زهير بن أبي سلمى : غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
زهير بن أبي سلمى : غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ | دوارسَ، قد أقوينَ من أمِّ معبدِ |
أربتْ بها الأرواحُ، كلَّ عشية ٍ | فلم يبقَ إلاّ آلُ خيمٍ، منضدِ |
وغَيرُ ثَلاثٍ كالحَمَامِ خَوَالِدٍ | وهابٍ محيلٍ، هامدٍ، متلبدِ |
فلمّا رأيتُ أنها لا تجيبني | نهضتُ إلى وجناءَ كالفحلِ جلعدِ |
جُمالِيّة ٍ لمْ يُبْقِ سَيري ورِحْلَتي | على ظَهرِها مِنْ نَيّها غيرَ مَحْفِدِ |
مَتى ما تُكَلّفْها مَآبَة َ مَنْهَلٍ | فتستعفَ، أو تنهكْ إليهِ، فتجهدِ |
تردهُ، ولمّا يخرجِ السوطُ شأوها | مروحٌ، جنوحُ الليلِ، ناجية ُ الغدِ |
كهمكَ، إن تجهدْ تجدْها نجيحة ً | صبوراً، وإنْ تسترخِ عنها تزيدِ |
وتنضحُ ذفراها، بجونٍ، كأنّهُ | عَصِيمُ كُحَيلٍ في المراجلِ مُعقَدِ |
وَتُلْوي برَيّانِ العَسِيبِ تُمِرّهُ | على فَرْجِ مَحرُومِ الشّرابِ مُجدَّدِ |
تُبادِرُ أغْوَالَ العَشِيّ وتَتّقي | عُلالَة َ مَلويٍّ منَ القِدّ مُحصَدِ |
كخنساءَ، سعفاءِ الملاطمِ، حرة ٍ | مسافرة ٍ، مزؤودة ٍ، أمِّ فرقدِ |
غَدَتْ بِسِلاحٍ مِثْلُهُ يُتّقَى بهِ، | وَيُؤمِنُ جأشَ الخائِفِ المُتَوَحِّدِ |
وسامِعَتَينِ تَعرِفُ العِتْقَ فيهِمَا | إلى جَذرِ مَدلوكِ الكُعوبِ مُحَدَّدِ |
وناظرتينِ، تطحرانِ قذاهما | كأنّهُما مَكْحُولَتانِ بإثْمِدِ |
طَبَاها ضَحاءٌ أوْ خَلاءٌ فخالَفَتْ | إلَيْهِ السّباعُ في كِناسٍ ومَرْقَدِ |
أضَاعَتْ فلَمْ تُغْفَرْ لها خَلَواتُهَا، | فَلاقَتْ بَياناً عندَ آخِرِ مَعهَدِ |
دماً، عندَ شلوٍ، تحجلُ الطيرُ حولهُ | وبضعَ لحامٍ، في إهابٍ، مقددِ |
فجالتْ على وحشيها، وكأنها | مسربلة ٌ، في رازقيٍّ، معضدِ |
وتَنفُضُ عَنها غَيبَ كُلّ خَميلَة ٍ، | وتخشى رماة َ الغوثِ، من كلِّ مرصدِ |
ولم تدرِ وشكَ البينِ، حتّى رأتهمُ | وقَدْ قَعَدُوا أنْفاقَها كُلَّ مَقعَدِ |
وثاروا بها من جانبيها كليهما | وجالتْ، وَإنْ يُجشِمْنها الشدّ تجهدِ |
تبذُّ الألَى يأتينها، من ورائها | وَإنْ يَتَقَدّمْها السّوابقُ تَصْطَدِ |
فأنقذها، من غمرة ِ الموتِ، أنها | رأتْ أنها إنْ تنظرِ النبلَ تقصدِ |
نجاءٌ، مجدٌّ، ليسَ فيهِ وتيرة ٌ | وتذبيبها عنها، بأسحمَ، مذودِ |
وجدتْ، فألقتْ بينهنَّ، وبينها | غباراً، كما فارتْ دواخنُ غرقدِ |
بمُلْتَئِماتٍ كالخَذارِيفِ قُوبِلَتْ | إلى جَوْشَنٍ خاظي الطّريقَة ِ مُسنَدِ |
إلى هَرِمٍ تَهْجِيرُها وَوَسِيجُها | تروحُ من ليلِ التمامِ وتغتدي |
إلى هَرِمٍ سارَتْ ثَلاثاً منَ اللّوَى ، | فَنِعْمَ مَسيرُ الوَاثِقِ المُتَعَمِّدِ |
سَوَاءٌ عَلَيْهِ أيَّ حينٍ أتَيْنَهُ، | أساعة نحسٍ تتقى أم بأسعدِ؟ |
ألَيسَ بِضرّابِ الكُماة ِ بسَيفِهِ | وفَكّاكِ أغْلالِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ |
كلَيْثٍ أبي شِبْلَينِ يَحمي عَرينَهُ، | إذا هو لاقى نجدة ً لم يعردِ |
ومدرهُ حربٍ، حميها يتقى بهِ | شَديدُ الرِّجامِ باللّسَانِ وباليَدِ |
وثقلٌ على الأعداءِ، لا يضعونهُ | وحمالُ أثقالٍ، ومأوى المطردِ |
ألَيسَ بفَيّاضٍ يَداهُ غَمَامَة ً، | ثِمَالِ اليَتَامَى في السّنينَ مُحمّدِ |
إذا ابتدرتْ قيسُ بنُ عيلانَ غاية ً | منَ المجدِ مَن يَسبِقْ إليها يُسوَّدِ |
سَبَقْتَ إلَيها كُلّ طَلْقٍ مُبَرِّزٍ | سَبُوقٍ إلى الغاياتِ غَيرِ مُجَلَّدِ |
كفِعْلِ جَوادٍ يَسبُقُ الخَيلَ عَفوُهُ | ـسراعَ وإن يجهدنَ يجهدْ ويبعدِ |
تقيٌّ، نقيٌّ، لم يكثرْ غنيمة ً | بنكهة ِ ذي قربَى ، ولا بحقلدِ |
سوى ربعٍ، لم يأتِ فيها مخانة ً | وَلا رَهَقاً مِن عائِذٍ مُتَهَوِّدِ |
يطيبُ لهُ، أو افتراصٍ بسيفهِ | على دَهَشٍ في عارِضٍ مُتَوَقِّدِ |
فلو كانَ حمدٌ يخلدُ الناسَ لم يمتْ | ولكنَّ حمدَ الناسِ ليسَ بمخلدِ |
ولكنّ منه باقيات وراثة | فأورثْ بينكَ بعضها، وتزودِ |
تَزَوّدْ إلى يَوْمِ المَمَاتِ فإنّهُ، | ولو كرهتهُ النفسُ، آخرُ موعدِ |
الموضوع الأصلي : زهير بن أبي سلمى : غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: زهير بن أبي سلمى : غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
جزاك الله خيرا على الشعر الجميل
والمجهودات
والمجهودات
الموضوع الأصلي : زهير بن أبي سلمى : غَشِيتُ دِياراً بالبَقيعِ فثَهْمَدِ
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» زهير بن أبي سلمى : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
» زهير بن أبي سلمى :صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
» زهير بن أبي سلمى : ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
» زهير بن أبي سلمى : ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
» زهير بن أبي سلمى : ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
» زهير بن أبي سلمى :صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
» زهير بن أبي سلمى : ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى
» زهير بن أبي سلمى : ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
» زهير بن أبي سلمى : ألا، أبلغْ لديكَ بني سبيعٍ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى