عهد الآغوات والدايات
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عهد الآغوات والدايات
عهد الآغاوات 1659-1671م
وهو أقصر مراحل الحكم العثماني بالجزائر حيث أقدم قادة القوات البرية-اليولداش- على خلع الباشا وتعيين قائد من بينهم يطلق عليه اسم الآغا وتحديد مدة ولايته بشهرين كما يذكرها محمد مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر القديم والحديث,ج.3 ويحي بوعزيز في كتابه الموجز في تاريخ الجزائر,ج.2, بينما يحددها عمار بوحوش بسنتين في كتابه التاريخ السياسي للجزائر, ويعتبر هذا انقلابا على نظام الباشاوات بل انقلابا على السلطان العثماني, وعليه فإن هذا الآغا يستعين بالديوان الذي كان يضم أعضاء من فرق القوات البرية واصبح يضم ممثلين من طائفة رياس البحر وبعض كبار الموظفين ومفتي الجزائر, وبعد انتهاء مدة الآغا يرقى إلى رتبة آغا شرف ويحل محله آغا آخر, ونتيجة للوضع المشحون من قبل استفحل الصراع بين ضباط القوات البرية وطائفة الرياس وانتشرت الفوضى وانعدم الأمن. آغاوات الجزائر: وهم
1- خليل آغا 1659-1660م
2- رمضان آغا 1660-1661م
3- شعبان آغا 1661-1665م
4- علي آغا 1665-1671م.
أهم أحداث عهد الآغاوات على الصعيد الخارجي:
حاول ديوان الأوجاق تحسين علاقاته خاصة مع فرنسا, لكنها لم تأبه لذلك وواصل قراصنتها اعتداءاتهم على السفن الجزائرية, واصبح الجو مشحونا بين فرنسا والجزائر وتضررت التجارة الفرنسية وانعكست سلبا على الوضع الداخلي الجزائري, كما جلب ذلك الوضع إلى الميدان منافسين جدد من انجلترا وهولندا واسبانيا, ولولا دبلوماسية الجزائر لتحول ذلك إلى حلف أوربي ضد الجزائر, إذ أنها تقربت من الهولنديين وصالحتهم سنة 1663م, لتحارب فرنسا, كما صالحت هذه الأخيرة لتحارب الانجليز والهولنديين, وصالحت الانجليز سنة 1671م لتحارب فرنسا.
ازدياد أطماع فرنسا في الجزائر: وكان ذلك في عهد لويس الرابع عشر1643-1715م كانت أطماعه استعمارية, حيث حاول بعث التجارة الفرنسية بالمشرق ولا يكمنه تحقيق ذلك, إلا بالانتصار على الجزائر وإضعاف أسطولها, لذك بدأ يخطط حيث قام بارسال جواسيسه بدءا من سنة 1658م, ولهذا تم اختيار الشرق الجزائري لإنزال الجيوش الفرنسية خاصة في القل وجيجل, إذ أنه في سنة 1663م وجه حملته لكنها فشلت. وفي العام الموالي سير حملة أخرى لاحتلال جيجل فكان له ذلك, لكن وجوده لم يطل وتكبد جيشه خسائر كبيرة, وبهذا اضطرت فرنسا لإمضاء معاهدة 7ماي1666م التي نصت على تطبيق معاهدة 1628م . أطماع انجلترا في الجزائر: كان للأنجليز
أطماع في الجزائر أذ أنه في سنة1669م قامت بالاعتداء على السفن الجزائرية وإحداث تخريب في بجاية سنة 1671م وبالجزائر, أدى ذلك إلى سخط شعبي على حكم الآغاوات وأدت إلى قيام ثورات انتهت بمقتل على آغا.
على الصعيد الداخلي: قلنا منذ الوهلة الأولى حمل هذا النظام بذور فنائه, حيث التناقض في هذا النظام وكثرة الغزو الأوربي للجزائر وتربص طائفة الرياس بضباط القوات البرية لانتزاع السلطة منهم, إضافة إلى تنازعهم فيما بينهم ولهذا كثرت الاضطرابات والثورات ضدهم في العاصمة بلاد القبائل سنة 1668م ولذلك ضعفت سلطتهم وأصبحوا غير قادرين على إدارة دفة الحكم, إذ أنه في أواخر حكم علي آغا1665-1671م انقض علية الرياس وقتلوه ولم يجرؤ أحد على الاقتراب من عرش الولاية خوفا من الاغتيال. وبهذا اجتمع ديوان الأوجاق وقرر إنهاء حكم الآغاوت وتعويضه بنظام آخر هو نظام الدايات.
مميزات حكم الآغاوات:
- تراجع نفوذ السلطان العثماني في الجزائر.
- استفحال الصراع بين ضباط القوات البرية وطائفة الرياس, وانتشار الفوضى.
- نجاح فرقة اليولداش في انقلاب الحكم والانفصال عن العثمانيين والحد من سلطة الرياس, لكنهم لم ينجحوا في إقامة نظام سياسي ديمقراطي.
- كان نجاح الانقلاب انتقاما من طائفة الرياس التي استأثرت بالحكم في عهد الباشاوات.
عهد الديات 1671-1830م
أسباب تغيير النظام إن الانقلاب الذي قام به الآغاوات وتحديد مسؤولية الباشا وعدم استتباب الأمن وكثرة الاضطرابات والهجومات الأوربية, قد أثر كثيرا على الوضع الداخلي بل على النظام نفسه وتضررت السفن التجارية وبصفة خاصة طائفة الرياس. وبالتالي أصبح الأمر حتميا التخلص من هذا النظام, حيث أقدم الرياس بالتآمر مع من لهم أطماع على اغتيال علي آغا سنة 1671م, وبهذا أصبح بلوغ هذا المنصب صعب المنال لأن مصير متقلده, إما سجينا أو قتيلا. وبهذا قرر الديوان الجزائري بالاتفاق مع طائفة الرياس تغيير النظام بآخر يكون أكثر استقرارا, وعلى رأسه الداي الذي ينتخب مدى الحياة دون اختيار من يخلفه, وذلك من حق مجلس الديوان وطبعا هذا قد أوجد نوعا من الاستقرار, ازدادت هيبة ونفوذ الدايات وتحددت مسؤولية الديوان, في حين أبقى الدايات نظام الباشوية حيث أن السلطان العثماني يعين باشا إلى جانب الداي, ولكن منصبه شرفي فقط. وسرعان ما انتهى ذلك بحيث اصبح الداي هو نفسه باشا وأصبحت للداي سلطة كاملة دون منازع. في الجزائر. وقد اضطر النظام الجديد في بدايته وبحكم تكوينه من طائفة الرياس إلى السكوت عن الهجومات التي كانت تقوم بها وحدات البحرية الجزائرية ضد السواحل الأوربية لأن ذلك يعود بالفائدة والرفاهية الاقتصادية على الجزائر والتي مصدرها القرصنة وغنائم الغزوات, في حين صرفت نظرها عن البحث عن موارد تضمن الاستقرار الداخلي. وعوض أن يبحث الدايات عن موارد اقتصادي ثابت استمروا في الغزو وجمع الغنائم والاعتماد عليها كليا, دون مراعاة ما يحدث في أوربا من تطور, وقد أدى ذلك إلى اختلال في التوازن الاقتصادي والعسكري بين ضفتي المتوسط.
الاستقلال عن الدولة العثمانية لقد كانت في العهود الثلاثة السابقة وخاصة البايلربايات والباشاوات السلطة في يد الدولة العثمانية, أي أن السياسة الخارجية من اختصاص الباب العالي, وبالرغم من محاولة الباشوات الاستقلال لم يكن لهم ذلك كما فعل الآغوات, لكن كل ذلك يجري في حيز الدولة العثمانية. بينما في عهد الدايات استطاع هؤلاء تحقيق الاستقلال للجزائر بحيث أصبح على السلطان العثماني إصدار فرمان-قرار- على تنصيب الدايات الذين يعينهم الديوان وتعيين الباشا المرافق له, وبالرغم من الوجود الشرفي للباشا إلا انه أصبح عقبة تعيق نفوذ الداي الذي يعتبر الحكم ثنائي, فبدؤوا يخططون للقضاء عليه, بل حتى أنهم يمنعوه من النزول على البر الجزائري, فمثلا سنة 1686م أثناء ولاية الداي حسين ميزومورتو, وفي سنة 1711م في عهد الداي علي الشاوش الذي أرغم الباشا على الانسحاب من ميناء العاصمة إلى القل, وطلب من الباب العالي تعيينه هو نفسه باشا فوافق السلطان على ذلك, وبهذا تم إدماج المنصبين الداي باشا. وهذا يبين أن الجزائر بدأت تأخذ منحى الاستقلال الفعلي حتى أن الدايات رفضوا وساطة الدولة العثمانية في شؤون الجزائر الخارجية واعتبروا ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية, حيث تم رفض تدخل السلطان في إبرام الصلح مع اسبانيا سنتي 1725و1726م, كما تم رفض تسليم أحد الثائرين المصريين شركس محمد لمبعوث السلطان. كما تم مرة أخرى إحباط محاولة السلطان استعادة نفوذه عندما بعث باشا شديد إلى الجزائر سنة 1729م. وعليه لم يبق للسلطان في الجزائر إلا الدعوة له على المنابر يوم الجمعة والعيد, وإصدار الفرمانات بالموافقة على تسمية الدايات المعينين من قبل الديوان, وتلقي هدايا رمزية والمشاركة في حروبه أحيانا. ومن مظاهر السيادة الفعلية فإن الجزائر أصبحت تتعامل مباشرة مع نظيراتها الأجنبية, وإعلان الحرب والسلم وتستقبل القناصل وتنصبهم دون استشارة الباب العالي.
تشكيل حكومة الداي: تطور حكم الدايات إلى أن أصبح مطلقا وأصبح اجتماع الديوان اجتماعا شكليا لا غير, حيث يقوم النظام على الشكل التالي:
-الداي أعلى سلطة في الدولة وهو الذي يختار وزرائه الذين يتكون منهم مجلس الدولة:
1-الخزناجي: تسيير الخزينة العامة يأتي بعد الداي مباشرة ويخلفه في حالهغيابه وهم بمثابة الوزير الأول.
2-آغا الصبايحية: من قادة القوات البرية.
3- وكيل الحرج: مسؤول عن الميناء ومراكبه وذخيرته وهو بمثابة وزير البحرية.
4- البيتمالجي: مكلف ببيت المال ويسجل العقود والمواريث.
5-خوجة الخيل:يستقبل ما يدفع للداي والدولة من هدايا وخراج وزكاة. ويأتي بعد ذلك الخزندار أمين المال الخاص بالداي. ثم مرتبة الخوجة وهي أصناف:
- الباش كاتب مهمته ضبط دفاتر الجند وموارد الحكومة.
- الباش دفترجي: يضبط نسخة ثانية من دفتر الجند ويليه الكاتب الثالث يضبط نسخة ثانية من موارد الدولة.
- خوجة العشور: ضبط موارد الديوانة وهؤلاء الأربعة يتولون تحرير الرسائل للباب العالي والدول الأجنبية.
- وهناك كاتبان آخران يتولون تحرير الرسائل باللغة العربية التي ترسل للبايات والقياد وغيرهم. أحدهما يسمى كاتب السر يتولى قراءة الرسائل الواردة إلى الداي والرد عليها والآخر يشتغل مع خوجة الخيل نظرا لكثرة أعماله مع العرب. وأخيرا يأتي الشواش وهم ضباط الأمن.
القضاء:
-يتولى الداي الفصل في الخلافات والنوازل في مجلس يعقده صباح كل يوم ماعدا يوم الراحة والأعياد ويوم الثلاثاء مخصص لاجتماع مجلس الوزراء في قصر الجنينة, وما بعد الظهر مخصص للشؤون السياسية حيث الاجتماع بالقناصل والقياد والآغوات والموظفين السامين, ولا يخرج من قضاء الداي إلا الجنود اليولداش الذين يخضعون للآغا. بينما النوازل المدنية يسند أمرها للقضاء والمفتين.
- والدي مطالب بالبقاء في الجنينة تحت حراسة الجنود اليولداش لا يذهب إلى منزله إلا بعد أداء صلاة الظهر في كل خميس ليغادره صبيحة الجمعة لأداء صلاة الظهر ثم يمكث بالجنينة. يتولى البايلك كفالته وكفالة عائلته, له مداخيل من الغرامات والغنائم والهدايا وعند اغتياله تأخذ الدولة كل أمواله. وقد وصفت حياته بمايلي: هكذا يعيش الرجل الغني الذي لا يتصرف في أمواله, أبا بدون أبناء, زوجا لا زوجة له, مستبدا مسلوب الحرية سيدا للعبيد وعبدا لرعاياه.
التقسيم الإداري للجزائر: أبقى الدايات على التنظيم الإداري المعمول به سابقا وهو:
1-دار السلطان وهو إقليم مدينة الجزائر وضواحيها تابعة للداي.
2- بايلك الشرق ومقره قسنطينة
3- بايلك الغرب مقره مازونة ثم معسكر ثم وهران بعد تحريرها من الأسبان سنة 1792م.
4- بايلك التيطريوهو إقليم الوسط مقره المدية. على رأس كل بايلك حاكم يدعى الباي له صلاحيات واسعة فهو نائب الداي مكلف بحفظ الأمن وجمع الضرائب.
كما قسمت البايليكات إلى مقاطعات إدارية صغيرة يسيرها شيوخ القبائل وهم واسطة بين الباي والسكان. دايات الجزائر:
1- الحاج محمد باشا 1671-1682م
2- بابا حسن باشا1682-1683م
3- الحاج حسين ميزومورتو 1683-1688م
4- الحاج شعبان باشا1688-1695م
5- الحاج احمد باشا 1695-1698م
6- حسن باشا الشاوش1698-1700م
7- الحاج مصطفى باشا1700-1705م
8- حسين خوجة باشا1705-1707م
9- مصطفى بقطاش باشا1707-1710م
10-علي باشا الشاوش1710-1718م
11- محمد بن حسن باشا1718-1724م
12- كرد عبدي باشا1724-1733م
13- إبراهيم باشا1733-1745م
14- إبراهيم باشا كوجوك1745-1748م
15- محمد بكير باشا1748-1754م
16- علي باشا ملمولي 1754-1766م
17- محمد عثمان باشا1766-1791م
18- حسن باشا1791-1798م
19- مصطفى باشا1798-1805م
20- أحمد باشا1805-1808م
21- علي باشا الغسال1808-1809م
22- الحاج علي باشا1809-1815م
23- عمر باشا1815-1817م
24- علي خوجة1817-1818م
25- حسين باشا 1818-1830م.تاريخ الجزائر الحديث عهد البايلربايات
zaara- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6998
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى