سعدان : أنا ضحية مؤامرة وبعد ملحمة أم درمان أحسست بأنني مستهدف
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
سعدان : أنا ضحية مؤامرة وبعد ملحمة أم درمان أحسست بأنني مستهدف
فتح شيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان قلبه لـ"الشروق" حيث تحدث عن الكثير من الأمور التي تخصه وتخص الكرة الجزائرية، والمنتخب الوطني بشكل خاص، بعد انقطاع طويل عن الساحة الكروية، وتطرق سعدان في حوار مطوّل سيصدر على شكل أجزاء، إلى الأسباب التي "غيّبته" عن المشهد الكروي، وما يعاني منه في الخفاء رغم ما قدمه للجزائر، فضلا عن مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا 2017، وكذا الظروف المحيطة بها فضلا عن الكثير من الأمور والقضايا الهامة التي سنترككم تكشفونها:
لماذا كل هذا الغياب عن المشهد الكروي؟
انسحابي من الساحة الرياضية راجع لظروف خاصة، لقد قمت بتوجيه ملاحظة لنفسي وقررت الابتعاد عن المشهد الكروي، لأنني اقتنعت بأن كلامي وتوجيهاتي ومواقفي لن تجدي نفعا، فمهما عبرت عن أفكاري وتصوراتي واجتهدت لقول الحقيقة، إلا أن الرسالة لا تصل أبدا للأسف، كنت أريد أن يتم الاستفادة من خبرتي وتجربتي، ولكن لا أحد يولي اهتماما لذلك، لقد بدأت التدريب منذ سنة 1973 وفي المستوى العالي، خاصة على مستوى المنتخبات وأملك خبرة محترمة، لكنني وجدت نفسي للأسف على الهامش، فلا أحد يستعين بي حتى لإلقاء المحاضرات أو اللإشراف على الدورات التدريبية.. في الجزائر يحبون النتائج السريعة فقط، وليس البناء والتكوين، أو إعداد مشاريع طويلة المدى، لم أتمكن من تجسيد مشاريعي في العديد من الأندية غرار وفاق سطيف وشباب سقنطينة على سبيل المثال، في كل مرة أجد نفسي أتقمص دور رجل المطافئ.
ألا تعتقد بأن إقصاءك أو تغييبك كان متعمدا وبهدف دفعك للصمت؟
بصراحة، كل شيء بدأ بعد ملحمة أم درمان، لقد أحسست بأنني مستهدف خاصة وأن ثمة أمور غريبة كانت تحدث حولي.. أنذاك لم نكن قد بلغنا كأس أمم إفريقيا منذ دورة 2004 بتونس والتي أشرفت فيها على المنتخب وقدته إلى ربع النهائي بفريق متواضع، وآنذاك أيضا لم نكن قد بلغنا المونديال منذ دورة 1986 بالمكسيك، وأنا بحمد الله وفقت في ذلك رفقة مجموعة من الرجال، وتصوروا أن الاتحادية ورغم كل ما قدمته لم تكلف نفسها عناء تقديم مقترح لتمديد عقدي الذي كان سينتهي بنهاية مشاركتنا في مونديال 2010، حتى الصحفيين طرحوا علي سؤالا غريبا وغير بريء خلال الندوات الصحفية خلال مونديال جنوب إفريقيا وهو: متى أستقيل؟ كانت هناك فعلا عملية تأليب وتحريض ضدي، من كان يتآمر ضدي كان يريد أن يأتي قرار الانسحاب من طرفي، ذا هو الجحود ونكران الجميل بعينه، للأسف هذه هي السمة الغالبة في الجزائر، أنت تجتهد وتتعب وتضحي ويأتي أخرون للسطو على انجازاتك. أنا مقتنع تماما بأن شعبيتي الجارفة في ذلك الوقت كانت سببا مباشرا في تحرك بعض الأطراف لسحب البساط من تحت قدماي، عبارة "جيش شعب معاك يا سعدان" جلبت لي الغيرة والحسد رغم أنها كانت صادرة بطريقة عفوية من كل فئات الشعب الجزائري، لقد تحولت إلى رمز من رموز البلاد ولكنني دفعت الثمن غاليا.
هل لديك عروض وهل أنت متحمس للعودة إلى العمل في الميدان؟
تلقيت أغلب العروض من الخارج وحتى في الجزائر أيضا، لكنني رفضتها جميعا لأن من اتصل بي كان يريد أن أشرف على الفريق الأول فقط، أنا أرغب في مساعدة أي فريق يريد بناء مشروع الاحتراف الحقيقي، وللأسف فإن أغلب الأندية تفضل النتائج السريعة.
أفضل عرض تلقيته كان من الاتحاد الليبي لكرة القدم، لقد كان مشروعا طموحا وبنّاء، كانوا يريدون منحي المديرية الفنية والمنتخب الأول، ووضعنا فعلا أسس القيام بثورة حقيقية في الكرة الليبية وإحداث تغييرات وإصلاحات، لكن للأسف الظروف الأمنية التي تعيشها ليبيا منعتني من ذلك، لقد تلقيت عرضا حتى من الصين، ومن المغرب من خلال فريقي الرجاء واتحاد طنجة، لكنني رفضتهما لنفس الأسباب التي ذكرتها. ومن جانب أخر، فقد ضيعت فرصة الإشراف على بعض الأندية العربية بسبب قيام بعض الأطراف في الجزائر بقطع الطريق عليّ، عبر الترويج لمعلومات مغلوطة عني، على غرار أنني كبرت وتقدمت كثيرا في السن، ولم يعد بإمكاني تقديم الكثير، لقد نشروا عني الكثير من الإشاعات بهدف منعي من مزاولة مهنتي، ولقد علمت بذلك من طرف بعض مسؤولي الأندية والاتحادات، الذين أكدوا لي ذلك. وهنا أستغل الفرصة لأقول لكل من طعنني في الظهر وقطع علي الطريق: حسبي الله ونعم الوكيل فيكم، أنا لم أشتغل منذ عام 2010 لكنني مازلت واقفا شامخا.
يبدأ المنتخب الجزائري الأحد مغامرة "كان2017" بمواجهة زيمبابوي كيف تتوقع أن تكون مهمته؟
لقد ارتفع المستوى كثيرا في القارة الإفريقية، خاصة وأنها شهدت تغير خارطتها الكروية ببروز منتخبات صغيرة، وهنا أؤكد على ضرورة عدم استصغار منتخب زيمبابوي وأخذه على محمل الجد، فالجميع يتذكر ما حدث لنا في "كان2010" بأنغولا في لقاءنا الإفتتاحي أمام مالاوي ورحنا ضحية برمجة الاتحاد الإفريقي الذي أجبرنا على اللعب في الظهيرة فتأثر اللاعبون بالعوامل المناخية من حرارة ورطوبة لقد تلقينا خسارة قاسية جدا، في فرانسفيل أيضا أظن أن هذه العوامل ستؤثر على الخضر، والطاقمان الفني والطبي يجب أن يحضرا التشكيلة جيدا من هذه الناحية، يجب على اللاعبين اقتصاد الطاقة وتسييرها لأنه يستحيل البقاء بنفس الريتم خلال كامل أطوار اللقاء في مثل هذه الظروف، هناك عامل مهم أيضا وهو التعامل بحكمة مع الحكام بسبب الأضرار التي قد تنجر عن أي سلوك من اللاعبين تجاه الحكام، تونس مثلا في دورة 2015 أقصيت بطريقة مفضوحة، عيب ما حصل لهم أمام منتخب الدول المضيفة.
هناك أيضا الجانب الانساني، الذي يعتبر عاملا مهما جدا في تلاحم وتضامن اللاعبين، يجب أن يتم تحضير اللاعبين جيدا من الناحية النفسية لأنهم سيلعبون في ظروف صعبة.
ما رأيك في التحضيرات التي قام بها الخضر وكذا الاستعداد لـ"الكان" بمواجهة موريتانيا وديا؟
أظن أن الفاف أصابت ببرمجة التربص هنا بالجزائر، مع توفر المركز التقني لسيدي موسى الذي يحتوي على كل مستلزمات التحضير العصرية ووسائل العمل والاسترجاع، ومن الناحية التقنية فإن التحضير في أجواء باردة تجعل اللاعبين يشتغلون أكثر في التدريبات بخلاف التدرب تحت حرارة شديدة لأن الأخيرة تضعف طاقة اللاعبين وتقتلها.
وبالنسبة لمباراتي موريتانيا، لا يمكن أن نعتبرهما معيارا للحكم على مستوى المنتخب، ولكنني أريد أن أتحدث عن أمر أهم من ذلك.
عندما تم تعيين ليكنس كمدرب للمنتخب، كنت أتوسم فيه الخير، قلت في نفسي بأن الرجل يعرف البيت جيدا وسيتمكن من انجاز المهمة المطلوبة منه، ولكنني فوجئت كونه قبل أيام فقط من النهائيات لم يقم بتكوين قاعدته الدفاعية، هذا الأمر مقلق للغاية كما شد انتباهي أمر أخر خلال مباراة موريتانيا الودية وهو الفوضى التي شهدها خط التماس بتواجد أشخاص كانوا يوجهون اللاعبين رفقة المدرب ليكنس، هذا الأمر لا يجب أن يحدث في هذا المستوى.
ما تعليقك على استبعاد فيغولي ومجاني من المنتخب قبل كأس أمم إفريقيا؟
كرة القدم ليست تقنيات فقط، هناك جانب مهم وهو الجانب المعنوي والإنساني، والمنتخب حاليا يفتقد لزعيم حقيقي أو اثنين يمكنهما تسيير المجموعة وشحن اللاعبين، واستبعاد فيغولي ومجاني بصفتهما قائدين للمنتخب وأحد أقدم اللاعبين خطأ جسيم، فنجاح أي فريق في دورة كبيرة مرتبط بتوفره على لاعبي الخبرة وكذا توفير الاستقرار، وانعدام الأخير سيضر بالمنتخب كثيرا، مثلما حدث في نهائيات كأس إفريقيا 2013، ونحن الأن نرتكب نفس الخطأ، فعند مجيء المدرب وحيد خاليلوزيتش تم الاستغناء عن العديد من "كوادر" التشكيلة في صورة كريم زياني، وتم دفع أخرين للانسحاب على غرار نذير بلحاج وكريم مطمور وعنتر يحيى، هؤلاء يملكون الخبرة والتجربة في أدغال إفريقيا، وكان من المفروض أن يتم الاستعانة بهم في دورة 2013 لأنهم كانوا قادرين على مساعدة المنتخب بفضل خبرتهم في "الكان"، لكن التسيير السيئ والجهل بأمور كرة القدم، جعلهم يذهبون ضحية تصفية الحسابات على حساب مصلحة المنتخب بأكمله، أنا أتساءل كيف كان يمكن الاستغناء عن لاعب مثل زياني بدأ باللعب للمنتخب في سن 18 سنة، وشارك في كأس إفريقيا 2004؟ كيف يتم حرمان هذا اللاعب من الخروج من المنتخب بطريقة تليق به؟؟
نحن اليوم أمام نفس الوضعية، قمنا بإقصاء قائدين للمنتخب، وأظن بأنهما لم يستبعدا لأسباب رياضية وإنما بسبب تصريحاتهما والمدرب لم يكن له دخل في ذلك أبدا، لأنه لو كان الأمر كذلك كان يجب ابعاد مبولحي أيضا، لو كان المدرب صارما فعلا لقام بذلك، الأمر متعلق بركائز التشكيلة، وما قام به المدرب مغامرة غير محمودة العواقب، كان عليه أن يستدعيهما ويبرمج لهما تحضيرات خاصة لتدارك نقص المنافسة وأن يتم توظيفهما كاحتياطيين على الأقل، لأنهما سيفيدان المنتخب بخبرتهما.
ليكنس قال بأن مبولحي حالة خاصة وأنه لا يملك حلولا أخرى غير الاعتماد عليه ما تعليقك على ذلك؟
مبولحي حارس رائع وأنا من ضمه للمنتخب وكان ذلك صدفة، لقد استنجدنا به في أخر لحظة بعد أن تلقينا تقارير ايجابية بشأنه، هو حارس يتمتع بالهدوء والرزانة، وساعد المنتخب كثيرا. عندما اقترحت ضمه للمنتخب لاقى ذلك رفضا من طرف رئيس الاتحادية ولكنني أصررت على تواجده معنا وبالفعل لقد قدم مستويات رائعة خاصة في مونديالي 2010 و2014.
المدرب خاليلوزيتش عندما راهن على مبولحي في كأس إفريقيا 2013 وفي مونديال البرازيل أخذ احتياطاته حيث برمج له تحضيرا خاصا قبل المنافسة لكن اليوم نحن أمام وضع مختلف، أنا أتساءل لماذا لم نقدم للمنتخب حارسا أو اثنين منذ العام 2010؟؟ المشكلة ليست في مبولحي وإنما في من عجز عن تقديم حارس في المستوى للمنتخب، لقد قام مختلف المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب بتدعيم كل المناصب عدا حارس المرمى، على كل حال لا أدري إن كان مبولحي جاهزا لكن الأكيد أن خبرته ستساعده كثيرا لأداء دورة في المستوى. وبالنسبة للمجموعة، ممكن أن تساعدها روح التضامن على صنع الفارق.
تغير موقف رئيس الفاف بخصوص اللقب القاري، حيث أضحى يؤكد في كل مرة بأن الخضر مطالبون بنيله، هل تتوقع أن هذا المنتخب قادر على التتويج؟
من الصعب التكهن بذلك، صحيح أن المنتخب حاليا يتوفر على تركيبة بشرية رائعة ومهيكل ومنظم بطريقة جيدة من كل النواحي، لكن التتويج باللقب صعب جدا ويتطلب الكثير من العوامل، في رأيي لو نتمكن من اجتياز الدور الأول يمكن أن نتحدث عن اللقب، يجب أن نؤدي مباريات كبيرة وهذا سيزيد من حماس المجموعة ويرفع معنوياتها ويمنحها الثقة، يجب أيضا أن نتعرف أولا عن رد فعل الفريق خلال المباريات الثلاث الأولى وبعدها سنرى.
سنخوض كأس إفريقيا بنصف تعداد لا يملك خبرة كأس إفريقيا ما تعليقك على ذلك؟
هذا أمر مخيف كما سبق وأن قلت لكم، الاستقرار مهم جدا، وتغيير تركيبة المنتخب بهذه الطريقة ممكن أن يضر به، ممكن أن نعيش نفس سيناريو 2013، اللهم إلا إذا حدثت معجزة.
الموضوع الأصلي : سعدان : أنا ضحية مؤامرة وبعد ملحمة أم درمان أحسست بأنني مستهدف
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
مواضيع مماثلة
» جمعية ام درمان الشبابية تواصل حملاتها التحسيسية وسط شباب الأحياء الشعبية
» هذا ما قاله روراوة عن سعدان
» السيليكوز يحصد ضحية جديدة
» باتنة ضحية جديدة لمهنة صقل الحجارة
» باتنة الغاز يأتي على ضحية جديدة
» هذا ما قاله روراوة عن سعدان
» السيليكوز يحصد ضحية جديدة
» باتنة ضحية جديدة لمهنة صقل الحجارة
» باتنة الغاز يأتي على ضحية جديدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى