ورد وشوك...
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
ورد وشوك...
ورد و شوك
مظاهر .. مظاهر .. يلبس الذئب ثياب الماعز و يعلن انتماءه ، عنوة يدخل قاموس الوداعة ، يصفق للمجانين الذين أقسموا أن يصوموا أيام تطوع لله فرحا بعودته ..
نلبس الروتين قناعا و نموت بفعل التكرار و العادة ، و كقواقع ملت التسكع في عرض البحر ، نقذف بعيدا فيتلقفنا البحر ( الحظ ) ليمتص دمنا الأحمر القاني و يزرّق فينا دما عاتما ..
نعيش في قوقعة المظاهر و عند إضافة أول قطرة من حمض الصراحة على قشرة أجسادنا الخادعة ينتهي دورنا فنلعن الزمن الغدار و نحمل حقائبنا الجلدية المصفدة الأقفال و نمضي في انتظار ورقة جديدة تسقط من مفكرة الأيام ،، آه كم نحب الحياة و لو تسكعا في أزقة الزمن الغجري ؟
هامش أول :
- كم من وردة في حديقة منزلكم ؟
- 20 وردة .
- و كم من شوكة تحيط بورود حديقتكم ؟
- لم أتمكن من عدّها ..
مع كل وردة تقطف تغرز مئات الأشواك في الجسد .. ( من أراد الشهد فليتحمل وخز الإبر ) ، هكذا علمتنا الحياة بعدما طحننا الزمن بقسوة و مرارة ،، و رغم الشوك و الجراح تبقى الضفادع تسبح في الماء العكر لتزيد هدوء الليل وحشة و قسوة .
هامش ثاني :
- كم عمرك ؟
- عشرون ربيعا .
- ما الحب عندك ؟
- الحب عندي أغنية لم يغنها فنان ، هو عندي دقات قلبي الحزين مع دفعات الدم الوريدي .
- ما هذه التجاعيد التي ترتسم على محياك ؟
- كم هو قاس هذا الزمن ، يجرعنا مرارته عنوة و يذهب تاركا آثاره على أجسادنا السقيمة الضحلة .
- كم تكذبين على نفسك و على الزمن ( فهل يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟ ).
هامش ثالث :
نلتقي فنتعانق و قلوبنا تتصارع في جنون ، تتوزع القبلات على وجناتنا المحمومة و يصرخ قلبينا من فرط الخداع و النفاق ،، نكتب كلمات الأعياد بدم قلوبنا و إذا التقينا تغرز الأسنان المنشارية في أجسادنا تفتك بها و توقف تردد أنفاسنا ،، كم ننافق ؟
- ( يأكل في الغلة و يسب في الملة ) حكمة قالها جدي قبل أن يتوسد لحده ، قالها في زمن لم يكن فيه نفاق .. آه ، لو عاش جدي إلى عصرنا الراهن ما وجد كلمة يتفوه بها
- مالي أراك مضطربا ، لا يهدأ لك بال ؟
- و كيف لا أقلق يا أخي ،، و قد صودرت قصصي و رواياتي .
- و لكن لماذا ؟
- ليس لشيء إلا أنها صريحة ،، تفضح الواقع و تعريه و تكشف زيف الظواهر و بريقها الخادع .
- و لكني قرأت إحدى قصصك فكانت كلها حربا ضروسا ( على مولى النعمة ) .. أين الواقع و أين أنت
باسم الواقعية ننافق و باسم الرمزية ننافق ،، و يقتل بعضنا بعضا في أزقة الزمن الضيقة و نعلن تحررنا من التقاليد و نحلق في نسيج عنكبوتي ..
هامش رابع :
- ماذا تريدين ؟
- حريتي ،، انطلاقي .
- من أخذ منك حريتك ؟
- أنت ،، الرجل ، هذا الجلف القاسي القلب و المقيد للحريات ،، ( أعطني حريتي أطلق يدي ) .
- ماذا تريدين بصراحة ، يكفي تملقا و خداعا ،، ألست تريدين التحرر و ليس الحرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى