدرك رجعة ومتابُ؟
لا تغضبي مني إذا غلب الهوى *** إنّ الهوى في طبعه غلاّبُ
فذنوب شعري كلها مغفورة *** والله جلّ جلاله التوّابُ
نزار قباني
ياتونس الخضراء جئتك عاشقاً *** وعلى جبيني وردة وكتابُ
إنّي الدّمشقيّ الذي احترف الهوى*** فاخضوضرتْ بغنائه الأعشابُ
أحرقت من خلفي جميع مراكبي *** إنّ الهوى ألا يكون إيابُ
أنا فوق أجفان النّساء مكسر*** قطع فعمري الموج والأخشابُ
لم أنسَ أسماء النساء وإنما *** للحسن أسباب ولي أسبابُ
ياساكنات البحر في قرطاجة *** جف الشذى وتفرق الأصحابُ
أين اللواتي حبهن عبادة *** وغيابهن وقربهن عذابُ
اللابسات قصائدي ومدامعي*** عاتبتهن فما أفاد عتابُ
أحببتهن وهن ما أحببنني*** وصدقتهن و وعدهن كذابُ
إني لأشعر بالدوار فناهد *** لي يطمئن وناهد يرتابُ
هل دولة الحب التي أسستها *** سقطت علي وسددت الأبوابُ
تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي*** حلفت بألا تُسكر الأعنابُ
أيصدني نهد تعبت برسمه؟ *** وتخونني الأقراط والأثواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي *** أدعو رباب فلا تجيب رباب؟
أأحاسب امرأة على نسيانها *** ومتى استقام مع النساء حسابُ
ما تبت عن عشقي ولا استغفرته*** ما أسخف العشاق لو هم تابوا
قمر دمشقي يسافر في دمي*** وبلابل وسنابل وقبابُ
الفلّ يبدأ من دمشق بياضُه *** وبعطرها تتطيب الأطيابُ
والماء يبدأ من دمشق فحيثما *** أسندّتَ رأسك جدول ينسابُ
والشعر عصفور يمد جناحه *** فوق الشآم وشاعر جواّبُ
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا *** عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارها *** وتشد للفتح الكبير ركابُ
والدهر يبدأ من دمشق وعندها *** تبقى اللغات وتحفظ الأنسابُ
ودمشق تعطي للعروبة شكلها *** وبأرضها تتشكل الأحقابُ
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي *** هذا المساء ومن هو العرّابُ
أأنا مغني القصر يا قرطاجة *** كيف الحضور وما عليّ ثيابُ
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي *** والمفردات حجارة وترابُ
فمآدب عربية .. وقصائد *** همزية .. و وسائد وحبابُ
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا *** يوماً ولا كلّ الشراب شرابُ
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة *** والله مات وعادت الأنصابُ
من أين يأتي الشعر ؟حين نهارنا *** قمع وحين مساؤنا إرهابُ
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا *** فبأي شيء يكتب الكتّابُ
والحكم شرطي يسير وراءنا *** سراً فنكهة خبزنا استجوابُ
الشعر رغم سياطهم وسجونهم *** ملك وهم في بابه حجّابُ
من أين أدخل في القصيدة يا ترى*** وحدائق الشّعر الجميل خرابُ
لم يبقَ في دار البلابل بلبل*** لا البحتري هنا ولا زريابُ
شعراء هذا اليوم جنسٌ ثالثٌ *** فالقول فوضى والكلامُ ضبابُ
يتكلمون مع الفارغ فما همُ *** عجم إذا نطقوا ولا أعرابُ
اللاهثون على هوامش عمرنا *** سيّان إن حضروا وإن هم غابوا
يتهكمون على النبيذ معتقاً *** وهم على سطح النبيذ ذبابُ
الخمر تبقى إن تقادم عهدها*** خمرا وقد تتغير الأكواب
من أين أدخل في القصيدة ياترى*** والشّمس فوق رؤوسنا سردابُ
إنّ القصيدة ليس ما كتبت يدي *** لكنها ما تكتب الأهدابُ
نار الكتابة أحرقت أعمارنا *** فحياتنا الكبريت والأحطابُ
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟ *** أولى ضحايانا همُ الكتابُ
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم *** حظ البغايا ما لهن ثوابُ
ياتونس الخضراء هذا عالم *** يثري به الأميّ والنّصّابُ
فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل *** بَطِرَتْ فلا فكر ولا آدابُ
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر*** ثوباً وترفل بالحرير ,,,ابُ!!
هل في العيون التونسية شاطىء *** ترتاح فوق رماله الأعصابُ
أنا يا صديقة متعب بعروبتي *** فهل العروبة لعنة وعقابُ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً *** فعلى الخريطة كلنا أغرابُ
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي *** وأعيد .. لكن ما هناك جوابُ
لولا العباءات التي التفوا بها *** ما كنت أحسب أنهم أعرابُ
يتقاتلون على بقايا تمرة *** فخناجر مرفوعة وحرابُ
قبلاتهم عربية .. من ذا رأى *** فيما رأى قبلاً لها أنيابُ
ياتونس الخضراء كأسي علقم *** أعلى الهزيمة تشرب الأنخابُ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة *** فحواجز ومخافر وكلابُ
والعالم العربي إما نعجة *** مذبوحة أو حاكم قصّابُ
والعالم العربي يرهن سيفه *** فحكاية الشرف الرفيع سرابُ
والعالم العربي يخزن نفطه *** في خصيتيه وربك الوهابُ
والناس قبل النفط أو من بعده *** مستنزفون فسادة ودوابُ
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا *** لم يبقَ من كتب السماء كتاب؟
ماتت خيول بني أمية كلها *** خجلاً وظل الصرف والإعرابُ
فكأنما كتب التراث خرافة *** كبرى فلا عمر . . ولا خطّابُ
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها *** وعزيز مصر بالفصام مصابُ
من ذا يصدق أن مصر تهوّدتْ *** فمقام سيدنا الحسين يبابُ
ما هذه مصر فإن صلاتها *** عبريّة وإمامها كذّابُ
ما هذه مصر فإن سماءها *** صغرت وإن نساءها أسلابُ
إن جاء كافور فكم من حاكم *** قهر الشعوب وتاجه قبقابُ
بحرية العينين ياقرطاجة *** شاخ الزمان وأنت بعد شبابُ
هل لي بعض البحر نصف جزيرة *** أم أن حبي التونسيّ سرابُ
أنا متعب ودفاتري تعبت معي*** هل للدفاتر يا ترى أعصابُ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى*** وضفاف جرحي روضة معشابُ
لا تعذليني إن كشفت مواجعي *** وجه الحقيقة ما عليه نقابُ
إن الجنون وراء نصف قصائدي *** أوليس في بعض الجنون صوابُ؟
فتحمّلي غضبي الجميل فربما *** ثارت على أمر السّماء هضابُ
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم *** فلك يعيش الحبّ والأحبابُ
وإذا قسوت على العروبة مرة *** فلقد تضيق بكحلها الأهدابُ
فلربما تجد العروبة نفسها *** ويضيء في قلب الظلام شهابُ
ولقد تطير من العقال حمامة *** ومن العباءة تطلع الأعشابُ
قرطاجة ... قرطاجة.. قرطاجة *** هل لي لصدرك رجعة ومتابُ؟
لا تغضبي مني إذا غلب الهوى *** إنّ الهوى في طبعه غلاّبُ
فذنوب شعري كلها مغفورة *** والله جلّ جلاله التوّابُ
نزار قباني
الموضوع الأصلي : قصيدة نزار قباني التي القاها في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة آنذاك بتونس
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
achraf2612- عضو قيد النشاط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 23
تاريخ الميلاد : 26/12/1974
العمر : 49
مواضيع مماثلة
» نزار قباني: أحب طيور تشرين
» نزار قباني: أريد ان أعيش
» نزار قباني: أطفال الحجارة
» نزار قباني: آخر عصفور يخرج من غرناطة
» نزار قباني: أفكر .. أينا أسعد
» نزار قباني: أريد ان أعيش
» نزار قباني: أطفال الحجارة
» نزار قباني: آخر عصفور يخرج من غرناطة
» نزار قباني: أفكر .. أينا أسعد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى