روعة فن التصميم والديكور "قرية في منزل بالجنوب الصيني"

«القبة» ليس منزلاً عادياً... ليس فقط لأنه يحمل توقيع «تيموتي أولتون»... بل لأنه يكتنز بالفرادة والسحر،ما يمنحه هالة الولادات النادرة.
فهنا ليس مجرد زواج ناجح بين الهندستين الخارجية والداخلية، بين العمارة والديكور، بل إن الأمر يتعدىالمظاهر الجمالية والعملية ليتصل بمفهوم طليعي يستمد قيمه من طلائع فلسفية أكثر من اتكائه علىمفاهيم مادية بحتة.  
فهو، هندسياً، يختصر أبعاداً عرفتها العمارة في العديد من المراحل والحقب، تراثية في أصالتها ومعاصرة في مكوناتها... كلاسيكية في خواصها وحديثة في ملامحها.
ومن مثل هذه المعادلات الفريدة، تتولد طاقات حيوية تلهم الأجواء بالراحة، وأيضاً بالرفاهية السلسة. ووسطأشجار «الليتشي» الجميلة والمثمرة، يؤكد هذا العمل البديع وجوده ويكرس مقامه بكل جدارة وشرعية.

يدفع تصميم هذا المنزل حدود الابتكار الى أعلى درجاته...  فاستخدام الخشب الخالص في تنفيذ القبة الرئيسية للمنزل هو إنجاز يكاد يقارب الإعجاز من الناحية الحرفية، ولا عجب في أن يكون هذا الإنجاز تتويجاً لسنوات من التخطيط والتنفيذ الدقيقين لفريق عمل كان على استعداد كامل لتبني مثل هذا التحدي الجريء، على أن موقع «القبة» وسط سبعة منازل تحيطه - مشيّدة بالأسلوب والروحية نفسيهما - يجعل منه محور هذه «القرية» ومركز استقبال روادها.
لذا، فإن الوصول اليه يحتم المرور عبر بوابة «القمر» الخرسانية الصب، والتي تبدو صدى أميناً للمعمار التقليدي الصيني. وبعد هذه البوابة الدائرية، فإن ممراً يتمدد بأناقة وهدوء في حديقة «الليتشي» تظلله عرائش خيزرانية بديعة لكروم وأشجار مثمرة لفاكهة شهية.
«لقد أردنا ابتكار شيء جميل، غير عادي، ونتاج تفكير... شيء على طريقتنا»، كما يقول تيموتي أولتون عن هذا المكان الساحر.
أكبر التحديات التي واجهتها الشركة، هو الهندسة الدقيقة التي تطلبت دعوة شركة متخصصة من المملكة المتحدة للتركيز على تصميم المبنى، في حين تم تصميم كل عناصر الديكور الداخلي في الصين.
ولأن الهياكل الخشبية الصلبة نادرة في الجنوب الصيني، فقد واجه المقاول المحلي تحديات كبيرة أيضاً، حيث كان المطلوب 80 لوحاً خشبياً من أربعة أنواع، وفي النهاية تم تحضيرها بمقدار كبير من الدقة والعناية لكي تتلاءم مع بعضها بعضاً، في كل المظاهر.
وفي هيكل مستقل تماماً، من دون أعمدة، كان للخشب حضوره الصرف، ودوره «الرائد» في تأكيد أهميته ليس فقط كمادة نبيلة، ولكن أيضاً كمادة قادرة على التحمل بطواعية فريدة.
لقد تم إنجاز القبة بناء على معايير البيوت الألمانية القديمة، وهي من أفضل المعايير في العالم. كذلك، فإن حاجته القليلة الى الطاقة ميزة أخرى تضاف الى الميزات الكثيرة التي تتوافر له. وقد استُقدم الزجاج العازل الثلاثي الطبقات خصيصاً من أوروبا.
أما الداخل، فقد تم التفكير به بعناية دقيقة. فالأثاث بخطوطه المنحنية أو المستديرة، تم تصنيعه خصيصاً ووفق المقاس، بدا في تناغمه وانسجامه مع المكان وكأنه صدى للقبة الدائرية الشكل. بل إن المسألة تتعدى المفهوم الجمالي، وتتصل بمفهوم فلسفي يتيح للأفكار في الذهن أن تطفو في أرجاء المكان من دون أي إعاقات.
وهكذا جاءت كنبة «شابي» من تصميم أولتون بمنحنياتها الناعمة لتكمل الفكرة الأساسية. أما المطبخ فهو من الفولاذ المقاوم للصدأ والرخام، تم تصميمه من أجل دعم الجدار المنحني. الكراسي حول طاولة الطعام الرخامية المستديرة، تم تلبيسها بصوف «با باشيب» من تصميم أولتون، وذلك من أجل ملمس باذخ.

الموضوع الأصلي : روعة فن التصميم والديكور "قرية في منزل بالجنوب الصيني"

المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب