قرعة الأبطال …أفضل قرعة لتقديم أجمل نصف نصف نهائي

أسفرت قرعة نصف نهائي  دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عن لقائين كبيرين للغاية ، حيث سيجمع الأول برشلونة مع بايرن ميونخ والثاني ريال مدريد مع اليوفنتوس الإيطالي في قرعة يمكن اعتبارها الأفضل على الإطلاق لتقديم أفضل نصف نهائي …لكن لماذا ؟

يلتقي بيبي جوارديولا مع برشلونة للمرة الأولى رسمياً   منذ أن تركه ليواجه زميله وخليفته لويس إنريكي وهذه المسألة لوحدها  تجعل اللقاء مثيراً للغاية، فالمدرب الذي صنع أمجاد برشلونة وحوله إلى الفريق الاسطوري الذي لا يقهر أمام مهمة تدمير أحلامه ، أمر صعب للغاية على المدرب الكتالوني لكن هذه هي كرة القدم .

على الجانب الآخر يواجه أنشيلوتي فريقه السابق والذي دربه موسمين ونال معه المركز الثاني مرتين ووصل لنصف نهائي الأبطال قبل أن يخرج أمام اليونايتد موسم 1999، وفعلياً لم ينجح أنشيلوتي في الحصول على أي لقب مع اليوفي لكنه كان معه فريقاً صعب المراس للغاية، واليوم يقف المدرب الإيطالي أمام أحلام إيطاليا كلها برؤية أحد فرقها في النهائي للمرة الأولى منذ العام 2010 ، ويقف أيضاً أمام طموحاتها في حصد نقاط أكثر في التصنيف الأوروبي.

التلاميذ والخلفاء يواجهون الأساتذة   

يواجه لويس إنريكه زميله وأستاذه بطريقة ما بيبي جوارديولا الذي نسج التاريخ كما قلنا مع النادي الكتالوني ، وهو اليوم مطالب بالإطاحة به والتفوق عليه للوصول إلى النهائي وإثبات أنه لا يقل عن الفيلسوف شأناً أبداً. مواجهة ستكون صعبة جداً على إنريكي على الصعيدين المهني والشخصي .

عندما يواجه ماسيميليانو أليجري كارلو أنشيلوتي، هو يواجه معلماً وأستاذاً أوروبياً سبق وأن درّب الناديين الذين دربهما أليجري من قبل وهما الميلان واليوفي. ويعرف المدرب الشاب تماماً أن مواجهة فائز بدوري الأبطال ثلاث مرّات ليس بالأمر السهل على الاطلاق، لكنه سيعتمد على تقارب الفكر بينهما ووضعية الريال (الإصابات والضغوط للفوز) للتفوق عليه …مهمة شديدة التعقيد .

يعرف جوارديولا كل كبيرة وصغيرة في برشلونة ويعرف إمكانات نجومه جميعاً ، كيف لا وهو من صنعه فعلياً، وبالمقابل يعرف إنريكي زميل دربه تماماً ويعرف كيف يفكر وما يمكن أن يقوم به . وهذا ما ينطبق تماماً على أنشيلوتي الذي يعرف اليوفي وإيطاليا جيداً جداً كما يعرف أليجري العقلية الإيطالية وكيفية مواجهتها.

يقدم نادي بايرن ميونخ بقيادة جوارديولا  كرة استحواذ صرفة مع قوة في الكرات المرفوعة، في حين لم يعد برشلونة في عهد إنريكي فريق التيكي تاكا وحسب بل أصبح قادراً على الضرب بالمرتدات. ومن الرائع حقاً مشاهدة كيف ستواجه التيكي تاكا برشلونة وكيف سيتعامل معها الكتلان وهم من أتقنوها على مرّ السنين .

في إيطاليا سيتواجه مدربان حذران إلى حد كبير وتكتيكيان إلى حد أكبر ، وإن كان أنشيلوتي أكثر جمالية في اللعب فإن أليجري أقرب إلى ليبي في تحركاته وفي تقديم كرة فاعلة تهدف للفوز بالمقام الأول.

تمتلك جميع الفرق الروحية والعقلية المطلوبة للفوز، وهو ما يعني أن المواجهات ستكون قتالية حتى الرمق الأخير، عنوان المواجهات سيكون لا تراجع ولا استسلام ، والمباريات ستحسم بتفاصيل صغيرة ، فلمن الغلبة ؟