الجزائريون مهددون بالعطش بعد سنتين

قال الخبير في الكوارث الكبرى، البروفيسور عبد الكريم شلغوم، إن الأرقام التي تقدمها وزارة الموارد المائية بخصوص امتلاء السدود خاطئة على اعتبار أن أغلب السدود الكبرى في الجزائر مبنية وفق معايير لا تتماشى مع الموصفات العالمية لإنجاز السدود، حيث يكون أغلبها مهددا بالتصدعات والتشققات وهو ما يهدد بانفجار هذه السدود في حال امتلأت بشكل كامل بالمياه. وقال المتحدث في معرض تصريحاته إن أغلب الدراسات الميدانية التي قام بها مهندسون تؤكد أن 80 % من السدود المبنية في الجزائر لم يتم فيها اعتماد المعايير والمواصفات التقنية التي تمكنها من تحمل الضغط الهائل للمياه التي تتخزن فيها. إلى ذلك أشار المتحدث إلى أن قرابة 70 سدا حاليا في الجزائر بقدرة تخزين مياه 7.1 مليار متر مكعب ستكون مهددة بالجفاف بسبب ارتفاع منسوب الطمي الذي لم تتحرك الوزارة لمعالجته في الوقت المناسبة، وهو ما يعني تزود الجزائريين بالمياه بعد سنتين مرة كل 48 ساعة. وأوضح المتحدث أن كل من سد بني هارون وسد بجاية مهددان بالتصدع بسبب زلزال متوسط الشدة يبلغ 5 درجات على الأكثر، وكشف المتحدث أن عددا من الخبراء خلال معاينتهم لسد بجاية اكتشفوا أن هذا الأخير تعرض للتصدع بعد الهزة الأرضية التي ضربت ولاية بومرداس مؤخرا بشدة لم تصل 4 درجات. ولم تخرج تصريحات رئيس مجمع المهندسين، عبد الحميد بوداود، عن التحذير مما سيتعرض له الجزائريون بعد سنتين في حال استمرت ظاهرة توحّل السدود التي لم تعالج إلى غاية الساعة من طرف الوزارة الوصية، وهو الأمر الذي سيقلص من دون شك من حجم استيعاب هذه السدود للمياه المخزنة فيها، وهو ما يجعل الدولة أمام تحدي تحلية مياه البحر وخسارة الملايير بسبب عدم توافق بناء السدود في الجزائر مع المعايير العالمية. وذهب المتحدث إلى أبعد من ذلك عندما قال إن الجزائر لا يمكنها معالجة مشكل توحل السدود بسبب تراجع أسعار البترول التي ستؤثر على الميزانية الممنوحة لقطاع الموارد المائية كغيره من القطاعات في الجزائر.

[rtl]كشف مدير الجزائرية للمياه، أيت منصور، أنه تم تقديم طلب لدى والي ولاية الجزائر قصد تخصيص قطع أرضية من أجل تجهيزها بخزانات الماء التي تعرف نقصا، والتي قد تؤتر على عملية التوزيع، مشيرا في تصريح لـ«النهار» إلى أن هذه الانقطاعات التي تعرفها بعض البلديات من حين لأخر تدخل في إطار إعادة هيكلة وتهيئة عملية التوزيع، موضحا في الوقت ذاته أنه في حال تم وضع خزانات إضافية سينتهي هذا المشكل بصفة كبيرة. وفيما يخص تعارض التجهيزات الحالية الخاصة بتوزيع المياه مع إنشاء المزيد من الأحياء في العاصمة بسبب عملية الترحيل، قال ذات المسؤول إن الأمر ليس له أي علاقة بذلك لأن عدد المواطنين لن يتغير، مؤكدا أن عملية الانقطاعات ستنتهي قريبا. وحول وضعية السدود الحالية التي تعرف امتلاء بالطين بدل الماء، قال المسؤول إنه غير مخول له للحديث عن هذه القضية، بصفته غير مؤهل لذلك.       [/rtl]