أنصار الخضر يغزون تونس ونحو منحهـم 2000 تذكرة إضافية

 وجاب أنصار «الخضر» الذين أبوا إلا أن يرافقوا أشبال غوركيف في خرجهتم الودية، شوارع العاصمة تونس وصنعوا أجواء بهيجة رافعين الراية الجزائرية عاليا، وكان عددهم كبيرا جدا، مما جعل التونسيين يقفون حائرين أمام ما تراه أعينهم، لاسيما وأن مباراة رادس مجرد محطة ودية تحضيرية لـ«الكان»، وأبدى أحد التونسيين استغرابه من خرجة أنصار محاربي الصحراء، وأوضح أنه تأكد بأن الجزائريين حقا يعشقون كرة القدم عامة والمنتخب الجزائري خاصة إلى حد الجنون، فيما أضاف أحدهم أنه لو تعلق الأمر بمباراة رسمية أو مصيرية لأتت أعداد أكبر مما رآها أمس، ويظهر جليا أن أنصار «الخضر» أرادوا بطريقة أو بأخرى أن يؤكدوا لرفقاء مبولحي دعمهم الكبير في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 من خلال التنقل إلى تونس لتشجيعهم، باعتبار السفر إلى غينيا الاستوائية يبدو مستحيلا في ظل انتشار الأمراض وكذا غياب الفندقة التي دفعت بالوكالات السياحية إلى التراجع عن فكرة نقل مناصري «الخضر» مثلما حدث في المنافسات السابقة .

الأمن التونسي غائب أمام ملعب الشادلي زويتن

انطلقت صبيحة أمس بملعب «الشادلي زويتن» بالعاصمة تونس، عند الساعة التاسعة والنصف صباحا، عملية بيع التذاكر الخاصة بأنصار المنتخب الوطني للمباراة الودية المنتظرة عشية الغد بين «الخضر» ونسور قرطاج في إطار استعداد التشكيلتين لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 المقررة بغينيا الاستوائية، حيث قررت الجامعة التونسية تقسيم عملية بيع تذاكر الجزائريين، التي حددتها مبدئيا بـ 5 آلاف تذكرة، على مرحلتين، وطرحت أمس 2000 تذكرة، على أن تتواصل العملية ابتداء من صبيحة اليوم، بطرح 3000 آلاف تذكرة، وتدرس ذات الهيئة بجد إمكانية إضافة 2000 تذكرة أخرى لأنصار المنتخب الوطني في حال انتهت 5 آلاف تذكرة في ظرف قياسي.

خصصت الجامعة التونسية شباكا واحدا لأنصار المنتخب الجزائري، الذين وصل عددهم في صبيحة أمس إلى حوالي 700 مناصر قدموا لاقتناء تذاكر المباراة الودية التي ستجمع رفقاء فيغولي بالمنتخب التونسي، الأمر الذي خلق فوضى كبيرة وسط الأنصار، ووصل الأمر إلى غاية الاشتباك بالأيدي في ظل رغبة كل مناصر في اقتناء أكثر من تذكرة وسط طابور طويل، حيث كان الجميع يردد أنه لن يقطع 1000 كلم حتى لا يقتني تذكرة.

خصصت السلطات الأمنية التونسية شرطيين فقط لتأمين عملية بيع تذاكر المنتخب الوطني، حيث كان الأول عند نهاية طابور الأنصار فيما كان الثاني أمام شباك التذاكر، وأمام التهافت الكبير لأنصار «الخضر» على تذاكر المباراة خوفا من نفادها دون علمهم بأن العملية ستستمر غدا، لم يجد الشرطيان التونسيان أي حل غير مراقبة الوضع ومحاولة تهدئة الأنصار الغاضبين.

حددت الجامعية التونسية لكرة القدم، سعر تذكرة اللقاء الودي بين «الخضر» ونسور قرطاج بـ 10 دينار تونسي، لكلا أنصار المنتخبين، غير أن بعض أنصار المنتخب الجزائري اشتروا عددا كبيرا من التذاكر وطرحوها للبيع بـ 30 دينارا تونسيا، واستغل هؤلاء الفوضى وصعوبة الوصول إلى شباك البيع من أجل إنعاش تجارتهم.

أكد لنا مناصر قادم من ورڤلة لحضور مباراة «الخضر» الودية، أن شرطيا كان واقفا بجانب الباب الرئيسي لملعب «الشادلي زويتن» اقترب منه وعرض عليه بيعه تذاكر المباراة بسعر 30 دينار تونسي، مشيرا إلى أنه قبل العرض بعدما اقتنع بأن وصوله إلى شرائها بسعرها القانوني سيكون مستحيلا، وهو ما أكده مناصر لنا بأنه أيضا اقتنى تذكرتين من طرف نفس الشرطي.

حضرت امرأة في العقد الخامس من العمر رفقة ابنتها إلى مكان بيع التذاكر، وعندما اقتربنا منها، أكدت أنها تونسية المولد وتعيش في تونس، إلا أنها جزائرية الأصل وتنحدر من ولاية واد سوف، واقتنت السيدة تذكرتين في السوق السوداء، وأوضحت لنا أنها ليست ملهمة بكرة القدم غير أنها تريد رفقة ابنتها متابعة مواجهة منتخب بلدها الأصلي.

وجد بعض من أنصار المنتخب الوطني حيلة لاقتناء التذاكر تقلل عليهم مشقة الانتظار مطولا في الطابور الخاص بهم، لاسيما وأن عملية البيع كانت تسير ببطء شديد ووسط فوضى كبيرة، وما كان عليهم سوى اشتراء التذاكر التي طبعت لأنصار المنتخب المحلي، من طرف بعض التونسيين الذين عرضوا سعر التذكرة بـ 15 دينارا تونسيا فقط في السوق السوداء، وأكد الأنصار الذين اقتنوا هذه التذاكر أنهم لن يجدوا حرجا في الجلوس إلى جانب التوانسة يوم المباراة بما أنها ستجمع بين بلدين شقيقين على حد قولهم.

يشد تعداد المنتخب الوطني، اليوم، الرحال إلى تونس تحسبا لمواجهة المنتخب التونسي وديا، مساء الغد، على الساعة السادسة مساء بملعب رادس، استعداد لنهائيات كأس أمم إفريقيا بغينيا الإستوائية، حيث سيتنقل وفد «الخضر» على متن رحلة خاصة من مطار هواري بودمين في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، على أن يتنقلوا إلى مدينة حمامات الياسمين، أين سيقيمون في فندق المرادي.