تشكيك في فائدة الاكثار من شرب الماء

ذهبت الدكتورة مارغريت مكارتني الى حد
الاعلان بأن ضرورة تناولنا لثمانية اكواب من المياه يوميا للحفاظ على صحة
سليمة ليس هراء فحسب بل هراء مدحوض. وأوضحت مكارتني التي تعمل في عيادة
عامة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية انه ليس هناك دليل علمي على فائدة
الاكثار من شرب الماء رغم ان السلطات الصحية البريطانية توصي بذلك.

وكتبت مكارتني في المجلة الطبية البريطانية ان هناك دراسات تشير الى ان
ضررا غير مقصود قد يحدث إذا أُجبر الشخص على الاكثار من شرب الماء. واضافت
ان الماء ليس حلا بسيطا لمشاكل صحية متعددة.
وكان شرب ثمانية أقداح من الماء يوميا
للحفاظ على الصحة قاعدة ثابتة عند معلمي اللياقة البدنية الذين يقولون انه
يطرد السموم ويحسن نوعية البشرة ويساعد الملتزمين بنظام غذائي صحي ويمنع
الصداع ويرتقي بالحالة العامة للشخص.

وينصح موقع الخدمة الصحية الوطنية في
بريطانيا بشرب 6 الى 8 اقداح من الماء أو سوائل أخرى يوميا لمنع الجفاف.
وتصر مدارس عديدة على ان يأتي التلاميذ مسلحين بقنينة ماء.

ولكن باحثين وجدوا في عام 2008 انه
ليست هناك أدلة قاطعة على وجود فوائد صحية كبيرة في شرب نحو لترين من الماء
يوميا. وكل ما كان باستطاعتهم قوله ان هذه الكمية من الماء ليست ضارة.
وجاء هذا بعد صدور تقرير في المجلة الطبية البريطانية عام 2007 القى شكوكا
على وجود فوائد في الاكثار من شرب الماء. وقال التقرير ان شرب الحليب وعصير
الفواكه أو حتى الشاي والقهوة كثيرا ما يكون كافيا.

وتتهم الدكتورة مكارتني شركات بيع
الماء المعبأ باشاعة الاعتقاد القائل ان الاكثار من شرب الماء مفيد للصحة.
ولاحظت ان حملة ترويج شرب الماء من اجل الصحة التي توصي بشرب 1.5 الى 2 لتر
يوميا كانت من تنظيم شركة دانون التي لديها علامتان تجاريتان لبيع الماء
المعبأ.

ونقلت صحيفة الديلي اكسبريس عن
المستشارة في التغذية الصحية جين غريفن ان المعلومات المتوفرة حتى الآن من
هيئة السلامة الغذائية الاوروبية ان على الرجل ان يتناول 2.5 لتر والمرأة 2
لتر من السوائل يوميا ولكن هذا يشمل السوائل التي تُستهلك مع الغذاء.
وقالت غريفن ان غالبية الأغذية تحوي قدرا من الماء وان تناول كمية كافية من
الفواكه والخضروات يُسهم بقسط كبير في توفير الماء الذي يحتاجه الجسم.