زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا | وَعُلّقَ القلبُ مِنْ أسماءَ ما عَلِقَا |
وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَهُ | يوْمَ الوداعِ فأمسَى الرّهنُ قد غَلِقَا |
وأخلفتكَ ابنة ُ البكريِّ ما وعدتْ | فأصْبَحَ الحَبْلُ مِنْها واهِناً خَلَقَا |
قامت تبدَّى بذي ضالِ لتحزنني | ولا محالة َ أنْ يشتاقَ من عشقا |
بِجِيدِ مُغْزِلَة ٍ أدْماءَ خاذِلَة ٍ | من الظباءِ، تراعِي شادناً، خرِقا |
كأنّ رِيقَتَها بعدَ الكرَى اغتُبِقَتْ | مِنْ طَيّبِ الرّاحِ لمّا يَعْدُ أن عَتُقَا |
مدحنا لها روقَ الشبابِ، فعارضتْ | الصُّلْبَ والعُنُقَا |
هوَ الجَوادُ فإنْ يَلحَقْ بشأوِهِمَا | مِنْ ماءِ لِينَة َ لا طَرْقاً وَلا رَنِقَا |
ما زلتُ أرمقهم، حتّى إذا هبطتْ | أيدي الرّكابِ بهِمْ من راكِس فلقَا |
دانية ً من شرورى ، أو قفا أدمٍ | يَسْعَى الحُداة ُ على آثارِهمْ حِزَقَا |
كَأنّ عَيْنيّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَة ٍ | منَ النّوَاضِحِ تسقي جَنّة ً سُحُقَا |
تمطو الرشاءَ، وتجري في ثنايتِها | مِنَ المَحالَة ِ ثَقْباً رائِداً قَلِقَا |
لها أداة ٌ، وأعوانٌ، غدونَ لها: | قتبٌ، وغربٌ، إذا ما أفرغَ انسحقا |
وخلفها سائقٌ، يحدُو، إذا خشيتْ | |
وقابلٌ، يتغنَّى ، كلَّما قدرتْ | على العراقي يداهُ، قائماً، دفقا |
يُحيلُ في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُهُ | حَبْوَ الجَواري تَرَى في مائِهِ نُطُقَا |
يخرجنَ، من شرباتٍ، ماؤها طحلٌ | على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمّ والغَرَقَا |
على تَكاليفِهِ ف | مِثْلُهُ لَحِقَا |
منَ الحوادِثِ غادى النّاسَ أوْ طَرَقَا | |
يمري بأظلافه حتى إذا بلغتْ | يبسَ الكثيبِ تداعَى التربُ فانخرقا |
بلِ اذكُرَنْ خيرَ قَيسٍ كلّها حَسَباً | وخَيرَها نائِلاً وخَيرَها خُلُقَا |
وذاك أحزمهم رأياً، إذا نبأٌ | |
فضلَ الجوادِ على الخيلِ البطاءِ فلا | يعطي بذلكَ ممنوناً، ولا نزقا |
قد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ | والسائلونَ، إلى أبوابهِ، طرُقا |
القائدُ الخيلَ، منكوباً دوابرها | قد أُحكمتْ حكماتِ القدِّ، والأبقا |
غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمّراً خُدُجاً | مِنْ بَعدِ ما جَنَبوها بُدّناً عُقُقَا |
| تشكو الدوابرَ والأنساءَ والصفقا |
يطلبُ شأوَ امرأَينِ، قدَّما حسناً | نالا الملوكَ، وبذّا هذهِ السوقا |
أو يسبقاهُ، على ما كانَ من مهلٍ، | فمثلُ ما قدَّما، من صالحٍ، سبقا |
أغرُّ أبيضُ، فياضٌ، يفككُ عن | أيدي العُناة ِ وعَنْ أعْناقِها الرِّبَقَا |
إنْ تَلْقَ يَوْماً على عِلاّتِهِ هَرِماً | يلقَ السماحة َ منهُ، والندَى خلُقا |
وليسَ مانع ذي قربَى ، ولا نسبٍ | يوماً، ولا معدماً من خابطٍ، ورقا |
لَيْثٌ بعَثّرَ يَصطادُ الرّجالَ إذا | ما كَذّبَ اللّيْثُ عَنْ أقرانِهِ صَدقَا |
يَطعَنْهُمُ ما ارْتَمَوْا حتى إذا اطّعَنوا | ضارَبَ حتى إذا ما ضارَبُوا اعتَنَقَا |
هذا وَلَيسَ كمَنْ يَعْيَا بخُطّتِهِ | وَسْطَ النّديّ إذا ما ناطِقٌ نَطَقَا |
لو نالَ حيٌّ، منَ الدنيا، بمكرمة ٍ | وَسطَ السّماءِ لَنالَتْ كَفُّه الأفُقَا |
الموضوع الأصلي : زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
جزاك الله خيرا على الشعر الجميل
والمجهودات
والمجهودات
الموضوع الأصلي : زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
» زهير بن أبي سلمى :صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
» زهير بن أبي سلمى : ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
» زهير بن أبي سلمى : ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
» زهير بن أبي سلمى : ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
» زهير بن أبي سلمى :صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
» زهير بن أبي سلمى : ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
» زهير بن أبي سلمى : ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
» زهير بن أبي سلمى : ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى